أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - ليس تشاؤما..وإنما هي مرارة السؤال














المزيد.....

ليس تشاؤما..وإنما هي مرارة السؤال


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2172 - 2008 / 1 / 26 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انقضت سنة 2007، منذ أكثر من أسبوع، ومع انقضائها ها هي ورقة صفراء أخرى تتساقط من شجرة الزمن المغربي على أرض واقعه المزري.
واقع لازال أغلب المغاربة يتخبطون فيه، باسم وطن أضحى يستبد به الحزب واليأس والقلق الشديد على الغد القريب ـ البعيد، بعد أن تحولت أحلام شبابه إلى ترهات، وبعد أن بات ملايين مواطنيه محشورين في فضاءات الإقصاء والتهميش و"هتك عرض" الكرامة الإنسانية، بينما كمشة من المستحوذين على خيرات البلاد، إما بفضل الاسم أو النسب، أو الموقع والنفوذ، أو القرب من الدوائر الوازنة والدوران في فلكها، ينعمون في بحور الملذات على حساب أغلب المغاربة ومستقبل أبنائهم.
قد يقول قائل ما هذا التشاؤم المستطير؟ ولماذا هذه النظرة السوداوية الداعية إلى اليأس؟ لكنني أقول أين هو الفرح أو الأمل اللذان من شأنهما أن لا يستدعيا كل هذا الحزن وهذا اليأس بين طيات سطور وكلمات "بصيص المشعل" على امتداد سنة بكاملها؟
هل من دواعي الفرح والأمل تنامي دوائر الإقصاء والتهميش واغتيال الأمل، التي ظلت تحشد آلياتها لإسقاط المزيد من الضحايا؟ هل من دواعي الفرح والأمل معاينة أحزان الأمهات اللواتي يستقبلن فلذات أكبادهن جثثا أو أشلاءا تفوح منها روائح ملوحة البحر المتوسطي بعد أن قذف بهم اليأس إلى امتطاء المغامرة والمخاطرة بحياتهم على قوارب الموت؟
هل من دواعي الفرح والأمل استمرار تقديم حاملي الشهادات وفاقدي البصر أجسادهم قرابين لهراوات رجال الأمن في واضحة النهار، وعلى مرأى العالم؟
هل الفرح والأمل جائزان في بلد ما فتئت فيه الهوة بين أبسط أجر وأعلاه، تتعمق لتحتسب المسافة بينهما بالسنوات الضوئية؟
هل من دواعي الفرح والأمل معاينة بشائر فشل أكيد للحكومة رغم أنها ما زالت لم تباشر بعد ما ينتظر منها المواطنون؟
هل الفرح والأمل جائزان في حياة يومية ملؤها الهواجس والتوجسات والعواطف الناجمة عن ضعف الحكومة أمام المعضلات القائمة وتدني الشعور الوطني وضعف الإخلاص للوطن؟
هل للأمل إمكانية الوجود وشرطه، مع تناحر القادة السياسيين من أجل المصالح الذاتية الضيقة وخراب الأحزاب السياسية، التي قيل إنها هي التي ستقود البلاد إلى الديمقراطية؟
فهل من أمل للتوق لإقرار الديمقراطية يوما ما بالمغرب ونحن لا نتوفر على قائمين على الأمور، وطنيا ومحليا، ديمقراطيين فعليين، في وقت لم يعد يُوَحِّدُ أغلب المغاربة سوى اليأس والقلق على الغد؟
وهل الفرح والأمل جائزان في حالة انعدام شعور المسؤولين بمعاناة المواطن الحياتية؟
وهل الأمل ممكن ووزراؤنا لم يقدموا بعد أي إنجاز أو مشروع من شأنه أن يعيد جزءا من الأمل؟
فإلى متى سيظل المغاربة، أغلب المغاربة سيما الفقراء والمستضعفون منهم، يدفعون ثمن "حماقات" القائمين على أمورنا وسياستنا والمخططين لمستقبلنا دون علمنا وخلف ظهورنا؟
فكيف لبصيص الأمل أن يعود إلى الإشعاع من جديد والدولة في عيون المواطن العادي ما زالت تأخذ ولا تعطي، مطالبة إياه بأداء دوره تجاهها ، بينما لا تطالب نفسها بأداء دورها تجاهه؟
لا مكان، إذن، للفرح والأمل في وطن مازالت ثرواته مسروقة منهوبة والشعور بالانتماء إليه مجروحا.. إنه ليس تشاؤما وإنما هي مرارة السؤال الذي ظل حاضرا على امتداد 2007، في كل ما احتضنته زاوية "بصيص المشعل" بأسبوعية "المشعل" من كلمات وعبارات على أمل عدم الاستمرار في اغتيال ما تبقى من أشلاء الأمل.
إدريس ولد القابلة (حمود بصيص المشعل)



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توزيع -تركة الوزير اليازغي
- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تقوى عوده خلال سنة 200 ...
- ملفات غير مكتملة تنتقل إلى عام 2008
- انتشار الجريمة بالمغرب
- مختلف الطرق المؤدية إلى مراكمة ثروات الحسن الثاني
- لصوص الملك و لصوص باسم الملك
- بداية نهاية عهد الامتيازات
- أتهم فؤاد عالي الهمة
- العلاقات التجارية المغربية - الإسرائيلية؟
- حوار مع عبد اللطيف حسني
- أثرياء محمد السادس
- -الفكوسة عوجة من الأصل-
- حوار مع الاقتصادي نجيب أقصبي
- حوار مع الاقتصادي إدريس بنعلي
- البوليساريو تخطط لتحويل مخيمات تيندوف إلى تيفاريتي
- مشكلتنا..إشكالية مواطن مسؤول
- الإعلام و مناهضة عقوبة الإعدام
- حكم الحسن الثاني
- -الجمع بين السياسة والسوق في المغرب مفسدة كبرى-
- دسائس الراحل إدريس البصري ليست إلا دسائس مخزنية بامتياز...!! ...


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - ليس تشاؤما..وإنما هي مرارة السؤال