أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ......الجزء الرابع















المزيد.....

كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ......الجزء الرابع


سيروان شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


(العملية الابداعية )) القسم الثاني

الابداع وفقا لعدد كبير من التعريفات فهو يعبر عن كيفية القدرة على التفكير في خيال واسع كما يعبر عن الرفض او الانفصال في الجوانب التقليدية مع الارتباط بواقع الشىء او المشكلة وبكل الجوانب التي تثير الواقع من تنوع وتنظيم المعتقدات الجديدة وتكاملها
, اي ان الابداع هو في الحقيقة تجاوز للمعايير السائدة في الواقع الاجتماعي الذي تحويه المجتمعات من نظريات موصوفة في التاريخ والحاضر فعلى المستقبل العيش في ميدان المفهوم الاساسي في تفسير اللب الجوهري لواقع يحتاج الى التكامل الفني وثبات موقف الاشخاص الذين ساهموا في العملية الابداعية واستبقوا الاحداث او الذين يحاولون ذلك وتحقيق الاشياء الاساسية في الفن وتجنب الاذلال المعنوي لغرض ديمومة الابداع الفني وان الفنانين هم اكثر الناس احساسا وادراكا للخطر الذي يهدد العملية الفنية في جوهرها .
ان معظم الفنانين يدركون ماهي المميزات الاساسية للعملية الابداعية في كوردستان وان الفنان الكوردي بحاجة الى القدرة على تفهم الاخرين لهم وكيفية صياغة الجمل المفيدة ، والفنان الكوردي يصاحب النشاط الذهني في ادراك الابداع وتحقيق التوازن الاجتماعي والاخلاقي والقدرة على تنشأة المبدعين باختلاف الفكر والذهنية الفنية الخالصة .
ولعلنا نهتم الى نقاط اخرى في الابداع وهي دور العائلة و الموجه والمدرس ويميزهم من الذين يساهمون في العملية الابداعية فتنشأة الفنان المبدع يعتمد على عدة عوامل هامة منها دور الموجه الصحيح او البيئة او الظروف التي تتألف من مفردات ثابتة ولها كيان خاص في العمليات الابداعية ، فعندما نتحدث عن هيكل ضخم لبناء وحدات متكاملة معادلة للواقع الايدلوجي فهذا يعني اننا نعتبره العامل الاساسي لبناء المجتمع الجديد الذي يكشف الضرورات الداخلية والوظائف المعاصرة للابداع في الفن من خلال الرؤية المدركة على اساس المفهوم الانساني والروحي للشكل او المادة ويكون هذا ايضا ضمن الشعور والاحساس المدركين لمفهوم الابداع .
فقد اجاد الحركة الفنية في كوردستان رسم صورة صادقة للعالم والفن بطريق واحدة حول حقيقة الجديد الابداعي ليتجاوز الحاجز للظواهر المرئية ، وقد يكون هناك ايضا بعض السمات التي تتناقض مع تركيبة المجتمع من خلال الفضاء التقليدي في التعامل والتعبير الا ان هذا لايؤثر في اتجاه تحليلي دقيق في العملية الابداعية هنا وكان لبعض الفنانين الذين طوروا المستوى الفعلي الدور في انهيار القوانين التقليدية الاساسية والقديمة في رفض واقع موضوعي موجود خارج الفكر الابداعي .
لقد فكر الفنانين منذ بدأ الحركة الفنية المعاصرة بتغيير جذري للتطور التقليدي وعملوا على كيفية خلق جديد للاعمال الفنية الحديثة فعندما قام ( سيزان ) عملاق الفن الحديث كما اطلق عليه قام باختزال الالوان وتجزئتها عن بعضها وجعل منها تركيبة هندسية غير منتظمة كانت هذه اول مرحلة تعكس واقع الرؤية الجديدة المعاصرة من خلال الفن وكانت اعمال سيزان خطوة جديدة نحو عالم الابداع ليغير من مسارات الفكر امام قادة الفن والتطلع من اجل بناء مجتمع جديد قائم على اسس علمية قد تؤثر في تغير سلوك الانسان نحو مستويات جديدة وجيدة لفهم فكري يستوعب قدرا اكبر من النتاج الفني الجيد ، لقد كان سيزان ايضا مرحلة لبناء فني جديد او مرحلة جديدة في الفن كغيره الذين ساهموا في بناء الحركة الفنية الصحيحة امثال بيكاسو وبيت موندريان وكاندنسكي وبول كلي ...الخ.
ان فكرة اليوم هنا في كوردستان ان كل عمل فني فكري او مرتبطا بفكرة او مضمون ما تحفيز لرؤية جديدة تطلعنا لمفهوم ان الفنان الكوردي يعبر عن خياله الوجداني وليس عن حالته العاطفية انه يعبرعن ما نطلق عليه الحياة الباطنية .
والدور الثاني المهم في العملية الابداعية هو دور المتذوق فهو لابد وان يشارك في تركيبة الشكل او الصورة قبل ان يتذوقها اي هنا الابداع هو عملية مشتركة بين الفنان و المشاهد او المتذوق ولا يبقى الحال على ان الفنان وحده يكون مبدعا بل يشارك معه عدة دلالات اخرى لتكملة العملية الابداعية بذلك تكتمل العناصر التي يعتمد عليها الفنان او المتذوق .
على هذا الضوء للابداع في الفن مسوؤلية الجميع في المجتمع الكوردي وليس فئة واحدة او معينة ، فعملية الابداع تستلزم تحضيرا واعيا وقويا يكون عاما وخاصا حسب الاتجاه الانساني للابداع .
ان الظروف الغير مستحبة والتي تعيق العملية الابداعية في كوردستان هي عدم المرونة في التفكير والعمل لبعض الحالات الفنية وهذا لايسمح بدخول التغيرات على معرفة الحقائق ليس القصد ماذا يكون التغيرات للفنون في المجتمعات الاخرى وانما يكون لكوردستان خصوصية مستقلة لعالم الفن مرتبطة بالتغيرات الفكرية الصحيحة وايضا هناك نقطة اخرى هو المضمون الخاطىء للمادة التي تجعل العملية الابداعية بان لا تقتحم العالم والبحث عن ماوراء الحقيقة الفنية او عدم القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة والتردد والخجل والنقد المفرط للذات وعدم الثقة بالنفس والخوف من النقد الموجه اليه هذه عوامل تؤثر بشكل مباشر على الرجوع في التفاعل والاخلاص لعملية الابداع، على الفنان المبدع المواجهة لدخول عالم الفن وهي صنع خيال مرتبط بجوهر وروح الانسان يشيد في ذهنه صورا ومفاهيم يتحقق به الطموحات الذاتية وعلى الفنان الكوردي ايضا تحويل الواقع الظاهري الى حياة جوهرية لعالم الحقيقة
قد نقول ايضا ان هناك عوامل اخرى تعيق الابداع وهي النهج المتبع لمنهج خاص دون المحاولة في التغيير او الفرضية المفرطة لهذا النهج ، ان برامج التطوير يتحتم علينا تغيير الاسس المنهجية بين حين واخر او لايكون الفن منهجيا اصلا، ان النهج الصحيح للفن هو عرض لافكار قيمة مٍساندة من جهات مختصة ابداعية تنسجم مع جوهر المجتمع ومع المرحلة الجديدة التي نسميها عصر العولمة او عصر التكنولوجيا المعاصرة شريطة ان لاننسى ان هذا النشاط هو انساني ، وهذا لايختلف كثيرا عن الموقف الماركسي الذي وازا بين جوهر الانسان و مجموعة العلاقات الاجتماعية من اجل تطوير الحركة الانتاجية من جميع النواحي في المجتمع .
ان اكتشاف مواهب جديدة فنية هي حذف المفاهيم القديمة للفن والتعبير عن مضمون وشكل اللوحة بطريقة المواد الاساسية ووجود قيمة جديدة للشكل المعبر او الفكر المعبر الذي يوحي بالمفهوم الانساني والشعور القومي نحو خلق مفهوم جديد للتعبير وان يخلق بذلك مجتمعا ذو سلوك رفيع وتحقيق السعادة الرفيعة لدى الفنان والمجتمع وان يكون ذات صلة مع الطبيعة ويكون هذا عملا ذاتيا محضا كما يقول كلارك .
ان الابداع عند الفنان الكوردي تميز ببعض المعرفة التأملية يستند الى واقع جوهري متصل بالعالم الخارجي حيث ان الحركة الابداعية تشمل الخيال الانساني وايضا تتميز بالدقة في اظهار جوهر الفكرة مرتبطة بالطبيعة الموضوعية على شكل رموز لتخرج بذلك عن طريق العمل الفني الناجح .
لقد سعت كوردستان في الاونة الاخيرة لفهم المفاهيم الجديدة في الفن والابداع والبحث خارج المؤسسات التقليدية التي مرت من قبل ودعت الى الكلمات الرفيعة والرقيقة المتصلة بالاحساس والمشاعر لغرض انشاء تفاعل ايجابي بين المؤسسات الفنية والمجتمع المتحضر لبناء حضارة تكون اساسها العمليات الابداعية في الفن ، فبذلك تؤكد مرة اخرى سوزان لانجر على ان الحضارة هي المضمون اما الثقافة فتكون الشكل الذي يعكس هذا المضمون المادي في اسلوب معين من السلوك الاخلاقي او في الفكر الديني والاخلاقي او في التعبير الفني والذي تعتبره اساس الحضارة فبدون الفن تعتبر حضارة غير ناجحة على الاطلاق وكل هذا يعتمد على الابداع في الفن لانجاح هذه الحضارة بشكل يتلائم مع المجتمع المتحضر .
ان الوسيلة الوحيدة لوصول الى العمليات الابداعية في مجتمعاتنا هي الفهم الصحيح لواقعنا الذي نعتبره غريبا عن العواطف الصادقة في تشكيل وحدة متكاملة من الوجدان البشري حيث يعيش مجتمعاتنا من الفوضى العاطفية و الوجدانية والتي تؤثر سلبا على الابداع ويجعل من الوجدان العيش بطريقة غير مستقرة وموضوعية بحيث لايمكن ان نفهم او ندرك الاشياء بوضوح او ندرك الطبيعة في صورة معبرة ناجحة .
لقد ادرك الفنان الكوردي كيفية فهم الواقع بموضوعية مستقلة عن الجانب المادي او الجانب الايدولوجي ليتجنب العمليات التقليدية .
ان بحوث العملية الابداعية قليلة جدا في الفن رغم اهميتها الكبيرة في دراسة الاسس الفنية وخصوصا الفن التشكيلي من منطلق اعتبار الفنان هو المنظم الاول لجميع العمليات الفنية المنظمة وقائدها واعتبار الفن التشكيلي يتفوق على معظم الفنون الاخرى كما يؤكد ليناردو دافنشى على ذلك من منطلق اعتباره الفن الكامل او الابداعي يسمو على كل الفنون كما اشار الى ذلك كوكان .
ان العملية الابداعية في كوردستان يجب ان تكون عملية خاصة بالتغيير الايجابي والارتقاء والتطور الفعال في الفن من اجل تنظيم العملية الفنية بشكل ينسجم مع الواقع الذاتي والاجتماعي والفنان المبدع كما يقول (( اورتيجا )) يحاول ان يبحث عما يوجد خلف السطح الظاهري للاشياء من اجل تكوين اشكال جديدة واخيرا الفن ليس نسخا للاشياء ولكنه ابداع لها يتم عن طريق الحدس وبمساعدة الخيال والوجدان الانساني .



#سيروان_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية فى العهد الجديد واهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة ...
- كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد و اهمية الحركة ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - كوردستان بين الانطلاقة الفنية في العهد الجديد واهمية الحركة الفكرية لها ......الجزء الرابع