أهلا يا الله

سامر ديب

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 08:52
المحور: الادب والفن
    

........و سويعات العمر تمضي نحو عام جديد يلبنسا انسان جديد غير ذاك الذي بلي و تلف و الذي قد كان يلبسنا,فجأة نتذكر أن هناك خالق و اننا يجب ان نطلب منه ان تكون سنتنا الجديدة سعيدة و احسن من السابقة,وفجأة يتفجر الحب فينا و ننتظر حتى الصباح حضور الزائر الجديد و قد كنا لا ننتظر ساعة لنحمل كسيحاً الى منزله؟
نتذكرك يا الله حين لا نكون معك
و نتذكرك حين نريد ان نفرح و ننعم بالأمل
نتذكرك يا الله حين تذهب سكرة الفرح بعقولنا و لا نتذكرك حين يعوي ذئب الجوع في صدر طفل شريد
اننا يا الله نعيش للأمل و بالأمل و نحن عاجزون عن أن نكبر حتى الكمال
نحن ننسى يا الله تلك المسكينة التي تجر قدميها و لا تجرها قدماها
و ننسى ذاك الشيخ حين سواد العمر لون وجهه الكان مضيئاً
نعم نحن ننسى يا الله
أهل تعاقبنا؟
لا نطمع و نحن الناقصون الا في رحمة جلالك و نور وجهك البهي
نحن ناقصون ايها الخالق الكامل و نحن نعيش من نفس نفخته في أنف آدم فصار أبانا
نحن نعيش لأنك أردت ذلك ايها الكلي القدرة
و نحن نشعر اذا ما اتتنا لحظة الحقيقة أننا على غير خطاك سائرون
فما العمل ؟
نريد ان نفرح يا الله و نريد ان نحيا
لا نريد الموت و لا العذاب و لا نريد لطفل أن يهيم وراء أمه في الليل البهيم
لا نريد لآبائنا ان يسكنوا الزوايا
و لا لأمهاتنا أن يستجدين كل أفّاق و كريم
نحن معذبون يا الله
ويل لنا اذا أدركنا حقيقتنا
وويل لنا اذا أدركتنا حقيقتنا
فسامحنا و ازرع الفرح في قلوبنا
سامحنا و ارسم باصبعك الأزلي بسمة على شفة كل منا حتى اذا ما قال عام جديد يتحول العمر الى عيد جديد
اجعل رضاك علينا فاذا لم ترض أنت أيها السيد فمن يرضى علينا؟
أذكر يا رب و العام الجديد قادم كل الحزانى الجياع في الأرض
و اذكر يا رب كل الثكالى و اليتامى و المتقطعة سبلهم
فلا رب لهم الاّك
سودًا كانوا أو صفرًا انت رب الألوان و القلوب
أنت المعين حين لا عصا تعين و أنت الطريق حين لا أقدام تسير
اعذرنا يا الله اذا أردنا ان نفرح
فماضينا يلاحقنا و حن نريد ان نفرح
نريد أن تنجلي تلك الغمامة و يحل رضاك البهي
نريد اذا نمنا أن ندرك الشمس التي سوف نراها صباحا و نعرف ان الغد سيكون أجمل
اعذرنا يا الله لأننا نفرح و غيرنا يبكي
لا نريد أن ننسى و ان نسينا فأنت الذي لا تنسى
سويعات
و يأتي القادم الذي اخترناه وقتاً لنفرح و نهلل
سويعات و يأتي عام جديد و يرحل عام و في كل مرة نطلب منك ان يكون عام الفرح و البر و والنجاح
و تذوب آمالنا في هذا الزحام
زحام هذا الكون و خانق و لا فضاء الا حيث يكون الأمل
ما اروع الأنسان حين يحلم و يعيش آملاً أن الغد أجمل
ما اروع و أقدس ما زرعت في صدورنا حين كونتنا من طين تحت قدميك ساجد
ما احلى روح المحبة اذا رادت في صدورنا و ما أحلى و العيد قادم أن ندرك اننا حين نمسح ذاك التراب من على قدمي تلك العجوز فذاك هو العيد
و ان حملنا ذا الطفل الشريد على اكتافنا ليضحك مرة فذاك هو العيد
و ان كنا عكازاً لجدنا الذي لا تسعه طرقات الأرض فذاك هو العيد
ذاك الذي نحن ابتكرناه
أن يكون لنا عيد و أن تكون علامة فرح و اشارة الي البدء من جديد
نحن من روحك نشانا يا الله و بظلك نعيش
و من فيض محبتك الأزلية نوقد دروينا شموع امل
الأمل يا الله –منحوت الألم_ و هذه مقدرة العقل الذي من تدبيرك يعمل اذا اراد قلب الصفحات السود بيضا فعل
بالأمل نعرف ان لنا مكانا في جنانك
بالأمل ندرك أنك عفوّ غفور
بالأمل ندرك أنه اذا كانت ( خطايانا كالقرمز فهي تبيضّ كالثلج)
بالأمل يا الله نحن نحيا
من مشيئتك العليا أردت فكنا
لذا
مرحبًا بالفرح القادم بالعيد باليوم الجديد بالأمل
مرحبًابما سيحمله الغد من نتاج آمالنا و أفكارنا النّيرات
أهلا بالآتي على عجالة فالروح ما عادت تستطيع ......
أهلا بمن سيمحو لأن الفكر ما عاد يستطيع .......
أهلا بمن سيغير ما كنا نحلم و ما كنّا نستطيع
أهلا بالعيد
أهلا يا الله

#سامر_ديب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات