أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - حامد الحمداني - وحدة قوى اليسار والعلمانية واللبرالية خطوة متأخرة في أول الطريق















المزيد.....

وحدة قوى اليسار والعلمانية واللبرالية خطوة متأخرة في أول الطريق


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 11:02
المحور: ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 
    


منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وقوى اليسار والتقدم، بما فيها القوى العلمانية والليبرالية كانت هدفاً لكل الأنظمة الرجعية والقومية المتعصبة التي تعاقبت على الحكم في العراق، وبلغت ذروتها خلال الحقبة التي حكم فيها حزب البعث البلاد حتى سقوطه على يد الجيوش الأمريكية والبريطانية عام 2003، حيث كانت تتعرض باستمرار لحملات تلك الأنظمة، سواء كان ذلك عن طريق العنف الذي مارسته الدولة، أو من خلال القوانين والمراسيم التي تصدرها لتصفية الحقوق الديمقراطية والحريات العامة التي نص عليها الدستور، بغية كبح جماحها، ومحاولة إضعاف تأثيرها على مجريات الأحداث في الساحة العراقية، وتقرير مصائر الشعب والوطن.
ومع شدة شراسة تلك الأنظمة في حربها ضد قوى اليسار والديمقراطية إلا أن هذه القوى استطاعت أن تتحدى السلطة الحاكمة في العهد الملكي، وإن تقود نضال الشعب من أجل حقوقه الديمقراطية، واستطاعت أن تهيمن على العمل السياسي في الشارع العراقي، ولاسيما عندما استطاعت هذه القوى تحقيق التعاون فيما بينها من خلال الجبهة الوطنية عام 1954 لخوض الانتخابات النيابية، وجبهة الاتحاد الوطني عام 1957، والتي استطاعت أن تحقق إنجازات كبرى في مجال التحرر والديمقراطية، وبلغت قمة تلك الإنجازات في ثورة الرابع عشر من تموز1958، حيث تمتع الشعب العراقي لأول مرة بالحرية والديمقراطية.
لكن ذلك التحول لم يدم طويلاً ، فقد انفرط عقد جبهة الاتحاد الوطني بين الأحزاب الوطنية ، وأخذت القوى القومية تتنصل من التزاماتها، وتتآمر على ثورة 14 تموز في محاولة للسطو على السلطة والاستئثار بها .
وزاد في الطين بله الانشقاق الذي حصل لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية بسبب تلك الأخطاء التي ارتكبتها سائر تلك القوى في تعاملها مع بعضها البعض من جهة، وأسلوب تعاملها مع قيادة الزعيم عبد الكريم قاسم من جهة أخرى، وكانت الطامة الكبرى في حمل القيادة الكردية آنذاك السلاح ضد السلطة، وتعاونها مع انقلابيي 8 شباط لإسقاط حكومة عبد الكريم قاسم، فكانت النتيجة تلك الكارثة التي حلت بالعراقيين جميعاً عرباً وأكراداً وسائر القوميات الأخرى.
ولاشك في أن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الزعيم عبد الكريم قاسم نفسه، وتحوله نحو الحكم الفردي، ومحاولة استئثاره بالسلطة، وإطالة أمد فترة الانتقال، وإجراء انتخابات برلمانية، وتشريع دستور للبلاد، وزاد في الطين بله محاولته خلق التوازن بين القوى التي تآمرت على الثورة وعلى حياته ، وبين القوى التي دافعت عن الثورة، وحمت كيان الجمهورية وقيادتها، فكانت تلك الأخطاء وتلك السياسة هي التي مهدت السبيل لوقوع انقلاب 8 شباط الفاشي بقيادة القوى البعثية والقومية، والتي صفت كل مظاهر الحرية والديمقراطية في البلاد، وقمعت بكل وسائل العنف والوحشية قوى اليسار والديمقراطية، ثم التفتت نحو الحركة الكردية حيث خاضت معها تلك الحرب الشرسة ونكلت بالشعب الكردي أبشع تنكيل.
ولم يدم حكم البعث وشركائه القوميين سوى 9 اشهر حيث انتهت بانقلاب عسكري قاده عبد السلام عارف، لكن الحملة على القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية استمرت في عهده على الرغم من كون حدتها قد خفت نوعاً ما، واستمر الحال بعد مقتله في حادثة طائرة، حيث تولى السلطة من بعده شقيقه عبد الرحمن عارف، وتميزت فترة حكمه بالضعف.
وفي المقابل شهد الحزب الشيوعي نشاطاً واسعاً جداً، واستعاد دوره الكبير في الساحة السياسية رغم منع نشاطه الرسمي، لكن المؤسف أن يقع الانشقاق الذي قادة عزيز الحاج في صفوف الحزب، في 17 أيلول 1967 ، والذي استطاع سحب جانب كبير من رفاق وكوادر الحزب إلى جانبه، قد اضعف الحزب إلى حد كبير، وظل يعاني من نتائجه طويلاً على الرغم من اعتقال البعثيين لعزيز الحاج ومعظم قادة الحزب ـ القيادة المركزية ـ بعد عودتم إلى الحكم بانقلاب عسكري في 17 تموز 1968، حيث استشهد العديد من رفاق وكوادر الحزب، وترك العمل الحزبي أعداد كبيرة منهم بعد اليأس الذي أصابهم جراء اعترافات عزيز الحاج وبيتر يوسف.
واستطاع البعثيون جر الحزب الشيوعي ـ اللجنة المركزيةـ للتعاون، وصولاً إلى ما سمي بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية، والتي انتهت بكارثة أخرى حلت بالحزب على يد البعثيين بعد كارثة انقلاب 8 شباط الفاشي، واستمرت الحرب البعثية ضد الشيوعيين ، ومن ثم امتدت نحو كافة القوى الديمقراطية حتى وصلت حلفائهم القوميين.
واستمرت حالة التراجع والانكماش والضعف في صفوف القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية حتى وصلت إلى حافة التلاشي على عهد الجلاد صدام حسين الذي لم يبق أي اثر للنشاط الديمقراطي في العراق.
وجاءت حرب الخليج الثالثة التي قادتها الولايات المتحدة، والتي أسقطت نظام صدام وحزبه الفاشي عن السلطة، وعينت بريمر حاكما على العراق، وبدأت القوى السياسية في المهجر بالعودة إلى العراق لملئ الفراغ الحادث في السلطة، وكان للشيوعيين في أوئل أيام سقوط النظام دور فاعل ونشط إلى حد كبير، وكان من المؤمل أن يزداد ويتوسع ذلك النشاط، والعمل الجاد على لم سائر أجنحة القوى اليسارية والعلمانية والليبرالية في جبهة موحدة في محاولة لوقف المد الرجعي الذي قادته أحزاب الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، من أجل قيام نظام حكم ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ويعيد بناء العراق من جديد بعد الخراب الذي اصابه جراء حروب صدام العبثية، وجراء الحرب الاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة على شعب العراق باسم الحصار على نظام صدام، مما تسبب في انهيار البنية الاجتماعية العراقية بالإضافة إلى انهيار البنية الاقتصادية، والخدمات العامة الضرورية من ماء وكهرباء وصرف صحي ورعاية صحية وتعليمية.
لكن الولايات المتحدة لم يكُ في مشروعها إقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي في العراق ، ولذلك نجدها قد احتضنت قوى الإسلام السياسي الشيعي والسني ، بالإضافة إلى الأحزاب القومية الكردية التي دخلت معها في تحالف متخلية عن حلفائها الحقيقيين لسنوات طويلة، وكان خلالها يعول الشيوعيون على هذين الحزبين الكرديين كركنٍ أساسي في الحركة الديمقراطية، لكنهما آثرا التحالف مع قوى الإسلام السياسي بعد أن وجدا أن تحقيق مصالحهما فيما دعي بالعراق الفيدرالي تتفق مع توجهات المجلس الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم الهادفة لتمزيق العراق ، وتخلت عما كانت تدعيه من توجه ديمقراطي علماني.
وهكذا جاءت الدعوة الأخيرة من قبل الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي والعربي الاشتراكي، والعديد من الشخصيات الوطنية اليسارية والديمقراطية والعلمانية لإقامة جبهة وطنية جديدة بعد هذه المدة الطويلة التي مرت على سقوط نظام صدام ، وما حل بالشعب العراقي على أيدي هذه الأحزاب وميليشياتها المسلحة من حرب طائفية وخراب ودمار، وما حل بالمجتمع العراقي من قتل وعداء وكراهية وانتقام، ومن هجرة وتهجير جماعي طال الملايين من ابناء الشعب العراقي، مما لا يمكن تجاوز آثاره لأمد طويل.
إذا لقد جاءت الدعوة هذه متأخرة جداً، لكنها على أي حال خطوة أولى في الاتجاه الصحيح تتطلب جهداً كبيراً وعزماً أكيداً على مواصلة النضال من أجل قيام جبهة وطنية واسعة تضم كل القوى والعناصر المؤمنة بالديمقراطية والعلمانية والليبرالية.
ولا شك إن في مقدمة المهام الملقاة على عاتق الشيوعيين بشتى فصائلهم هو أن يجدوا سبيلاً لوحدتهم، فمن المحزن أن نجد على الساحة السياسية أكثر من عشرة أحزاب شيوعية، وعلى اقل تقدير فإن قيام نوع من التعاون والتنسيق كخطوة أولى نحو بناء حزب يضم الجميع.
كما أن من المحزن أن تتخلى الأحزاب القومية الكردية عن ديمقراطيتها وتتحالف مع أحزاب الإسلام السياسي، هذا التحالف الذي بدأ اليوم يشهد تفككه نتيجة العديد من الخلافات التي أخذت تظهر على السطح، فقد كان معروفاً سلفاً أن هذا الحلف مع قوى الإسلام السياسي هو موقف مصلحي لا علاقة له بالمصلحة الوطنية للعراق وشعبه، وليكن معلوماً أن العراق وطناً وشعباً هو الحاضنة التي يستظل بظلالها الشعب الكردي الشقيق تحت راية العراق الديمقراطي المتحرر، وأن قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية الواسعة هي السبيل الأمثل لتحقيق أماني الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه وطوائفه .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى تستمر حكومة المالكي برجل واحدة وعكازات؟
- تحالف عون ونصرالله وبري وسادتهم في سوريا وإيران يقامرون بمست ...
- الحجاب رمز لعبودية المرأة وليس رمزاً للعفاف
- الحوار المتمدن يزداد تألقاً في عيد ميلاده السادس
- إصلاح النظام السياسي هو السبيل للخروج من الأزمة العراقية الر ...
- هل ينجح مؤتمر أنابوليس في الوصول إلى حل دائم للصراع العربي ا ...
- خطاب السيد حسن نصر الله هل جاء دعماً لموقف المعارضة أم تنفيذ ...
- مسؤولية الأحزاب الطائفية والقومية في عودة البعثيين إلى الواج ...
- هل يتسبب حكام طهران في إشعال الحرب في الشرق الأوسط؟
- وداعاً المناصلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي
- مستقلون في كردستان العراق ويحكمون في بغداد!!
- القيادة الكردية، وقرار مجلس الشيوخ وقميص عثمان!
- الحزب الديمقراطي الأمريكي والقرار الخائب
- إلى متى يستمر الشلل في حكومة المالكي
- منْ المسؤول عن الأحداث الدامية في كربلاء؟
- التحالف الطائفي القومي لن يوصل العراق إلى شاطئ السلام
- بأي دين يدين هؤلاء القتلة المجرمون؟
- في الذكرى التاسعة لرحيل فنانة الشعب العراقي زينب
- من أجل تدرارك الأخطار الكارثية
- الطائفية الدينية والقومية الشوفينية تقود العراق نحو كارثة كب ...


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - حامد الحمداني - وحدة قوى اليسار والعلمانية واللبرالية خطوة متأخرة في أول الطريق