أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ماوراء الحدث














المزيد.....

ماوراء الحدث


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ وقوع انقلاب حماس المسلح على الشرعية الفلسطينية في منتصف حزيران الماضي 2007, وقعت أحداث سياسية متعددة ولكنها ذات مغزى كبير
الحدث الأبرز:
كان مؤتمر إنا بوليس في ولاية ميريلاند في الولايات المتحدة ,في السابع والعشرين من نوفمبر تشرين ثاني نهاية السنة الماضية ,وهوا لمؤتمر الذي أطلق المفاوضات من جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين ,مفاوضات تناقش الوضع النهائي ,وهى كلها موضوعات تحدد الشكل النهائي للدولة الفلسطينية المفترضة التي تحدث عنها الرئيس بوش في رؤيته, واعتبرتها خارطة الطريق الخلاصة المرجوة , في الأرض التي حددتها قرارات الشرعية الدولية , اى في حدود عام 1967-والتي تعتبر موضوع المقايضة الرئيسية التي تضمنتها مبادرة السلام العربية .

في إنا بوليس :
كان الأمر المحير الذي يثير التساؤلات ولا يلقى الأجوبة هو قطاع غزة, قطاع غزة الذي أصبح موضوعيا في قبضة حماس, ومن وراء حماس جميع القوى في العالم العربي وفى المنطقة التي أطلقت على نفسها اسم قوى الممانعة بقيادة إيران وسوريا !! وكان السؤال الأبرز هو:
كيف ستجرى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, بينما قطاع غزة خارج السياق ؟
ثم تطور السؤال إلى ماهو أصعب من ذلك :
كيف ستجرى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, بينما قطاع غزة يطلق صواريخ الممانعة الإيرانية الإسرائيلية ؟
وحول هذين السؤالين الكبيرين جرت عدة أجوبة ,ومبادرات , ومحاولات , واقتراحات , كان أبرزها الرئيس الفلسطيني أبو مازن باستئناف الحوار الوطني بعد أن تبدي حركة حماس استعدادها للتراجع عن أثار الانقلاب وردود حماس السلبية على هذه المبادرة ,وتوسيع رقعه إطلاق الصواريخ والحملة الإسرائيلية العنيفة التي ترافقت مع تشديد الحصار .
وكان المشهد يبدو بائسا وغاية في التعقيد ,حيث فرص الحوار الفلسطيني تتقلص وتتراجع ,وفرص التهدئة مع إسرائيل تبدو معدومة , وقطاع غزة يزداد خروجا عن المسار إلى أن وقع الحدث الأكبر , والمفاجأة المذهلة , واللعبة الحاسمة , والضربة القاضية , والهدف الذهبي كما يقول الكرويون, الهدف الذي يأتي بالوقت الحاسم !! واعني به قيام جمهورية مصر العربية بفتح حدودها أمام أهالي قطاع غزة ,صبيحة يوم الأربعاء الماضي , فقد انحبست أنفاس الكثيرين وهم يراقبون بذهول ذلك المشهد الذي كان أعظم المتطرفين, واكبر المبالغين – وأكثر الحالمين لايتوقعون لو جزء يسير منه فقد كان اخطر مطلب يلوح في خيال البعض أن تقوم مصر باستدعاء سفيرها في تل أبيب ؟ أو أن تقوم مصر بالسماح بمظاهرات صاخبة في مصر تندد بالحصار, أما هذه الخطوة التى جرت بفتح الحدود ,وإزالتها , والسماح لمئات ألاف الفلسطينيين بعرباتهم وشاحناتهم بالعبور إلى رفح ثم إلى العريش محملين بأطنان من البضائع والحاجيات, بدون جوازات سفر,ولا تنسيق أمنى, ولا حتى مراقبة من اى نوع ! فهذه خطوة اجتثت ما حولها دفعة واحدة , وقلبت الأدوار بطريقة دراماتيكية,وجعلت من صراخ الفلسطينيين في سجالهم الداخلي المتواصل منذ شهور أشبه بصراخ الوهم والجنون , وأيقظت أمالا ومخاوف كانت مدفونة في أعماق الذاكرة .
لقد ثبت أن قطاع غزة ليس مجرد جزء عضوي من الأمن القومي المصري , بل اى وقطاع غزة ليكون جزءا عضويا من الأمن الداخلي المصري , وهذا يعنى إن ما يجرى في قطاع غزة منذ شهور ,منذ انقلاب الصيف الماضي يصل إلى نهايته المنطقية ,اى اللعب على مستوى اكبر , إسرائيل تحاصر وتقطع الصلة ومصر تفتح الأبواب وتجدد الصلة , المهم عدم السماح للوضع داخل قطاع غزة بالخروج عن السيطرة , وعدم السماح للوضع في قطاع غزة باستدراج أطراف أخرى ابتدءا من القاعدة , وتفريعاتها وانتهاء بإيران وأصابعها , وهكذا , فإن قطاع غزة الذي يثبت انه جزء من الأمن الداخلي المصري عاد ليكون تحت السيطرة , كل صيغ الممانعة المطروحة ظهرت وكأنها لاشيء أمام دراماتيكية هذه الخطوة المصرية , وحماس المسيطرة على القطاع منذ الصيف الماضي, تدرك ألان انه لاشيء بدون ثمن , فإن كانت مسئولة , فالمسئولية يجب تحملها بشكل كامل وليس بشكل انتقائي , ولكي تكون حماس طرفا فعليا متوجب عليها أن تكون جزءا من منظومة كاملة , منظومة الأمن في هذه المنطقة الخطرة , وهكذا أصبح بالإمكان ألان الإجابة عن الأسئلة ذات الإجابات الغائبة التى طرحت لحظة انعقاد أنا بوليس وبعده , أسئلة حول موقع قطاع غزة ومصيره , كيف تكون مفاوضات , وكيف تظل غزة خارج السيطرة ألان , لا أحد خارج السيطرة , حتى الأوهام نفسها سقطت تحت سقف الحقائق ,
الحقيقة الهامة :
إن صحراء سيناء , وخاصة شمال صحراء سيناء , كان حاضرا دائما حيت يتم الحديث عن مصير قطاع غزة , في الخمسينات كان هناك مشروع الإسكان والتوطين الفلسطيني في شمال سيناء وفى السنوات التى أعقبت قيام السلطة الوطنية طرح مطار العريش , وميناء بحري تبنى في العريش , مع ممرات مفتوحة , لتكون بوابات لحل مشكلة تواصل قطاع غزة مع العالم الخارجي , وفى الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي , كان الإسرائيليون يفكرون بقلق في مشكلة التزايد السكاني غير المسيطر عليه في قطاع غزة, والبحث عن حلول له دون الضغط على جدارهم الشرقي بصحراء النقب قليلة السكان الإسرائيليين !! وكان التوجه الإسرائيلي يعيد الهدف إلى استيعاب هذه المشكلة في سيناء عبر صيغة لتبادل الاراضى , وترك قطاع غزة تحت مسئولية المصريين .

فقط أريد أن أشير:

إلى أن فتح الحدود المصرية أمام سكان قطاع غزة في صبيحة يوم الأربعاء 23-1-2008 هو حدث كبير جدا , قد يكون أكثر أهمية من مؤتمر أنا بوليس الذي احتشد فيه قرابة ستين دولة , بل إن فتح الحدود المصرية أمام سكان قطاع غزة الذي سوف يستمر لفترة قادمة قد يكون هو الحدث القادر على تظهير المعنى السياسي العملي لمؤتمر أنا بوليس .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد اكثر تعقيدا
- الدم يزهر وردا
- جنازة في عرس وعرس في جنازة
- على أبواب المؤتمر السادس
- فن المصالحة ؟
- الموت موجود والدواء مفقود
- الثلث الضامن والأرتباط المعطل !
- التعليم وقاعدة الانطلاق الرئيسية
- رسائل دموية
- اللواء صائب نصار وزمن الثورة
- اوقفوا هذا الانتهاك
- تعالوا نضئ شمعة
- من منكم يملك وساما مثل وسامي ؟
- صرخة من الأعماق
- هل نحن مهيئون للحوار ؟
- الحصار والأسعار والتجار
- يهودية الدولة ....لماذا ,
- قراءة متأنية لمشهد معقد
- الوفاء للرجل الوفاء للهدف
- المفتاح بيد من ؟


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ماوراء الحدث