أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!















المزيد.....

سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقدر ما يؤرق الاحتلال الأمريكي والوجود العسكري لقوات التحالف " المتعددة الجنسيات" العراقيين ويضعهم في قلق دائم وشك مستمر بخصوص وحدة بلادهم ومستقبلها ودستورها و"تمذهبها" والفساد المالي والاداري المستشري واختصاصات الاقاليم وثرواتها، والحقوق والحريات للاقليات والتكوينات العراقية وتعايشها وعلاقتها بالنظام السياسي واستعادة هيبة الدولة المؤسسة على فكرة المواطنة والمساواة، فإن الوجه الآخر للاحتلال والوجود العسكري الأجنبي أخذ هو الآخر يؤرق واشنطن على نحو شديد، بل يقلق عليها راحتها سواءًا لجنودها في العراق أو على صعيد السياسة الداخلية للحزبين الجمهوري والديمقراطي وقوى ومفاصل الرأي العام وضغوطه على إدارة الرئيس بوش.
لم يعد العراق نزهة لبعض المغامرين أو الحالمين أو مجرد معلومات لشبكة من المتعاونين والمتعاقدين، بل إن النفط بكل اغراءاته باعتباره محور الصراع السياسي والاجتماعي في المنطقة والعراق، مع وجود اسرائيل وأمنها كأولويات للولايات المتحدة واستراتيجيتها، أصبح مصدر همٍ وبؤس واكتئاب للوجود العسكري الامريكي، كما لم تعد الديمقراطية مجرد " وعد" بعد أن عجزت أن تكون " برهاناً " أو حاملاً لبرهان، بفعل كوابيس القتل والتطهير المذهبي والطائفي والحرب الاهلية، وارتفاع وتيرة أعداد القتلى الامريكان الذي اقترب من 3850 قتيلاً ونحو 28 ألف جريح، ناهيكم عن نحو 450 مليار دولار أنفقتها واشنطن على حربها ضد العراق ومرشحة لإنفاق مليارات أخرى إذا استمر الوضع دون تحسّن.
الحل العسكري حسب الجنرال باتريوس غير ممكن ولا بد من الحل السياسي والمصالحة التي هي مفتاح السلام في العراق، خصوصاً وأن الفساد دائما كان يغذّي "التمرّد"، وحسب قاضي مفوضية النزاهة راضي الراضي فإن الفساد أسوأ في العراق من أي بلد آخر بسبب الطائفية وغياب حكم القانون، وإن الحكومة ضيّعت أكثر من 18 مليار دولار.
وإذا كانت توصيات بيكر- هاملتون (أواخر العام 2006) لامست موضوع تخفيض القوات والانسحاب الامريكي ومسألة الحوار مع ايران وسوريا والسعي لإشراكهما في الحل عبر مفاوضات مباشرة، فإن تقريري الجنرال بيتريوس والسفير الامريكي رايان كروكر (خريف 2007) تحدثا عن نجاحات محدودة وخطط داخلية بشأن تقليص نفوذ القاعدة والجماعات الارهابية عبر تشكيل مجلس صحوة الأنبار ومجالس أخرى في العراق، لكن هذين التقريرين قدّما عرضاً هو أقرب الى ما يريده الرئيس بوش في حين أن سياسته تعرضت للنقد من جانب الديمقراطيين، فضلاً عن أوساط واسعة من الرأي العام حيث انخفضت نسبة شعبيته الى 27% وهي أقل نسبة للرؤساء الامريكان.
بعد توصيات بيكر هاملتون وتقريري بتريوس وكروكر جاء تصويت الكونغرس على خطة جوزيف بايدن بشأن تقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات، وفي الواقع فإن مفردات الخطة هي أقرب الى التشطير منها الى التأطير، لإعتقاد أو وهم بأن التقسيم على أساس طائفي وإثني يمكنه أن يضع حداً لموجة العنف التي اجتاحت البلاد بعد الاحتلال، خصوصاً بوضع نقاط تفتيش ومراقبة واصدار وثائق أو هويات لتحديد سكان كل اقليم.
بعد هذه التوصيات أو المقترحات للخروج من المأزق أو المستنقع العراقي، الذي حسبما يبدو رغم خسائر واشنطن المادية والمعنوية فانها لم تفكر بعد على نحو جدي بالانسحاب الكامل، رغم أن موضوع الانسحاب الجزئي أو من المدن والانتقال الى القواعد الاربعة الكبرى التي بنتها واشنطن أمر مطروح، فما هي السيناريوهات الامريكية إذاً بشأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق؟
مؤخراً انعقدت في واشنطن ندوة مهمة حول الوضع العراقي ودارت مجرياتها حول السؤال التالي: هل من المصلحة القومية إبقاء القوات الأمريكية في العراق!؟
وقد شارك في النقاش تشاز فريمان (مساعد وزير الدفاع الامريكي الاسبق) ويرأس حالياً مجلس سياسة الشرق الاوسط ورويل مارغريت (الذي عمل في الـ CIA) وهو حالياً مدير مؤسسة أمريكان انتربرايز انستتويت وفريدريك كاغمان من مجلس الامن القومي سابقاً ومؤسسة انتربرايز حالياً وجيسيكا ماثيوز رئيسة مؤسسة كارينغي للسلام حالياً.
ينقسم الرأي الامريكي حول هذا الموضوع على عدد من الإتجاهات، فهناك من يعتقد أن للولايات المتحدة عدداً من المصالح الحيوية في العراق أهمها اثنان: الاول السعي للقضاء على القاعدة والثاني منع إيران من التأثير على شيعة العراق، ولذلك ستكون من مصلحة الولايات المتحدة الاستمرار بوجودها العسكري في العراق لتحقيق هذين الهدفين، اللذين لا يمكن تحقيقهما بدون وجود عسكري قوي!!
ويرى كاغمان ان الجهد ينبغي ان ينصب لمكافحة الارهاب الدولي في العراق دون التورط في النزاع الطائفي أو الانجرار الى الدخول في حرب أهلية، رغم صعوبة، بل استحالة فصل ارهاب القاعدة عن العنف الطائفي.
ويعتقد فريق أمريكي آخر أن مسؤولية الولايات المتحدة هي البقاء في العراق لحين استكمال مهماتها، فإذا ما أعلنت انسحابها فثمة مجازر سترتكب، ولعل الامريكان سيكونون " مسؤولين" ولو جزئياً عنها، علماً بأن الانسحاب دون التفاهم مع إيران وإيجاد حلول سياسية بدلاً من الحل العسكري سيضعف من هيبة وسمعة الولايات المتحدة، وهو ما يذهب اليه رويل مارغريت، في حين شددت جيسيكا مثيوز على الحل السياسي معتبرة أنه لا يوجد حلاً عسكرياً، وقالت: لقد أقنعنا أنفسنا بالخيال القائل ان هناك حكومة وحدة وطنية ومررنا الدستور على الشعب العراقي على وعد بتعديله، لكن الحكومة ظلت ضعيفة والدستور لم يعدّل!!
وإذا كان العراق محتلاً من الولايات المتحدة عسكرياً فإنه محكوم من إيران أو بمشاركتها المتميّزة سياسياً وكان السبب هو تدمير الدولة وحل المؤسسة العسكرية وتهيئة الفرصة لدخول أعداء الولايات المتحدة الى العراق: القاعدة وايران، وهو ما يعترف به فريق أمريكي آخر.
البعض الآخر يرى أن خروج الأمريكان من العراق سينعش "الوطنية" العراقية التي ستركز ليس على القاعدة حسب بل على إيران أيضاً، خصوصاً بعد غياب قوة الاحتلال وهو ما ذهب اليه تشاز فريمان، وأياً كانت الآراء، فثمت رقم صعب لم يتم الحديث عنه وأعني بذلك تصاعد قوة الممانعة والاحتجاج والمقاومة ضد الاحتلال، الأمر الذي قد يدفع الامريكان الى الانسحاب من العراق، ولكن مثل هذا السيناريو الذي تم استبعاده من بعض المحللين الامريكان لا بدّ من وضعه على بساط البحث على نحو مسؤول من جانب الولايات المتحدة من جهة والمنظمات والهيئات الدولية من جهة أخرى وبخاصة " الامم المتحدة"، خصوصاً بعد أن أصبح الاستمرار في الوجود العسكري يعني المزيد من الفشل والهزائم والخسائر المادية والمعنوية!!




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الانتقالية وذاكرة الضحايا!!
- شط العرب.. وصاعق التفجير!!
- هل الديمقراطية مثالية؟!!
- المكتب البيضاوي: انه الاقتصاد يا غبي!!
- التنوع الثقافي والنخب الفكرية والسياسية!
- العرب والتنمية!!
- العراق: من إرث الماضي الى تحديات المستقبل
- العرب ومفارقات العولمة
- القضية العراقية بين التدويل والتأويل
- الدولة العراقية: سياقات التماسك والتآكل
- اختلاس الزمن في ظاهرة الاختفاء القسري!
- البصرة هل هو ثمن الحرية!
- الهوية الثقافية: الخاص والعام
- حين يختفي الاعلامي مؤرخ اللحظة !!
- مجتمع الايتام والآرامل!!
- اللاجئون العراقيون: مسؤولية من!؟..
- شهادة حية على التعذيب في سجن ابو غريب
- الاقليات والحقوق الثقافية
- المساءلة والحقيقة في تجارب العدالة الانتقالية
- التنوّع الثقافي والشعية الدولية !!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - سيناريوهات الوجود أو الانسحاب الامريكي من العراق!!