أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعد محمد رحيم - ماركس الناقد















المزيد.....

ماركس الناقد


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ـ 1 ـ
تنطوي لغة ماركس على مسحة تهكمية، إنه يتهكم كلما كان ذلك ضرورياً، ولكن بمرارة.. يسخر حتى حين يعبّر عن أشد حالات الألم في أعماقه. فماركس يعي أنه بمواجهة عالم يجب رفضه وتحويله. والسخرية وسيلة من بين وسائل أخرى عديدة لتفكيك أسس وعناصر وعلاقات هذا العالم، ولاسيما الخطاب الفكري والسياسي السائد والتمهيد لتغييرهما ( العالم والخطاب ).
إن أشد ما يخافه المتزمتون هو الضحك، السخرية. فوهمهم الذي يجعلهم يعتقدون بامتلاك الحقيقة وحدهم واحتكارها كما يتصورونها مآله التبدد إذا ما تعرض للسخرية. فأشد الناس تبجحاً وادعاءً وغروراً يمكن أن تنال منه السخرية.. السخرية التي تتوجه إلى الزائف والكاذب والمزوّر.. كانت القداسات الزائفة تنهار الواحدة تلو الأخرى تحت ضربات مطرقة السخرية.. السخرية في الفكر والأدب بُعد كاسح هدّام. ومن قرأ رواية ( اسم الوردة ) لأمبرتو إيكو يعرف كيف أن راهباً متزمتاً مثل يورج وهو واحد من شخصيات الرواية كان يخشى الضحك خشيته من أرسطو والشيطان، فالضحك كما يقول: "يبعد السوقي لبعض لحظات عن الخوف" وأيضاً يمنح الإنسان الاعتيادي العامي وسيلة للهزء مما يظنه حقائق نهائية.
يقول يورج لراهب متفتح الفكر هو غوليالمو: "لو حرّك أحدهم يوما كلمات الفيلسوف وتكلم إذن كفيلسوف ورفع فن الضحك إلى مكانة سلاح ذكي.. لو عوّضت الحجة المتأنية والمنجّية التي تعتمد على صور الخلاص البشري بالحجة المتلهفة التي تقلب كل الصور المقدسة والجليلة.. آه، في ذلك اليوم أنت أيضاً وكل معرفتك يا غوليالمو ستكونان من المهزومين".
والسخرية مع ماركس ليس وسيلة العاجز بل وسيلة الواثق من نفسه.. في كتاب ( 18 برومير لوي بونابرت ) يضع ماركس بونابرت الثالث في موضع الهزأة بعد أن يحيل إلى إشارة هيجل عن التاريخ الذي غالباً ما يكرر نفسه فيعلق ( ماركس ) بأن هيجل نسي أن يضيف مرة كمأساة ومرة كمهزلة وتهريج.. وقد كانت المأساة مع نابليون بونابرت لكن المهزلة تجسدت كما يرى ماركس في التقليد الرديء ( لوي بونابرت ). وهنا يأخذ على الأمة الفرنسية التي سمحت أن يقودها كل من هب ودب ضعفها؛ "إنه لا يغفر لأمة، كما هي الحال بالنسبة للمرأة، لحظة الضعف حيث أمكن لأول عابر سبيل أن تمكن منها بالعنف... ويبقى تفسير كيف أن أمة تضم ستة وثلاثين مليون رجل أمكن أن يأخذها على حين غرة ثلاثة نصابين ويقودوها، دون مقاومة، إلى الأسر والعبودية". وعن هذا الكتاب يقول فرانز مهرنغ: "نجح ماركس في كتابه الذي يشع ذكاء وفكاهة أن يحلل حدثاً تاريخياً معاصراً حتى النخاع، وذلك بفضل المفهوم المادي للتاريخ. ولا شك أن شكل الكتاب عظيم كمحتواه". ويستشهد أخيراً بما يسميه بالكلمات الواثقة في النتيجة النبوية لماركس: "إذا انتهت العباءة الإمبراطورية إلى كتفي لوي بونابرت فإن تمثال نابليون البرونزي سيسقط من عمود الفاندوم ويتحطم".
ربما تكون أشد مماحكات ومساجلات وتعليقات ماركس سخرية وتهكماً هي تلك التي ضمنها في رسائله الكثيرة، لكن أنجلس يشير إلى كتاب صارم في علميته ومنهجيته مثل ( رأس المال ) فيثني على الكتاب من حيث سلاسته وأسلوبه الممتع والمتهكم.. يقول: " إن الكتاب ، باستثناء المواضيع الديالكتيكية الكثيفة في الصفحات الأربعين الأولى، وبالرغم من صرامته العلمية، كتاب سهل الفهم، بل إنه كتب بأسلوب ممتع وذلك بسبب أسلوب المؤلف التهكمي الذي لم يتوفر لأحد". ناهيك طبعاً عن بلاغة ماركس التي تقترب في بعض الأحيان من الشعر، هو الذي أُغرم بالشعر وسعى ليكون شاعراً في شبابه قبل أن تأخذه الفلسفة وعلوم الاقتصاد والتاريخ والاجتماع والسياسة إلى مفازاتها. وقد ارتبط في شبابه بعلاقة صداقة مع الأديب والشاعر الألماني هينريخ هاينه على خلفية اهتمامات فكرية مشتركة.. وكما يعبر فرانز مهرنغ في كتابه ( كارل ماركس ): "كان ماركس وهاينه مشدودين إلى بعضهما برباط روح الفلسفة الألمانية والاشتراكية الفرنسية، وبكراهية مشتركة عميقة للكسل المسيحي ـ الجرماني، لتلك التوتونية المزيفة، التي سعت إلى تحديث الثوب القديم للحماقة الألمانية بالجمل الثورية".
كان أنجلس هو الآخر ساخراً، وربما كان أشد سخرية من صاحبه، وقد احتوت مراسلاتهما على كم هائل من العبارات المتهكمة الهجائية، والتي تبعث على الابتسام والضحك. لقد عرّضا عالم القرن التاسع عشر برمته للنقد العلمي التحليلي بمنهجهما المادي الجدلي، وأسبغا على بلاغتهما الناصعة تلك المسحة المرحة الساخرة التي تستملحها الأذهان، وتتمثلها بشكل سهل ومريح.
ـ 2 ـ
والآن...
هل من الإنصاف محاكمة فكر ماركس في ضوء تعقيدات نهايات القرن العشرين، وبداية القرن الواحد والعشرين؟. ما المحدود في فكر ماركس، والمحدد بسياق تكوّنه/ فضائه وزمانه؟ وما اللامحدود فيه، الذي يجعل لمقولة ( ماركس معاصرنا ) مشروعيته؟.
وقبل هذا وذاك؛ من يحتكر ماركس الحقيقي؟ وقبله؛ أهناك ماركس حقيقي؟ وللإجابة على السؤال الأخير نقول ببساطة؛ نعم، ذلك الذي عاش وكتب تلك الكتب والنصوص التي نعرفها، وخاض تجربته الفكرية والنضالية التي اطلعنا عليها في مئات المصادر. وماركس الذي نعنيه هو ماركس في التاريخ.. ماركس الذي عاش في زمان متعين وأمكنة يمكن تأشيرها على الخارطة، فليس إذن من اللائق وضعه فوق التاريخ والنظر إليه من وراء الزمان والمكان، وإلباسه جبّة القداسة التي لا شك يرفضها. ماركس المكفول بشروط وجوده البيولوجي والفكري والتاريخي. وأيضاً ما يعنينا الآن ليس البحث عن اتساق صوري بين عناصر نظريته ومقولاتها، على الرغم من أهمية مثل هذه الخطوة، بل الوقوع على العصب الجدلي لها وفهم روحها النقدية؟ فالماركسية تموت لحظة تكف عن النظر النقدي، والوفاء لماركس يتطلب المحافظة على البعد النقدي في الماركسية لا من حيث التعاطي مع العالم فحسب، مع النظريات الأخرى وحسب، وإنما في نقد ذاتها كفكر.
"ما هي الفلسفة؟ وأعني النشاط الفلسفي إن لم تكن نقد الفكر لنفسه؟ وإن لم تقم على الشروع في معرفة كيف وإلى أي مدى يمكن التفكير على نحو مغاير، بدلاً من تبرير ما نعرفه من ذي قبل" هذا ما يقوله ميشيل فوكو في كتابه ( تاريخ الجنسانية ) وأظن أن ماركس كان سيعجب بمقولة كهذه لو سمعها وقرأها لمّا كان حياً. وحين نقول بمراجعة ثوابت الماركسية يبرز السؤال؛ ما الذي سيتبقى من ماركس إذا ما عرضنا نظريته بمسلماتها ومنهجها وتوجهاتها إلى النظر النقدي وفككناها؟. بيد أن الغريب في الماركسية، وهذا دليل حيويتها وخصوبتها أنها تظل ضامنة لبقائها على الرغم من تعرض كثر من مقولاتها الأساسية للنقد والتقويم وأحياناً للدحض أو إعادة الصياغة من قبل الماركسيين أنفسهم استناداً إلى معايير منهجية جديدة أو محاكمتها على وفق معطيات الواقع التاريخي الموضوعي. وأظن أن تفسير هذا يعود إلى المجال النظري الذي دشنه ماركس، الخاص بنقد أسس وآليات النظام الرأسمالي، والكشف عن قوانين تحولاته وأزماته من منظور مادي جدلي.. إن الخاصية النقدية للماركسية هي سر قوتها وديمومتها، وهو نقد لا يطال ما يقع خارج إطار النظرية الماركسية وممارساتها فقط، وإنما يطالها هي أيضاً نظريةً وممارسة.
ثمة روح الماركسية تحتضن وتستوعب وتتجاوز في الوقت نفسه حتى الأسس النظرية والمنهج المادي الجدلي والمادي التاريخي، وتلك التصورات كلها التي أطلقها ماركس المتموضع في أوروبا القرن التاسع عشر. غير أن هذه الروح ليست مفهوماً ميتافيزيقياً بأية حال.. إنها حقل نظري افتتحه ماركس، ومناخ علمي نقدي أشاعه، ورؤية واسعة للتاريخ والعالم وسّعت أفق رؤيتنا، ومفاتيح معرفة خلاّقة سلمنا إياها، وعتبة جديدة وضعنا عليها.. من هذا الحقل وهذا المناخ وهذه الرؤية وهذه المفاتيح وانطلاقاً من تلك العتبة خرج ماركس أولاً، ومن بعده خرج ويخرج ورثته.
انهيار جدار برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية في شرق أوروبا، هذا كله شرع طريقاً آخر للوصول إلى ماركس والتعاطي مع فكره ثانية. فهذه المرة هناك هذه التجارب الثقيلة بنجاحاتها وخساراتها، بانحرافاتها وعثراتها ودروسها العظيمة على الرغم من كل شيء. فقد صار لدينا الأرشيف القابل للدراسة وإعادة النظر وإعادة التقويم، وليس من غير معونة ماركس.. ليس ماركس وحده، وإنما ورثته كذلك، أولئك الذين يقرون بفضله، وأولئك الذين ما زالوا يعلنون ولاءهم له، وأولئك الذين يدينونه ويشتمونه.. أبناؤه الصالحون والأوفياء، وأبناؤه العاقون. وأحسب أن أية مراجعة موضوعية وجادة لتلك التجارب والممارسات والتطبيقات لن تكون مجدية ومثمرة مع تجاهل استخدام منهج ماركس ذاته في النظر والتحليل والتقويم. ولن تقود في نهاية المطاف إلاّ إلى ماركس. أي أن ماركس لن يخرج أبداً خاسراً، من عملية المراجعة المدققة والمقومة، بل على العكس تماماً، إنها ستعيد له الاعتبار. وأكبر خدمة يمكن أن تقدم لماركس وفكره اليوم وإعادة الاعتبار إليه هو عدّه فيلسوف الحياة، وقراءته من هذه الزاوية.. الحياة التي هي القيمة العليا فوق القيم كلها، معيار القيم ومبتغاها.. القيمة التي تتضمن الخير والمحبة والحق والحرية والجمال، فأية فلسفة أو إيديولوجية لا تضع الحياة بهذا المفهوم مركزاً لها ستتردى بالممارسة إلى أن تغدو فلسفة أو إيديولوجية تسوّغ الشر والظلم والموت.. فلسفة أو إيديولوجية توطد، باسم العقلانية والنفعية، نظاماً توتاليتارياً، أو ديكتاتورياً بغيضا. فماركس الذي دعا إلى تحرير الإنسان من السطوة الخانقة للدولة، واستلاب العمل لم يخطر بباله أن تقوم باسمه أنظمة توتاليتارية ديكتاتورية استبدادية تدمج الإنسان في ماكنة الدولة من خلال عمل قسري بعد أن تسلبه حريته وأحياناً كرامته، وإذا اقتضى الأمر حياته.. وكذلك فإن المأزق الأخلاقي الذي وجدت الماركسيات المتناسلة نفسها فيه في القرن العشرين إلاّ نتيجة الانحراف المأساوي عمّا ناضل من أجله ماركس؛ أي حق الإنسان في حياة ثرية وحرة وكريمة بالمعنى العميق للكلمة. على الرغم من المحاولات النظرية لأولئك الذين حاولوا، ولاسيما لوي ألتوسير، في أن ينتزعوه من تراث النزعة الإنسانية ليؤكدوا علميته وبنيويته.
إننا لا نستطيع أن نفصل فكر ماركس عن سياق فكر التنوير الأوروبي، على الرغم من أنه حاول أن يحدث قطيعة معه، أو على الأقل أن يمفهم أطروحاته على طريقته. وبحسب ملاحظة هربارت ماركوز: "ما كان ماركس وأنجلز يعتبران نفسيهما ورثة عصر الأنوار والثورة الفرنسية والفلسفة المثالية الألمانية، بصورة مجازية فحسب. فالحرية والمساواة والعدالة هي الكلمات الأساسية في ( رأسمال ) ماركس. وإذا كانت نظريته الاقتصادية تتابع وتكمل فلسفته الإنسانية في ( الإيديولوجيا الألمانية ) و ( مخطوطات 1844 الاقتصادية ــ الفلسفية ) فليس ذلك من زاوية التتابع الزمني وحده".
ـ 3 ـ
والآن، كيف يمكن أن نجعل من الماركسية شيئاً أكبر حتى مما قاله ماركس، شيئاً أوسع وأشمل وأشد حيوية؟ أظن، فقط، بعدّ الماركسية فعالية فكرية مستمرة، وجهداً نقدياً خلاّقاً لا يتوقف، وتأسيساً وإعادة تأسيس للمفاهيم والخطاطات النظرية تبعاً لتبدلات الواقع التاريخي، وتطور الكشوفات المنهجية التي تساعد في الوقوع على الآليات الظاهرة والخفية، التقليدية والمستجدة للنظام الرأسمالي، أو لمجمل حركة المجتمعات وقراءة مسارها ودفعها بالممارسة باتجاه عالم أكثر عدالة وحرية وسعادة.. إننا بحاجة إلى ماركسية لا تتبجح بامتلاك الأجوبة كلها، ولا تدّعي احتكار الحقيقة. لكنها أبداً تبحث في الظواهر لتفسرها، وفي وضع العالم لتغيره، وفي المشكلات لتحلها. ونصب عينها الحقيقة الصعبة، المعقدة، المراوغة، التي لها وجوه لا تحصى. ومن هنا عليها أن تعيد النظر بالوسائل التي تقترحها لتحقق وعدها، أو تسير نحو تحقيقه. بنبذ العنف أولاً، مهما حاولنا أن نعطي لهذا العنف من تسميات وصفات ملطِّفة، فطرق العنف لم تفض إلاّ إلى المآسي والفشل الذريع.. أما الاستثمار الذكي لتقنيات الإعلام والثقافة ومؤسسات المجتمع المدني، والعمل السياسي حتى في إطار الأنظمة والقوانين الليبرالية، والتعويل على كتلة تاريخية جديدة تضم إلى جانب البروليتاريا التقليدية والفلاحين والمثقفين، عمال المعرفة والعاملين في حقول الإعلام، يعملون من خلال أطر تنظيمية مبتكرة، كل هذه وغيرها ستفضي شيئاً فشيئاً بأسس أنظمة الاستغلال والاستبداد والقهر والاستلاب إلى التآكل.
ولا بأس أن نختم هذا المبحث بأسئلة نرغب أن تكون مفاتيح ومداخل لمباحث تالية، متمنين أن تكون مناسبة لحوار خصب مع المهتمين بالجانب الفكري الذي نعتقد أنه لن يغتني من غير استعادة ماركس وفكره.
هل تمتلك الماركسية، الآن، تصوراً متسقاً، عميقاً وفاعلاً لعالمنا الراهن؟ وهل لديها، أو بمستطاعها إبداع الأجوبة السليمة على أسئلة وتحديات القرن الواحد والعشرين؟ وباختصار؛ هل بمقدور الماركسية طرح حلول حقيقية لمعضلاتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ؟ هل في فكر ماركس ما يساعدنا على الخروج من المأزق التاريخي والانسداد التاريخي الذي نجد أنفسنا فيه؟ إلى أي مدى تستطيع الماركسية التلاؤم والتكيف مع العولمة في واقعها الحالي وأفقها المنظور، وإلى أي مدى تستطيع أن تكون قوة سلب ومعارضة وممانعة فعالة لها؟ هل بإمكانها تقديم بديل تاريخي وكوني للعولمة الرأسمالية بموجهاتها الإيديولوجية وتوجهاتها الإستراتيجية؟ هل تقترح الماركسية بديلاً حقيقياً للعولمة؟ هل هي خيار متاح؟ هل هي خيار من بين خيارات أخرى أم خيار وحيد، خيار أخير؟.
يمثل الباراديم الماركسي تعويضاً عن تاريخ الألم الإنساني كله، واختلافه عن الطوباويات القديمة بدءاً من جمهورية أفلاطون وانتهاءً بيوتوبيات توماس مور وسان سيمون وغيرهم هو أنه يقترح طريقة تحققه في التاريخ، على عكس تلكم اليوتوبيات التي بقيت حلماً مجرداً وصورة متخيلة محض فيما وراء الواقع والتاريخ. وهذا الباراديم ما زال يعاود طرح نفسه بعدِّه إمكانية تاريخية ومقترحا، ليس وحيداً بأية حال، لإقامة الفردوس على الأرض.
سنكون مخلصين أكثر لروح الماركسية إذا ما تخلينا عن فكرة الحتمية التاريخية لصالح فكرة الاحتمال التاريخي المرتبط بإرادة الإنسان وفعله. وإذا ما وسّعنا الباراديم الماركسي ليستوعب افتراضات أكثر، ويتمثل معطيات عالمنا الآخذ بالتعولم، لا ليرضخ له بل ليعمل على إيجاد عولمة بديلة، أقرب إلى ما وعدنا به ماركس. وأن نبقي الباراديم ذاك تحت الإنشاء أبداً.

المصادر:
1ـ ( موجز رأس المال ) فردريك أنجلس.
2ـ (اسم الوردة ) أمبرتو إيكو.
3ـ ( 18 برومير لوي بونابرت ) كارل ماركس.
4ـ ( كارل ماركس ) فرانز مهرنغ.
5ـ ( تاريخ الجنسانية ) ميشيل فوكو.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوايات القراءة: -أن تحسب حصاد السنين بعدد الكتب التي قرأت-
- بحثاً عن ماركس
- رعد عبد القادر ومؤيد سامي: في ذكرى رحيلهما المبكر
- استعادة ماركس
- أسئلة عام جديد
- كاواباتا في ( العاصمة القديمة )
- أحلامنا المؤجلة
- قيم السرد بين كالفينو وإيكو
- حروب المياه
- ( العمى ) لساراماغو
- حفلة التيس؛ فضح البلاغة الرثة للديكتاتورية
- على قلق..
- تباشير فكر النهضة في العراق: 8 نحو الراديكالية
- تباشير فكر النهضة في العراق: 7 بطاطو، والطبقة الوسطى العراقي ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 6 فكر النهضة؛ السرد والصحافة وع ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 5 الشعراء والنهضة ( الرصاقي وال ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 4 الشعراء والنهضة ( الزهاوي مثا ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 3 السياق المصري (من محمد عبده إ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق 2 السياق المصري: الطهطاوي والأفغ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 1 السياق التركي


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعد محمد رحيم - ماركس الناقد