أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - ثقافة -حرق الإطارات-














المزيد.....

ثقافة -حرق الإطارات-


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كمقدمة للفكرة لا بد لي أن أشير إلا أن الوضع الإقتصادي في لبنان ومن بعده الوضع الكهربائي،مزري جداً وصعب،وتأثيره الأول بطبيعة الحال على المواطن اللبناني،بكل أطيافه وفئاته.
لكن أن تصبح المطالب الشعبية،سلاح آخر يمتلكه فريق غير الأسلحة الأخرى فلا بد من التنبه،إذاً،لها!
أولاً:فيما يتعلق بإنقطاع الكهرباء،وليس دفاعاً عن وزارة الطاقة،ولكن الكهرباء تقنن في كل لبنان تقريباً(وطبعاً هذا أمر سلبي ومرفوض)،إلا في ما يسمى بيروت الإدارية،والكل يعلم أن العجز الذي تقع فيه المؤسسات الكهربائية ليس وليدة هذه الحكومة (الغير شرعية،في المنطق الممانع)،بل هو تراكم منذ ما بعد الطائف،أما الضاحية الجنوبية المعترضة،فهي أكثر المناطق عشوائية في "التعليق على الشبكة" أي مد المنازل بالكهرباء،بطرق غير شرعية.
وتدني الوضع الإقتصادي،هو على الكل،كما على الشيعي فهو على السني والدرزي والماروني والروم والأرمني..إلخ،فلا ضرورة لجعل الأمر يأخذ منحى آخر عن حقيقته من أجل "تصفية حسابات" مع السلطة "المفترضة" ويجب التنبه لكلمة "مفترضة" ضمن السياق العام للجملة!!

ما قلته،مفيد،ولكنه في هذا الموضوع ليس ذا أهمية،أنا أريد تناول موضوع ثقافة "حرق الإطارات" التي أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين صفوف "الممانعة اللبنانية" وبالأخص لدى جماهير حزب الله..
التظاهر والإعتراض هو من أبرز الحقوق التي يضمنها الدستور اللبناني،وتشير إليها المواثيق الدولية،والإعتراض الذي يدخل كأحد أنماط النقد،يشكل الطرف الأخر للحرية ومن بعده الديمقراطية،فمن دون نقد لا حرية،والنقد يكون في تجمع شعبي أو مقال أو رأي تلفزيوني..
الحق في التظاهر والإعتراض،كفكرة أولى،شيء مقدس في الأنظمة الديمقراطية المحترمة،ولكن مع قدسيته فهو يخضع لشروط محددة لحرية العمل،فمن الطبيعي وفي كل الدول في العالم،عندما يقرر تنظيم أي مظاهرة إعتراضية،يتم إخبار السلطات الأمنية بذلك ، لضمان أمن المتظاهرين والمارة والأماكن السكنية والمحلات التجارية..هذه الحالة هناك في ما وراء البحر،فتسمى حركتهم (أي التظاهرة) حركة تعبيرية ديمقراطية سلمية.
أما هنا،في الكيان اللبناني،فهناك شروط أخرى للتظاهر،فرضها الزمن والفهم الآخرق لفكرة الحرية،وإستغلالها في مجالات مختلفة تماماً عن ماهيتها وهدفها،في لبنان لكي تقوم بالتظاهر،يفترض أن يكون لديك جماهير غفيرة وشرسة وتمتع بسرعة الحركة،وأعلام كثيرة وشعارات رنانة،وأخيراً مخزون كبير من الإطارات (الدواليب) ويجب أن يتوافر شارع طويل ورئيسي كــ"طريق المطار" مثلاً،فتستطيع حينها أن تعيق حركة النقل والتجارة في كل البلد،وهكذا يصل صوتك للأخرين،ويتم تنفيذ مطالبك،فضلاً عن ميزة الظهور التلفزيوني،ونقل الصورة الجميلة السوداء (!!) نتيجة إحتراق الإطارات وإشتعال الذمم!!؟
هذه الظاهرة ليست جديد في لبنان،إلا أنها كانت قليلة جداً في ما مضى،لكن في السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت موضة ومتكررة بإستمرار "كلما دق الكوز بالجرة"،يحملون الإطارات وينزلون بها إلى الشارع ويحرقون..والغريب أن الفريق نفسه هو الذي يعمد وحده إلى إعتماد هذه الطريقة-الظاهرة في التعبير الديمقراطي!!
طبعاً هذه ليست ديمقراطية،هذا تخريب وتدمير،وقطع لأرزاق الناس وتعطيلهم عن أشغالهم،فالديمقراطية وإن كانت هكذا،كما يسوقها "الممانعون" في العالم العربي،فنحن لا نريدها،لكن الديمقراطية هي شكل آخر،هي طينة آخرى،التعبير مسموح وحق،ولكن التعبير السلمي وليس حرق الإطارات،وقد رأينا ماذا حصل في ضواحي فرنسا موطن الحرية،نتيجة الإحتراقات والإشتعالات المتعددة،فلو كان إضرام النار في الشوارع حق للمواطنين لما ألقت الشرطة الفرنسية على هذا الكم الهائل من المتظاهرين-المخربين.
ومن حقنا أن نسأل من أين لهم كل هذا المخزون الهائل من الإطارات؟ سؤال هامشي فعلاً لكن محير،هذه السرعة في النزول إلى الشارع والإحراق والتلويث والتقطيع وتشويه المنظر المشوه أصلاً،تجتاح النفس بالشك!

للأسف ما زالت السلطة اللبنانية أضعف من أن تمنع هكذا تصرفات تخريبية،نتيجةً لخضوعها لتوازنات الطوائف والملل،وهذا شكل آخر من أشكال السلبيات التي تفرضها "المحاصصة الطائفية" على المجتمع اللبناني،كما تمنع السلطات من محاكمة السياسيين الفاسدين،فهي تمنع أيضاً محاسبة المواطنين المخربين وللسبب نفسه،توازن الطوائف،و"إلقاء القبض عليهم قد يكون بغية محاصرة الطائفة-الفلانية- كلها" (لسان حال الطوائف)،وهكذا تبقى الدولة اللبنانية مجرد شرطي سير لا دور له سوى الوقوف في منتصف الشارع،ومحاولة منع الأطراف من الوصول إلى بعضهم البعض،ولكن الجميع يعرف أن القدرة أضعف من الرغبة.
ثقافة حرق الإطارات،تجتاح المجتمع اللبناني على أنها أحد أشكال التعبير الديمقراطي،وهذا ليس صحيح،هذه تسمى "دادية" وليست ديمقراطية..هي ثقافة مستوردة على الأغلب ككل الثقافات الأخرى التي أوجدها الإستيراد الكثيف للسلع،وربما تكون أيضاً الدولايب-الإطارات المشتعلة إحدى هذه السلع المستوردة؟!(بالمعنى الأوسع لمفهوم الإستيراد،كإستيراد الأزمات مثلا؟والمشاريع؟ والصراعات؟ والمتفجرات؟)



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة وقبلة
- القتل العادي!
- ترسبات طائفية!
- حول مقولة: الدين لله والوطن للجميع
- خواطر على هامش العام الجديد
- أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)
- بيروت تبعث من جديد!
- الذاكرة لا تصنع وطناً!
- إلى جبران تويني ...
- الشباب العربي
- رسالة إلى فخامة الرئيس...في اللحظة الأخيرة
- نقد محتشم لتدخلات رجال الدين في الإستحقاق الرئاسي..!
- الحاكم و العصفور …
- ألا يخجل؟!
- العلمانية -سلة متكاملة-
- قالها ولكنه لم يفهم اللعبة
- العلمانية التركية ليست مثلا ...
- لبنان ... بلد الألف هوية
- في الممانعة والإعتدال العربيين
- الأحزاب العلمانية اللبنانية وواقعها


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عاصم بدرالدين - ثقافة -حرق الإطارات-