أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - إنسان المستقبل















المزيد.....

إنسان المستقبل


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان هدف الرسل فى جميع الدورات هو ترقية الناس , وتحويل طبائعهم وِجهة الخير , والوصول بها الى درجة الكمال ليتسنى إيجاد مجتمع ذهـبى0
وتعاليم بهاء الله فى هذا العصر , توجه اهتماماً كبيراً نحو الحياة الفردية للأشخاص فى المجتمع الانسانى0 وقد برهنت على قدرتها على تحويل طبائع الناس واخلاقهم والارتفاع بهم من مستوى الشهوات الحسية والرغبات المادية الى أسمى درجات الترقى العقلى والأدبي والخلقى عاملين على خلق مجتمع صالح 0
وانتشار البهائية لايحسب بعدد المؤمنين بها , بل بأولئك المنفذين لتلك التعاليم فى حياتهم الخاصة, والعامة وفى المجتمع العالمى كله 0
وهذه التعاليم سهلة التناول والتطبيق , بسيطة التعريف , تتغلغل بسرعة مدهشة فى النفوس الطاهرة والقلوب النقية 0 وغاية التعاليم البهائية : أن يكون الإنسان متحلياً بالكمالات الإنسانية فى الحياة العملية , وان يحب الإنسانية ويعمل من اجل السلام العام0
والمبدأ الأساسى هو الاعتراف بوحدانية الله , واطاعة أوامره والفناء فى حبه , وهذا يتحقق بالرضوخ التام لمظاهر أمره الأطهار فانهم يحكون عما يريد الله ويُعلِمون الخلق مشيئته0
ولينكر الإنسان ذاته فى سبيل الوصول الى ساحة محبوبه عن طريقهم 0
والمطلب المهم هو الاتصاف بصفة الإنصاف فى الحكم على جميع المسائل , وتحرى الحقيقة فى البحث , وان لايؤمن المرء بشئ إلا إذا بحثه بدقة واطمأن قلبه وعقله إليه 0وضماناً لهدوء هذا المجتمع فقد أمر بالطاعة التامة لأوامر الله والحكومة فان فى ذلك السبب الأعظم فى استتباب الأمن , ومحو الفتن والقلاقل ,واستقرار الحياة وإضطراد تقدمها 0 كما منع منعاً باتاً حمل السلاح والاستعداد للحرب , والمساهمة فى الإعتصاب والإخلال بالنظام العام 0
أما عن الآداب العامة فان تصاريح حضرته لا تخلو من الوصايا والتنبيهات الى ضرورة التمسك بأهداب السلوك القويم والخلق المتين 0ولم يألُ جَهداً فى تربية اتباعه هذه التربية المثالية مضحيا براحته حتى يكونوا نموذجاً لتربية بقية العالم 0وعلَّم الكثيرين ونشَّأهم على هذه الخصال الروحية 0
وقد أشار كثيرا فى كتاباته إلى هذه الناحية , وانها عماد الحياة لعالم جديد ناهض يتشوق الى السعادة والرقى
ثم يأمر اتباعه بحسن المعاشرة بقوله الأحلى-(عاشروا يا قوم مع الأديان بالروح والريحان-ليس الفضل لمن يحب الوطن بل الفضل لمن يحب العالم) وتفضيل الصالح الإنسانى العام على كل اعتبار والسعى الكامل لخدمة بنى الإنسان , ونشر ألوية المحبة الفائقة التى لاتحدها حدود لكافة البشر , على اختلاف أجناسهم والو انهم وعناصرهم وأصولهم 0 إذ أن أسـاس الدين هو المحـبة - أسـاس الأديان كلها واحـد -
فيجب أن يكون الدين باعثاً على حسن التفاهم والتعاضد , ناهياً عن التباغض والتشاحن الذى يولد العداوات وينشر الفوضى , ويسير بالعالم السيرالقهقرى 0
فالإنسان الكامل 000 الذى ينشده بهاء الله , هو الذى يكرس نفسه لخدمة الجنس البشرى0
ولاشك ان السمو بالناحية الروحية الميالة الى الخير سيؤدى ولا شك الى تجرد الإنسان من الضغوط المادية المؤثرة عليه , بل ان السلوك الروحى الصادق يسير بالناحية المادية فى الإنسان وِجهة الرقى والاتزان والتقدم , ويبعث فيها حياة شريفة0
أما من الناحية المادية فانه يأمر بالتعاون الإنسانى العام لتحقيق كل مبدأ أساسى سامى والعمل على ترقية الجنس البشرى فى كل الميادين والقضاء على كافة الأدراء 0 وذلك كى تُشيدّ الحضارة الجديدة على أصول ثابتة وقواعد راسخة وطيدة 0 أمر كل الناس باتخاذ مهنة او حرفة يتكسب بها الشخص ليعيش وينتج مافيه خير البشرية , ووصف العمل بأنه عين العبادة لله الحق0
ولم يدع مافى الفنون الجميلة المفيدة من اثار طيبة , فى الرقى الأدبى والفكرى والمادى , بل يصفها بأنها الرياحين لحـديقة العـالم الجـديد 0
وقد وهب الإنسان فى هذا الدور الجديد حقوقاً كثيرة 0 فنص على الحرية الفردية فى ظل القانون , وعدم استرقاق الشعوب او الجماعات فى المزارع او المصانع 0ونهى عن إهانة الإنسان او إذلاله , فان للشخصية الإنسانية حرمة يجب ان تراعى وكرامة لابد ان تصان , مهما يكن اللون اوالجنس او العقيدة او المنزلة فى الحياة 0 فإذا أُغفلت هذه المثل العليا تقوضت حياة الإنسان المفكر وذهب ريح الحضارة وأُمحت الثقافة وتمزقت الإنسانية شر ممزق 0
وقد وضع نظاماً إدارياً دقيقاً يكفل لكل فرد حق التمتع بالتعليم المجانى , وتنظيم نواحى الحياة , وإغاثته عند الضيق , وفرض ضمان اجتماعى للعائلات ذات الدخل المحدود او غير القادرة على الكسب او التى فقدت عائلها او التى أصيبت بخسارة في مورد رزقها , وان يجرى عليها من المعاش من المال العام مايسد حاجتها ويعوض لها خسارتها 0
ثم كفل لكل فرد حرية الرأى والفكر والحرية المدنية ولكن فى حدود ما استن من شرائع لحفظ الهئيات الاجتماعية ورعاية الآداب العامة 0 فالحرية الحقيقة هى فى اتباع أوامر الله 0
وقد طبقت هذه التعاليم فى المجتمعات البهائية الناشئة , بكل دقة فدلت على فعاليتها وصلاحها وقدرتها على إيجاد بيئة سليمة متميزة , سوف تكون أساسا لمدينة فاضلة فى المستقبل القريب 0
000
ظلت المرأة قروناً عدة وهى ترشف فى أغلال العبودية , ينظر إليها نظرة المتاع , وقد اعتبرتها بعض الشعوب من ممتلكات الرجل , يتوارثونها 0ولم يكن لها حق الدفاع عن نفسها 0ولم تحظ شيئا من الحرية اللهم إلا ذاك النزر اليسير الذى أتت به الأديان السابقة , ومع ذلك ظلت فى مرتبة دون الرجل بكثير0
ومنذ أن ظهرت النهضة الحديثة فى أواخر القرن التاسع عشر , وأوائل القرن العشرين , والمرأة تجاهد فى سبيل بلوغ المركز اللائق بها , بعد أن أثبتت جدارتها فى السير الى جانب الرجل فى جميع أدوار الحياة العامة 0فتألفت الجماعات والأحزاب تنادى بحقوق المرأة 0ولم تُعدَم أن تجد لها نصيراً من الجنس الآخر0 حتى فى الشرق 0 ولكن هذه الجهود ذهب معظمها أدراج الرياح حيث انها لم تقم على أسس واضحة او قواعد ثابتة او مبادئ مسلم بها 0
ومن ثم فقد كان ظهور بهاء الله فاتحة عهد جديد فى حياة المرأة لاعهد للعالم به 0فأمر بالمساواة التامة بينها وبين الرجل فى جميع الحقوق والواجبات الأدبية والاجتماعية فمنحها جميع ما أعطى للرجل 0
كحق الانتخاب العام وتولى الوظائف وعادل بينها وبينه فى الميراث 0والدليل على أن هذه المساواة أصبحت ضرورة للتقدم الحضارى المأمول, أن عالمنا أشبه بطائر يطير بجناحين , أحدهما الرجل والآخر المرأة , فان لم يكونا متوازيين فى القوة لن يقدر الطير على الطيران , ولن يصل الى هدفه بعد هذا الرحيل البعيد الشُقة إن لم يتساويا فى القوة 0
أما الحياة الزوجية فقد نص على ان تقوم على مبدأ المشاركة التامة بين الطرفين والمساواة بينهما والتعاون الصادق فى تحمل أعباء الأُسرة , إذ فى عنق الزوجين مسئوليات جسيمة ورسالة لابد من تأديتها لخدمة الإنسانية , كتربية وتهذيب الأبناء الذين سيكونون نواة الجيل اللاحق 0
كما قضى على مرض عِضال ابتليت به الإنسانية نتيجة سوء التطبيق وهو تعدد الزوجات , فاقتصر على زوجة واحدة , ونظم الطلاق بين الزوجين فلايقع إلا بعد فراق سنة يُسعى بينهما خلالها بالصلح فان لم يتحقق يتم الطلاق , كل ذلك بُغية رعاية الأسر , أن تتهدم , ويتشرد الصغار 0
وأولى التعلم والتثقيف أهمية خاصة , أمر بضرورة تعليم كل الأبناء والعناية , عناية خاصة بالبنات إذ إنهن أمهات المستقبل , وعُمد الأُسرة بل العامل الأساسى فى بناء مجتمع ناجح على أسس صالحة 0
وهذه الأوامر الإلهية مطبقة نصاً وروحاً فى جميع الأوساط البهائية 0 فتبوأت المرأة فيها ما أراده لها الله على لسان مؤسس ديننا العظيم , من مركز متساو تمام المساواة مع شقيقها الرجل0 ومن ثم فقد آن للمرأة أن تستريح من عناء جهادها فى سبيل تحقيق أهدافها بعد أن أعطيت كل ما تتمناه من حقوق
- بنصوص إلهية قاطعة لا شبهة فيها - حقاً ثابتاً لا مراجعة فيه , مطلقاً ولا شبهة فى صلاحيته0ولابد من العمل به فى جميع الأوساط , ان لم يكن طفرة فبالتدريج , سنة التـطور والارتـقاء0 وليصمت أولئك الرجعيون ولتهدأ ضوضاءهم فان زمن استعباد المرأة قد مضى وولى الى غير رجعة , وانتقلت الى عهد جديد يبشر بخير النتائج , وبـسعادة البشر أجمـعين 000 سـعادة ما فوقها من سـعادة0




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوتوبيا جديدة لعصرٍ جديد
- رجال الله
- أمانى اليوم حقائق الغد
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-المقالة(6) و ...
- القضاء الإلهي
- السّبيل إلى السّلام
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(5)
- دين الله واحد-النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(4)
- الله واحد -النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(3)
- دين الله واحد -النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد-(2)
- دين الله واحد -النظرة البهائية لمجتمع عالمى موحد
- الفارق بين الحق و الباطل
- هوّ ربنا خلقنا ليه؟؟؟؟؟؟؟-هدف الله من خلق الخلق
- نحو إقتصاد عالمى أفضل من خلال الرؤى البهائية
- الكلمات المكنونة
- لوح أصل كل الخير
- مكانة المرأة ومساواتها بالرجل
- هذا بلاغ للعالمين -يوم الله
- المراتب السبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي
- الوديان السبعة-رحلة الروح من عالم الوجود إلى عوالم القرب لله ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - إنسان المستقبل