أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام محمد علي - إستشراء الفساد في كوردستان العراق














المزيد.....

إستشراء الفساد في كوردستان العراق


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:03
المحور: القضية الكردية
    


اختلافي معك بالرأي لايعني انك وطني وانا عميل
لم ينتهي الساسة الكرد من مسلسل وصف غير المتفقين معهم بالرأي بخونة الشعب والامة، ووصفهم لمنتقديهم بأعداء التجربة "الديمقراطية"، رغم ان زمن الوصاية الإلهية على الشعوب قد ولى وزمان الدكتاتوريات تنازع الروح بين براثن الإحتضار.

قام محامو السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني برفع دعوة قضائية على صحيفة هاولاتي الكردية بسبب نشرها لمختصر لتقرير الأكاديمي الأمريكي مايكل روبن* (كان قد نشر في اوائل هذا الشهر، وهو حلقة من سلسلة من التقارير حول الشرق الأوسط) والذي اشار فيه إلى حجم الفساد الذي يعيش فيه مسؤولو الحزبين الكرديين الرئيسيين.
اما الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعمه السيد مسعود بارزاني فقد بعث من خلال الناطق بأسم مكتب رئاسة الأقليم برسالة إلى صحيفة هاولاتي من ضمن ما جاء فيها "قام روبن بسُكب السم وهاولاتي نشرته" وايضاً جاء في نص الرسالة "روبن هو عدو الأمة الكردية وقلمه مأجور".

طالما تحدثت تقارير دولية ومحلية، وتحدث صحفيون حول الفساد المستشري في اقليم كوردستان العراق، لكن تلك الأسطر لم تسبب رد فعل كما سببه التقرير الأخير الذي نُشر في اوائل الشهر الحالي لأنه مس "قدسية" الكرد المتمثلة بالسيدان مسعود البارزاني وجلال الطالباني عندما تحدث عن امتلاك البارازاني (2) مليار دولار، وطالباني (400) مليون دولار، لكن الذي قد لايعرفه غير الكرد هو ان هذان الرقمان ليس بالمفاجأة، وقد يكون المتوقع اكبر، وايضاً تحدث عن الإدارة العشائرية للأقليم، وإنتقادات كانت بعضها اكثر من حادة.

مايكل روبن هو من اوائل المدافعين عن القضية الكردية، وهو اول امريكي دعا إلى الفدرالية في العراق في العام 2002 من خلال مقال نشره في صحيفة النيوورك تايمز.

الساسة الكرد كما غيرهم من ساسات الشرق الأوسط هم اصحاب عقلية وحدانية، يرفضون ان يعارضهم احد، رغم انهم كانوا يعيبون على صدام حسين عقليته في عدم تفهم معارضتهم له، وطريقة التفكير هذه طالما كانت بين اهم اسباب العنف في التاريخ.
هم لايرفضون المعارضة بل حتى النقد، والأدلة عديدة تبداء من تعامل مسؤولي الحزبين مع الصحفيين الناقدين لسلوكياتهم وتنتهي في تعاملهم مع المعارضين لهم من الأحزاب او فيما بينهم، بل وحتى فيما بينهم داخل الحزب الواحد او العائلة الواحدة، عندما يختلفون في الرأي او يتعارضون في المصلحة.

الشمس لايسد بغربال، ولا احد يستطيع إنكار إستشراء الفساد في أقليم كوردستان العراق، الذي هو بالدرجة الأولى فسادٌ سياسي نابع من سوء استخدام مسؤولي الحكومة للسلطة الممنوحة لهم بشكلٍ سري من خلال المحسوبية والرشوة والإبتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب، وهو يعطل العمل القضائي لأنه يبطل إستقلاليته، وينشر في جميع المؤسسات العاملة في تلك الدولة او الأقليم.

هناللك اسباب علمية وراء إنتشار الفساد في اي بقعة من بقع العالم، وادناه عدد منها وليكون للقارئ مقارنة الأسباب بواقع الأقليم:
1. البنى الحكومية المتناحرة
2. غياب الديمقراطية أو عجزها
3. العجز المعلوماتي، ويشمل:
o انعدام الشفافية في الحكومة (حرية الملعومات) في صنع القرار
o احتقار او إهمال ممارسات حرية التعبير والصحافة
o ضعف المساءلة وإنعدام الإدارة المالية الملائمة
4. الفرص و المحفزات وتشمل:
o عمليات إستثمار كبيرة للأموال العامة
o انخفاض رواتب الموظفين الحكوميين
5. الظروف الإجتماعية وتشمل:
o النخب الأنانية المنغلقة و شبكات المعارف.
o كون السكان أميين أو غير مهتمين وعدم قابلية الرأي العام على إنتقاء الخيارات السياسية.

ايضاً من بين اسباب إستشراء الفساد في الأقليم عدم التفرقة بين الحكومة والأقليم والحزبين الرئيسيين الإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، فالحزبين هما من يمولا الحكومة، وهما الحكومة، وهما من يملاكان جميع المرافق الحيوية في الإقليم، وهما من يقرران من يستثمر في الأقليم ومن لا، والقطاع الخاص في الأقليم هو قطاع مسؤولي الحزبين والأقتصاد الحر حُرٌ لمن يقررون ان يكون له كذلك.

جميعنا نحلم بكوردستان مزدهر اكثر من افضل بقعة في المنطقة ولكنني وللأسف ودون ترددٍ اقول بأنني متشائمٌ حول مستقبل الشعب الكوردستاني، كيف لا وجميع المؤسسات الموجودة في الإقليم هي مؤسسات كارتونية إذا ماتعارضت ومصالح أصحاب السلطة، وعلى قمة الهرم يتربع البرلمان الذي يجتمع اعضائه للتصويت على القرارات التي تم الإتفاق عليها خارج جدرانه.


* باحث اكاديمي امريكي، من مواليد 1971 حاصل على شهادة الدكتورا في التاريخ سنة 1999 له عدد من الكتب والمنشورات حول الديمقراطية في العالم العربي والعراق وايران وتركيا، واعماله منشورة في عدد من الصحف العالمية المعروفة، وقد عمل كأكاديمي في عدد من الجامعات العالمية، كان قد زار كوردستان عدة مرات قبل 2003 وقد حاضر في جامعاتها، وقد اعتمد في تقريره على تلك الزيارات وبعض البنوك والمصارف الأجنبية ولقاءات مع عدد من الكرد الذين يقطنون خارج الأقليم.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...
- ثلاث قصص قصيرة جداً من مجموعة أمم خيال الظل....ثقافة الفئران ...
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (الأخيرة)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)
- إلى كل من يدعو نفسه قيادياً


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام محمد علي - إستشراء الفساد في كوردستان العراق