أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهدى بندق - حوارات مهدى بندق -9 - مع المفكر الفلسطينى الراحل هشام شرابى















المزيد.....

حوارات مهدى بندق -9 - مع المفكر الفلسطينى الراحل هشام شرابى


مهدى بندق

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 06:34
المحور: مقابلات و حوارات
    


البروفيسور هشام شرابي
المفكر الفلسطيني في المنفى الاختياري

مقدمة
ولد هذا المفكر الفلسطيني العربي في مدينة "يافا" عام 1927 أي قبل عامين أثنين من أنفجار هبة (انتفاضة) البراق: أول صدام شامل جرى بين الفلسطينيين واليهود في القدس عند المسجد الأقصى ومصعد البراق. هكذا رضع هشام مع حليب الأم مرارة الواقع العربي وغربته عن العالم المعاصر. وفي سن الصبا رحل مع الأسرة إلى بيروت حيث تخرج في الجامعة الأمريكية واندفع بجُمّاعه يشترك في العمل السياسي, فأنضم إلى أنطون سعادة زعيم الحزب القومي السوري, وشاهد بعينيه وقائع اختطاف سعادة ومحاكمته أمام محكمة عسكرية أنتهت بإعدامه. كانت الصدمة أكبر من أن تحتمل فرحل الشاب إلى أمريكا يدرس "التاريخ" بجامعة شيكاغو وينال منها درجة الدكتوراه, ومنذ هذا التاريخ وشرابي يعمل كأستاذ محاضر بجامعة جورج تاون حتى رحل عن عالمنا العام الماضي. وفي عام 1990 أسس ورأس "اللجنة التنفيذية للمركز الفلسطيني للدراسات السياسية". وعبر هذه السنوات أصدر هشام شرابي عديدًا من المؤلفات الهامة باللغتين الإنجليزية والعربية نذكر منها: المقاومة الفلسطينية في وجه أمريكا وإسرائيل, المثقفون العرب والغرب, النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي, النقد الحضاري للمجتمع العربي, نصوص في القضية الفلسطينية.
وفي الإسكندرية- وعلى هامش مؤتمر المركز المصري للتكوين المعرفي والطفل المبدع عام 2002 - كان لنا معه هذا الحوار.

* يكاد قارئ أعمالك أن يتلمس ملامح منهاجك الجامع بين خصائص مدرسة التكوين المعرفي- جان بياجيه- وعلم النفس الفرويدي وعلم الاجتماع الماركسي. ألا تظن أن هذا المزج بين الاتجاهات الثلاثة قد يفضي بنا إلى الوقوع في تلفيقية إجرائية في بعض الأحيان؟
** حاولت أن اتجنب هذه التلفيقية عن وعى كامل بالإشكالية التي تمثلها. فمن حيث استعمالي لبياجيه ونظرية فرويد والاتجاه الماركسي في التحليل تناولت مظاهر مختلفة من السلوك والممارسة في المجتمع الأبوي. فمن بياجيه استعملت نظريته المتعلقة بنشوء أو تطور القوى المعرفية لدى الطفل وبخاصة فيما يتعلق باستيعابه للقانون, فهو يفرق بين القانون وما هو غير خاضع للقانون ويسميه Heteronomy. وفيما يتعلق بفرويد استعملت نظرية الوعي وتأثير اللاوعي عليه وبالتالي على الممارسات الرجالية في المجتمع الأبوي وفي تكوين الشخصية الأبوية. ومن حيث ماركس فقد اتخذت الاتجاه الماركسي كإطار عام لمعالجة وتحليل الوقائع والبنى في هذا الحقل بشكل أتجنب فيه التجريد النظري والتشديد على العوامل المادية والتاريخية.
* التوجهات المعرفية الجديدة في الغرب, لا سيما تيارات ما بعد الحداثة, تجنح نحو نقد المركزية الأوربية باعتبارها النموذج الواجب اتباعه من قبل كافة الثقافات التي تستهدف تحديث عناصرها ومقوماتها, هل ترى أن تيارات ما بعد الحداثة هذه في نقدها لهذه الفكرة يمكن أن تساعدنا على الانتقال من المجتمع الأبوي إلى الديمقراطية المبتغاة؟
** تمامًا, تيارات ما بعد الحداثة على الصعيد النظري المعرفي تتجه كلها نحو كسر المركزية النظرية والفكرية التي هيمنت خلال عصر الحداثة بكامله من أوائل القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين. الجواب على سؤالك, وهذا سؤال مهم, هو أنه لا يزال هناك حاجة إلى التحليل النظري لتكوين رؤية نقدية شاملة لمجتمعنا العربي, حاجة إلى التنظير. لا نستطيع أن نفعل ما فعله "دريدا" و"ليوتار" وحتى "دولوز" في التخلي الكامل عن أي سرديات كبرى وخاصة "ليوتار" الذي رفض المحكيات الكبرى. نحن لا زلنا بحاجة إليها, إلى نظرية متكاملة.
ومن هذه الناحية نحن نتمسك إلى حد ما بصحة المقاربة المنهجية للتنظير, ومن ناحية أخرى, فإن ما بعد الحداثة بمقولاتها النقدية الهائلة تقدم لنا وسائل عديدة لعمليتنا النقدية للخطاب السائد في مجتمعاتنا العربية.
* هذه التيارات الما بعد حداثية ترفض العقلانية وتحتج عليها تبعًا للمسار الخاص للفلسفة خصوصًا حين بلغت أوجها في الوضعية والوضعية المنطقية, فهل ترانا أحرياء بأن نقبل منها شيئًا ونرفض شيئًا؟ وألا نكون بذلك إذا فعلنا انتقائيين, والانتقائية هنا هي اول الطريق إلى التلفيقية التي نحاذر منها؟!
** أنا معك في هذا الرأي, وأدرك تمامًا ما ترمي إليه ولكن الرأي أننا نحن المثقفين يجب أن يُسمح لنا ان نكون انتقائيين بمعنى أن نستعمل ما نريد من المفاهيم والأساليب والمناهج على أشكالها حديثة كانت أم ما بعد حداثية إذا كانت تنسجم مع متطلباتنا النظرية وتركيباتنا العملية المتعلقة بالواقع وبرامجنا السياسية والاقتصادية.
* هل ترى أن الحضارة الإسلامية التي توقف زَخْمها منذ قرون عدة يمكن أن تستعاد مرة أخرى في ظل المعطيات الحضارية الحديثة؟
*** لا يمكن لأي حضارة ماضية أن تعود إلى الحياة لأن حياتها في الماضي كانت نتيجة ظروف وأوضاع تاريخية معينة مضى زمانها, لذلك لا يمكن أن نعتقد أن مفهوم النهضة يعني إعادة حالة تاريخية قامت بالماضي.
* أيعني هذا أن ندير الظهر للحضارة الإسلامية بكافة إنجازاتها وتكوينها للعقل العربي المعاصر.
** أبدًا. لا يمكن أن ينتج الحاضر مستقبلاً يقوم على ركائز متينة إلا أذا استوعب ماضيه وتاريخه.
* هل هذا يعني أن علينا أن نأخذ من الحضارة الإسلامية ما انتهت إليه ونؤسس على أشياء جديدة أم أن الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية صالحة لإعادة البناء؟
** هذا يتم بدراسات وتحاليل, وبالإجماع على ما نريد من ماضينا وما يقرر المجتمع أنه يحتاجه من المجتمعات التاريخية التي ندعوها تراثنا التاريخي.
* ألا ترى أن تعبير المجتمع تعبير مثالي يجعلنا نتساءل ما الذي نقصده بالضبط بهذا المجتمع, الطبقة الحاكمة السائدة أم المثقفين أم الطبقات الكادحة التي نعمل نحن على التعبير عنها؟
** أعني بالمجتمع الكيان الذي يقرر أهدافًا, يقرر ما يريد أن يفعله بالنسبة لمصالحه, الذي يقرر قيمه, الذي ينتج قوانينه, هذا هو المجتمع, ويسمى عادة بالمجتمع الديمقراطي. المجتمع اللاديمقراطي لا ذات له تقرر كل هذه الأمور ويستفرد بها شخص أو جماعة يتحكمون في مصير هذا المجتمع. وكيان كهذا لا يمكن أن يتعامل مع تاريخه وماضيه بشكل عقلاني, وصحيح. إذن لكي نتوصل إلى أسلوب صحيح يثري حياتنا ويدعم مستقبلنا لا يمكن أن يكون إلا من خلال المجتمع الديمقراطي.
* فما الذي نفعله إذن حين نقرر أننا نريد التحديث حقيقة وفعلاً ونحن الآن مجتمع بلا شخصية كما ذكرت أنت؟ هناك التيارات الأصولية وهي تملأ الساحة الجماهيرية بالخرافات والعودة إلى الأسطورة واحتقار العقل ، وأما العلم فلا تقبل منه إلا ما يعطيه من منتجات استهلاكية, حيث تعتقد أن العلم قد سخرت لها نتائجه لكنها ترفض تمامًا الأخذ بالمنهجية العلمية, ماذا تفعل مع هذه هي الأصولية الهيمنة الآن ثقافيًا ؟
** ما تسميه الأصولية هي الحركات أو النظرية أو العقيدة المتطرفة وهي لا يمكن أن تقيم علاقة حية وصحيحة يقبل بها المجتمع ككل مع الماضي والتراث. أنا أتكلم من منطلق علماني كامل. كل نظرة رجعية, أي تنظر إلى الوراء, غير قادرة على التعامل مع المستقبل. لذلك نريد أن نبني مستقبلاً جديدًا لهذا المجتمع. النظرة العلمانية تقول: أنه لا يمكن العودة إلى الوراء ويجب السير قدمًا إلى الأمام والدخول في العصر الحديث. هذه النظرة العلمانية هي أيضًا نظرة يشارك فيها إسلاميون من فئات مختلفة كما كانت. في أيام النهضة, فهناك علمانية إسلامية أيضًا.
* القضية الفلسطينية, كيف ترى سبل حلها بعد وصولها الآن إلى مفترق طرق, إما الكفاح المسلح وهو ما تتبناه القوى الإسلامية وإما الاستمرار في التفاوض على أرضية الحل الأمريكي كما تتبناه القوى العلمانية؟
** وصلنا إلى مرحلة صعبة جدًا وذلك لتوصلنا إلى هذا الموقف الذي لم يحدث مثله منذ سنة 1948. أولاً: وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة في الحكم ليس لديها مشروع تفاوض أو سلام, بل برنامج لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتطويعه وإنهاء القضية الفلسطينية بقبول استعمال كلمة "دولة فلسطينية" لكنها بالفعل مجموعة "بانتوستان" لا سيادة ولا استقلال لها. ثانيًا: شارون يريد دولة فلسطينية على الشكل الذي شرحته ليحقق الإنفصال مثلما حدث بجنوب افريقيا. والخطة التي يقدمها هي مشابهة لما قدمته فكرة "الآبرتهايد" والبانتوستان سنة 1956 في أفريقيا. العامل الآخر هو وجود إدارة أمريكية في الحكم تسند الموقف الإسرائيلي المتطرف كلية, وهذا ما لم يحدث إطلاقًا حتى الآن, كان ريجان قريبًا جدًا منهم لكن كانت دائمًا هناك حدود موجودة. كلينتون أيضًا جعل الفريق المفاوض كله يهوديًا (الفريق الأمريكي) العامل الثالث وهو في نظري الأخطر هو وجود قيادة فلسطينية تفقد الرؤية وتتعامل مع الواقع بعقلانية منقوصة تعاني من الفساد ولا تتمتع بثقة الفلسطيني, بمعنى آخر هي سلطة فلسطينية تقبل هذا المشروع بضغوط إسرائيلية وبضغوط أمريكية, وهذا ما يعرض هذه الدولة لخطر كبير ومما يزيد الخطر القائم الآن أن الدول العربية غير قادرة على التحرك الجدي, والاتحاد الأوروبي يبدو قابلاً بالاتجاه الأمريكي.
* لماذا إذن رفض عرفات التسوية في كامب ديفيد الثانية وقد كانت تقدم له (من وجهة نظر موازين القوى) أفضل ما يمكن؟
** لسببين. أولهما: لم يكن هناك عرض قانوني مكتوب وإنما كلام شفهي, وإلى الآن لا توجد وثيقة تقول لنا ماذا في هذا العرض, ماذا كانت صفاته. ثانيهما: واضح فيما قاله كلينتون أن موضوع القدس واللاجئين سيوضع على جنب. وحتى لو أراد عرفات أن يسير في هذا الطريق كان سيرفض من قبل الشعب الفلسطيني, وقال لكلينتون أن قبولي بذلك معناه إغتيالي.
* هل ترى أن تدويل القدس يمكن أن يمثل حلاً مقبولاً لدى القوى الفاعلة في العالم العربي وفي الغرب لحل المشكلة؟
** طالما إسرائيل ترفض كليًا إلى الآن, وأمريكا كذلك ترفض التدويل, فهو غير وارد.
* لكن العرض الذي قدمته إسرائيل من قبل بشأن وضع السيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى على الأرض وسيادة تحت الأرض للإسرائيليين, ألم يكن هذا خطوة في طريق التدويل؟
** القدس مسألة غير مطروحة.
* لكن إسرائيل كانت ترفض تقسيم القدس تمامًا وكانت تعلن أنها العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل, لكننا رأيناها فيما بعد تتحدث عن سيادة فوق الأرض وسيادة تحت الأرض؟
** التقسيم غير مقبول إطلاقًا لدى الشعب الفلسطيني والدول العربية.
* سؤال من زاوية معرفية محايدة, سأعتبر نفسي محايدًا أو أتكلم بلسان الآخر المحايد: ألا ترى أن المطالب الفلسطينية التي تتعلق ب 100% من الحق الفلسطيني لابد أن تكون صادرة عن طرف أقوى ومنتصر يستطيع أن يفرض بحكم توازن القوى أو بحكم ما يسيطر به على الأرض فعليًا أن يفرض هذا على مائدة المفاوضات؟ هناك قول أنك لا تستطيع أن تأخذ على مائدة المفاوضات بأكثر مما تستطيع أن تصل إليه مدافعك. والشعب الفلسطيني أو الذين يطالبون بالحقوق كاملة غير منقوصة مفروض أن يكونوا قد سيطروا فعلاً على الأرض أو بسبيلهم إلى السيطرة, أما أن تكون ضعيفًا ولا تملك أي شئ وتطالب بـ 100% من حقوقك فهل ممكن أن تصل إلى شئ بهذا؟
** الفلسطينيون لا يطالبون بـ 100%, بالعكس. أعلم أنهم يطالبون بما تقوله الشرعية الدولية والمواثيق والاتفاقيات.
* وما العمل وقد وقفت الانتفاضة فعلاً الآن ولم يصل بها الزمن إلى طريق مفتوح, حيث أن عرفات والسلطة قد توجها إلى اعتقال القوى الفاعلة في الجهاد الإسلامي وحماس؟
** الحالة المتأزمة التي لم نر لها مثيلاً منذ 1948.
* كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة؟
*** لا أدري.
* لا تقل لي لا أدري. انا لا أقبل منك أنت بالذات. هذه الإجابة الفلسفية التأملية فأنت المثقف الذي يرى وبعيون متصلة تمامًا بأحدث الآليات الفكرية والرؤية في العالم, كيف تحدد سبل الخروج من هذا المأزق؟
** لا أحد بالعالم يعرف كيف, إنما نستطيع أن نشير إلى الحالة التي نعيشها الآن, وهو الخطر المباشر لتفسخ التركيبة الفلسطينية بين السلطة والمقاومة الإسلامية والوطنية, فإذا ما حدث ذلك وهو ما يشبه الحرب الأهلية تكون كارثة.
* ومع ذلك فأنا أرى لا من وجهة نظر محايدة بل من وجهة نظر عربية أن إسرائيل تواجه مشكلة أخرى كبيرة وهي مشكلة ضم الأراضي المحتلة لأنها تريد أن تكون أقلية في المدى البعيد إزاء الأغلبية العربية الفلسطينية. فإسرائيل أيضًا إصبعها في فم المقاومة الفلسطينية.
** مضبوط, لكن إسرائيل تتخذ إجراءات ذكية وخبيثة. فما تعمله الآن من الطرق الالتفافية, آخر رقم إطلعت عليه من حوالي سنة 400 كم من الطرق, غير الطرق القديمة التي تخترق بالفعل المناطق المحتلة تخلق جُزُرًا معادية من رام الله إلى القدس وضواحيها إلى الخليل تحت السيادة الإسرائيلية. فالفلسطينيون سيكون في قلبهم المستوطنات المرتبطة بإسرائيل والتي يُمنع الفلسطينيون من دخولهم أو المرور عبرها, مما يمنح لإسرائيل الهيمنة اليومية الكاملة على كل قطعة من الضفة وغزة.
* بالنسبة لمصر, هل تعتقد أن مصر تلك الدولة التي يرتبط أمنها بالحدود الشرقية منذ فجر التاريخ يمكن أن تقبل بالحل الإسرائيلي الأمريكي إستراتيجيًا؟
** لا مصر ولا أي دولة عربية قادرة الآن كما يبدو على منع ذلك من الحصول (قبول فلسطين لحل من هذا النوع) حتى لو كان قيام هذا الحل يشكل خطرًا استراتيجيًا عليها, ولا قادرة أيضًا على التدخل لفرض حل يحقق لها الأمن الاستراتيجي. في كلا الحالتين هناك عجز عربي كامل.
* بهذا الشكل نقول إن الصورة شديدة السواد وأنك متشاءم؟
** نعم.
* يطرح علينا الفكر الماضوي رؤية أكثر تفاؤلاً عندما يعتمد أصحابه على الغيب. على التغيرات غير المنظورة وغير المنطقية, لهذا يستطيعون أن يحتفظوا بشئ من الروح المعنوية تقيهم شر هذا التشاؤم الذي يؤدي بنا في النهاية إلى الاستسلام.
** هذا ممكن, لكن هناك الكثيرون منهم عندهم إيمان ديني وهو شعور ذاتي لا شك أنه شعور صادق, يؤمنون بأن الحل هو بيد الله وهم يعبرون عن إرادة الله.
* أفهم أن هذا الحل لا يرضي العقل العلماني لكنه يحفظ على الأقل شيئًا من الأمل الذي أسقطه العقل العلماني تمامًا؟
** على صعيد الواقع, المقاومة الإسلامية هي المقاومة الكبرى, وهي في الصف الأول في الدفاع عن فلسطين. هذا شئ يجب أن نعترف به. هناك فصائل أخرى في الصف الفلسطيني, إنما المقاومة التي تخاف منها إسرائيل وتهابها هي المقاومة الإسلامية, وعليه يجب أن تنشأ جبهة فلسطينية موحدة تجمع كل فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية والسلطة, هذا هو الحل العقلاني.
* إذن أنت ترى أن الحل هو في استمرار الانتفاضة أو في إعادة بعثها مرة أخرى على ضوء الوحدة الوطنية.
** الوحدة الوطنية تمكن الشعب الفلسطيني من اختيار الطريق الذي يسير فيه.
* وهذا معناه إسقاط عرفات؟
** معناه قبول عرفات بما يريده الشعب الفلسطيني.
* وليس إسرائيل؟
** وليس إسرائيل وليس أمريكا.
* هذا كلام محترم ويبدد التشاؤم إلى حد كبير عندما ينفذ على أرض الواقع.
سؤال أخير يُوجه للمفكر الذي يعيش في الغرب, هل تتابع جهود المثقفين العرب ولاسيما الأدب والفن في هذا العالم العربي, وهل ترى الأدب أو الإبداع يواكب أو يحاول أن يواكب المرحلة التي نعيش فيها؟
** أنا أتابع القصة والرواية فقط, أما الشعر فليس لدي القدرة على استيعابه, فأنا رجل تحليلي منطقي أتذوق الشعر فقط. لكن هناك كتابات في غاية الأهمية تتعلق بواقعنا وتمارس مباشرة النقد الحضاري.
* هل تتابع جابر عصفور مثلاً؟ محمود أمين العالم؟ حسن حنفي؟
** جابر عصفور, الياس خوري, محمود أمين العالم, لجنة المقاطعة التي تتكون من كل هذه الشخصيات الفكرية الأدبية التي يرأسها د. حسن حنفي



#مهدى_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان إسرائيل دولة يهودية استدراج للمسلمين إلى الحرب
- هل الإنسان مسير أم مخير؟!
- نظام الحكم الدينى يعذب حتى المتدينين
- الجديد في كتاب المصطلحات الدرامية لمحمد عنانى
- الفرصة التاريخية لأقباط مصر
- لبنان إمارة فارسية فهل تصبح دول الخليج ولايات أمريكية؟!
- قصيدة : مقام الفراق
- بيروت : طائر الفينيق الذى يحترق لينهض
- تعليق ثقافى على الحكم بسجن مواطنة قبطية
- الحوار المتمدن : استجابة رائدة لتحديات العصر
- الشاعر العربى يبحر نحو المستقبل - قراءة فى شعر خالد البرادعى ...
- المشروع الحداثى لجابر عصفور إلى أين
- وماذا بعد أن تسقط أمريكا ؟
- القصيدة في نشوء آخر .. قراءةفي شطح الغياب لمهدى بندق
- هل تقوم الحرب بين سوريا وإسرائيل ؟
- قصيدة : الخروج
- قصيدة : جاء دوري
- رشدى
- حوارات مهدى بندق 7 - مع د.وحيد عبد المجيد
- كرمة الإدانة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مهدى بندق - حوارات مهدى بندق -9 - مع المفكر الفلسطينى الراحل هشام شرابى