أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!















المزيد.....

سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من ربع قرن من الزمان والقوات التركية تقوم باجتياح الأرضي العراقية بصورة متكررة، بحجة ملاحقة العناصر "المتمردة"، تارة بموافقة حكومة بغداد وأخرى بعجزها عن وضع حد لذلك، وثالثة بمنزلة بين المنزلتين، كما هو الوضع الراهن، فحكومة اقليم كردستان تحفظت على الاتفاقية العراقية- التركية التي وقعها جواد البولاني وزير الداخلية العراقي، بل اعتبرتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة تحمل "تواطؤاً " ضمنياً على غزو الاراضي العراقية لملاحقة أعضاء حزب العمال الكردستاني PKK المتحصنين في جبل قنديل شمال العراق (كردستان).
وكانت العلاقات العراقية- التركية قد شهدت توترات في السبعينات بسبب سعي تركيا لبناء عدد من السدود على حوض نهر دجلة والفرات مما أثّر على منسوب المياه في كل من سوريا والعراق، لكن هذه العلاقات تحسّنت بعد انقلاب كنعان ايفرين في أيلول (سبتمبر) 1980، وبسبب اندلاع الحرب العراقية- الايرانية 1980 -1988، وانشغال العراق في الحرب، حيث قدّم تنازلات لتركيا بالسماح لها بالتوغل داخل الاراضي العراقية، ووصل الأمر عملياً الى حدود 30 كيلومتراً، حيث تم إعداد اتفاقية بين الحكومتين وقعت بالأحرف الأولى عام 1983 وتم توقيعها عام 1984، وكانت القوات التركية تقوم باجتياح الأراضي العراقية لملاحقة المسلحين من جميع القوى والاتجاهات، حيث كان يتجمع هناك أعضاء من حزب العمال الكردستاني (التركي) والاكراد العراقيون من الحركة الكردية وبخاصة حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والانصار الشيوعيون وأعضاء حزب توده الايراني بعد عام 1983.
الاجتياح الحالي رغم إدانة البرلمان الكردستاني واحتجاج رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، فإنه أمرٌ لا يمكن مقابلته بالتصريح او بالتنديد، خصوصاً وان الكثير من مواقع القرار تعرف ماذا تعني تركيا وماذا تريد، وإن بعض الصحف كانت قد نشرت خرائط لطموحات تركيا وامتداداتها داخل العراق!؟
أولى مستجدات الاجتياح هي أن حكومة رجب طيب اردوغان الحالية استطاعت توجيه الانظار الى العدو الخارجي بدلاً من الصراع الداخلي، بين القوى الاسلامية وخصوصاً حزب العدالة والتنمية، وبين القوى العلمانية سواءًا قبل الانتخابات أو بعدها.
المستجد الثاني هو اتخاذ موقف موّحد من الصراع الخارجي بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجيش، أي تطبيع العلاقات بين السلطة والقوات المسلحة بعد أن كانت الاخيرة قد تحفظت على فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، وأبدت مخاوفها مثل الكثيرين حول مستقبل الدولة المدنية في ظل فوز الاسلاميين في السلطة، فقد خلقت الأزمة وحدة نادرة للمؤسستين العسكرية والسياسية رغم الاختلاف والتناقض بينهما.
فللمرة الاولى منذ فوز الاسلاميين، يجدون أنفسهم مدعومين من قيادات الجيش الذي نظر اليهم بإرتياب باعتبارهم يشكّلون تهديداً للعلمانية ومستقبلها وتراثها الاتاتوركي.
أما المستجد الثالث فهو أن حكومة أردوغان تصرفت بذكاء وببعد نظر فلم تصدر أوامرها الى الجيش، بل استحصلت موافقة البرلمان على عملية الاجتياح، وبذلك استطاعت بهذه الخطوة الدستورية الحصول على تأييد من ممثلي الشعب في البرلمان.
المستجد الرابع أن حكومة أردوغان خلال الازمة وتصاعد التهديد العسكري، مرّرت خطوة الاستفتاء على انتخاب الرئيس بواسطة الشعب مباشرة، وهي الخطوة التي كان الاسلاميون يرغبون بتحقيقها إثر اندلاع أزمة الاعتراض على ترشيح عبدالله غول للرئاسة.
المستجد الخامس ان الاتراك رغم اختلافاتهم فانهم قدّموا مصالحهم الوطنية والقومية على تحالفهم مع الولايات المتحدة، وخصوصاً بقرارهم السيادي عند التعارض مع سياسة الحليف مثلما أغلقت الحكومة التركية أجواءها امام الطائرات الحربية الامريكية التي كان يفترض أن تنطلق من قاعدة انجليك ومنعت مرور قوات التحالف البرية من غزو العراق آذار (مارس) 2003.
المستجد السادس ان هذه الخطوة وجدت صداها اقليمياً حتى بين أعداء أو خصوم تركيا مثل ايران ( عدوّها التقليدي) وسوريا (الخصم الدائم) وهو أمر نادر الحدوث، وبهذا لعبت تركيا بتوازن المصالح وتقارب الأهداف بطريقة حاذقة، خصوصاً من خلال المواقف المشتركة من حزب العمال الكردستاني ومن الفيدرالية الكردية بشكل خاص.
الاجتياح التركي لكردستان العراق سبّب احراجاً كبيراً لواشنطن بل تحدياً لها ولسياساتها، فالتصدي له سيعني بداية النهاية للتحالف التركي- الامريكي، وعدم التصدي له سيؤدي الى بداية انهيار التحالف الامريكي – الكردي، خصوصاً وقد تظهر أمريكا بمظهر الضعيف وهكذا ستكون التجربة الكردية في شمال العراق أمام امتحان كبير واختيار صعب.
وبقدر السيناريوهات التي سيفرضها الاجتياح فهناك أسئلة وتحديات ستواجهه: فما هو الموقف الذي ستتخذه الولايات المتحدة صديقة الحركة الكردية العراقية مثلما هي صديقة تركيا التاريخية الاستراتجية؟ هل ستدافع عن العراق المحتل واقليم كردستان، أم أنها ستكتفي بالدعوة الى حل سلمي بعد أن تكون القوات التركية قد حققت بعض أهدافها بضرب معاقل حزب العمال الكردستاني وقلّمت أظافر الحركة الكردية في العراق بتهديد فيدراليتها بعد أن ارتفع صوتها عالياً، وهو ما لا تريده تركيا وخصوصاً لمنع تأثيراته على أكرادها، وهذا هو الاحتمال الأول.
الاحتمال الثاني قد تضطر الولايات المتحدة الى جرّ اذن تركيا لصالح الحركة الكردية، لكن ذلك سيدفع تركيا الى المزيد من الإبتعاد عن واشنطن وربما عن الغرب، خصوصاً وانها سبق أن امتنعت من تقديم تسهيلات لقوات التحالف لغزو العراق في الأرض والجو.
وقد بدا الارتباك الامريكي واضحاً وخصوصاً عندما طلب الرئيس الامريكي جورج بوش من تركيا ضبط النفس وعدم المضي في تهديداتها التي دخلت مرحلة التنفيذ، وهو ما أكدته وزيرة خارجية واشنطن كونداليزا رايس، لكن الرئيس التركي عبدالله غول انتقد موقفها بشدة مؤكداً أن الأمر " شأن يعود لنا"!
وأخيراً ماذا سيكون مصير اتفاقيات تنقيب النفط (الكردية) مع بعض الشركات العالمية خصوصاً بتحفظ الحكومة العراقية، فالاجتياح قد يسبّب تدهوراً أمنياً وربما فوضى فيما اذا قرر الوصول الى كركوك مثلا حتى وان كان لا يستهدف البقاء هناك.
وإذا كانت تركيا في مأزق بتصميمها على الاجتياح فإن الحركة الكردية في مأزق خطير وكذلك الحكومة العراقية أيضاً، وهما وحيدتان دون حليف عربي أو إسلامي إذا لم تقرر الولايات المتحدة إنقاذهما، يضاف الى ذلك صراعاتهما الداخلية والفلتان الأمني والإنقسام المجتمعي والتطهير المذهبي والإثني واستمرار الارهاب والعنف ، كل ذلك والاحتلال لم يحدد بعد جدولاً زمنياً للانسحاب!




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!
- العدالة الانتقالية وذاكرة الضحايا!!
- شط العرب.. وصاعق التفجير!!
- هل الديمقراطية مثالية؟!!
- المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!
- التنوع الثقافي والنخب الفكرية والسياسية!
- العرب والتنمية!!
- العراق: من إرث الماضي الى تحديات المستقبل
- العرب ومفارقات العولمة
- القضية العراقية بين التدويل والتأويل
- الدولة العراقية: سياقات التماسك والتآكل
- اختلاس الزمن في ظاهرة الاختفاء القسري!
- البصرة هل هو ثمن الحرية!
- الهوية الثقافية: الخاص والعام
- حين يختفي الاعلامي مؤرخ اللحظة !!
- مجتمع الايتام والآرامل!!
- اللاجئون العراقيون: مسؤولية من!؟..
- شهادة حية على التعذيب في سجن ابو غريب
- الاقليات والحقوق الثقافية
- المساءلة والحقيقة في تجارب العدالة الانتقالية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - سيناريوهات الاجتياح التركي للاراضي العراقية!!