أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وسام محمد شاكر - البعد الإصلاحي للثورة الحسينية














المزيد.....

البعد الإصلاحي للثورة الحسينية


وسام محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 05:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


( إني لم أخرج أشراً ولابطرا ولامفسدا ولاظالما بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) الحسين إبن علي ع

تعتبر مفاهيم الخير والشر والعدالة والظلم والإصلاح والفساد من أكثر المفاهيم التي تعد المادة الخام لبلورة الكثيرمن الأفكار الثورية والإنتقال بها الى واقع لتصبح ثورة أو إنتفاضة تعبر عن حالة تمرد على واقع شاذ ولعل ثورة الأمام الحسين ع هي من اكثر الثورات جدلية في التاريخ فالأبعاد الإنسانية والإصلاحية امست من خوالد هذه الملحمة الكبيرة التي كشفت عن واقع سياسي وإقتصادي وثقافي كان زاخراً بالظلم والفساد بشقيه (الأخلاقي – الإداري ) حيث يعتبرالهدف الرئيسي في نهضة الحسين هي لطلب الإصلاح وهذه اشارة الى الإصلاح السياسي والإقتصادي بعد ان رمى ظلام الفساد بأجنحته على مفاصل الدولة ، هنا كان لابد من موقف يتناسب مع حجم المشكلة وينطلق من قلب المعاناة التي يشترك بها التفكير الجمعي للمجتمع لتنبثق عنها حادثة الطف المؤلمة ، وبعيداً عن لغة الإنتصار والفشل فأن الحسين ع استطاع ان يوصل مضمون حركته الإصلاحية وتكسير حاجز الخوف الجاثم على صدر المجتمع انذاك فاتحاً الطريق امام الكثير من الثورات والحركات الإصلاحية التي حدثت فيما بعد .
إن تغيير الواقع يستوجب المسير ضد التيار( الرديكالية الإيجابية ) ويحتم تغيير الكثير من القناعات الخاطئة الراسخة في ذهن المجتمع لتصحيح المسارات وهذا ما حصل فعلاً بما يسمى ( حركة التوابين ) التي جاءت كثمرة طبيعية وكنتاج حي خرج من رحم حادثة الطف ليشكل الجانب المستمر في التضاد مع البلوتوقراطية الأموية والبلوتوقراطيات الأخريات ليستمر صراعها عبر الزمن لتأتي الثورات العالمية تحمل في طياتها نفس المضامين التي حملتها الثورة الحسينية قبل ألف عام فشعار الثورة الفرنسية 1789 كان ( العدل ، والأخاء ، والمساواة ) والثورة البلشفية في روسيا عام 1917 التي جعلت من الخبزشعاراً لها وأخريات كثر تلتقي بفلسفتها مع فلسفة النهضة الحسينية والتي تلعب ظاهرة الفساد الإداري السبب الرئيسي في نشوبها من خلال الإثراء اللامشروع على حساب المجتمعات وحياة البذخ اللامعقول من قبل الحكام والسلاطين ،يؤكد كونفشيوس هذه الظاهرة في كتابه ( التعليم الأكبر ) حيث يشير الى إن اسباب الحروب تعود الى فساد الأسر الحاكمة وعليه كل من يعتقد إن الخلاف في حادثة الطف ينحصر بين شخصيتين ( الحسين × يزيد ) فهو واهم بل إن الصراع فكري بين مفاهيم الخير والشر من جهة وصراع ايديولوجي بين رغبة الإصلاح الثورية وبين تجذير الحكم الفاسد ، وبعد الف وأربعمائة عام نقف امام هذه الملحمة التراجدية لنستلهم الكثير من العبر والتي أهمها الإصلاح بشكله العام والقضاء على الفساد والإثراء غير المشروع ، إن المهمة الإصلاحية لأي نظام تتطلب الكثير من الآليات لعل أولها الرغبة الحقيقية في التغيير و ثانيها الشخصيات المخلصة التي تنفذ عملية الإصلاح ومن ثم الضوابط والتشريعات التي تتيح أنسيابية تنفيذ الأهداف الإصلاحية وحتى تكتمل هذه المنظومة يستوجب ان يكون هناك مستوى جيد من التفكير والثقافة لدى المجتمع لإدراك خطورة تبعات الفساد عليه ، فحالة التخلف وإنحدار المستوى العلمي والثقافي هي من العوامل الدافعة لإستدامة ظاهرة الفساد وديمومتها، وبالعودة لحادثة الطف يحكى إن يزيد بعث برسالة الى الحسين مفادها ( إني أقاتلك برجال لاتفرق بين الناقة والشاة ) وهذا يدل بشكل أو بأخر الى درجة تدني مستوى الوعي والتفكير وسيادة الجهل انذاك والذي حجب بدوره عن إدراك الناس للأهداف المتوخاة من خروج الحسين ع وتأويلها الى إعتبارات سلطوية ضيقة نابعة من صراع على كرسي الخلافة بين عائلتين هاملين بذلك الواعز الديني والأخلاقي الذي يوجب على رجل مثل الحسين ع بالخروج والمطالبة بالإصلاح السياسي والإداري على حدٍ سواء بروح الثورة والإندفاع نحو أهداف غاية في السمو تمس حياة الفقراء والبسطاء من الناس وتكشف ما في قصور السلاطين من بذخ اموال وجيوش العبيد والجواري التي فاضت بقصصها كتب التأريخ .
إن الحديث عن تضحيات الحسين ع يعطي لنا مؤشراً كبيراً لخطورة الفساد السياسي والإداري وضرورة التصدي له ويحّمل مسؤولية إستشرائه على الحكام والقادة والمجتمع لاسيما في بلد أختاره الحسين ع كالعراق مستقراً له ليصبح فيما بعد مع شديد الأسف من اكثر البلدان تصدراً لظاهرة الفساد الإداري والمالي ونموذجاً حياً لأشكال الفقر والمديونية والبؤس وما أحوجه اليوم الى ثورة إصلاحية كبيرة تجعل من نهضة الحسين ع واقعاً وليس شعاراً للمزايدات السياسية الثيوقراطية في البلد التي يعزف على أوتارها الساسة شعاراتهم التي لم تستطع من رؤيتها الشمس في العراق .



#وسام_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائع ( الحلويات ) صورة خطيرة لواقع الطفولة العراقية
- بين 2007 و2008 امنية تتجدد كل عام
- هل سيكون عام 2008 حرباً على الفساد في العراق ؟؟
- في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وسام محمد شاكر - البعد الإصلاحي للثورة الحسينية