أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محيي هادي - التطبير و الأيدز














المزيد.....

التطبير و الأيدز


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 10:59
المحور: الطب , والعلوم
    


في هذه الأيام تمر ذكرى أخرى على استشهاد الامام الحسين بن على، سبط النبي محمد، ذكرى نحره تحت سيوف طاغية العصر آنئذ: الخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. و هذه الذكرى يُحييها، بشكل خاص، المسلمون من أتباع المذهب الشيعي الإثنى عشري. ففي هذه المناسبة تقام المسيرات الدينية و مجالس التعزية و "حفلات" جلد النفس و جرحها بالسلاسل (الزناجيل) و السيوف و الخناجر و (القامات).. الخ.
من يدافع عن عملية جرح النفس و تعذيبها يقول أنها شعيرة من شعائر الله و هي تقوى للقلوب. و لا أدري هل هذه "الشعائر" هي جزء من الدين الاسلامي؟ أم هي اختراعات جديدة تكتشف و بدع دينية تظهر للأعين بين حين و آخر؟ و هل الدين الاسلامي لم يكمل بعد، و أن آية "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا......" قد نسخت؟
إنه لشيء مقزز للقلوب رؤية الدماء و هي تسيل على رؤوس و وجوه (المتطبيرن). فهل أراد الامام الأول علي أن ينشر مذهبه بهذه الطريقة؟ أم أن الامام الحسين قد ضحى بنفسه لكي نرى بعده هذا الشكل الهمجي من "الشعائر"؟ و هل (تطبر) إمام ما، من أحفاد الحسين؟ ثم وهل يتواجد الامام الغائب المهدي بين جموع هؤلاء المتطبرين لكي يحيي ذكرى استشهاد جده الأعلى؟ إذ و كما يعتقد أتباع المذهب الإثني عشري أن الامام المهدي لا يزال حي يرزق، و يظهر هنا و هناك؟

***
في هذه الذكرى تلتقي أيضا أنواع كثيرة و عجيبة من الأكاذيب و الجهل، لا تجد صداها إلا في عقول من يؤمنون بالخرافات و معجزاتها.
فترى من يقول أن الجني جعفر قد جاء الحسين فعرض عليه أربعة آلاف من جنوده ليقاتلوا إلى جانب الامام الشهيد.
و ترى من يقول أن الشاب القاسم بن الحسن قد قتل 6666 فردا من جنود العدو، ستة آلاف و ستمائة و سننة و ستون، لا أكثر و لا أقل.
و ترى آخر يقول أن العباس بن علي قد حارب بسيفه حتى قُطعت كفه اليمنى، فقبض على السيف بيده اليسرى و ظل يحارب إلى أن قُطعت كفه هذه، فقبض على السيف بفمه و ظل يقاتل حتى قُتل.
و تجد آخر يُخرف لك عن أن فلان أو علان قتل الآلاف من جنود العدو يصعب على المرء حسابهم، و تصبح الصعوبة أكبر إذا حسب وقت المعركة البسيط و قارنه بالوقت الذي يحتاج لعدهم، لا لمقاتلتهم و لذبحهم ... ولكن هذه هي معجزة الإله...... بالطبع إلههم!!!

**

الأيدز أو السيدا هو مرض معد خطير، ينتقل بشكل أساسي عن طريق الدم، و عن طريق استعمال الأدوات الجارحة، كالأبرة والموس و السكين. و إن اختلاط الدم الملوث بآخر غير ملوث يقود بشكل مؤكد إلى الإصابة بهذا المرض الخبيث. و العراق، شأنه شأن باقي دول العالم الثالث، لا توجد لديه إحصائية جيدة عن عدد المصابين بهذا الداء. و إذا كانت هناك إحصائية ما فإنها مزورة أو غير دقيقة.
لقد استطاعت الدول المتقدمة السيطرة بشكل جيد على هذا المرض، و الحد منه، و أن المصابين به معروفون، و كذلك فقد قامت الجهات الصحية بتثقيف الناس للوقاية منه. فالتثقيف يأتي عن طريق وسائل الإعلام ليل نهار، و يرافق هذا التثقيف الدعم السايكولوجي و المادي للمصابين. فمثلا يتم توزيع الإبر على المصابين بالمرض، و كل مصاب يستعمل ابرة واحدة، مرة واحدة فقط. كما و أن الحلاقين، مثلا، الذين يستعملون أدوات الحلاقة الجارحة، يعقمون أدواتهم أو يستعملونها لمرة واحدة فقط للحلاقة.
و في (التطبير) يمكننا أن نجد إحدى الوسائل الخطيرة لنشر مرض الإيدز. فهناك من (يطبر) عددا كبيرا من الأشخاص بنفس السيف أو الخنجر أو (القامة). و أن الضرب على الرأس يجعل من قطرات الدم تقفز من شخص إلى آخر. و أن الإزحام الذي يتواجد فيه المئات من المجروحين هو وسيلة جيدة لإنتقال الداء باختلاط الدماء بعضها بالبعض الآخر. و إذا كان يُقال أن بعض الدول تصدر أدوية تحتوي على فايروس الأيدز فإننا نجد في (التطبير) المحلي، و بدون استيراد، أفضل معد، و لا حاجة لأحد أن يتهم تلك الدول. وقد يعتقد المتطبر أنه لا يهم إذا مات "شهيدا" في سبيل الحسين إذ أن الله سيقبله في ساحات جناته الواسعة، و لكن هل سيقبل الله منه أنه كان السبب في عدوى أشخاص آخرين بمرض الأيدز؟ أو هل سيرضى الله مرضى بالأيدز في جناته؟
فهل يوجد مسؤولا، من المسؤولين الصحيين العراقيين، أو غيرهم، يعطي إرشادات معينة في هذا الموضوع؟

**
إن الدول المتحضرة تحمي مواطنيها، و خاصة الأطفال، حماية عظيمة، لا يمكن أن نجدها في الدول الاسلامية، و بشكل أخص في الدول العربية. و الدولة مسؤولة عن الطفل مسؤولية مباشرة، و قوانين هذه الدول لا ترضى أبدا أن يهان الطفل أو يُترك بدون رعاية. للأطفال جميعهم، بما فيهم الأجانب، حقوقهم، و هم محمون دائما حتى من إهانة الوالدين. و في كثير من الأحيان يسحب الطفل من ذويه، و يوضع تحت إشراف دائة رسمية مختصة.
أريد أن أعرف : هل ان الجهات الحكومية العراقية تحمي الطفل العراقي في هذه المأساة التي يسمونها طقوسا؟ و تمنع والد أو أخ أو عم الطفل من (تطبيره)؟

**
إن الإنطباع التي تعطيه، هذه التصرفات المقززة في هذه الذكرى، هو أن الشيعة هم همج و أن أكثر القبائل المتخلفة في قرى استراليا، أو أفريقيا، النائية هي أكثر تحضرا و أقل همجية. ليس هذا فقط، بل أن الشيعة أصبحوا اضحوكة و نكتة للعالم.
و أخيرا يجب علي أن أحيي أولئك المسلمين، و رجال الدين الذين بدأوا بعرض رأيهم، و لو بشكل متأخر، و معارضتهم لهذه "الطقوس" الهمجية و السخيفة.

أسبانيا
17/01/2008



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار بكائية العام الجديد
- من ثقافة التخلف: المرأة و حساب الأرقام
- بأي لغة يتكلم الله؟
- الرئيس و الوزير والقاضي
- إلى كربلاء
- تثاؤب الأعرابي
- ماذا أستطيع أن أقول للإيزيديين؟
- العقلية العربية- قراءة في كتاب د. جواد علي
- حيرة عراقي
- عليك مني السلام يا أرض أجدادي
- زعران و جرذان؟
- أسئلة من جاري
- الأساطير العبرية و علاقتها بأساطير أخرى
- أسئلة عن الله
- أساطيرٌ عبرية: وعد الله لابراهام
- البدون و الانسانية على الطريقة العربية
- سؤال إلى المرحوم نزار عن مصير الأشرار
- ما يريده أعراب النفاق
- حكم الاعدام بين المبادئ و النفاق
- العقل و الدين


المزيد.....




- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود
- انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في مدينة رفح الفلسطينية ...
- شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت ...
- “لولو الشطورة رجعت من تاني يولاد”.. تردد قناة وناسة للأطفال ...
- مراسلنا: انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة جدا في مدينة رف ...
- ما هي العلامات التجارية الكبرى المسؤولة عن غالبية التلوث الب ...
- إيران تقترح تشكيل ائتلاف دولي ضد التمييز في مجال العلوم


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محيي هادي - التطبير و الأيدز