أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاصم بدرالدين - غزة فوق الحصار














المزيد.....

غزة فوق الحصار


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2173 - 2008 / 1 / 27 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


ككل الكلمات،هي مجرد تعبير..لو أن الكلمات تجدي نفعاً ، لكنا نحن العرب ، وصلنا إلى أعلى سلالم المجد،وصرنا حكام العالم.
لا أسخف دور التعبير والرأي..ولا أقضي على أهمية الكلمة،لكن قولوا لي ما فائدتها أمام الجوع؟ وأمام القتل؟ والتشرد؟ والظلام؟ والفقر؟...؟
لاشيء..الكلمة لا شيء أمام كل هذا..ولكننا ما عدنا نملك شيئاً سواها ، بعد أن جردنا من كل أسلحتنا..بعد أن قطع عنا الوقود لنضيء طريقنا مع العلم أننا أرض النفط. وبعد أن قطع عنا القمح لنشبع أطفالنا ونحن من يحصد السنابل صيفاً. وبعد أن جردنا من سلاحنا بحجة أن العدو تزعجه مظاهر القتل والدمار،وتشوه صورة العرب،دعاة السلام الأُول!
السلام غايتنا جميعاً،والسلاح ومن بعده الكلمة هما الطريق الأصلح للوصول إليه.ألم نسأل أنفسنا يوماً،لماذا يقاتل الفلسطيني؟ ولماذا يقاتل اللبناني ؟ ولماذا قاتل العرب من قبل؟ طبعاً ليس من أجل القتال والموت (مع وجود بعض الإستثناءات ربما!!!)..نحن نقاتل من أجل السلام،حين ينعم شعبنا،رجالنا نساؤنا أطفالنا، بالسلام..يكون السلام.
يطلبون منا السلام ويدفعوننا إليه ، ونحن جرحى وقتلى وفقراء وجياع وعُجَّز! أيقل؟أيطلبون من القتيل أن يرفع راية السلام؟ وكيف نعيش بين الرايات البيضاء وأجسادنا ملطخا بالدماء،ومطعمة بنكهة الرصاص؟

غزة ليست في غزة وغزة ليست في فلسطين..غزة في كل مكان وفي كل شيء، غزة في القدس ودمشق وبيروت وبغداد وعمان والرياض والقاهرة..غزة في الفلسطيني والسوري واللبناني والعراقي والأردني والسعودي والمصري..غزة في نفوسنا جميعاً،غزة هي كل منا،أنا غزة وأنتَ وهي وهم..وما تعانيه اليوم غزة يعانيه الجميع،جميعنا..غزة ضحية والعالم العربي كله ضحية،غزة تشارف على التحول إلى جثة ، أقصد إلى بقايا جثة فلسطينية ،والبلدان العربية سبقتها وأصبحت بقايا من بقايا جثة السلام المزعوم.
والفلسطيني هو الثقوب المنثورة على الجثة،والمواطن العربي هو ثقوب المدن العربية..ثقوب تتألم وتصرخ ...لكن دون جدوى،صراخ بلا معنى..صراخ لا يسمعه أحد، لا صدى له، ليس لأنهم يصمون أذانهم عنه.. لا،بل لأنه صراخ صامت!

غزة تشتعل في عتمتها..وتنطفئ في جوع سكانها،غزة تموت..وفلسطين بدأت بحفر قبرها منذ أن تقاتلوا أولادها..بيروت كتبت وصيتها ولبست الكفن..ودمشق معتقلة في سجون "اليأس" بعد أن أتهمت بــ"دس الدسائس والإخلال بالأمن القومي"، دمشق تقاتل السجان،وهو يخنقها.. وبغداد تغرق في دمها وتنام في "بيوت الرخام" وتستفيق على متفجرة وإنتحار،لتعود لتنام إلى جانب كومة جديدة من المقابر المشردة..والقاهرة،صامتة،صامتة خرساء...فقدت النطق الــ"مبارك"..مدينة بلا صوت،بلا أوتار،تحكي بلا صوت،تموت في صمتها..
غزة تموت ونحن نموت.. ظلمة غزة هي ظلمة عقولنا،وجوعها هو جوعنا إلى قليل من الحرية،القليل من العزة والشرف،القليل من الكرامة والقليل من الإستقلال.
باعوكِ يا غزة..لا تحزني..لا تلومي،فلقد باعوا مدنهم،وبيوتهم ونفوسهم وأجسادهم من قبلك!
حاصروكِ يا فلسطين..محاصرة؟! لا تهتمي فأنت فوق كل شيء.. وغزة فوق الحصار.
نحن مثلكم يا أهالي غزة،نحن جياع..لكن جوعنا أشد من جوعكم،جوعنا يقتل،أما جوعكم فحيي!

رجالكِ والمدافع
والرصاص رفيق
وطفل بلا مأوى
في الخندق يحيك
وطناً بيع في سوق الرقيق...
كان مزاده علناً
والبائع شقيق!
وأخر يروي قصة بطلٍ
دفع روحه ثمن أن يكون طليق..
غزة..لا تموت
لأنها للحياة تليق
غزة..تحيي
لا تميت..
والحياة بلا كرامة..موتٌ رتيب
أو موتٌ بطيء



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة -حرق الإطارات-
- أسئلة وقبلة
- القتل العادي!
- ترسبات طائفية!
- حول مقولة: الدين لله والوطن للجميع
- خواطر على هامش العام الجديد
- أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)
- بيروت تبعث من جديد!
- الذاكرة لا تصنع وطناً!
- إلى جبران تويني ...
- الشباب العربي
- رسالة إلى فخامة الرئيس...في اللحظة الأخيرة
- نقد محتشم لتدخلات رجال الدين في الإستحقاق الرئاسي..!
- الحاكم و العصفور …
- ألا يخجل؟!
- العلمانية -سلة متكاملة-
- قالها ولكنه لم يفهم اللعبة
- العلمانية التركية ليست مثلا ...
- لبنان ... بلد الألف هوية
- في الممانعة والإعتدال العربيين


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عاصم بدرالدين - غزة فوق الحصار