أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر















المزيد.....

متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا ادري كيف تلعب النرجسية بعقول البعض الذين يزين لهم بان اماما "وليس نبيا" يجيء ذات يوم ليقود الناس الى العدل والسلام بعد ان يقضي على كل الاشرار.
انها حكاية تصلح ان تقص للاطفال قبل النوم تماما كقصة زوربا وسوبرمان والرجل الاخضر والكابتن بباي.
لست ضد مهدي المنتظر فانا لا اعرفه ولا اريد ان اعرفه ولكني ضد اولئك الذين يريدون ان ينشروا هذه الخزعبلات لكي يقولوا للناس "لاتقفوا بوجه الاعداء فالمهدي قادم لامحالة وهو الذي سوف يأخذ بثأركم".
اذا كان الرسول محمد قد قال انه خاتم الانبياء اي انه لا نبي سيأتي من بعده ابدا واذا اعتبرنا ان الانبياء والرسل الذين يختارهم الله هم اكثر الناس ثورية ومجابهة للمفسدين واذا صففناهم مع خانة المصلحين الثوريين سنجد ان محمدا الذي كان خاتم الانبياء قد اصلح مجتمعا فاسدا واقام فيه العدل ووضع اسس المساواة وسن القوانين والتشريعات التي تضمن لافراد المجتمع ان يعيشوا بسلام وامان ويطوروا حياتهم نحو الافضل .. اذا كان كل ذلك صحيحا فما حاجتنا اذن لامام يستعمل سيفه ويقتل غير المسلمين من اجل نشر العدالة ورفع الظلم.
اذكر هذا وانا الان اقرأ مقالة لاحد الجهابذة عنوانها " السفياني وحملة التشكيك بعقيدة الامام المهدي" .. لم املك الا ان ارثي له فقد قال كلاما يشبه كلام طفلين يتعاركان بالحي ولم يجد احدهما مأخذا على الاخر سوى ان يقول له ان اباك عاطل عن العمل.
صاحب المقال نحا شرقا وغربا ولكن دعونا لنستمع اليه وهو يقول:
( ان ما يمكن ملاحظته ان الحركات التي قمعت في الزركة والناصرية والبصرة والتي تدعي المهدوية تستغل ما ورد من احاديث نبوية صحيحة عن عقيدة الامام المهدي من اجل تشويهها والتشكيك فيها خدمة لمصلحة الاميركيين وسكان المنطقة الخضراء وكهنة معبد الاصنام النائمة ، ولا استبعد مطلقا دورا مشبوها للمخابرات الامريكية والعراقية لنشر ودعم الحركات الفاسدة والمضللة التي ترفع شعارات الامام المهدي ورايته من اجل ادخال الشكوك الى النفوس ومن اجل انشاء منظومة فكرية سياسية يقودها كهنة معبد الاصنام النائمة بالتعاون مع الاميركيين وسكان المنطقة الخضراء لضرب كل من يؤمن بالمهدي المنتظر ويدعو لظهوره تحت ستار ان الحركات المهدوية مهما كانت حقيقية او مزيفة انما هي حركات ضالة ومنحرفة كما اننا نلاحظ عمليات سفك دماء كثيرة في التعامل مع الحركات التي تدعي المهدوية خصوصا في منطقة الزركة والناصرية والبصرة لتوجيه رسائل متنوعة لاطراف عديدة في العراق تؤمن بالدليل العلمي القاطع بوجود المهدي وحقيقة ظهوره و حتمية تدميره لحكومات الشر في بلاد العرب) "انتهى".
لا ادري لماذا استغل ( الكاتب) احداث الزركة والناصرية والبصرة ليكتب عن الامام مهدي المنتظر وهو يعرف مثله مثل كل العراقيين الاخرين ان هذه الاحداث هي ضمن حوادث استمرت منذ خمس سنوات ومازالت مستمرة
ثم يضحكني الكاتب بفقرة غريبة جدا يقول فيها:
والذي اود التاكيد عليه ان هناك روايات ثابتة لدينا ولدى كهنة معبد الاصنام النائمة حول حركة الامام المهدي تندرج في اربع نقاط
اولا / ان يوم العاشر من محرم سيكون يوما بارزا ومهما في حركة الظهور المهدوي سواء قبل حكام المنطقة الخضراء بهذا ام لم يقبلوا
ثانيا / ان الامام المهدي عند دخوله ارض العراق سيحاسب علماء الحوزة النجفية جراء عدم خدمتهم لشعبهم وعدم قيامهم بواجباتهم الدينية تجاه المجتمع وانه سيعمل السيف فيهم اخر المطاف .
ثالثا / ان الامام المهدي هو اسلامي الانتماء عربي اللغة عراقي الجنسية ولا يمكن ان يكون امريكيا او صهيونيا او رافعا لنجمة داوود باي حال من الاحوال .
رابعا / ان القوم في دول الاستعمار وفي بلاد العرب مهما فعلوا فان المهدي وانصاره موعودو ن بالنصر في نهاية الامر لان هذا من البشارات النبوية وان تحرير القدس سيكون على يديه "انتهى"
هكذا وببساطة وقع الكاتب في فخ خطير له " مدببات موجعة كثيرة" اولها انه جعل الله مسلما فقط اي انه ينحازللاسلام ضد الكهنة عبدة الاصنام ومادرى ان عبدة الاصنام هؤلاء له نبي مرسل من عند الله ومنقوش اسمه في القران ولايمكن لرب العزة ان يكون ضد من بعث لهم رسولا يكلم الناس وهو في المهد صبيا. ثانيها ان الرسول محمد لن يغفر لا للمهدي المنتظر ولا لغيره حين ينزل الى الارض ليصلح فيها ما فسد ، فالاصلاح بحاجة الى تشريع والتشريع سيقف في بعض بنوده معاكسا لما اراده محمد او بعض طوائفه . اذن على المنتظر ان يحارب في جبهتين الاولى عبدة الاصنام والثانية بقية مذاهب الاسلام وهذا يعني بانه سيسلط سيفه على رقاب المسلمين الاخرين وهذا ايضا لااعتقد ان رب العزة يقبله.
ثالث الاثافي ان الكاتب العبقري قد منح الامام المنتظر الجنسية العراقية واشار الى انه سيرفع الظلم عن العراقيين .. وهذه لعمري قمة الافك فالشعب العراقي ليس شعب الله المختار والذي يمر به مرت به ومازالت معظم شعوب الارض.
ملايين الهنود يعيشون - حتى كتابة هذه السطور- ليس تحت خط الفقر وانما يلتحفون في هذه الايام الشتوية بعلب الكارتون ليلا ويحتفظون بها في براميل الزبالة لليلة اخرى.. انهم يعيشون صراعا حادا مع الحياة ولم يقولوا ذات يوم ان مهديهم سيأتي ليقدم لهم افخر انواع الطعام واغلى المشروبات وسيفتح لهم عشرات المصانع ليشتغلوا برواتب مغرية.. لم يحلموا بذلك بل مازالوا يصارعون الحياة بشجاعة لانظير لها في كل بلدان العالم.. وفي الفلبين تشتغل الاسرة المكونة من الزوج والزوجة مع ولد وبنت في عمل يتاح لهم ،يستيقظون صباحا ويشربون الماء الدافىء ليسد جوعهم قليلا ثم يذهب كل منهم الى عمله ليرجع في السادسة مساء منهكا ليأكل الخبز المنقع بالماء وينام على الارض وليس لدى الولد او البنت حنينا الى المدرسة فذلك الحنين يعني الجوع والحرمان.اما مواطنوا رومانيا وبلغاريا _ايام الاشتراكية- فانهم يمرون كل صباح امام مقاهي الارصفة في بلادهم والتي تستهوي السياح ليروا ماذا يأكل هؤلاء ويتمنوا لو يحصلوا على قطعة صغيرة من صحنهم الممتلىء.
اثناء زيارتي لبولندا قبل سنوات تعرفت على عامل بولندي .. كان شابا قويا اعجبني فيها اصراره على حب الحياة رغم جوعه وقبل مغادرتي سألته ان كان يريد شيئا اجلبه له معي في زيارتي المقبلة لبولندا فقال خجلا " اريد تلفزيون ملون".
ومن حسن حظه اوفدت الى بولندا في السنة التالية فحملت التلفزيون معي ولكم ان تتصوروا كم كان سعيدا حين
شعر انه يملك تلفزيونا ملونا دون سائر جيرانه في الحي.
وفي اليوم الثالث من وصولي دعاني - كرد للجميل- الى الغداء في بيته وقبلت الدعوة مشكورا وياليتني لم اقبلها فالمائدة كانت صحنا وضعت فيه اربع حبات من الصوصج ونصف قطعة خبز والى جواره سائلا مغليا وضعت فيه عظمة بيضاء. مددت يدي بحذر واكلت قطعة من الصوصج وشربت شيئا من الماء الحار واستغربت ان صاحب الدعوة لم يمد يده فسألته فرد معتذرا انه يحس بارتباك في معدته فيما كانت زوجته تحاول اشغال نفسها بغسل الصحون. عرفت بعد ذلك ان هذا الرجل لايملك من قوت يده الا ما قدمه لي ولانه قليل فقد تذرع بتلبك المعدة.
هذا الرجل - ايها الكاتب الموقر- هو الذي ثار ومع كل جياع بولندا لاسقاط الحكم الديكتاتوري فقد دارت معارك طاحنة في مركز المدينة وارسو بين ازلام الحكم وجياع بولندا وكانت الغلبة لهؤلاء الجياع الذين لم ينتظروا امامهم المنتظر لينقذهم من بطش المستبدين بل كانوا يفتخرون وما يزالوا باثار الرصاص على جدران مبنى الحكومة حتى الان.
هل تريد ان اذكر لك شيئا من معاناة السود في كيب تاون عصمة جنوب افريقيا هؤلاء الذين عشت معهم فترة من الزمن.. هل تريد ان اقول ان السود كانوا ينسابون ليلا من بيوتهم الى حيث مزابل البيض في الاحياء الغنية وهناك يبدأوا رحلة التفتيش فيها عن لقمة تسد رمقهم، لكل واحد منهم عينان الاولى تفتش في برميل الزبالة والثانية تراقب الشارع خوفا من الشرطة السرية التي تعاقب بالسجن كل من يتجرأ ويفتش مزابل البيض.
هل تريديني الان ان اقص عليك بعض ما حدث قبل سنوات في شيكوسلافكيا السابقة حين شن الصرب حربا قاسية راح ضحيتها مئات المسلمين الذين كانت تنتظرهم مقابر جماعية يدفنون فيها حتى ولو كانوا احياء... هؤلاء المسلمين لم ينتظروا"مهديك" المنتظر ، ذلك العراقي الجنسية الذي ادار ظهره عن كل مسلمي الارض ويحارب المنطقة الخضراء في العراق فقط.
عذرا لك ولكني ادعوك ان تكسر قلمك ولا تعاود الكتابة مرة اخرى الا بعد ان تشب عن الطوق وترمي "القامة" في برميل الزبالة.
ملاحظة اخيرة: حين يجيء المهدي وقريبا يومه كما تقول ستعلن حرب شعواء بينه وبين بن لادن الذي ينافسه على عرش العدالة ويخلفه في المذهب.... اللهم استر.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لايحب المسلمون الحب ..؟
- امرأة تبحث عن -حوري- في الجنة
- رسالة الى الله.. صداقتي قيد التنفيذ
- ميوشة تعلن الحرب على القاعدة
- الى علاء مهدي ... رد هادىء جدا
- سحقا لكم .. ماذا تفعلون؟
- يامعود يا حكومة
- ميوشة تصحو على - الصحوة-
- ببغاوات في السعودية عمرها قرون
- مشهد سريالي
- الكويت بضاعة فاسدة في مغلف انيق
- ساتوكل على الله واغازلكم , الى كل الذين يعملون بصمت في الحوا ...
- تصريح زوج فتاة-القطيف- كفر والحاد
- خسئتم والله يا اصحاب اللحى
- رسالة اليك ايها -العاهل- السعودي
- اغتصاب فتاة قطيف والصمت الالهي
- اسمعتم ما قالته لي ليلى
- دبجة- عراقية تحدث هزة ارضية في اوكلاند
- لم يبق الا الله ليعتدوا عليه
- واحسرتاه .... مات الكلب -جيمي- ايها السادة


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - متى يلتقي الضدان، بن لادن ومهدي المنتظر