أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد الكيلاني - العالم المصري الشهير صاحب تصميم مكتبة الإسكندرية الذي اتهمته سكوتلانديارد بالتخطيط لاغتيال ثلاثة وزراء ورئيس مجلس الشعب: تعرضت لمؤامرة استخباراتية مصرية بريطانية















المزيد.....

العالم المصري الشهير صاحب تصميم مكتبة الإسكندرية الذي اتهمته سكوتلانديارد بالتخطيط لاغتيال ثلاثة وزراء ورئيس مجلس الشعب: تعرضت لمؤامرة استخباراتية مصرية بريطانية


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 01:31
المحور: مقابلات و حوارات
    


الحكومة المصرية لم تكن معي ومبارك وقف إلى جانبي
لا يوجد شيء اسمه نقل تكنولوجيا، هناك خطف للتكنولوجيا
المبدعون هم الطائفة المضطهدة في العالم العربي
أنا ضد بيع أراضي البناء في مصر للمستثمرين العرب والأجانب
أجرى الحوار: خالد الكيلاني

في صيف عام 2004، وتحديدا عشية يوم 12 يوليو سافر العالم المصري الشهير صاحب تصميم مكتبة الإسكندرية إلى لندن، كان مدعواَ لمناسبة لا تأتي لأحد كثيراَ، مدعواَ لتناول الإفطار صبيحة الأربعاء 14 يوليو على مائدة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وما وراء البحار، إفطار متميز ضمن كوكبة لا تتجاوز المائة من العلماء والمفكرين في العالم دعتهم الملكة، وبعد أقل من 24 ساعة من وصول الضيف المصري الوحيد على مائدة الملكة للندن، وقبل حوالي 12 ساعة من الإفطار الملكي، وقبل مغيب شمس يوم لا يتكرر كثيراَ في عاصمة الضباب، طرق ضباط "سكوتلانديارد" باب غرفته في أحد فنادق وسط العاصمة الإنكليزية وقبضوا عليه بتهمة التخطيط والتآمر لاغتيال أربعة شخصيات مصرية هم: رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور فتحي سرور، و وزير شؤون مجلسي الشعب والشورى (حينئذ) كمال الشاذلي، و رئيس ديوان رئيس الجمهورية الدكتورزكريا عزمي، و وزير الإسكان والمرافق (حينئذ) الدكتور محمد إبراهيم سليمان، والذي اتضح فيما بعد أنه وراء القصة كلها، تلك القصة التي لم تنته سوى يوم 26 يونيو 2006 عندما قضت محكمة جنايات "أولد بيلي" بإجماع المحلفين ببراءة العالم والاستشاري المصري الشهير الدكتور ممدوح حمزة من تلك التهم ليعود في اليوم التالي إلى مصر بعد أن قضى قرابة السنتين في لندن يحمل هذه التهمة فوق رقبته، أمضى منها عدة شهور في سجن "بيلمارش" الشهير الذي يخصص عادة لعتاة المجرمين والإرهابيين، وشهوراَ أخرى لا يستطيع فيها أن يغادر مدينة لندن بعد الإفراج عنه بضمانات مالية وشخصية.
الدكتور ممدوح حمزة من مواليد عام 1947 تخرج من كليه الهندسة جامعة القاهرة عام 1970 وحصل على الدكتوراه في ميكانيكا التربة وهندسة الأساسات من جامعة لندن عام 1976، وهو عضو في العديد من الجمعيات العلمية والهندسية في أميركا وبريطانيا ومصر، وقام بالتدريس في الجامعة بإنكلترا ومصر، وعمل خبيراَ استشاريا في عدة شركات بريطانية وكندية وفرنسية ويابانية، وصمم وأشرف على العديد من المشروعات الكبرى في مصر وعدد كبير من الدول الأوروبية والأفريقية والعربية أهمها في مصر مشروع مترو الأنفاق بمدينة القاهرة، ومشروع إحياء مكتبة الإسكندرية، ومعظم محطات الكهرباء والقناطر التي أنشئت منذ عام 1980، أما خارج مصر فقد أشرف حمزة على إنشاء القاعدة البحرية في الكويت، وقام بتخطيط ميناء العقبة، وإنشاء العديد من الموانئ والسدود والبنايات الكبرى في اليمن وسلطنة عمان وغينيا والجزائر وبريطانيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وألبانيا.

وقبل الإعداد لهذا الحوار طلب منا الدكتور ممدوح حمزة ألا نسأله عن موضوع قضية اتهامه بالاغتيال التي وصفت بأنها أشهر قضية أمام المحاكم البريطانية، لأنه يرغب في نسيان هذه الفترة المريرة من حياته، ورغم محاولتنا الالتزام بهذا الاتفاق إلا أن "طابع المهنة" غلب علينا، كما أن مرارات الدكتور حمزة ممن ظلموه غلبت عليه ولم يستطع أن يخفيها كثيراَ حتى ولو كان هو الذي طلب ذلك.

الحوار المتمدن التقت الدكتور حمزة، وكان معه الحوار التالي:
*نشر في الصحف أن لديكم مشروعاَ لإنقاذ منطقة الدلتا (شمال مصر) من الغرق، فما قصة هذا المشروع؟
**لقد حددنا الأماكن التي سوف تغمرها المياه في الدلتا نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط، وحددنا طريقة معالجتها وإنقاذها من الغرق.

*على أي أساس قمتم بتحديد تلك المناطق؟
**بناء على المعلومات المنشورة حول نسبة ارتفاع مياه البحر سنوياَ والخرائط المساحية للدلتا، ولست أنا من تنبأ بغرق الدلتا، ولكنني فقط حددت المناطق المنخفضة التي من الممكن أن تدخل منها المياه وطلبت تدعيمها.
متطوع وهاو
*ولكن البعض قال أن أية جهة لم تطلب منكم القيام بتلك الدراسة، وأن هذا العمل لا يدخل في صميم اختصاصات مكتبكم؟
**لقد قمت بهذا العمل متطوعاَ وعلى نفقتي الخاصة، أما مسألة الاختصاص فهذه هواية مثل الطاقة والنقل، كما أنني زميل جمعية الجيولوجيين البريطانيين في لندن.


*وما الذي يشغل تفكيرك حالياَ؟
**كنت في زيارة مؤخراَ للجزائر بصحبة وزير الاستثمار المصري الدكتور محمود محي الدين فاكتشفت أن هناك خلافاَ كبيراَ بين الجزائر وفرنسا لأن الجزائريين طلبوا من فرنسا اعتذاراَ رسمياَ عن الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي في الجزائر، وتساءلت لماذا لم نسمع هذا الصوت في مصر؟ ولماذا لم يطالب المصريون انكلترا بالاعتذار، وقلت ربما لا يعلم جيلكم الحالي ماذا فعلت بريطانيا بهم، لهذا لم يحدث في مصر ما حدث في الجزائر.

*ولكن ربما لأن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان قاسياَ ودموياَ، كما انه استمر قرابة 130 عاماً، وهذا لم يحدث من الاحتلال الانكليزي لمصر؟
**الاحتلال الانكليزي كان أسوأ، هل هناك أحد في مصر يعلم أن انكلترا أخذت كل احتياطي الذهب المصري، وأن البوليس السياسي كان أداة لقهر الشعب المصري.

*وما علاقة هذا الأمر بما تفكر فيه حالياَ؟
**لقد تذكرت على الفور مسلسل الملك فاروق وكيف غير أفكار الناس، فقررت إنتاج مسلسل نوضح فيه ماذا فعل الانكليز في مصر.
مفاوضات

*وهل تقوم أيضاَ بكتابة السيناريوهات؟
**هناك مفاوضات مع أحسن كتاب سيناريو في البلد، ومفاوضات مع أحسن مؤرخين لأني أنوي أن يكون هذا المسلسل عملاَ كبيراَ.

*هذا المسلسل هل هو أخذاَ لثأرك من البريطانيين؟
**لا يوجد ثأر بيني وبين أحد، و سوف ينتقم الله لي، ولو كان هذا ثأراَ لكنت فعلته منذ عدت من بريطانيا، ولكنني لم أفكر فيه سوى بعد رحلتي الأخيرة للجزائر، وأريد من المصريين أن يطلبوا اعتذار بريطانيا، وهذا حقنا.

*ولكنني لو كنت مكانك لأقمت دعوى على الحكومة البريطانية وطالبت باعتذار رسمي وبملايين الجنيهات تعويضاَ عما حدث لي بدلاَ من كتابة المسلسلات؟
**ها أنت تنقض ما اتفقنا عليه وتجرني للحديث في قضية الاغتيالات.

*ليس نقضاَ لما اتفقنا عليه، ولكنها وجهة نظري، أليس كذلك؟
**حتى أريحك فلقد فكرت فيما تقوله ولكني تراجعت لسببين أولهما أن هذه الدعوى تتطلب أتعاباَ باهظة للمحامين لا أقدر عليها، وثانيهما أنني نصحت ألا أفعل ذلك لأن أبنائي ما زالوا يدرسون ويعيشون في بريطانيا.
فضح العلاقة

*ما يحيرني هو ما الذي فعلته في " فلان " هذا لكي يرتب لك هذا الترتيب الجهنمي الذي كان كفيلاَ بأن يجعلك تقضي بقية عمرك خلف أسوار سجن " بيلمارش " الانكليزي؟
**(محتداَ).... لا أعرف، ولم أفعل له شيئاَ، ولم أقابله في حياتي سوى مرة واحدة، وعملي لا علاقة له بوزارة الإسكان لأن مكتبي متخصص في الهندسة المدنية الثقيلة مثل الموانئ والمطارات والقنوات المائية ومحطات الضخ كالتي صممناها لمشروع " توشكى ".

*ولكنك قمت بفضح العلاقة المريبة بين وزارة الإسكان ومكتب " انفايرو سيفيك " المملوك لشقيق زوجة هذا الوزير، والمشروعات التي حصل عليها من الوزارة؟
**نعم فعلت ذلك، وربما كان هذا هو السبب.

*وهل يملك هذا الوزير كل هذا النفوذ لدى السلطات البريطانية حتى تقوم بتدبير هذه المكيدة مجاملة له؟
**لقد استخدم شخصاَ يعمل في جهاز أمني مصري اتصل بصفته الشخصية - دون علم الجهاز الذي يعمل فيه – بضابط في المخابرات البريطانية الذي أبلغ بدوره البوليس البريطاني ( سكوتلانديارد ).

*وهل يستطيع شخص واحد أياَ كانت صفته إقناع المخابرات البريطانية و"سكوتلانديارد" بهذا الكلام دون أدلة؟
**الآن أستطيع أن أقول إن شركة المقاولات الانكليزية التي نفذت مشروع مكتبة الإسكندرية كان لبعض أفرادها يداَ في ذلك، ففي زيارتي الأخيرة لبريطانيا أعطتني المحامية التي كانت تدافع عني بعض ملفات القضية فوجدت في قائمة شهود "سكوتلانديارد" اسم أحد مديري تلك الشركة.

*وهل هي صدفة أم كان هناك اتفاقاَ بين هذه الأطراف؟
**أعتقد أنه كان هناك اتفاقاَ بينهم.

*وما هو موقف الحكومة المصرية من قضيتك؟
**لم يكن هناك موقف محدد للحكومة، ولكن النظام كان موقفه إيجابي.

شهادة سرور

*ماذا تقصد بالنظام؟
**أقصد الرئيس ومؤسسة الرئاسة، لأن شهادة الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أمام المحكمة الانكليزية كانت بموافقة رئيس الجمهورية. ( من المعروف أن الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري قدم شهادة مكتوبة لصالح الدكتور ممدوح حمزة، رفضتها المحكمة الإنجليزية، فتقدم بطلب للمحكمة للإدلاء بشهادته عبر القمر الصناعي لانشغاله بالانتخابات البرلمانية وقتها، وهو ما قبلته المحكمة، وأدلى بشهادته وأجاب عن أسئلة المحكمة والدفاع والادعاء والمحلفين بهذه الطريقة)

*وما هي علاقتك بمن اتهمت باغتيالهم؟
فتحي سرور صديقي منذ زمن بعيد، وعندما كان وزيراَ للتعليم وأنشأ "هيئة الأبنية التعليمية" أصدر قرارا بتعييني كأول مدير لهذه الهيئة - وكنت ما زلت وقتها أستاذاَ مساعداَ في الجامعة- وبيننا حب واحترام ... فكيف أقتله؟!!، والدكتورزكريا عزمي لم أقابله في حياتي سوى مرة واحدة عند افتتاح الرئيس لمكتبة الإسكندرية، أما كمال الشاذلي فلم أره في حياتي على الإطلاق.

* سمعت أن لديك ابتكارين مهمين في مجال النقل والطاقة فما هما؟
**أنا اعتقد أن النقل والطاقة هما جناحي التنمية في العالم العربي، ويجب أن نجند كل العلماء العرب ونستخدم فوائض الأموال العربية في تطوير هذين المجالين وأنا من ناحيتي بدأت بالفعل وقمت بتصميم وسيلة لنقل البضائع والأفراد تصلح للعمل بين الدول العربية ولا تحتاج إلى طرق أو مطارات، وقمت أيضا بتصميم محطة توليد كهرباء دون استخدام أي وقود.

تكنولوجيا "الفاكيوم"

*هل يمكن أن تعطينا ملامح بسيطة عن هذين الابتكارين؟
**فيما يتعلق بالنقل قمت بتصميم منطاد آمن حيث أنه لا يملأ بغاز "الهيليوم" كالمعتاد للصعود إلى أعلى، ولكنه يستخدم تكنولوجيا "الفاكيوم" أي الفراغ للصعود إلى أعلى، ويستخدم الغاز الطبيعي لتشغيل محركات الطيران أفقياَ، وهو لا يحتاج إلى مطارات لأنه يظل محلقا في السماء طوال الوقت ويستخدم ما يشبه "المصاعد" لهبوط وصعود البضائع والمسافرين، ويستطيع نقل حمولة تبلغ 120 طناَ بسرعة تبلغ 250كيلومتراَ في الساعة، ويتم التحكم في سرعته وارتفاعه عن طريق التحكم في حجم الفراغ داخله.

*وهل قمت بتصنيع هذا المنطاد أو عرضت فكرته على أحد؟
**هذه الفكرة توصلت إليها أثناء العمل في مشروع "توشكى" عام 2001 والتصنيع يحتاج لتمويل كبير ولكني اتفقت مع شركة أميركية تقوم بتصنيع مادة "الفايبرو كاربون" لبناء جسم المنطاد، والغريب أنني عرضت هذا المشروع على وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي منذ أكثر من 7 أشهر وطلبت مقابلته وألححت على ذلك عدة مرات والتقيت به في إحدى المناسبات في رمضان الماضي ووعد بالاتصال بي ولم يتصل حتى الآن.

*والابتكار الخاص بالطاقة؟
**لدي تصميم لمحطة توليد كهرباء تنتج حوالي 200 ميجاوات بتكلفة لا تزيد عن تكلفة أي محطة كهرباء حالياَ ولكنها لا تستخدم الوقود بل تستخدم الفرق في درجات الحرارة والضغط بين سطح الأرض والفضاء على ارتفاع كيلومتر من سطح الأرض لتوليد تيار هوائي يشغل توربينات ضخمة لإنتاج الكهرباء وهي تكنولوجيا حديثة لم يتوصل إليها أحد حتى الآن.

*وهل غابت هذه التكنولوجيا عن البلدان الأوروبية التي تنفق كثيراَ على أبحاث الطاقة؟
**الفكرة بدأت في ألمانيا عام 1980 وتمت تجربتها في إسبانيا بدءاَ من عام 1984 حتى عام 1988 ولكنهم لم يستطيعوا الارتفاع بالنفق الهوائي أكثر من 200 متر مما كان يعني تصنيع محطة توليد كهربائي ضعيفة بنفقات باهظة، ولكنني طورت تصميم هذا النفق وجعلته يرتفع لمسافة كيلومتر في الفضاء باستخدام دعامات من مادة "الفايبرو كاربون" مفرغة عن طريق تكنولوجيا "الفاكيوم" وهذا التطوير هو ابتكار خاص بمكتبنا.

*وهل تصلح هذه المحطات لمصر أو الدول العربية؟
**لدي دراسة تتلخص في بناء عدة محطات كهربائية من هذا النوع على ضفاف بحيرة "ناصر" واستخدام الطاقة الكهربائية المتولدة في إنتاج الهيدروجين من مياه البحيرة وضخه في أنابيب لتشغيل كافة محطات توليد الكهرباء في مصر بديلاَ للنفط الذي قد ينضب خلال 12 عاماَ.

*ولماذا بحيرة ناصر بالتحديد؟
**لأنني أعتبر أن بحيرة ناصر هي مخزن الطاقة الرئيسي في مصر فضلاَ عن أنها أكبر مصدر للبروتين الأبيض (الأسماك) ومصدر المياه الوحيد للزراعة المصرية.

*ولكن الحكومة تتجه الآن إلى إنشاء محطات نووية لتوليد الكهرباء وهي طريقة آمنة، ورخيصة، وطويلة المدى؟

**مرحباَ بالمحطات النووية، ولكننا طالما لا نملك الوقود النووي سنظل أسرى الدول التي تمدنا به.
خطف التكنولوجيا

*هناك مشروع أوروبي لإقامة محطات توليد كهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في دول جنوب المتوسط ونقلها لأوروبا فهل هذا المشروع مفيد لنا؟
**أنا لا أؤمن إلا بالقدرة الذاتية، ولا أؤمن بأي مشروع تكون قيادته غير عربية أو التكنولوجيا الخاصة به مستوردة من الخارج، وطالما أعطينا لهم قيادة هذا المشروع وكانت التكنولوجيا من عندهم سنظل نحن في موقع المتفرجين، وهذا الكلام قلته في مرات عديدة مما أغضب الفرنسيين مني فاستبعدوا مكتبي من تصميمات الخط الثالث لمترو الأنفاق في القاهرة بعد أن شاركنا في الخطين الأول والثاني.

*ألا يمكن أن تكون تلك التكنولوجيا غير موجودة عندنا، وتمثل هذه المشروعات نوعاَ من نقل التكنولوجيا؟
**لا يوجد شيء اسمه "نقل تكنولوجيا" هناك "خطف وسرقة " للتكنولوجيا لأنه لا أحد يعطيك التكنولوجيا أو يسمح لك بالحصول عليها واليابان وروسيا وأميركا من أكثر الدول سرقة للتكنولوجيا في العالم، التكنولوجيا تقتنص يا سيدي ولا تمنح.

*حتى لو قمنا بسرقة أو خطف التكنولوجيا كما تقول فهل لدينا الكوادر المؤهلة للتعامل معها؟
**إن لم يتم الاعتماد على القدرة الذاتية العربية، لن يتقدم العالم العربي، لدينا علماء عرب في كل التخصصات ولكن المشكلة في الحكومات العربية التي عندما تواجهها أية مشكلة سرعان ما تستورد خبراء أجانب لحلها، في مصر أتوا بشركة أجنبية لحل مشكلة الجمارك، ومكتب استشاري إنكليزي لحل مشاكل التليفزيون المصري، وخبراء أجانب لحل مشكلة التعليم، ومخرج فرنسي لتصميم احتفالات الألفية، أنا أدعو لإعادة النظر للداخل في حل جميع مشاكلنا ووقف الاعتماد على الخارج لأن التكنولوجيا يجب أن تنمو داخل المجتمعات العربية.

* ولكن هذه المسألة تحتاج إلى بيئة مناسبة، هل لدينا في العالم العربي بيئة مناسبة لنمو التكنولوجيا؟
**للأسف البيئة العربية طاردة للخبرات، ولو سألتني ما هي الطائفة المضطهدة في أي بلد عربي لقلت لك ليسوا الأقباط ولا الموارنة ولا الشيعة، إنهم المبدعون فهم الطائفة المضطهدة في كل البلدان، بل في كل المجتمعات العربية، المبدع في العالم العربي مضطهد لدى عائلته وفي مدينته ومجتمعه وحكومته.

*وما العمل إذاَ؟
**ما زال لدينا الوقت لعمل الكثير، في إحدى زياراتي للكويت عام 2001 طرحت عليهم أن يقوموا بعمل عدة برامج بحثية في مجال الطاقة عموماَ، والكويت أكثر دولة في المنطقة مؤهلة لذلك فلديهم مراكز أبحاث وكوادر علمية ولديهم التمويل اللازم ومن الممكن أن تتحول الكويت لأهم مصدر للطاقة في العالم ليست الطاقة البترولية فقط ولكن جميع أنواع الطاقة وخاصة الطاقة الشمسية التي يمكن استغلالها بحوالي 12 طريقة مختلفة، وقلت لهم يومها أننا بهذه الطريقة نستطيع احتكار أحد دروب الحياة، وفي اليوم الذي ينضب فيه البترول يكون لدينا مصادر أخرى للطاقة، وتظل المنطقة محتكرة للطاقة بصفة دائمة.
نقمة الساحل الشمالي

*قلت في حوار صحافي منذ سنوات طويلة أن الساحل الشمالي نقمة على مصر، هل مازلت تعتبره كذلك؟ خاصة أن منتجعات الصفوة أصبحت الآن تحاصر القاهرة من كل جانب وأنفق عليها أضعاف ما أنفق على الساحل الشمالي؟

**ما زلت اعتقد أن الساحل الشمالي كان وما زال نقمة على مصر، ونفس الشئ بالنسبة لهذه المنتجعات الجديدة لأنها تتسبب في إهدار الأموال والمواد الإستراتيجية بالنسبة للدولة مثل الحديد والاسمنت على منازل لا يستخدمها مالكيها سوى أيام قليلة في السنة.

*ولكن الحديد والاسمنت لم يعدا في يد الدولة الآن؟
**وهذه مشكلة .. بل كارثة أخرى، كان يجب أن يكون هناك جزء من هذه المصانع في يد الدولة لتتحكم به في مسألة الاحتكار، وكان من الممكن أيضاَ تأجير تلك المصانع بدلاَ من بيعها حتى تظل الدولة هي المايسترو، وحتى لا تزيد أسعار العقار في مصر لأن السكن هو أحد أدوات الإنتاج بالنسبة للإنسان المصري إذا لم يتوفر له فلن يكون هناك مجتمع منتج.

*ولكن أسعار العقارات في مصر ارتفعت ارتفاعاَ جنونياَ ليس فقط بسبب الحديد والأسمنت، فما هو السبب في رأيكم؟
**بسبب دخول شركات استثمار عقاري عربية كبيرة للسوق، وهذه الشركات استخدمت فوائض الفورة النفطية لدى مجتمعاتها في منافسة المواطن المصري المسكين، وهذا الأمر لا يجوز، وحتى في سويسرا نفسها يمنع الأجانب من تملك العقارات سوى في المناطق السياحية فقط وبشرط وجود إقامة للمشترين أما ما يحدث في مصر فهو نوع من الفوضى من الممكن أن يؤدي لانهيار أي اقتصاد في العالم، وأنا ضد بيع أراضي البناء للمستثمرين العرب أو الأجانب وأدعو للسماح للمصريين فقط بالاستثمار العقاري في مصر، أما غير المصريين فمن حقهم تملك الشقق أو الفيلات وغيرها لأغراض غير تجارية.

*وبيع البنوك؟
**أنا لا أفهم في مسألة البنوك، ولكني مطمئن طالما ظل الدكتور فاروق العقدة ( محافظ البنك المركزي ) في موقعه

*حتى لو تم بيع بنك القاهرة؟
**حتى لو تم بيع بنك القاهرة، إلا إذا أجبر على ذلك، وأنا أعتقد أنه سوف يستقيل في هذه الحالة.
ملحوظة: هذا الحوار نشر بجريدة النهار الكويتية بتاريخ 22/1/2008



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائب رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان : توليت وزارة ف ...
- خبراء وباحثون : لا مفاوضات ولا تعهدات في -أنابوليس-‏
- رئيس حزب الوفد المصري محمود أباظة : الدولة الدينية خطر كبير ...
- الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة المصري للشؤون النيابية و ‏القا ...
- ضياء الدين داوود : اعترف .. - الإخوان - اكثر قدرة على الإنتش ...
- عودة الملف السوداني إلى واجهة السياسة المصرية
- رئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية: لست مرشحاَ لرئاسة الوزر ...
- بعد إخفاق حرية الصحافة ... حرية الإبداع أمام القضاء مجدداَ
- دعهم يعلقون ... أو يفضفضون
- وداعاَ رجاء بلمليح - رجاء التي عرفتها
- قصة صعود وسقوط وزير الداخلية 2/2
- قصة صعود وسقوط وزير الداخلية 1/2
- الفرق بين رد القضاة ورد المحكمين في القانون المصري
- دستور 1971 ... هل يصلح لمصر الآن؟بين ضرورة التغيير ومخاطره
- الدستور المصري بين التعديل والتغيير
- هموم مصرية - لماذا جرى ما جرى؟
- عاشق أصيلة
- حوار مع رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن
- دستوركم ياسيادي
- مش كفاية!!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - خالد الكيلاني - العالم المصري الشهير صاحب تصميم مكتبة الإسكندرية الذي اتهمته سكوتلانديارد بالتخطيط لاغتيال ثلاثة وزراء ورئيس مجلس الشعب: تعرضت لمؤامرة استخباراتية مصرية بريطانية