أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها














المزيد.....

إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشرات الألوف من المواطنين العراقيين ممن تركوا الخدمة في عهد النظام المباد يقبعون الآن في اسوأ حال بفعل الاهمال الذي يتعرضون له من الجهات المسؤولة نتيجة عدم الإلتفات الى قضيتهم المتمثلة بسعيهم للعودة الى وظائفهم وإحقاق حقوقهم المغدورة حيث ان بعضهم لديه أكثر من عشر سنوات في الوظيفة قبل ان يتركها, ولتوضيح الصورة علينا في البداية ان نوضح متعلقات قضيتهم رغم انها معروفة للجميع.
أغلب هؤلاء تركوا دوائرهم السابقة مضطرين حينها بسبب عدم كفاية الراتب الذي كان يتراوح بين 3 ـ 5 آلاف دينار والذي لم يك يكفي لشراء حتى طبقة بيض واحدة فالتجأوا الى الشارع لممارسة أعمال البيع والشراء المتواضعة على الأرصفة وعن طريق (الـﭽنابر) وهم من الموظفين والعمال السابقين والكثير منهم من الجامعيين والخريجين وقد عانوا الأمرين من جراء ظروف العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على البلد بسبب ممارسات النظام المباد.
وبعد سقوط النظام السابق غمرتهم السعادة هم وعوائلهم على أمل ان يسارع النظام الجديد الى إنصافهم على وفق التصرف المنطقي الذي يملي على المسؤولين الجدد إرجاع هؤلاء الى الوظيفة واحتساب المدة التي اضطروا فيها لترك دوائرهم خدمة فعلية لأغراض الراتب و التقاعد غير ان سعادتهم تحولت الى أضغاث أحلام بفعل الاداء السيء لمؤسسات الدولة التي أعقبت التغيير خصوصا مجلس النواب المسؤول عن اصدار التشريعات بما فيها التشريعات الخاصة بعودة هؤلاء الى الوظيفة كما لم يلتفت أي أحد الى أمرهم رغم مراجعاتهم المتواصلة لدوائرهم السابقة وما يتعلق بها متحملين المعاناة القاسية في ظل ارتفاع اجور النقل وصعوبة الوضع الامني.
ومثل تاركي الخدمة هؤلاء تكوي البطالة مئات الالوف من الشباب العراقيين الذين يبحثون عن قوت عائلاتهم في (مصاطر) العمال حيث حصدت المفخخات أرواح العشرات بل المئات منهم بينما يشغل الآخرون أنفسهم في مهن متواضعة عن طريق أعمال شاقة يتقاضون من جرائها مبالغ زهيدة تكفي بالكاد قوت عيالهم. إن المتطلع المنصف لمجرى الحياة اليومية في العراق تكاد تصعقه الأعداد الهائلة من العربات التي تجرها الخيول والحمير والتي ينطلق بها صبية يافعون مع أولى ساعات الفجر يبيعون النفط أو الغاز أو يدورون في بعض مناطق بغداد بأمل الحصول على أي حاجة لشرائها ومن ثم بيعها في أسواق بغداد التي يبدو انها تعيش في عصر آخر لا يشبه عصرنا بالتأكيد ومنها سوق مريدي وسوق الباب الشرقي و سوق الهرج في باب المعظم وغيرها من الأسواق التي كنا نأمل ان تستبدل بأسواق عصرية حال سقوط النظام المباد غير ان الرياح سارت بما لا تشتهي السفن فظل مريدي يتناسل هموم الناس وأوجاع بطونهم وازداد الهرج في سوقه هرجا وهكذا دواليك.
يحدث هذا في ظل تدفق هائل غير مسبوق للأموال الى خزينة الدولة نتيجة ارتفاع أسعار النفط ووصولها الى مديات لم تصلها منذ عقود حيث يقدر الخبراء ما يدخل الى الخزينة العراقية خلال يوم واحد بثلاثمائة مليون دولار وهو مبلغ تتمنى دول كبيرة المساحة وكثيرة السكان بما يفوق العراق ان تحصل عليه في سنة كاملة هذا عدى النفط الذي يذهب عن طرق التهريب والذي لا يقل شأنا عن أخيه الشرعي!!.
تحدث مثل هذه المآسي والكثير الكثير غيرها في ظل صمت مطبق من قبل النواب الذين يفترض بهم ان يدافعوا عن مصالح ناخبيهم الذين صوتوا لهم في ظروف غير طبيعية كان التهديد فيها لحياتهم قد وصل أشده, ترى ما فائدة مجلس النواب إذا كان غير قادر على طرح والتصويت على القوانين التي ترجع تاركي الوظيفة الى وظائفهم التي تركوها مرغمين وما المغزى من وجوده إذا كان عاجزا عن الالتفات الى معانة ملايين العاطلين عن العمل والتغاضي عن ترك الأطفال والصبية لمقاعد الدراسة وما يحمله ذلك من خطورة قصوى على مستقبل البلد. والملاحظ هنا ان مجلس النواب يسير كما يقال سير السلحفاة في إقراره للقوانين حيث تأخذ بعض القوانين شهورا ً بل سنوات كي تقر مثلما جرى مع قانون المساءلة والعدالة ومثلما يجري مع تغيير العلم حيث كان يتوجب تغييره مع أول يوم من سقوط النظام المباد مثلما حصل مع النشيد الوطني والأغرب من ذلك ان النواب يحاولون استغلال أي فرصة للتهرب من مسؤولياتهم والتذرع بأي حجة للنأي بانفسهم عن مواجهة الواقع عندما يتسابقون للحاق باولى الطائرات المغادرة الى السعودية لتكرار عملية حجهم المبرور هم ومرافقيهم في حين يبقى المستحقون الفعليون للحج سنوات بانتظار ظهور أسمائهم في قرعة الحج والبعض الآخر من النواب يتحجج بالمرض فلا يحضرون الجلسات وغيرهم متغيبون أصلا ً منذ أول جلسة عقدها مجلس النواب في دورته الجديدة حيث يقدر المراقبون ان نسبة الغياب عن جلسات البرلمان هي 120 نائبا ً يوميا ً خلال عقد الجلسات وبالرغم من ذلك فانهم يطالبون بزيادة رواتبهم العالية التي تبلغ 18 الف دولار اي ما يعادل حوالي 22 مليون دينار شهريا ًفي حين ان بعض المتقاعدين يتسلمون 150 الف دينار في ثلاثة اشهر ! ويطالب النواب ايضا باحقاق الحقوق التقاعدية لهم رغم انهم لم يكملوا حتى السنوات الأربع من عمر دورتهم الانتخابية في الوقت الذي تعلن وزارة المالية عدم توفر درجات وظيفية لمستحقيها العاطلين. اردنا من ضرب الامثلة تلك ان نخلص الى نتيجة مفادها ان الاداء السيء وإلحاق الحيف بالمواطنين سيؤدي في النهاية الى تراكم التذمر الشعبي وهو واقع فعلا ً وآخذ في التزايد بما يهدد مجمل العملية السياسية التي يحرص الجميع على إنجاحها كأنموذج جدير بالتطبيق في عموم المنطقة.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة والدولة وما بينهما
- فشل نظام القوائم الانتخابية .. وحان أوان استبداله
- إنفرجَ الوضع الأمني .. فضاعت الكهرباء !!
- وزارات محلية .. وزراء محليون!
- وزراء العراق الجديد يقطعون أرزاق موظفيهم
- وزارة ساركوزي ووزارة المالكي
- أضم صوتي ضد وزارة الكهرباء ولكن
- مدينة الثورة ضحية لصوص وزارة التجارة
- إستقالة الشبلي: قرار شجاع أهمله الجميع
- بين استنكار جلال الطالباني ووعيد فلاديمير بوتين ...ضياع الدم ...
- استقال لماني فمتى يستقيل الفاشلون في دولتنا؟ رأي متواضع في ا ...
- فلنحجب أخبار الارهاب!
- شرف الثوار وأنحطاط الأشرار
- 99 طفلا عراقيا ً يولد كل ساعة!!
- خرافة الـ 42 % !!!
- 20 % شرعية 65 % غير شرعية !!
- تفجيرات الحلة تتحمل مسؤوليتها الجهات الادارية والامنية في ال ...
- فجرّوا حبايبنا
- بشار الاسد والحدود الاميركية المكسيكية .. (القشش) التي ستقصم ...
- أيام نفير السودان!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - إهمال مطالب الناس يهدد العملية السياسية برمتها