أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - وليمة لآكلي لحوم البشر















المزيد.....

وليمة لآكلي لحوم البشر


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 672 - 2003 / 12 / 4 - 04:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أجساد و أشلاء بشرية مقطعة و مهشمة متناثرة على الأرض .. ومجموعة من الأراذل و الرعاع  يدوسون و يركلون بأقدامهم القذرة هذه الأجساد و الأشلاء و يتراقصون فوقها و حولها فرحاً بجريمة يستحي منها أي كائن يحمل ذرة من الأنسانية .
مشهد دموي لا أنساني يذكرنا بمشاهد قبائل آكلي لحوم البشر في الجزر النائية وهم يحتفلون بصيدهم الثمين والذي هو على الأغلب أناس دفع بهم حظهم العاثر للوقوع  بيد هؤلاء .. وعادة ما تقام وليمة في مثل هذه الحالات فتوقد النار و يبدأ الرقص حولها وحول الصيد الثمين تمهيداً لذبحه ثم أكله .
لقد شاهدنا و شاهد العالم بأسره جثث الجنود الأسبان في العراق و قد تناثرت على الطريق الذي يربط بين بغداد و الصويرة .. وشاهدنا وشاهد العالم بأسره الوحوش من آكلي لحوم البشر الذن تجمهروا حول هذه الجثث  يدوسونها و يركلونها و يتراقصون حولها و ما خفي كان أعظم .
ولكن لا عجب من أفعال هؤلاء .. فهم من نفس البيئة التي أنشأت وأفرزت من قتلوا في حلبجة و في ثواني معدودات و بكبسة زر خمسة آلاف طفل و أمرأة و شيخ مسن .. وهم أو أقرانهم من تجرؤا عام 1991 و بدون حياء أو خجل على ضرب قبة الأمام الحسين ( ع ) بالمدفعية كما فعل أجدادهم في السابق مع مراقد أهل البيت ( ع ) و مع غيرها من مقدسات المسلمين .. وهؤلاء أو أشباههم هم من طاوعتهم أياديهم القذرة على دفن الألوف من أبناء شعبهم وجلدتهم وهم أحياء نساءً وشيوخاً وأطفالاً وشباباً بعمر الزهور في مقابر جماعية لا يزال البعض من عديمي النخوة و الغيرة من بعض العراقيين والعرب ينكر وجودها .
كما أن نفس المدرسة التي خرّجت هؤلاء خرّجت من قبلهم من أستباحوا أرض الكويت وأنتهكوا حرماتها و عاثوا فيها فساداً .. وخرجت أولائك الذين شاهدناهم وشاهدهم الملايين في العالم وهم يضعون أصابع الديناميت في جيب أحد المحكومين السياسيين ليتم تفجيره عن بعد بطريقة وحشية وشوفينية يندى لها الجبين الأنساني .. لذا فكيف نستبعد على من يفعل مثل هذه الأفعال الدنيئة مع أبناء بلده وجلدته ومع جيرانه أن يفعل مثلها وأسوء منها مع الأغراب و الأجانب .
أن هؤلاء جميعاً وكما ذكرت آنفاً هم من خريجي المدرسة الصدامية الدموية والوحشية تلك المدرسة التي تفننت في أبتداع  أقذر الأساليب و أكثرها دموية في قمع و قتل و ترويع الناس .. و من هذه المدرسة تعلموا أصول و فنون سفك الدماء وأنتهاك الأعراض وأستباحة المحرمات.. و قد عمل صدام على تنشأة هؤلاء في أجواء موبوئة و لدت لنا مثل هذه النماذج اللاسوية من البشر.. وقد رباهم وسمنهم كما تربى وتسمن العجول التي تهيء للذبح بأنتظار هذه الأيام التي نعيشها الآن لذا نراهم يتساقطون الواحد تلو الآخر قرابين على مذبح الحب الصدامي الآثم .. فهذه الكائنات ( ولا أسميهم البشر ) قد نشئوا ودربوا وهيئوا في أقبية وسراديب خاصة لم يعلم بها أحد و كانت حياتهم عبارة عن مجموعة من الطقوس و الممارسات والفعاليات التي تصب في تأليه شخص الطاغية صدام والذي كان بمنظورهؤلاء و أمثالهم ولا يزال سيدهم و ولي نعمتهم و من له الأمر و الطاعة .. لذا فأمثال هؤلاء لم يروا في حياتهم أناساً غرباء و لم يختلطوا مع شعوب أخرى مختلفة بالمرة بل أنهم لم يختلطوا حتى مع أبناء شعبهم اللهم ألا من هم على شاكلتهم .. بل أن أغلب هؤلاء كان ينظر لأغلب أبناء الشعب العراقي على أنهم خونة وعصاة خرجوا عن طوع  صاحب الأمر و سيد العالم وهبة السماء في الزمن الصعب صدام حسين خصوصاً بعد أنتفاضة الشعب العراقي المجيدة في عام 1991 .. لذلك فعندما رؤوا الأسبان ظنوا بأنهم كائنات من الفضاء تحاول أحتلال الأرض فأنقضوا عليهم وفعلوا فعلتهم الدنيئة .
أن أقذرالجرائم والعمليات الأرهابية التي تجري في العراق الآن هي تلك التي يقوم بها منتسبوا و كلاب ما يسمى بتنظيم فدائيي صدام .. وهذا التنظيم القذر كان يشكل في العراق في السنوات الأخيرة التي سبقت سقوط النظام ولا يزال رعباً لا مثيل له بين الناس يفوق الرعب الذي أحدثته كل أجهزة النظام السابقة من جهاز حنين سيء الذكر الى أجهزة الأمن والمخابرات و الحرس و الطواريء و القائمة تطول .. فلقد تفنن النظام المقبور في تشكيل أجهزته القمعية لكن أسوأها على الأطلاق كان تنظيم ( فدائيي صدام ) .. ولقد كان المقبور عدي القائد الأعلى لهذا التنظيم والمسؤول المباشرعن كل صغيرة و كبيرة فيه بدئاً من تأسيسه مروراً بأختيار قياداته و منتسبيه وصولاً لتدريبه وأعداده ليكون واحداً من أشد الأجهزة القمعية في العراق ولائاً للنظام أن لم يكن و كما تبين الآن الأشدها ولائاً .. و عدي هو أحد خريجي مدرسة صدام الدموية الوحشية و منها تعلم أصول الدنائة والأجرام .. فعندما كان عدي صغيراً كان يرافق أباه في بعض سفراته و في أحداها وكانت لأحدى الكنائس في الموصل طلب صدام من أزلامه أن يحضروا له أحد المحكومين بالأعدام وعندما جيء به أمسك صدام مسماراً بأحدى يديه وثبته على رأس المحكوم وأمسك بالأخرى حجراً كبيراً وهوى بالحجر على المسمار لينغرز في رأس الرجل و لتنبعث نافورات الدم من رأس ذلك المسكين الذي بقي ينازع حتى فارق الحياة بتلك الطريقة البشعة .. كل هذا قام به صدام أمام عين ولده وأزلامه ليتعلموا منه أصول حكم الرعية و طبعاً هذه القصة معروفة لأغلب العراقيين وليست من نسج الخيال .. وكان عدي و بما أكتسبه من خبرة أجرامية على يدي والده موفقاً جداً في أختيار منتسبي جهازه فقد كان جلّهم من الحثالات و أبناء الشوارع ممن لا أصل و لا فصل لهم جمعهم أتباعه بطرقهم البوليسية الخاصة وأسبغوا عليهم العطايا والهبات والمكافئات المجزية من أموال أبناء العراق الشرفاء و من ثم تم تدريبهم على أبشع الطرق في القتال و في التعامل مع الناس و من أشهر هذه الطرق وأقذرها تلك التي عرضت على شاشات التلفزيون ليشاهدها الملايين من العراقيين و غير العراقيين أرهاباً و ترويعاً لهم و التي تمثلت بأطلاق ذئب في أحدى ساحات تدريب هؤلاء القتلة لينطلقوا خلفه كالمجانين و كالوحوش الكاسرة و يمسكوا به و من ثم لينهالوا عليه بالركل والضرب و يبدؤا بتقطيع أوصاله وأخراج أحشائه بأيديهم وهو حي ليأكلوها ويلتهموها كما تلتهم الوحوش الكاسرة طرائدها البريئة .
أن أمثال هؤلاء و أمثال من قاموا بفعلة السبت الدنيئة بحق الجنود الأسبان لا يمثلون العراق ولا شعب العراق .. هذا الشعب العظيم الذي أغنى الدنيا بعلمه وحضارته للآلاف السنين .. هذا الشعب الذي عرف بحبه للغريب و أستضافته له .. فكيف وهذا الغريب هو ضيف عزيز جاء ليسدي خدمة للعراق وأهل العراق و ليساعدهم في بناء بلدهم .. رحم الله الجنود الأسبان و كل من قضى و سيقضي على يد أزلام و مرتزقة الطاغية ممن باعوا دينهم و ضميرهم و شرفهم من أجل حفنة من الدولارات .        



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش في بغداد .. موتوا بغيظكم يا أيتام صدام
- مسلسل - العمة نور - والمثقفون العرب
- حتى الحمير لم تسلم من أجرام الصدّاميين والبنلا دنيين
- عبيد الطغاة يثأرون لأسقاط أصنامهم
- أذا لم تستح فأفعل كما فعلت الحكومة اللبنانية
- الطغاة يحتضرون .. فلماذا السكون ؟
- أين الأستفتاء على شكل نظام الحكم المقبل في العراق؟
- أيها العروبيون .. من هم المرتزقة الحقيقيون ؟
- كذبتم وصدق توني بلير
- ما هو سر الخروج المنظم لأزلام صدام
- بقايا مشروع الأستبداد القومي العربي .. وسقوط القناع
- نعم المثلث أحمر ومتسع .. ولكن بدماء العراقيين الطاهرة
- هل نحن أمام ولادة طالبان شيعة ؟
- الحقيقة البائسة لما يسمى بالمقاومة العراقية للأحتلال
- هنيئاً للعراقيين بعهد الميليشيات
- الرهان على فرنسا .. وتكرار الأخطاء
- هل أخطأت أمريكا بأحتلالها (بتحريرها) للعراق ؟


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - وليمة لآكلي لحوم البشر