أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل تومي - العائم 1














المزيد.....

العائم 1


نبيل تومي
(Nabil Tomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:24
المحور: الادب والفن
    


كـتابات عـمرها 25 سنة تـنشـر أول مرة

العائم
1

هيأوا كل الأشياء كما كان مفترضاً ومتوقعاً ، ومن ثم جرى التصديق على كافة الأتفاقات مع بقية الأطراف الأخرى ، تلك التي تشاركهم لعبة جر الحـبل . جاء الجزء الأول من الأتفاق متشكلأً ضـمن الخطوط الأولى عبر ممرات ضيقة و ملـتـوية جدا بين الغابات والأحراش وبساتين الكروم وأشجار التفاح واللوز والجوز المتشابكة والمتشعبة ، حيث تحيط بها أسيجة خضراء من مروج واسعة الخيرات والآخذة في الأرتفاع بعض الأحيان والأنخفاض في بعضها الأخر، وعلى مرمى النظر تبدو سفوح مرتفعة تكللها قمم جبلية عالية وهي مغطاة في الغالب بثلوج بيضاء ناصعة ، حين عند بدأ فصل الصيف تشرع في الذوبان كاشفة من جديد عن حلتها الوردية والحمراء أحياناً والبنفسجية أحياناً أُخر وهي الملفتة للأنظار بفتنتها االلا متناهـية .

أكواخ بمستوى البصر وأخرى منخفضة ، ومجموعة أخرى أعلى مستوى مبعثرة هنا وهناك قرب الجداول والينابيع ذات المياه العذبة ، أنواع كثيرة وغير منتهية من الفواكه ذي المواسم المتعددة ثمة أشكال غير متناسقة ولاهندسية أجتمعت في نقطة مشتركه واحدة وهي خصبها الدائم وثمارها الطازجه التي تراها متناثرة بين الطبيعة الطيبه طوال العام لتكسوها رونقاً وبهاءاً . الخريف يطبع ملامحه على الأبواب ، وثمة ريح تصـفـُر على غير العادة ..... وعلى نحو مزعج وكـأنها تعلن عن شراسة العام الذي مضى منذرة بحقد دفين وكراهية أكثر سوداوية للفصول التي غادرته والتي سوف تليه وتزيله ثم تحيله الى ذكريات مرة فقط ، ذكريات من الأضطهاد والقهر والغدر على اللذين يعملون من أجل الحاضر والمستقبل الأفضل .

يتقدم مجرى أحد الأنهر السريعة الجريان ، أحد الأكواخ المستقرة قربه ، وفي ذلك النهر وضعت مصيدة للأسماك مربعة الشكل أو دائرية أحياناً ، تتكون من أربعة أعمدة من العصي القوية والسميكة نوعما ثبتت في الماء على شكل غرس قوي متماسك ، ومن ثم رصت أوتاداً على التوازي بصورة متقاربة أقل سمكاً من البعض الآخر ، لا تفصل مسافة كبيرة بين وتد وآخر ومن ثم ربطت عصي أكثر نحافة من السابقه بالتوالي ، حيث بدت للناظر قائمة واحدة تلو الآخرى مربوطة جميعها بشكل متقن وقوي . ترص الجوانب الثلاثة بطريقة تجعل الجانب الرابع والمواجه لمجرى النهر شبه مفتوح ، كي تسهل عملية خداع الأسماك المتوهمة بأن مجرى النهر يسير بشكله الطبيعي .... عندما تسمح الفوهات المتواجدة بين العصي والأقفاص بدخول الأسماك وبعدم خروجها ، وبهذه الحالة فقط تسمح الفتحات الصغيرة بخروج المياه ، وهناك تبقى الأسماك عاجزة عن السباحة عكس أتجاه مجرى النهر فتسقط في الفخ .
بنفس الطريقه يقع عبطاً ذوو الأفكار التنويرية والتغيرية والتقدمية الراغبين في النهوض بالشراك نفسها ، بحيث يغدو مستبعداً جداً تجسيد أحلامهم ، تستخدم هذه الطريقة في الواقع لصيد الأسماك ،
ذلك الصيد الجماعي يكبرعند أزدياد سيل المطالبين بالحرية والتغير الديمقراطي ..... و بالضبط عند بدء المد الثوري ، وعليه يصعب إحصاء سيارات الشرطة التي تحـّبل بشكل لا شرعي بالقادمين مع ذاك المد . كما تمتلئ شباك الصيادين بالأسماك التي لا حول لها ولا قوة .



#نبيل_تومي (هاشتاغ)       Nabil_Tomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة التأبين لرحيل الشاعر سركون بولص
- السياسة ..... و المراهقة
- المرأة العراقيه ... لقد حان الوقت
- آكتوبر العظيم ...وأحتفالنا
- الى سركون بولص
- من هو الأرهابي الحقيقي
- هّي .... بقت على تركيا
- لقاء طارئ ....مع
- الى اليسار درّ.... الى اليمين درّ
- بين الطاعون والطامعون ضاع العراق
- مشاهد
- شيئ حول الندوه .... وأكثر من الحقيقة
- تهنئه ... وحب .... وأمل
- تأريخ الفن الأوربي الحديث 5 / ب
- تأريخ الفن الحديث في أوربا 5
- إن كان شهيداً ... فماذا نسمي أبناء العراق
- إن كان شهيداً ..... فماذا يكون أبناء العراق
- شكراً لكم .... لآنهُ لاعيد لي
- تهنئه قلبيه حزينه ..... بحجم العراق
- تأريخ الفن الأولابي الحديث الرمزية-4


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل تومي - العائم 1