أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - الرآية المعضلة














المزيد.....

الرآية المعضلة


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيراً وليس آخراً أتفق البرلمانيون العراقيون على رآية جديدة للعراق بوصفه قد تحرر من النظام الدكتاتور الذي جثم على الشعب والوطن لسنوات طويلة مستبدلاً علم الجمهورية العراقية الذي وضعه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم أبان ثورة 14 تموز عام 1958 ، بعد أن أختار شعاراً من عمق التاريخ العراقي الممتد الى آلاف السنين ، ولكن قبل أن يبتدأ العمل بالعلم أستدعى قاسم العلامة ( طه باقر) ليستشيره بهذا الشعار وهذا العلم ، وكان طه باقر قد بدا عليه الانبهار لاختيار عبد الكريم قاسم لهذا الشعار السومري والذي يمثل غالبية الشعوب والاقوام التي عاشت وتعيش داخل العراق منذ القدم ، وبدأ العمل بهذا العلم كأول علم للجمهورية العراقية التي أزاحة النظام الملكي آنذاك .

وجاء الأنقلابيون البعثيون عام 1963 وغيروا علم الجمهورية الى علم الوحدة العربية ما بين سوريا والعراق ومصر بعد الاتفاق على الوحدة التي فشلت في حينها ، ومن ثم جاء صدام حسين ليخط عبارة الله أكبر بدمه بعد هزيمته الكبرى في حرب الخليج الثانية ، كان ذلك في العام 1991 .

وبعد سقوط النظام أستبشرنا بعراق جديد يشرع أبناءه لتخطيط حضاري جديد ، إلا أن الصدمة كانت كبيرة بمن أنتخبهم الشعب ! وقد عجزوا من أن يصمموا علماً للعراق طيلة أربع سنوات ، منشغلين بالسرقات والسجالات والمناصب والادوار وتشكيل الحكومات وغيرها الكثير ، بينما عاش الشعب خلال هذه السنوات تحت طائلة الارهاب التي ضربت المجتمع العراقي بعمق وبقوة ، فيما وصل الحال الى أسوأ التوقعات خاصة في القتل والموت المجاني الذي نال من العراقيين ،..

وحين أستعاد الشعب العراقي من غفوته وخداعه بساسته الجدد خفت وتيرة الاحتقانات الطائفية التي زجوا بها مكرهين ، بعد تدخلات أحزاب ودول اقليمية هدفها زعزعت الاوضاع في العراق ، وما أن استقر الأمن في الشهور الاخيرة بشكل نسبي وهو بادرة خير كبيرة على العراقيين ، فيما تلفظ أنفاسها الاخيرة الزمر الارهابية التي عاثت بالبلاد الخراب والدمار وأصبحت تطارد من مدينة الى أخرى .

وتتكبد الخسائر الفادحة بالارواح التي تعلنها شاشات التلفزة في كل يوم مع أضمحلال العمليات الارهابية ، وقد اعلنت الحكومة العراقية ان هذا العام 2008 سيكون عام الاعمار والبناء للعراق ، فبدلاً من أعلان البرلمان العراقي عن البدأ بأعمار البلاد وثمة العديد من الاولويات التي من شأنها ان ترفع من كاهل المواطن العراقي المغلوب على امره ، فاجئنا البرلمان العراقي بقراره تغيير العلم العراقي بطريقة أقل ما يقال عنها غبية ، نابعة من أناس فعلا متخلفين بطريقة لا تصدق ! فالتغيير جاء بحذف النجوم الثلاثة فقط ! وتغيير عبارة الله أكبر الى الخط الكوفي ! بينما بصمات صدام حسين مازالت ماثلة داخل العلم ألا وهي عبارة الله أكبر !!

والمضحك بالامر الموافقة الفورية للسيد مسعود البرزاني على تعديل العلم وقد أمر برفعه في أقليم كردستان العراق !!

بينما البرزاني كان دائماً يقول أن هذا العلم قد قتل الشعب الكردي في ضل رايته ، ولعل الطامة الكبرى في هذه الراية الجديدة أنها ستكون لمدة عام واحد !!

ولسوف يقروا علماً جديداً للعراق بعد أن ينتهي هذا العام ، الامر الذي سيحدثوا أنشراخاً كبيراً داخل المجتمع العراقي ولا أحد يعرف أية رآية سيحمل !! هل سنحمل رآية عبد الكريم قاسم أم رآيات البعثية التي تعددت الى ثلاث ، في 63 ، و91 ، و2008 !!!

أن عصابات الاحزاب العراقية التي أستبدلت علم الطاغية بذاته هي غير قادرة أن تطلي شارعاً داخل العاصمة بغداد أو في محافظات العراق الاخرى ، وهي عاجزة من تقديم اية خدمات الى شعب الرافديين ، الامر الذي كشف عهرهم وبانت أرصدتهم في البنوك الاوربية من واردات النفط العراقي !!

العراق بلد الأدب والفن ، كيف يعجز من رسم رآيته الجديدة ، فلو اقيمت مسابقة للفنانين العراقيين لتصميم علم العراق ، ولكن بأشراف لجنة تتكون من فناني العراق الكبار ، لاستطاعوا أن يقدموا العديد من النماذج والتصاميم التي تدلل على مكونات الشعب العراقي وبشكل فني بارع ، إلا أن العمائم المزيفة والكروش المنتفخة التي تجلس داخل البرلمان العراقي حالت دون ذلك ، وقد خرج صدام منتصراً عليهم في علمه مرة أخرى بعد أن أستبدل عام 2004 وفشلت حكومة مجلس الحكم الذي شكله بريمر برفع علمها الجديد الذي كان قريباً للعلم الاسرائيلي !!

لا خير ببرلمان لا يستطيع أن يصمم علماً لبلد عملاق مثل العراق وستبقى رآيته هي المعضلة عند البرلمانيين !!!




#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيمياء جلال الطلباني
- عام أسوء من عام !
- تحالفات مشبوهة
- قلب عبد الستار ناصر
- السياب في ذكراه ال 43
- ثعالب النار
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - الرآية المعضلة