أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - ثورة بعربة السيدات














المزيد.....

ثورة بعربة السيدات


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالأمس كنت عائدة من يوم عمل حقيقي مرهق، وإن كان العمل الصحفي لا يتطلب مجهود بدني إلا أن مقدار المجهود الذهني الذي يبذل من خلاله كافي بأن يجعل الفرد بعد يوم عمل كامل منهك الذهن تماماً بما يدفع للشعور بالتوتر وفقدان الأعصاب لأبسط الأسباب، وقد كنت بالأمس أعاني من تلك الحالة وأحاول التغلب عليها بأن أذكر ذاتي بأنني اقتربت من الوصول للمنزل وحتماً سأنعم هناك ببعض الراحة التي ستساعدني على الشعور بالصفاء الذهني، وبالفعل بدأت أشعر ببعض الهدوء واتجهت للإلحاق بمترو الأنفاق وبالطبع عربة السيدات هي مقصدي حتى لا أتعرض لبذاءات شاب أو رجل يراني فرصة لتفريع مركبات الكبت لديه، لكنني فؤجئت أن عربة السيدات مزدحمة بالرجال من كافة الأعمار وأقول مزدحمة لأنها بالفعل كانت كذلك، فلم يكن الأمر مجرد رجل أو إثنين بل مجموعة كبيرة، وهنا لم أتمالك حقيقة أعصابي ووجدتها تنفجر بلا أي رابط مني، حيث بدأ صوتي في الارتفاع في وجه هؤلاء الرجال بطريقة تشبه الصراخ متسائلة لماذا ترتادون عربة مكتوب على بابها وبالخط الأحمر الكبير مخصصة للسيدات؟ فإذا بي أجد سخيف القول من كل ذكر منهم حيث أوضح لي أحدهم أن هيئة المترو عندما قامت بنقل عربة السيدات من كونها أول عربة بالمترو إلى المنتصف لم تستأذنهم كرجال لذلك ولكون الهيئة كما يقول لم تستأذنهم فهو غير مجبر على التخلي عن عربات منتصف القطار التي يفضلها والتي أصبحت مخصصة للسيدات مع ذلك التعديل البغيض برأيه، وآخر شاب في منتصف العشرينات أخذ يتهكم لفظياً وجسدياً على مطالبتي له مع الرجال الآخرين بالعربة بمغادرتها لكونها مخصصة للسيدات موضحاً أننا كنساء أصبح عددنا أكبر من الرجال، وتلك برأيه ظاهرة كافية لأن تجعلنا نشعر بالفخر لوجود رجال معنا. كل ردود الأفعال تلك جعلت الغضب يتملكني بصورة أوسع وأكبر خاصة وأن النساء ذاتهم بالعربة لم يتعاونوا معي لجعل هؤلاء الرجال يغادرون، بل أن كثير من السيدات المحجبات والمنتقبات بدأن هجوم كبير ضدي موضحين لي أن الرجل ليس كالجرثومة المعدية التي ستنقل لي مرض خطير وأنه من المهم لي كفتاة أن أتحجب وأكون أكثر احتشاماً في ملابسي من أن أصرخ في وجه رجل وأدعوه للذهاب لعربة أخرى غير تلك التي خصصت للسيدات، ورغم وقاحة وتدني هؤلاء النساء إلا أنني لم أجيب عليهن بشكل مفصل ليس لأنني لا أمتلك رد بل لأنني أدرك جيداً ماذا يمكن أن يحدث لي من قبلهم لو قمت بالرد الحقيقي الذي سيجعل كل واحدة منهن تشعر بأنها تقف عارية وحقيقة أمام نفسها، لذلك اكتفيت برد صغير عليهن وأظنه يحمل المغزى حيث قلت: أنا لا أشعر أن الرجل جرثومة والدليل أنني لا أتلفح بأثواب قماش لأتخفى وأسير كمن تمشي وهي في تابوت موتها، أمثالكم من جعلوا الرجال يتحرشوا بمن تسموهم متفرنجات مثلي.
ظننت خاطئة أن الشرطي الموجود بمحطات مترو الأنفاق المختلفة من الممكن أن يحمي الأمن وينفذ القواعد الخاصة بركوب المترو لذلك عند أول محطة ناديته، وبالفعل جاء وطلبت منه تنفيذ قواعد المترو بحيث يجبر الرجال الوقحين بعربة السيدات أن يغادروها، وبالفعل حاول هو لكنه فشل لأن الرجال داخل العربة بدأت حمية الذكور الجوفاء تتملكهم وبدأ كل واحد منهم يشعر بأن مغادرته للعربة يعني الانصياع لطلبي بما قد يقلل من رجولته أمام ذاته، كررت ذلك النداء لأكثر من شرطي وفي كل مرة يخسر ويقول لي "معلش متزعليش" والحقيقة الموضوع أكبر من الزعل أو الغضب، فعربة السيدات هي حماية لي ولكثيرات شبيهاتي من المتفرنجات من قسوة الزحام في العربات المشتركة خاصة وأننا لو تعرضنا لأقسى ما يمكن لن نجد من يدافع عنا، أليس هذا وضع يدعو للشعور بالأسف على المصريين؟!




#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهن أصحابها .. كاتم أسرار المرأة
- عرض كتاب التثقيف الذاتي أو كيف نربي أنفسنا للراحل سلامة موسى
- هل أنا ضد الرجل ؟
- أمهات بلاقيمة
- هزي يا نواعم
- أسطوانة وجمهور يطلب النجدة
- الرجل والمرأة بعين النقد
- في انتظار ميكروباص
- الخلع دراسات تحليلية 1-2
- الحياة خارج المألوف
- الشاعرة الكُردية فينوس فائق
- رجل مهزوم
- إلى ماذا يهدف منهج المواد الفلسفية بالثانوية العامة المصرية؟ ...
- بين الحب والكراهية
- قراءة في كتاب الرجل والجنس للدكتورة نوال السعداوي
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 3-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 2-3
- الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 1-3
- لا ليس حب
- الحب بين الحاجة والحقيقة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باسنت موسى - ثورة بعربة السيدات