أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا بعد؟















المزيد.....

الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا بعد؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست فى حاجة إلى التذكير بأن هذا القلم دأب على التحذير من خطورة لجوء هذه الفئة المصرية أو تلك إلى "الاستقواء" بالخارج، ودأب بالمثل على حث الجميع إلى حل كل الخلافات داخل إطار الجماعة المصرية على أرضية وطنية لا على أرضية طائفية.
وربما كانت الندوة المهمة التى نظمها منتدى الشرق الأوسط للحريات عن كيفية إنهاء العنف ضد الأقباط هى أحدث المناسبات التى جرى فيها جدل ساخن حول هذه المسألة شارك فيه الأستاذ محمد فايق رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان والدكتور منير مجاهد أحد مؤسسى حركة "مصريون ضد التمييز" وكاتب هذه السطور.
وفى هذا الحوار الصريح الذى أداره واستضافه الأستاذ مجدى خليل كانت هناك مناظرة ممتازة بين حجج المؤيدين للجوء إلى المحافل والجهات الدولية دفاعاً عن مطالب الأقباط وبين حجج المعارضين لهذا التوجه (ومن بينهم كاتب هذه السطور).
ورغم أننى كنت، ومازلت، من بين أولئك الذين يرفضون البحث عن حلول لمشاكلنا الداخلية خارج البلاد، وبالذات فى دهاليز الإدارة الأمريكية..
ورغم أننى كنت، ومازلت، من بين أولئك الذين يرفضون تدخل هذا الطرف الخارجى أو ذاك فى شئوننا المصرية..
فإننى – بالمقابل – لم أشعر بارتياح لهذه الحملة العصبية التى تم شنها فى الأيام الأخيرة ضد قرار البرلمان الأوروبى الخاص بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر.
حيث استدعت وزارة الخارجية يوم الخميس الماضى سفراء دول الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين العاملين فى القاهرة لابلاغهم رفض مصر القاطع لمشروع القرار المقدم إلى البرلمان الأوروبى حول حالة حقوق الإنسان فى مصر.
وألقى حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية مزيداً من الأضواء حول هذا "الاستدعاء" فقال أن "الخارجية المصرية أبلغت الجانب الأوروبى أن مصر لا تقبل محاولة أى جهة التعليق على أوضاع حقوق الإنسان فيها أو أن تسمح لنفسها بإعطاء الدروس لدول أخرى حول أوضاعها الداخلية مهما تكن ملاحظاتها على أداء هذه الدول خصوصا فى مجال حقوق الإنسان".
كما قرر صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى – فى إطار الاتفاق بين مجلسى الشعب والشورى – عدم مشاركة المجلس فى اجتماعات اللجنتين السياسية والاقتصادية للبرلمان الأورومتوسطى المقرر عقدها فى بروكسل هذا الأسبوع، تعبيراً عن استياء المجلس لقرار البرلمان الأوروبي المشار إليه.
كذلك هدد الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب بقطع العلاقات مع البرلمان الأوروبى للسبب ذاته.
ردود الأفعال هذه تتسم بالعصبية، وتتجاهل حقيقة أساسية هى أن "إعلان برشلونه" الذى تبناه مؤتمر برشلونة عام 1995 لتأسيس الشراكة الأوروبية المتوسطية، قد تضمن مبادئ الشراكة فى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية والإنسانية. وقام مشروع الشراكة بمبادرة من الاتحاد الأوروبى الذى "يقوم على مبادئ الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وحكم القانون. وهى المبادئ التى تدين بها كل الدول الأعضاء" فيه وفقا للمادة السادسة من معاهدة الاتحاد التى تؤكد أن الاتحاد ملزم باحترام "الحريات السياسية كما تضمنتها الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية الموقعة فى روما فى الرابع من نوفمبر 1950، وكما تتبع التقاليد الدستورية المشتركة للدول الأعضاء، وذلك بوصفها مبادئ عامة من مبادئ قانون الجماعة الأوروبية".
وفى ضوء هذه المبادئ التى قام عليها الاتحاد الأوروبى جرت صياغة البنود المتعلقة بالديموقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية فى إعلان برشلونة التى ستقوم الشراكة على أساسه، فجاء فى ديباجة الإعلان ما يلى:
"يعرب الموقعون على الإعلان عن عزمهم على السعى لتحقيق هدف تأسيس إطار من العلاقات الجماعية الدائمة يقوم على روح الشراكة، آخذين فى الاعتبار الخصائص والقيم والسمات الخاصة لكل مشارك من المشاركين. كما يعربون عن اقتناعهم بأن تحقيق هدفهم الرامى إلى تحويل منطقة حوض البحر المتوسط إلى منطقة للحوار والتبادل ضماناً للأمن والاستقرار والازدهار أمر مطلوب من أجل تحقيق تقوية الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وتنمية اقتصادية واجتماعية مضطردة وإجراءات لمكافحة الفقر وتعظيم فهم الثقافات لبعضها البعض، وكل ذلك يمثل جوانب أساسية للشراكة".
علماً بان دول إقليم المتوسط – من الجانب العربى – هى مصر والأردن ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس والجزائر وسوريا. وقد تم التوقيع على اتفاقات للمشاركة بين الاتحاد الأوروبى وهذه الدول كل على حدة.
وفى إطار هذه السياسة جرت مفاوضات بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال الأعوام 95-1999 أسفرت عن التوصل لاتفاق للمشاركة بين الجانبين. وقد تم توقيع اتفاق المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبى بالأحرف الأولى فى 26 يناير 2001، ونهائيا فى 25 يونيه 2001، وصدق البرلمان الأوروبى على الاتفاق بتاريخ 26 نوفمبر 2001، وبتاريخ 12 ديسمبر 2002 صدر قرار رئيس الجمهورية رقم 335 الذى ينص على الموافقة على الاتفاق الأوروبى المتوسطى لتأسيس مشاركة بين مصر والأتحاد الأوروبى.
وإذا عدنا إلى نص اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية سنجد فى ديباجته تأكيداً على "الأهمية التى توليها الأطراف لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص مراعاة حقوق الإنسان، والمبادئ الديموقراطية، والحريات السياسية والاقتصادية التى تشكل الأساس الجوهرى للمشاركة".
ثم نجد المادة الثانية من الاتفاق تنص على ما يلى:
"تقوم العلاقات بين الطرفين وكافة أحكام هذا الاتفاق على احترام المبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان الأساسية كما هى مبينة فى الاعلان العالمى لحقوق الإنسان، والذى يرشد سياساتهما الداخلية والدولية ويشكل عنصراً أساسياً لهذا الاتفاق".
كما نص البند الثانى من المادة الخامسة للاتفاق على أن "يقوم حوار سياسى بين البرلمان الأوروبى ومجلس الشعب المصرى".
إذن .. ليس مفاجئاً أو غريباً أن يتناول البرلمان الأوروبى أموراً تتعلق بحقوق الإنسان فى مصر. فهذه مسألة منصوص عليها فى إعلان برشلونة ثم فى صلب اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية.
وبالتالى .. فإنه إذا كان هناك اختلاف بين وجهة النظر المصرية ووجهة النظر الأوروبية، فإنه يتم حل هذا الخلاف بموجب البند الثانى من المادة الخامسة للاتفاق، أى بالحوار بين البرلمان الأوروبى ومجلس الشعب المصرى.
ولذلك .. وبدلاً من الخطوات العصبية التى تم اتخاذها والتصريحات النارية التى تم إطلاقها كان الأفضل الحوار الهادئ مع البرلمان الأوروبى خاصة وأن الدكتور فتحى سرور قال – فى معرض هجومه على قرار البرلمان الأوروبى – "نرفض هذا القرار تماماً، حيث أنه لا يستند إلى معلومات صحيحة" .. فإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان قرار البرلمان الأوروبى اعتمد على "مصادر مشبوهة" حسب قول الدكتور فتحى سرور، ألا يكون ذلك داعياً إلى تبديد هذه الشبهات من خلال حوار صريح وموضوعى بدلاً من هذه المواقف العصبية؟!
لا نعتقد أن هذا الحل البسيط يغيب عن فطنة الدكتور سرور، أو المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أو غيرهما من المسئولين.
المشكلة بالأحرى أن قرار البرلمان الأوروبى مس أوتاراً حساسة يحاول البعض القفز عليها منها مثلا "مطالبة مصر بالتخلى عن قوانين الطوارئ إذا كانت مصر تريد دعم الديموقراطية.. ويجب إلا تستبدل حالة الطوارئ بقانون مكافحة الإرهاب المقترح حالياً والذى يفرض قيوداً استبدادية على نشطاء السلام وحرية التعبير عن الرأى لدى منظمات المجتمع المدنى".
ومنها كذلك ""المطالبة بضرورة دعم وتعزيز استقلال السلطة القضائية عن طريق إلغاء أو تعديل القوانين التى لا تضمن الاستقلال القضائى خاصة جميع الترشيحات الخاصة بالمناصب العليا فى القضاء بما فى ذلك مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الدستورية العليا بحيث لا تكون تلك التعيينات بتدخل مباشر من السلطة التنفيذية"

ومنها أيضاً مطالبة الحكومة المصرية بتقديم "دعم قوى للحريات الأكاديمية، وحرية وسائل الاعلام والحرية الدينية، ووضع حد للتمييز بين المواطنين على أساس جنسهم أو دينهم او عرقهم أو أى أساس آخر"، خاصة وأن القرار ذاته انطلق من تصديقه فرضية أن "الأقباط والبهائيين والشيعة والقرآنيين وأتباع الديانات الأخرى الأقلية مازالوا مقيدين بسبب ممارسات العزل الطائفى والتعصب الدينى".
وأنا مع الدكتور فتحى سرور فى قوله أن المسائل الداخلية لمصر، وما قد يرد بشأنها من اختلاف فى وجهات النظر، محل مناقشتها فى مصر داخلياً.
لكن يا دكتور سرور ما رأيك فى أن النقاش الداخلى لهذه الأمور الخلافية لا يتم ، وإذا تم فإنما يتم بصورة مجتزأة، ولا ينتهى بحلول جذرية لمشاكل مزمنة، لا يحتاج حل بعضها إلا لقرار بجرة قلم مثل مشكلة بناء وترميم الكنائس التى تثير قلاقل لا تتوقف منذ سنوات وعقود لاستنادها إلى خط همايونى عثمانى ولا ئحة العزبى باشا وكيل وزارة الداخلية عام 1934. فلماذا لا يتحمل النظام الحالى وزرهما ويتم إلغائهما واستبدالهما بقانون ديموقراطى موحد لبناء دور العبادة؟!
إن التلكؤ فى حل كثير من هذه القضايا – القابلة للحل – هو الذى يعطى الذريعة للبرلمان الأوروبى اليوم، والكونجرس الأمريكى بالأمس، إعطاءنا الدروس فى ضرورة احترام حقوق الإنسان.
فإذا كنا غاضبين حقاً من هذا التدخل .. فلماذا لا نسحب ذرائعه ومبرراته حتى لا نكون "ملطشة" لهذا .. وذاك.
وبدلاً من أن نستنزف جهودنا فى الهجوم على قرار البرلمان الأوروبى – وغيره – لماذا لا نبذل عشر معشار هذا الجهد فى القيام بواجبنا الوطنى من أجل حل قضايانا الداخلية على أرضية المواطنة وفى حضن الجماعة الوطنية؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا -بوش- من بنوك الخليج
- حدود -دريد لحام- .. وحواجز -شنجن-!
- الاقتصاد السياسى للعسكريتاريا الباكستانية
- ميزانية حرب
- سلام آخر زمن : إسرائيل ترفع قضية على مصر!
- -بطة- هناك .. و-أسد- هنا!
- يحدث فى مصر .. فقط
- قنبلة الأفكار المسمومة .. التى قتلت بينظير بوتو
- رغم أى شيء.. كل سنة وأنتم طيبون!
- -تشريع- الكونجرس و-أنفاق- ليفنى!
- أفيقوا.. البلد يغرق!
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن (2)
- أسئلة تحتاج إجابات قبل أن يحترق الوطن -1-
- باقة ورد علي ضريح فتحي عبدالفتاح
- عندما جلس رئيس الحكومة على مقعد الأقلية!
- مبروك.. لمصر
- باقة ورد على ضريح فتحى عبد الفتاح
- شيزوفرينيا وطنية .. مخيفة!
- انتخابات نقابة الصحفيين .. تعليق أخير
- شكر مستحق .. واعتذار واجب .. ل -طلعت حرب-!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الكونجرس الأمريكى أمس .. والبرلمان الأوروبى اليوم .. وماذا بعد؟