أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميعة معزوزي - مناضل القضايا العادلة الذي لا يكل: رضوان عصمان















المزيد.....

مناضل القضايا العادلة الذي لا يكل: رضوان عصمان


جميعة معزوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


خصص تكريم حار يوم السبت 22 ديسمبر على الساعة الواحدة بعد الزوال للمناضل الفقيد رضوان عصمان من قبل أصدقائه وشخصيات فنية وسياسية عديدة ومدعوين كُثر. فقد شارك شعراء وموسيقيون ومغنون ومسؤولون بحركة الجمعيات في تكريم مناضل القضايا العادلة رضوان.






ولد رضوان عصمان يوم 22 أكتوبر 1951 بحي نوتر دام دافريك المطل على خليج الجزائر العاصمة، في حضن أسرة متواضعة من سبعة أطفال كلهم مسيسون ومتأثرون بانخراط الوالدين في النضال من أجل استقلال الجزائر: الأب عامل بمصنع التبغ باستوس ومحارب فدائي بالمنطقة الحضرية المستقلة للجزائر العاصمة خلال الحرب، والأم خياطة بالبيت وأصبحت صلة بين جبهة التحرير الوطني والجزائريين من أصل أوربي المناصرين لاستقلال الجزائر.

ترعرع رضوان عصمان في القصبة، الحي العربي الفقير و المفعم بالكبرياء، وذهب إلى المدرسة ثم ثانوية بوجو في باب الواد الذي كان تسكنه أغلبية أوربيين مبلترين من فرنسا الاستعمارية. هذه الثانوي التي أصبحت ثانوية الأمير عبد القادر، والتي درس بها رضوان حتى وفاته، والتي كان يحب التذكير بانها ثانوي البير كامو ، والتي تحدث عنها هذا الكاتب مطولا في كتابه الصادر بعد وفاته "الإنسان الأخير".

اكتشف الشاب رضوان عالم النضال النقابي مبكرا، عندما اضطر في سن 17 إلى وقف الانقطاع عن الدراسة في مستوى الباكالوريا للعمل بالمكتب الجزائري للخضر والفواكه، بعد اعتقال والده من طرف نظام بومدين الجديد بفعل نشاطه السياسي اللاشرعي. استأنف رضوان الدراسة بعد الإفراج عن أبيه لكن دون ان يغادر الوسط النقابي والسياسي. و بعد فترة اجتاز فيها الباكالوريا شعبة الفلسفة، وبدأ دراسات بشعبة الأدب الفرنسي اضطر ثانية لوقف دراساته للبحث عن عمل بعد اعتقال والده من جديد. وقال رضوان للصحفية دايخة دريدي [1] في 2005 :" مر والدي من كل ألوان الطيف السياسي ، المهم بنظره إيجاد وسيلة فعالة لمعارضة الديكتاتورية (...)".

شرع رضوان يدرس بالثانوية، منخرطا بحيوية في أنشطة المنظمات التروتسكية السرية. انضم في 1979 إلى التجمع الشيوعي الثوري، المنظمة التروتسكية السرية التي انشقت إلى منظمة العمال الثورية ومنظمة العمال الاشتراكية لتفضي أثناء الانفتاح الديمقراطي في 1989 إلى حزب العمال الاشتراكي وحزب العمال. كان رضوان في 1980 بصفته نقابيا بقطاع التعليم من محركي إضرابات الأساتذة، وهي نضالات كانت تحت لواء فيدرالية عمال التربية والثقافة والاتحاد العام لعمال الجزائر[ أقوى اتحاد نقابي بالبلد آنذاك، و الذي فقد شعبيته في سنوات 1990 ، وفقد الاعتبار بشكل متزايد بفعل مسايرته للسياسات الحكومية، وهو الاتحاد النقابي الوحيد المعترف به من السلطات حاليا] .

خلال سنوات 1980، بعد مقتل الطالب أمزال كمال، الذي اغتاله مناضلون إسلاميون، وهو الحدث الذي طبع نهاية تعبئة طلابية قوية، وبعد قمع الإضرابات العمالية في رويبة وبني مراد، كان رضوان محركا لآلية تراجع التجمع الشيوعي الثوري [2] إلى الأنشطة الثقافية ، أي إلى الأندية السينمائية والمخيمات الصيفية. كان رضوان، رمز النضال من اجل العدالة، بكل المعارك سواء كانت دفاعا عن الامازيغية [ بصفته من مؤسسي الحركة الثقافية البربرية – اللجنة الوطنية] او النضال من اجل احترام حقوق الإنسان، او الكفاح من اجل تحرر المرأة ومن اجل الحريات الديمقراطية والحريات النقابية. لم يتردد عن القيام برحلة بجنوب الجزائر لمساندة مناضلي الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان ومناضلي اليسار بقسطنطينة المعتقلين والمنفيين إلى ورغلة وبرج عمر إدريس.

لما استأنف دراساته الجامعية بجامعة بوزريعة بمدينة الجزائر، كان أحد الأوجه البارزة للإضراب العام الكبير في 1987 وللنقابة الوطنية للطلاب الجزائريين المستقلة والديمقراطية . تلك النقابة التي خاضت في 1989 -1990 إضرابات ومظاهرات ضد استقلال الجامعة، و ضد انسحاب الدولة الذي يمليه صندوق النقد الدولي. بذل رضوان في تلك الحقبة جهودا كثيرة مع رفاقه لإنجاح مسيرة تاريخية للحركة الثقافية البربرية بالعاصمة الجزائرية من اجل الاعتراف الوطني والرسمي باللغة الأمازيغية. كانت تلك الحركة الطلابية القوة النضالية الرئيسة ضد القمع والتعذيب خلال أحداث أكتوبر 1988، وهو نضال سيسهم في توسيع الثغرة وإتاحة الانفتاح الديمقراطي الذي لم تكف السلطات الجزائرية منذئد عن السعي إلى إغلاقه.

في 1989 استقر رضوان بوهران لمواصلة دراسته، ولبناء حزب العمال الاشتراكي غرب البلد. وستخلف ديناميته خلال النضالات الطلابية و العمالية وفي المقاومات الديمقراطية آثارا عميقة. وشارك في 1991 في تأسيس لجان طلابية ضد حرب الخليج والامبريالية وفي أول لجنة مختلطة عمالية طلابية ضد تسريح العمال. كان الأمر يتعلق بأول العمال المهددين بالطر والمعاد دمجهم (500 عامل بمقاولة ERCO للبناء ، أول فوج عمالي من موجة من الأعماق ستدفع طيلة سنوات 1990 مئات آلاف العمال إلى البطالة. وحصل رضوان في 1991 على الإجازة الجامعية ببحث نهاية السلك حول ادوارد سعيد. ومن 1991 إلى 1993 زاول التدريس بثانوية في ارزيو واشتغل مع نقابيي المنطقة الصناعية. وعاد إلى العاصمة في 1993 ودرس بثانوية الأمير عبد القادر، ثانوية بوجو سابقا. وانخرط في المعركة من اجل عولمة بديلة ضد الهجوم النيوليبرالي في إطار جمعية أصدقاء المبادرة من أجل مقاومة اجتماعية لإجراءات صندوق النقد الدولي [ منظمة معادلة لاطاك ]، بتنسيق مع لجنة إلغاء ديون العالم الثالث التي يرأسها ايريك توسان.

وواصل خلال سنوات الإرهاب تلك نشاطاته النقابية والنضالية بحيوية مدرسا وكاتب مقالات بجريدة الجمهورية، واستعمل منابر صحفية جزائرية عديدة بتدخلات وتحاليل حول الجانب الاجتماعي من الأحداث الجزائرية. كان الظرف آنذاك ظرف اغتيالات وعمليات دامية، وكذا ظرف الانتهاكات الكبرى لحقوق العمال مع التسريحات الجماعية غير المسبوقة: تطبيق برنامج التقويم الهيكلي لصندوق النقد الدولي القاضي بتصفية مقاولات الدولة وانسحاب الدولة من الخدمات العامة.

أصبح رضوان عصمان مألوفا لدى هيئات تحرير الصحف اليومية التي يمر بمقراتها بانتظام لوضع نص أو عريضة أو بيان أو الدفاع عن قضية زميل مناضل. أتاح له هذا التحسيس المستمر ان يصبح وجها نضاليا مألوفا وفريدا ومحترما جدا. كان شغوفا بالأدب، وبشعر جان سيناك بوجه خاص، واستطاع بذل طاقة استكمال بحثه الجامعي حول آسيا جبار. وفي سنوات 2000 شجع المدرسين المؤقتين على تنظيم صفوفهم للدفاع عن حقوقهم ، و بعث التقاليد النقابية بنضالات ثانويته. وبعد مغادرة الاتحاد العام لعمال الجزائر، أصبح أحد أعمدة تنسيقية ثانويات الجزائر التي ستؤسس المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني. وبعد أشهر أسس، بناء على قيم مماثلة له، مجلس ثانويات العاصمة. وأصبح على هذا النحو المحرك الرئيس لتعبئة المدرسين من 2003 إلى 2006. ستحظى هذه الحركة، التي لم تكف عن المطالبة بتحسين الوضع المهني للمدرس وكذا شبكة الأجور، بصدى على صعيد وطني ودولي، لا سيما بأمريكا الشمالية. وبسبب دوره في إضراب الثانويات طيلة 3 أشهر، حاولت وزارته التشطيب عليه من الوظيفة العمومية. وتوبع قضائيا بتهمة إضراب لا شرعي لكن الوزارة استسلمت بوجه تعبئة هيئة التدريس والتضامن غير المسبوق الذي حظي به مجلس ثانويات الجزائر من نقابات التعليم بالعالم برمته.

في غشت الأخير كان رضوان مارا من الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من منظمة تعليمية. كان ذلك آخر رحلة في مشوار نضالي صاخب، حيث أصبح رضوان المؤسس الرئيس للتنسيق النقابي بالتعليم الذي ظهر قبل شهرين بين SATEF و المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ونقابات تعليم أخرى مستقلة للتصدي لشيكة الأجور الجديدة التي تفاوض بشأنها الاتحاد العام لعمال الجزائر بلا علمهم.

مات رضوان عصمان، المسمى عن حق "رضوان النقابة"، واقفا، صعقته أزمة قلبية داخل الفصل الدراسي غداة نهاية أسبوع كلها اجتماعات ُمنهٍِكة، بعد شهور من الحركية النقابية التي تجمع التفكير الاستراتيجي وإشكال المساندة والنصيحة لزملاء يناضلون: مدرسي البويرة المضربين عن الطعام الذين سيتذكرون حضوره اليومي إلى جنبهم بينما كان كثيرون بلا آذان صاغية لمطالبهم المشروعة، و "أساتذة التعليم الثانوي بلا نظام مهني" المسواة وضعيتهم بعد سنوات ريب عديدة، والذين سيتذكرون التنسيقية التي نظمها للدفاع عن حقوقهم، ومدرسي التعليم التقني الذين وجدوا فيه مصدرا نفيسا للأفكار والحجج لتعزيز حركتهم.

مات رضوان عصمان واقفا بعد سنوات عمل تحسيس بالهوية الاجتماعية [3] للمضطهدين، بهدف تجميع العمال بالمشترك بينهم أولا وقبل كل شيء بما هم عمال: وضع العامل. هذا بحمية بيداغوجية دوما تحسن تفادي فخ التبسيط المميز للخطابات الشعبوية، على صعيد فردي، وعلى صعيد اجتماع عام، وعلى الصعيد الجماعي للحركة الاجتماعية، وعلى صعيد مختلف المنظمات النقابية والاجتماعية والسياسية، وعلى صعيد وسائل الإعلام عبر الصحافة و منتديات انترنت. يمكن الاطلاع بانترنت على المنتدي الذي فتحته جريدة لوماتان في أكتوبر الأخير حيث يناقش قراء و زوار مع رضوان تسليع المدرسة الجزائرية، وحيث رد على سؤال حول السلفية الاسلامية وانحرافها العنيف الذي أصاب المدرسة الجزائرية بالعدوى موضحا ان " انبعاث اليوتوبيات جعل التعساء دوما يحلمون، وان ليس الدين وحده من يقوم بدور الاستجابة لتلك الرغبة. مجتع الاستهلاك يجعل الناس يحلمون واقفين. كما ان المقاومة هي ايضا يوتوبيا نشيطة ترفض قدرية الخضوع الجهنمية وتحول إحباطنا و انهياراتنا إلى مقاومة. ليست كل الانبعاثات الطوباوية رجعية."

مات رضوان عصمان واقفا، صعقته أزمة قلبية يوم 15 ديسمبر في الفصل الدراسي ، بعد حياة التزام متواصل. لقد جعل موته لحظة قوية من التزام وجوده، وكان نبأ وفاته على أولى صفحات الجرائد الجزائرية يوم 16 ديسمبر 2007 مع آخر تصريح له، تصريح هجومي كالعادة بصفته أمينا عاما لمجلس ثانويات العاصمة. ان الحزن العميق للذين عرفوه شخصيا أو كرمز للحركة النقابية الجزائرية يمتد، برأي الصحفي الكادي احسان، إلى ابعد من أسرة التعليم، وأسرة الحركة النقابية، وأسرة الصحافة أو أسرة اليسار و الأسر الطبيعية لرضوان. ان لهذا الحزن أثرا أعمق وأوسع. كان رضوان قد غدا في السنوات الأخيرة صديق كل أجراء الجزائر.

كان صديقا وضع بشكل دائم صيغته المفضلة في خدمة وجوده وهاجسه: صيغة بديهية بصدقها وبساطتها لدرجة حجب كامل قوتها على الإقناع وقدرتها على الفعل، بالنسبة لكل المضطهدين بالجزائر، للعمال، وللنساء، وللشباب. صيغة كانت لازمته، ودلالة علة وجوده ذاتها، صيغة جوهرها ليس إيديولوجيا بقدر ما هو فلسفي لأنها تستجيب لتحديات الحياة، الحياة اللائقة والنزيهة هنا على ضفة المتوسط الأخرى هذه كما في أي مكان آخر. يمكن لأي كان ان يأخذ صيغته ويحتفظ بها ليستعملها كمنبع طاقة للحياة ، مصدر للمقاومة. يمكن لأي كان أن " يعقلن" صيغته على حد تعبيره المفضل والمحول إلى ممارسة.

تظل صيغته أكثر من شاهدة على قبر رضوان، تظل صرخة مناضل، شعارا وكلمة قلب تعبئ بحكم منطقها وحده: " من اجل النضال لأن النضال وحده مثمر"

جميعة معزوزي

21 ديسمبر 2007

تعريب جريدة المناضل-ة




#جميعة_معزوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جميعة معزوزي - مناضل القضايا العادلة الذي لا يكل: رضوان عصمان