أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !














المزيد.....

الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 10:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت دوما اتساءل: هل باستطاعة الفيدرالية حل ازمات العراق ؟ ان الفيدرالية لها مقوماتها كنظام سياسي حديث ومتّقدم ، وتعود جذوره التاريخية الى العام 1787، وهو يقضي بتوزيع السلطة في اكثر من حكومة اقليمية ، كانت منفصلة ثم تّتحد وترتبط بحكومة فيدرالية في العاصمة ، وتتمتع الاقاليم بشخصياتها الجغرافية والطبيعية والاقتصادية والادارية . لقد نجحت بعض تجاربها في اتحاد حكومات اقاليم منفصلة ، ولكن اخرى ، فشلت وسميت بـ " الفيدراليات الهجينة " كونها طبقت في بلاد لم تتمتع اصلا بوحدة وطنية ، ثم ارادوا لها التقسيم الفيدرالي .
لست ضد المبدأ الفيدرالي ابدا ، ولكن العملية السياسية في العراق اليوم ، غدت مضنية ومتعثّرة وانخفضت معدلات التأييد لها بسبب مشكلات الدستور العراقي ، واقراره مواد ومبادئ لم يتقبّلها كل العراقيين ابدا، وها قد مضى اكثر من سنتين ونصف على تشريعه من دون اي حراك لتعديله كما اقرّ بذلك مشرعوه . وعليه ، فان مقياس الوطنية سيتفوق على مشروع الفيدرالية مع توالي الزمن .
لعل من ابرز الشدائد العراقية سيتمثلها ترسيم الحدود بين الاقاليم العراقية ، والتي تعتبر من لبنات بناء المستقبل لأي نظام اتحادي. في حين ان الممارسه التقليدية لاكثر الدول المفدرلة وجود كيانات محددة بحدود ولأقاليمها ميزات وخصائص كأن تكون دوقيات او مشيخات او دويلات قديمة يسهل فدرلتها ، اما في العراق ، فليس التبشير بمبدأ او تضمينه بدستور او المطالبة به كخطاب ، سيخلق اقاليم عراقية مفدرلة ، فالامر ليس سهلا ابدا كما يتخّيل البعض من المسؤولين العراقيين مع احترامي لمبدأهم الجديد الذي لم نسمع به من قبل ، وخصوصا قبل العام 2003 ، الا على لسان احد الملوك العرب الراحلين..
ان الامر غير قابل للتسريع ، ذلك لأن العراق يمتلك نظاما اداريا يسنّه قانون المحافظات ، ومن قبله قانون الالوية ، والاخير بني على المواريث التي تركها قانون الولايات الجديد الذي سنّ عام 1864 . لقد بدت التقسيمات الادارية للولايات العراقية عند مطلع القرن العشرين على الصورة التالية :
1/ ولاية الموصل : تضم ثلاثة الوية ، هي : الموصل وكركوك والسليمانية 2/ ولاية بغداد : تضم ثلاثة الوية ، هي : بغداد وكربلاء والديوانية. 3/ ولاية البصرة : تضم اربعة الوية ، هي : البصرة والمنتفك ونجد والعماره .
ان العملية ليست بسيطة جدا في ان بناء اقاليم فيدرالية ( باستثناء اقليم كردستان ) الذي خدمته فرصة تاريخية اثر حرب عاصفة الصحراء 1991 وهيمنة قرارات المجتمع الدولي على العراق وفرض الحماية على كردستان اثر الاضطهاد الذي مورس ضد الاكراد العراقيين ، ولكن فيدرالية كردستان سوف لا تحقق الحلم الكردي ، كبديل مؤقت للدولة الكردية التي يحلم بها الاكراد . وعليه ، فان فيدرالية كردستان غير مستقرة ايضا ، فالاكراد لا يريدون بالاكتفاء بمحافظاتهم الثلاثة اربيل ودهوك والسليمانية ، بل يطالبون بمناطق اخرى في محافظتي كركوك والموصل .
انني اعتقد بأن المشكلة مضاعفة ، ذلك ان العملية ليست مجرد تحويل وحدات ادارية قائمة الى كيانات فيدرالية ، خصوصا وان " هذه الآليات الدستورية مبتكرة تم تصميمها على عجل من اجل ان يفتح المجال الاداري للتخلص من تركات الماضي وفتح التاريخ لتشكيلات جديدة " .. من دون ان يعرف بأن الوحدات الادارية لا يمكن ان تتحوّل الى وحدات سياسية في العراق كونها لم تمتلك اية مقومات حقيقية او حدود وسواتر في ما بينها !
ويتساءل احدهم قائلا : واين هي ممالك العراق القديمة او مشيخاته او اماراته التي كانت لها حدودها وتواريخها السياسية ونظمها الاقليمية لكي نعلن عن مجتمعات عراقية مستقلة نظرا لأن الفيدرالية مشروعا جميلا ورائعا ، وأية ممالك متصارعة عاشت فيه متزامنة مع بعضها الاخر ؟ واية مكونات تاريخية وادارية وسياسية لها حدودها وفواصلها واسيجتها ؟ ومن سوء حظ العراق العاثر ان نسيج المجتمع العراقي مقسمّا على اساس طائفي مذهبي وعرقي ، وهذا ما لم يحدث ابدا في اي تجربة فيدرالية !
هل نتّصور ان العملية الفيدرالية سهلة في العراق ، وانها ستكون حلا سحريا للازمات ـ كما يتخيّل البعض ـ ، فالدستور بحاجة الى تعديلات جذرية باقرار من صاغه من ممثلي الاحزاب الحاكمة ! وان الاحزاب دينية او طائفية او عرقية لا تعبر عن ارادة كل العراقيين ، ومن المؤسف ان يصل الالحاح بالفيدرالية من الاعلى الى الادنى وليس العكس وباسلوب من يجهل الامر كثيرا . ان العراق لم يزل يتعّرض لمخاطر وتحديات قاسية لا يتم علاجها بهذا الاسلوب الذي يكرس الانقسام الداخلي ويثير المشكلات الاقليمية ، فمن الاستحالة ان يقبل جيران العراق الاقوياء بالعراق الفيدرالي لاسباب معروفة سلفا ..
انني اعتقد بأنها ستكون فيدرالية هجينة فاشلة كالتي عاشتها نيجيريا ، بسبب انتفاء مقوماتها ( باستثناء كردستان التي تكتنفها المشكلات الاقليمية والداخلية ) ، وان وحدات العراق الاجتماعية متجانسة الى ابعد الحدود ، ولا يمكن التعويل على اية مكونات طائفية او عرقية لتكون اساسا للفدرلة .. ان الفيدرالية لم تنبثق من طموحات الشعب العراقي كله ، بل ولم يحظ مشروعها ابدا بالاجماع والتأييد من خلال انطلاق ارادة شعبية عارمة . ان عدم وجود اقاليم ومجتمعات عراقية مستقلة كانت في ما سبق ممالك منفصلة او مبعثرة او مشتتة سببا في صعوبة فدرلة العراق.. لقد ترافق مشروع الفيدرالية في البداية مع مشروعات اخرى ، ولما ازداد الالحاح عليه كثيرا ، والمطالبة بتطبيقه سريعا بدا يفّسر على كونه سعي مستميت من اجل تقسيم للعراق . فهل سيشهد العراق نظاما فيدراليا هجينا ام متطورا ؟ ام ان المشروع سيفشل فشلا ذريعا ؟ وهل ستكون الفيدرالية حّلا سحريا ام بداية حقيقية لضياع العراق وتشرذمه من خلال صراعات اهله ؟ هذا ما ستنبؤنا به السنوات الخمس القادمة .







#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم الداقوقي - رحيل مثقف عراقي قبل الاوان
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التنمية البشرية : حالات عربية حرجة !
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- تنميّة التفكير واستعادة تشغيل العقل
- أسرار نجاح زعيم عربي !
- الطوباوية : بحر خيال ومتاهة اوهام
- جادة حوار عراقي.. مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- التفكير الجديد : الخروج من معطف الماضي !
- مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير
- مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور كاظم حبيب - الحلق ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ك ...
- جادة حوار عراقي - مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- أين البرلمان العربي .. و ما هو دوره اليوم ؟
- جادة حوار عراقي: مقاربات ومباعدات بيني وبين الاستاذ الدكتور ...
- سركون بولص حامل فانوس في ليل صحراوي حالك
- الباكستان مشروع فوضى خلاقة جديد !
- تحيّة الى مثقّفي الناصريّة الاصلاء
- رهانات فاضحة بلا نهايات واضحة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيار الجميل - الفيدرالية ليست حّلا سحرياً للعراق !