أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها














المزيد.....

التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يثار موضوع اللطم والتطبير والضرب بالسلال الذي يمارسه البعض من أبناء الطائفة الشيعية بمناسبة العاشوراء من كل عام، أي ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي مع عدد كبير من أفراد عائلته وأقربائه وأنصاره في واقعة الطف بكربلاء يوم العاشر من شهر محرم عام 61 هجرية (680 م). ويحيي الشيعة ذكرى مأساة ضحى بها الحسين وأتباعه بحياتهم من أجل المبادئ الإنسانية الخيرة في مواجهة الظلم. وقد بدأ الشيعة في إحياء طقوس ذكرى واقعة كربلاء هذه في عهد حكم البويهيين في بغداد منذ عام 352 هجرية على شكل قراءة تاريخية للمأساة دون ممارسة عادة اللطم.

ولكن المشكلة أن خرجت هذه الذكرى وطقوسها من سياقها الإنساني والتاريخي في القرنين الماضيين عندما تخللتها بعض العادات الغريبة والمسيئة إلى سمعة الشيعة مثل جلد الذات عن طريق اللطم بضرب الصدور ولهب الظهور بالسياط والزناجيل، وجرح الرؤوس بالفؤوس أي التطبير (نسبة إلى طبر باللهجة العراقية، أي الفأس). والجدير بالذكر أن شيعة العراق لم يعرفوا هذه العادة إلا بعد أن دخل الشعب الإيراني المذهب الشيعي قسراً من قبل الشاه إسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي. وجذور اللطم عند الشيعة عموماً كما اتبعها عالم الاجتماع الإيراني الراحل علي شريعتي، أنها جاءت من طائفة مسيحية في أوربا، ودخلت العراق في أواخر الحكم العثماني التركي من قبل الإيرانيين إثناء قيامهم بزيارة مراقد أئمة الشيعة.

وكما ينقل عالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي، أن أول ما بدأت عادة اللطم في العراق في أواخر القرن التاسع عشر، كتب الوالي العثماني إلى السلطان في اسطنبول العاصمة، يخبره عن هذه العادة ويستفتيه في منعها أو السماح لها. فسأل السلطان: هل هؤلاء يضربون أنفسهم فقط أم يضربون غيرهم أيضاً، فأجاب الوالي بأنهم يضربون أنفسهم فقط. لذا فكان جواب السلطان أنه طالما يضربون أنفسهم فقط فاتركوهم وحالهم.

المشكلة هنا ليس الخطر في إيذاء النفس فقط، لأن هذه العادة لم تتوقف عند البالغين الذين يمارسونها، بل راح هؤلاء يدفعون أطفالهم لممارستها. ووفق مفاهيم العصر، فهذا تجاوز على حقوق الطفل (child abuse) بأبشع أشكاله، إضافة إلى المناظر البشعة والمقززة التي تثير القرف والاشمئزاز لدى المشاهد. ولدي عدد كبير من الصور لهذه المناظر البشعة، لا بد وأن معظم القراء اطلعوا عليها عن طريق الانترنت والرسائل الإلكترونية والفضائيات وغيرها، إلا إني أمتنع عن نشرها مع هذه المقالة لكي لا أزعج القراء ببشاعتها.

كما ورفعنا قبل عامين نداءً وقعه عدد من الكتاب، إلى سماحة السيد علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى المعروف، وغيره من أئمة الشيعة، ناشدناهم فيه بإصدار فتوى تحرم فيها ممارسة اللطم والتطبير، واقترحنا عليهم أنه بدلاً من سفك دمائهم عبثاً بهذه الطريقة المكروهة، يمكن أن يتبرع هؤلاء بدمائهم إلى المحتاجين من المرضى في المستشفيات. ولكن مع الأسف الشديد وقع النداء على أذن صماء.

إلا إنه من الإنصاف القول أن معظم مراجع الشيعة الكبار ومنذ أكثر من سبعين عاماً أصدروا فتاوى عديدة بتحريم هذه العادة السيئة، إلا إن الغوغاء من الشيعة لم يتخذوا بها. والسبب هو الجهل، خاصة وأن هناك فئة من الدجالين والمشعوذين من المتاجرين بمشاعر الناس الدينية والمذهبية يشجعون هذه العادة من أجل الكسب الحرام. وآخر ما لفت انتباهي بتحريم هذه العادة محاضرة للمرحوم الخطيب الحسيني المعروف الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (الرابط أدناه) يطالب فيها الشيعة بتجنب هذه الممارسة، ومما قاله الشيخ بهذا الخصوص أن هذه العادة جعلت من الشيعة مسخرة في نظر غير الشيعة من المسلمين وفي نظر غير المسلمين أيضاً. ولكن نداء الشيخ هو الآخر وقع على أذن صماء.

كذلك قام الكاتب العراقي الصديق حسن أسد بجمع مجموعة من الفتاوى التي أصدرها عدد من المراجع الشيعية خلال القرن الماضي ونشرها في مقال، وكلها تؤكد كراهية هذه العادية وتطالب أبناء الطائفة بتجنبها، ولكن دون فائدة (رابط المقال أدناه).

ما العمل إذنْ؟
لا شك أن هذه العادة بشعة وضارة ومسيئة للمجتمع العراقي وأي مجتمع آخر يسمح بممارستها، وبالأخص إلى سمعة الطائفة الشيعية. فهذه الطائفة تمثل فئة ثورية من المسلمين الموالين لأهل البيت، وكانوا طيلة تاريخهم ثواراً أشداء على ظلم الحكومات الجائرة، ويجب أن يبقوا هكذا لا تلويثها بهذه الخرافات والممارسات القبيحة التي جلبت عليهم السخرية والسمعة السيئة للمذهب، الأمر الذي استغله الوهابيون التكفيريون واتخذوها ذريعة لقتلهم بالجملة وإبادتهم.

وبناءً على ما تقدم، ونظراً لعدم جدوى وفاعلية فتاوى رجال الدين من المراجع الشيعية وحدها، وهمجية وبشاعة هذه العادة السيئة، لذا نطالب الحكومة العراقية، وجميع حكومات المنطقة، بإصدار قانون تمنع بموجبه هذه الممارسة البدائية السيئة التي تذكرنا بعادات القبائل البدائية من آكلة لحوم البشر في مجاهل الغابات الأفريقية وغيرها من مناطق جزر المحيط الهادي التي لم تصلها الحضارة بعد. إن عادة اللطم والتطبير عادة سيئة يجب منعها بحكم القانون. كما ونود التوكيد على أن إصدار هكذا قانون لا يتعارض مع حق العبادة وممارسة الشعارات الدينية المعقولة، إذ ينص الدستور العراقي، وجميع دساتير العالم على هذا الحق على شرط عدم تعارض هذه الممارسة مع القيم الاجتماعية، خاصة وأن الحكومات هذه مدعومة بفتاوى من رجال الدين الشيعة تقر لهم بتحريم هذه العادة.
ــــــــــــــــــ
روابط مفيدة للإطلاع رجاءً:
1- محاضره نادره للمرحوم الدكتور أحمد الوائلي
http://www.youtube.com/watch?v=KckPNZ-kV2o

2- حسن أسد هل الشيعة يتبعون مراجعهم؟
http://www.elaph.net/ElaphWeb/AsdaElaph/2008/1/296226.ht



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس العرب بالسيف
- دور التربية في صناعة الإرهاب
- دلالات اغتيال بنظير بوتو
- من حصاد عام 2007
- الديمقراطية ليست بلا ثمن، ولا تراجع عنها*
- دعوة لمواجهة إرهاب طالبان الشيعة في البصرة
- مشكلة العرب أن الطائفية عندهم أقوى من القومية
- تهنئة وشكر للحوار المتمدن
- التسامح في الإسلام.. على طريقة الحكومة السودانية!!
- مؤتمر أنابوليس فرصة يجب عدم تفويتها
- العولمة حتمية تاريخية (2-2)
- العولمة حتمية تاريخية (1-2)
- ثورة أكتوبر البلشفية كانت ضد قوانين حركة التاريخ
- رد على مقال الدكتور سعدالدين إبراهيم (من فيتنام .. للجزائر.. ...
- حول زيارة العاهل السعودي لبريطانيا
- عبثية الكفاح المسلح
- حزب العمال الكردستاني والكفاح المسلح والمحنة العراقية
- حول إستراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط
- فيدرالية أَم تقسيم؟
- ماذا لو انهارت أمريكا ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها