أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حفل تكريم الاستاذ اسماعيل شموط الذي تقيمه مؤسسة الفكر العربي في بيروت اليوم















المزيد.....

عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حفل تكريم الاستاذ اسماعيل شموط الذي تقيمه مؤسسة الفكر العربي في بيروت اليوم


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 673 - 2003 / 12 / 5 - 02:49
المحور: الادب والفن
    


تلتقي الطبيعة بالسماء كلما عانقت رؤس الاشجار الباسقة اهداب الغيوم .. وظلال الفضاء !! فمد يديك ايها الجبل الشامخ في عطاءك ورسوخك الابدي .. مد يديك الى اعماق الغيم واستحضر المطر !! ففي هذا الزمن الرديء  لم يعد هناك من احد, لم يعد هناك من سيف يصرخ في وجه القدر .. سوى الذين صلبوا على جذوع الزيتون.. وربضوا وراء غابات الذكريات, حفاظاً على ارض استبيحت وشعب ذبح من الشريان الى الشريان .. فعذراً ايتها الدماء اذا فرحنا قليلاً!! فليس لنا من خيار سوى البقاء .. وليس لنا من خيار سوى ان نمارس رقصة الموت فرحاً .. ريثما تنتصر الحياة .

يا تلك الالوان المائية المشبعة بالبكاء لما بعد الجراح, والمثقلة بالجراح لما بعد البكاء .. ايتها المولودة على بساط الابيض بدماء الشهداء!! رداً على مذابح التعريب والتعريف والتغريب في سجلات الارث العربي على حدود بيروت.!! حيث كان الفقراء, ولا يزالون, موائداً للحروب ولنزاعات القوى الجاثمة على صدر الوطن.!! هل سنشفى يوماً من هذا البغاء القاتل باسم الثورة .؟!! ام ستستمر الثورة "تأكل ابنائها" عبر مسارات التاريخ والايام .؟!
 
كل هذا لم يمنع اورق الدوالي المخضبة بلون دماء ابناء البشر.. ان تسافر الى كل بقاع الارض لتحمل صيغة موتهم وشهادة بقائهم في مسامات الحلم الى ابد الابدين!! اولئك الذين سحقتهم جحافل الاجتياح الاسرائيلي للبنان.. بعد ان انهكتهم كل الانتماءات البعيدة عن انتماءات الوطن. هي الاوراق تلك, التي عبرت متسللة الى وطنها الام, لتروي شيئاً من صيرورة العذاب والذبح, ولتستقر على حدقات العيون .. فكيف انساها وكانت اول تعريف ولقاء لي بعملاق اللون الفلسطيني الاستاذ اسماعيل شموط .. في اوخر السبعينيات, صور لاعمال امتدت ما بين مجازر تل الزعتر ومذابح صبرا وشاتيلا الدامية.!!

امتد الجرح بنا واستمر اللقاء..! فتوالدت على صفحات البصيرة اعمال يديك, منذ البدايات متصلة مع كل قطرة لون نزفت على سطح لوحة عذراء بتول.. لتشكل هذا التواصل الوجداني لصديقين لم يلتقيان سوى مرة واحدة, على هامش حفل تكريم اقامته الناصرة, برعاية رئيسها المهندس رامز جرايسي.. هذا الصديق الذي تقاسمناه بيننا دون وعي, كما كاد سيف سليمان الحكيم ان يقتسم طفل المرأتين .!! لكنه الصديق العصي على التجزء يداً وقلباً وصداقة, ليكون هو الجامع بيننا في ظلال تلك الامسية التي اقامها احتفاءً بحصولك على وسام القدس من ارض فلسطين في العام 1997.!! فتوالى اللقاء عبر اللون والكلمات بيننا الى ما بعد غدٍ لانه صورة عن تواصل الارض بالسماء .!!

نعم انت تقف اليوم ايها الاستاذ الكبير على بساط مؤسسة الفكر العربي .. في بيروت ذاتها , "بيروت القاتل والقتيل.. بيروت الذبح من الشريان الى الشريان" وايضاً بيروت التصدي والبقاء وعنقاء الثورة المنتصبة في وجه التخاذل والتأمر على الانسان العربي.. والحق العربي.. والتاريخ العربي.. بيروت اصوات التحدي الصارخة من حناجر الفقراء والانبياء.. لاسماء ما ماتت ولن تموت ابد الدهر..! وهي التي تحتفي بك سراً وتضع الوسام على صدرك, ليصبح وسام التكريم هذا مكرم بك ومعتز بياقة قميصك المعبأ برائحة بيارات الليمون الممتدة على بساط فلسطين . فأهلاً بك ابا يزيد فهذه بيروت تفتح ذراعيها لتلتقيك وتقبل وجنتيك بين لقائين, الاول جاء بمناسبة افتتاح معرض "السيرة والمسيرة" قبل شهرين  .!! والثاني يصادف اليوم الخامس من كانون الاول احتفاء بك وبعطائك المثابر على مر السنين.
 
انا هنا مشغوف بحالة الهذيان اذ سقط الحلم عليّ, فخلت انني اقف في ساحة البرج (ساحة الشهداء) اخاطب قدومك.. او عودتي الى بيروت, وكانني احتفي لوحدي بمناسبة اختيارك من قبل مؤسسة الفكر العربي ضمن اربعة من مبدعي هذا الوطن العربي ..! لكن هيهات ان تأتي الايام بما اريد !!

منذ اوائل هذا الكانون الشتائي المصطاف شمساً ودفئاً, وصلني نبأ اختيار الاستاذ اسماعيل شموط للتكريم الانف الذكر.. فتوالت الايام عبر شريط الذكريات كأنها حلم في مسامات الذهن.. فامتلأت شوقاً وحنين الى تاريخ يخبئ بين دفته كل فلسطين.!! كل بيارات الليمون والبرتقال واغصان الزيتون.. وكل رمال شواطئها وسهولها الخضراء .. ويطوف في ربوعها من اعالي الجليل الى اطراف اطراف النقب!! يستحم في مياه بحيرتها وارداً "ورد الفرات زئره والنيلا"..! ومشاكساً وجوه اطفالها السمر باكفهم المملوءة بالحجارة واقدامهم العارية.. ومساحات من توثيق مسيرة هذا الشعب وعناءه الطويل. كانك ايها الاستاذ باعمال يديك "ارشيفت" وسجلت تاريخ القضية الفلسطينية بكل معالمها ومآسيها والامها وامانيها .. بكل احلامها وطموحاتها وثورتها الممتدة من جيل الى جيل .!!
 
اسمح لي هنا بدقيقة صمت اكراماً لهذا العطاء .. "فلحظة الصمت ابلغ ان صدقت" .. كما ان لا حيلة لدي كي اشاركك هذا الفرح عن قرب .. فانا لا املك سوى التماثل معك والتحايل على هذا البعد القصري عبر مسامات الكلمات لاكون قريباً منك .!! فعذراً يا عملاق اللون الفلسطيني ان تأخر موعد لقاءنا على حدقات بيروت..! فسنلتقي حتماً على حدقات يافا قبل ان تهرب الايام الباقية من صدر السنين.
 
ومن قصيدة "مراثي الذات" اهدي اليك هذه الكلمات ..

أيتُها النجوم ..
إجمعي ايامي .. فلا أحد !!
كان البَرقُ صديقي .. ولَم يَعُد
والريح تَكسِرُ غِصناً ..
مُزهراً ..
عربَش فَوقَ جَبيني
تَظُنُ الريحُ !!
وهي عَاتية ..
ان كأسي مليئة بماءِ الورد .!!
والريحُ لا تَدري ..
او أنها تَدري ..
ولا يَدري أحد !
كم تشتاق الخمرة روحي ..
وقد نَضَبَ البئرُ
من جَزرٍ ومد
اشتاقُكِ أيتُها الخَمرة ..
وما باليد
علَ كأسي تَكَسرت
ما بينَ أمس وغد
فلسطينُ خاوية .. ودامية
لم يَبقى منها
فوق هذا الرُكام ..
غير الوَعد
وطفل شَرِب دمع الحزن .. ووَعَد
قرأ باسم الثورة ..
فاتحة على العرب ,
وكَتَب ..
قبل ان تجف دماء قتلاه ..
أُسطورة البقاء
على جَنزير دَبابة ..
"إنا هنا باقون .. "
إنا باقونَ الى الابد.
شفاعمرو 5.12.03



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة بصوت مسموع في نقاش استوفى كافة حالات الهمس عمداً
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن-7
- شفاعمرو ..تاريخ واسماء ووطن - 5
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن(6
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن 4
- الرسم الايقونوغرافي او التصوير الكنسي البيزنطي
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن- 3
- شفاعمرو تاريخ واسماء ووطن 2
- فنون فلسطينية مقاتلة في منهاتن
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن
- بدئ التحضيرات المكثفة لمسرحية الباص - المسرحية العربية المشا ...
- تمام الاكحل .. رسولة فلسطين
- يا ناصره زجلية مهداة الى اهل الناصرة وجبهتها ورئيسها
- حين يهمل الوطن ابنائه تتناثر ابداعته بين ايدي اللصوص والسماس ...
- جدلية المدينة الحزينة
- علي .. يا علي !!
- مراثي الذات
- الرسالة


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حفل تكريم الاستاذ اسماعيل شموط الذي تقيمه مؤسسة الفكر العربي في بيروت اليوم