أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين صالح جبر - تتمة الحطاب والعربيد














المزيد.....

تتمة الحطاب والعربيد


حسين صالح جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 08:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تقول جدتي لكي تنسينا الجوع وعلنا ننعس فننام وهي الخبيرة بتناسي الجوع بمقدمتها السحرية (كان ياماكان في قديم الزمان), فنتسمر تلقائيا وكاننا تحت تأثير خبير بالتنويم المغناطيسي, وننسى الام الجوع وشكوانا منه ونروح نصغي بكل جوارحنا . عربيد كبير يعيش وحيدا في الغابة ,بيته شجرة كبيرة معمرة تكاد تبدو للرائي انها يابسة لا حياة فيها, يجلس يوميا يراقب كل داخل وخارج الى الغابة بمن فيهم حطاب فقير أعتاد ان يأتي يوميا ليجمع بعض الحطب دون ان يمس الغابة باي ضرر(تستدرك جدتي بالقول انظروا كيف ان الفقير عليه ان يكون قنوعا لان المثل يقول القناعة كنز لا يفنى وعندما يرى الله انك قنوع يرل لك الرزق يوميا. ورغم اننا كنا قنوعين الا اننا قضينا عمرنا جوعى لم نشبع يوما ولا اذكر اننا يوما اكلنا ثلاث وجبات) .
كان يستهدف الاعشاب اليابسة والاشجار الميتة والعيدان المتساقطة من الاشجار , يجمعها في حزمة يحملها الى السوق ليبيعها وبثمنها يشتري ماتحتاج اليه عائلته من طعام.(هذه الأسطر الاربعة كانت طبعا تستغرق دهرا بطريقة جدتي ولشدة تلهفنا).
وفي أحد الايام بحث الحطاب في الغابة كثيرا عن اي شئ يمكن ان يبيعه ليشتري به طعاما فلم يجد. تلفت حوله فوقعت عيناه على تلك الشجرة التي يسكنها العربيد( وكما نوهت سابقا فان العربيد باللهجة العراقية هو ثعبان ضخم وطويل) فظن انها يابسة ففرح كثيرا وشكر الله انه اخيرا وجد قوت عائلته لهذا اليوم والايام المقبلة, لانه قرر ان يقطع الشجرة باكملها فتكفيه عندما يبيعها لعدة ايام.
كل هذه الافكار دارت في رأس الحطاب والعربيد ينظر اليه من اعلى الشجرة بين الاغصان المتشابكة دون ان يلحظه الحطاب. هم الحطاب بضرب الشجرة فسمع صوتا يأتيه من اعلى الشجرة رفع الحطاب راسه الى الاعلى فلم ير شيئا لكن العربيد قال دون مقدمات لماذا تريد ان تهدم بيتي ؟
-من انت ؟ سأل الحطاب وهو يتراجع الى الخلف ويرتعد خوفا.
-لا تخف فانا لن أوذيك فانا اسميك صديق الغابة, انا عربيد وهذه الشجرة بيتي.
-انا اسف فلم اكن اعلم بذلك وسانسحب في الحال .
-انتظر لا تذهب فانا اعرف انك لم تسترزق لحد الان فقد كنت اراقبك.
-لا عليك ساجد رزقي في مكان اخر.و(هم الحطاب بالانصراف) .
-انتظر سأعقد معك صفقة .
-وما هي طبيعة هذه الصفقة؟سأل الحطاب بفضول
-اسمع انا احب الحليب كثيرا فما رأيك ان تجلب لي يوميا وعاء فيه قليلا من الحليب واعطيك بدلها ليرة ذهب, وبامكانك ان تقطع البعض من اغصان شجرتي هذه لتشتري به حليبا لي وترجع بليرة ذهب الى اهلك.
بين مصدق ومكذب بدأ الحطاب يقطع من اغصان الشجرة القريبة اليه ,ثم جعلها حزمة وذهب بها الى السوق وكالعادة باعها واشترى مترددا قليلا من الحليب وخبزا محدثا نفسه اذا لم اجد العربيد ساخذ الحليب والخبز الى زوجتي وابني ولن يجوعا هذا اليوم.
عاد الى الغابة والى تلك الشجرة فوجد العربيد بأنتظاره. فبادر العربيد بالقول ارجوك ان تضع وعاء الحليب قرب الشجرة وتبتعد مسافة , و فعل الحطاب ما قاله العربيد. نزل العربيد من اعلى الشجرة وبدأ يشرب وهو يراقب الحطاب بين الحين والاخر حتى اكمل شرب كل الحليب وعاد الى الشجرة ومخاطبا الحطاب, يمكنك الان ان تاخذ الوعاء واشكرك لانك وفيت بوعدك لي فاستحقيت الليرة الذهب.
اخذ الحطاب الوعاء فوجد فيه ليرة ذهب فشكر العربيد فذهب الى السوق واشترى لزوجته وابنه ما لذ وطاب وقرر ان لا يفشي سره لاحد.وعاد في اليوم التالي اخذا معه وعاءا اكبر وفيه كمية اكبر من الحليب وعاد من الغابة حاملا ليرة ذهب كما وعده العربيد.
وبعد سنين تراكمت الليرات الذهبية عند الحطاب فزوج ابنه وقرران يشكر الرب ويذهب بمعية زوجته الى الحج بعد ان تغيرت حياته كليا واصبح من الاغنياء.اخبر الحطاب العربيد بنيته لاداء فريضة الحج واخبره بان ابنه سيداوم على نفس منهجه ويأتي له بالحليب كالمعتاد فوافق العربيد بعد ان اكد له الحطاب بانه ربى ابنه تربية جيدة وهو طيب القلب مثله.
عندما حان وقت الرحيل اختلى بابنه وحكى له الحكاية وعن مصدر هذه النعمة التي هم فيها وكيف عليه ان يفعل واهم شئ ان يبتعد عن الشجرة مسافة يطمئن لها العربيدوان لا يخبر احدا عن هذاالسر. وسافر الحطاب بعد ان اوصى ابنه ان لا يخطئ في شئ. وفعلا فعل الشاب ماامره به ابوه وراح ياخذ الحليب يوميا الى العربيد دون ان يتكلم معه ابدا.وبعد اسبوعين تعب الشاب من الذهاب يوميا الى الغابة ففكر بقتل العربيد واخذ جميع الليرات الذهبية من الشجرة دفعة واحدة.واخذ كالمعتاد وعاء الحليب واتجه الى الغابة حاملا كذلك فأس ابيه مخبئا اياها بين ملابسه ليقتل بها العربيد. وعندما وصل الى الشجرة وضع الوعاء وابتعد مسافة غير التي اعتاد عليها شككت فيه العربيد الذي نظر اليه فوجده يرتعد لكنه مع شكوكه نزل ليشرب ولكن بحذر شديد. وما ان اطمأن الشاب الى ان العربيد قد بدأ يشرب حتى ركض مسرعا وقفز فضرب العربيد الذي قفز هو الاخر بدوره فضربت الفأس ذيل العربيد فقطعته ,انتظر الشارب عل العربيد يخرج ثانية لكن دون جدوى .قرر العودة الى البيت وما ان التفت حتى قفز على رقبته العربيد وبدأ بخنقه حتى مات.
عاد الاب بعد اشهر وعلم بالامر فقالت زوجة ابنه بانهم وجدوه ميت في الغابة ومعه فأس,عرف مباشرة بأن ابنه اراد شرا بالعربيد. ذهب الى الغابة في نفس اليوم واخذ معه وعاء الحليب, وضعه تحت الشجرة وذهب بعيدا بما يكفي لطمأنة العربيد. نزل العربيد وحيى الحطاب واخبره بالقصة كاملة. صدق الحطاب قصة العربيد وسامحه على قتل انه ووعد بان يستمر بجلب الحليب كل يوم لكن العربيد فاجأه بالقول..
_سوف لن اراك ولن تراني بعد اليوم فسأنتقل الى غابة اخرى انا فقط كنت انتظر مجيئك حتى اوضح لك ماجرى.
_ولكن لماذا ؟ انا سامحتك من كل قلبي
_اجاب العربيد السبب بسيط لانك لن تنسى ابنك وستتذكره كلما نظرت الي وانا لن انسى ذيلي وسأتذكره كلما نظرت اليك..... تمت



#حسين_صالح_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحطاب والعربيد
- مرحى رياض قاسم مثنى
- الفتاوى في السويد
- يشكون بي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين صالح جبر - تتمة الحطاب والعربيد