أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح أمين الرهيمي - الماركسية اللينينية















المزيد.....


الماركسية اللينينية


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2171 - 2008 / 1 / 25 - 10:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ليس هناك خلاف بين جوهر الماركسية وجوهر الماركسية اللينينية وإنما هناك فرق في طريقة تطبيق الفلسفة الماركسية بما يتلاءم مع المراحل التاريخية وظروفها وملابساتها ومشاركاتها.
الديالكتيك الماركسي والديالكتيك اللينيني واحد لأنه ينبثق من جوهر واحد – الإنسان وليد التطور المادي البيولوجي – الوجدان وليد ونتيجة هذا التطور للقوى الاوراكية العاملة والصفات والأخلاق وهي أيضا وليدة هذا التطور، المعرفة ليست وليدة فكرة مثالية مطلقة بل وليدة تطور المادة الدماغية وصقلها وتهذيبها وقد عبر لينين عن جوهر الفلسفة المادية التاريخية بالنقاط التالية: -
01 أن الأشياء وجدت مستقلة عن الإنسان وعن شعوره ووجدانه.
02 لافرق بين الأشياء ما ينتج عنها.
03 الاختلاف مرهون بما يعرف عن الحقائق وما لم يصل الإنسان لمعرفته .
04 المعرفة بنت الجدل وهي كغيرها من العلوم ليست محدده ولا مطلقة بل نسبية وقابلة للبحث والاستكشاف.
05 لا عصمة بالمعرفة ،أن الجهل بالشيء لا ينفي وجوده ولا صحته.
على هذه الأسس بنى لينين فلسفته وعلى هذه الأسس بنى ثورته الشاملة في المجتمع والاقتصاد والدين والسياسة والسلطة. كل هذه الأمور تتطور حتما بتطور المعرفة والزمن والحاجة. لا أطلاق في الحياة ماكان حسنا في القرن الثامن عشر قد يظهر فاسدا وخطأ في القرن العشرين. الحقيقة نسبية. الطبيعة والحياة مستمرة في قاموسها التطوري - الجمود محال هذا هو جوهر الفلسفة الماركسية اللينينية وجوهر الفلسفة الماركسية على السواء ومن هذه النظرة وضع لينين قاعدة الانتقاد والانتقاد الذاتي مدللا على أن النظرية الماركسية شأنها شأن الماركسية اللينينية ليست عقيدة حكمية وان الانتقاد والانتقاد الذاتي يجب أن يكونا عنصرين صميمين فيها من اجل التوصل إلى معرفة الحقيقة. أن عنصر الانتقاد يدخل في صلب كل فلسفة ولكن لم يسبق لفلسفة غير الفلسفة الماركسية أن أدخلت في صلبها عنصر الانتقاد الذاتي وأصرت على إحلاله عنصرا صميميا فيها وهو الدليل على أنها الأكفأ بين كل الفلسفات التي سبقتها لاستطلاع الحقيقة والكشف عنها، بل هو دليل على أنها الوحيدة القابلة للتطور مع تطور العلم والمعرفة والفلسفة الوحيدة التي في وسعها حل مشاكل الناس.
ولد ماركس سنة 1818 وتوفي سنة 1883
أما أنجلز فولد سنة 1820 وتوفي سنة 1895
أما لينين فقد ولد سنة 1870 وتوفي سنة 1924
أن ماركس قد بنى وأسس النظرية العلمية الماركسية على أسس مبنية على المنطق والعقل وتقوم على المعرفة بالحواس التي تتألف وتتركب وتستنتج منها نتائج علمية موضوعية كما أنها انطلقت من فكر حديث وناضج ومتطور ومعرفة علمية تقوم على أحدث وارقي معارف الإنسان في البحث والتحليل والاستدلال العلمي في شتى الميادين المتنوعة والمختلفة وهي تتمحور حول الإنسان وسعادته ومستقبله وسعيه الدائب للخلاص من الاستغلال المجحف والاضطهاد المذل والقهر والحرمان والجوع وتوقه وسعيه من أجل الحرية والعيش السعيد والرغيد. عندما توفي ماركس سنة 1883 كان قد أتم كتابة وتدوين جميع نصوص ومحتويات النظرية الماركسية العلمية ما عدا قسمين من مؤلفه الشهير ( رأس المال ) الذي تركهما ماركس وقام رفيقة العزيز ( أنجلز ) فجمع مخطوطات القسمين ونشرهما على أسمه ( ماركس ) وعندما وقف أنجلز على قبر الراحل ماركس يرثيه فنعته بأكبر مفكري العصر وأكثرهم أخلاصا واسخاهم خدمة وتضحية. لقد هبط العبقري الفذ لينين بالفلسفة الماركسية المادية العلمية التاريخية من سماء العلوم الطبيعية الصرفة والمعرفة العلمية المجردة والافتراضات الفلسفية الصرفة إلى أرض الحقيقة والواقع الموضوعي ليجعل الصراع والنزاع والمعركة ( صراع ومعركة الجماهير الواسعة المسحوقة ) وليست عراكا فلسفيا وحولت الأفكار والقوانين والظواهر والتطورات الاجتماعية إلى صراع طبقي وثورة عارمة بين الطبقات المستغلة والطبقات المستغلة لقد شرح لينين أفكار ماركس وانجلز ودافع عن نشاطهما الفكري والعلمي الذي مارساه في سنوات الثورة البورجوازية الديمقراطية ولقد تناول لينين خلال حياته وعالج من خلال تجربته العملية في تنفيذ ثورة أكتوبر العظمى سنة 1917 في كتاباته ومؤلفاته الكثيرة التي جمعت في أربعة وخمسين مجلدا ضخما شرح فيها وعالج جميع المشاكل التي تجابه المجتمع البشري وكان يذهب إلى أستاذيه ماركس وانجلز ويستشيروهما ويناقشهما ويأخذ منهما النصائح والتوجيهات والأجوبة على أسئلته واستفساراته، لقد واصل لينين بشكل رائع التعاليم الثورية لكارل ماركس وفريدريك أنجلز وقد أسس الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ويعتبر قائد ومنفذ أعظم ثورة اجتماعية في التاريخ ومهندس أول دولة اشتراكية في العالم وقائد الطبقة العاملة العالمية وكل الكادحين في المعمورة وكان منفتحا دون عصبية ونزق ومتواضعا ومتفهما للواقع الموضوعي فكان يدعو إلى الاقتباس من منجزات الرأسمالية في العالم والتكنيك والمعرفة والأخذ بكل ماهو نافع من الحضارة الأوربية وحينما درس طرائق الاقتصاديين الرأسماليين (رمزي) و ( تايلر) حول تيسير ظروف العمل ورفع إنتاجيته دعا الاقتصاديين الروس إلى اقتباسها وتطبيقها بالطرائق الاشتراكية كما كان يحبذ ويطالب بإرسال البعثات والتخصص إلى إنكلترا وألمانيا وغيرها من الدول الرأسمالية المتحضرة كما دعا لينين إلى استثمار مواهب المتخصصين من البورجوازية وإدارة الدولة القديمة لقاء إغداق المال عليهم كما أبقى على الكثير من الجنرالات والرجال العسكريين ذوي الكفاءة والخبرة في الجيش الأحمر السوفيتي واهتم باقتباس كل ما هو مفيد من أساليب الثقافة الأوربية وحث وزير الثقافة على الاهتمام بمكتبات المطالعة ويعتبر الكتاب قوة جبارة كان لينين يقدر ويحترم الفن والفنانين ويعتبر الفن الواقعي هو وحده الذي يستطيع أن يقدر ويحترم الفن والفنانين ويعتبر الفن الواقعي هو وحده الذي يستطيع أن يقوم بواجب كبير كهذا، فالواقعية في نظرة هي قبل كل شيء حتمية حياتيه تتحقق عن طريق خلق المثال الجمالي للاشتراكية الذي يكشف تناقضات الواقع ويعطي رؤية واضحة للطريق الحقيقي لتطور التاريخ، والفنان الواقعي يعتبر الفن تعبيرا عن الوسط الاجتماعي والذي يعي في ذات الوقت تلك القضايا التي يفرضها العصر ويصور الصفات المحسوسة وظواهر العصر وهدف المثال الجمالي للاشتراكية الذي يقدمه الفنان من أجل تربية الجماهير وخدمة مصالح الشغيلة أي توعية الجماهير بواجباتها تجاه الثورة الاجتماعية.
أن التراث اللينيني يقدم أمكانيان كبيرة لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة ويساعدهم على اكتشاف الطريق الصحيح والواضح للحياة والسير في الطريق المعادي للامبريالية والعمل من أجل انتصار قضية الشعوب العادلة.
كان لينين شديد الإعجاب بالأدباء والفنانين الكلاسيكيين وبكل عمل فني أو أدبي رائع وكان يجتمع أليهم ويناقشهم ويقرأ قصصهم وإشعارهم ومقالاتهم وقد أقام علاقات صداقة حميمة معهم وكان شديد الاهتمام بالعلم والاختراعات وبالحرص على رعاية ومساعدة العلماء والرحالة والمخترعين.
كان لينين شجاعا صلب الإرادة قوي العزيمة شديد الصبر بالملمات وعظيم التفاؤل وكان رفاقه يصفونه بأنه ( نسر من نسور الجبال ) لقد تعرف وعاش الأحزان منذ طفولته يوم أعدمت السلطات القيصرية أخاه الأكبر لاشتراكه في محاولة اغتيال القيصر وعانى كثيرا من صروف الدهر سجنا وتشريدا ونفيا وحرمانا وهذا ما خلق في نفسه وتعمق إنسانيته وأثراها بعاطفة رحيمة وإرادة صلبة ثورية وكان لينين رفيقا بأمه التي تحملت النكبات والمآسي والآلام وعنها ورث لينين كما تقول زوجته ( كروبسكايا) الصلابة والصبر والعطف والرعاية بالناس وعندما تعرض للاعتقال طلب من رفاقه عدم أخبار والدته لان ذلك سيذكرها بابنها الأكبر الذي أعدمته السلطات القيصرية، وعندما بلغه نبأ وفاة والدته امتقع وجهه حتى أصبح مثل صفحة من الورق وكما يقول صديقه الحميم الأديب والكاتب ( مكسيم غوركي) كان لينين في أوقات كثيرة وظروف صعبة يكتم مشاعره ولم يكن له مثيل في كبت عواطف قلبه وكان أبعد الناس عن الحقد وحب الذات والاهتمام بنفسه أو التحدث عن همومه للآخرين وفي أحد الأيام جاء إليه أحد صيادي الأسماك وهو يحمل له سمكه كبيرة فغضب كثيرا وطلب منه أن يذهب بها إلى دار الطفولة لينقذوا بها كثير من الأطفال من الجوع وهذه عادته وسلوكه حينما يقدمون له الهدايا أو العسل أو غيرها من المواد الغذائية كان يرسلها إلى دار الطفولة أو ثكنات الجيش أو العوائل الفقيرة والمعدمة. وكان لينين حاد الذكاء والحدس والرؤيا البعيدة وقد وصفه الصحفي الأميركي هوبز بـ ( حالم الكرملين ). يروي سائقه أثناء تعرضه لحادث الاغتيال وإطلاق الرصاص عليه وإصابته بأطلاقتين في رقبته وذراعه يقول : لم يتفوه بأية كلمة أو يطلق صوت وكان يطلق أنينا مكبوتا جدا حتى لا يزعج أو يقلق أحد وكان وجهه يزداد امتعاضا وكان يتعذب من الألم وقد أغمض عينيه ووضع رأسه على كتفه. في الوقت كان فيه لينين منصرفا عن همومه ونفسه كان مواسيا ونصيرا للمحرومين والمظلومين والمحتاجين من الناس. كان يعيش مع زوجته في مدينة ( زيورخ بألمانيا) حينما غادر روسيا وكان يسكن في غرفة خربة في الأحياء الفقيرة من مدينة زيورخ حيث كان يسكن معهم أناس من طبقات فقيرة جدا وكان يتحدث ويمزح معهم ويرتاح أليهم وكان يقول: على المرء أن لا يهتم بمأواه ومسكنه وشؤونه الخاصة ويهمل الآخرين، عليه أن يشاطر الناس والشعوب همومهم وعذاباتهم وآلامهم ويبدي لهم الرعاية والتقدير والاحترام وكان يتمثل بقول ماركس: (أن أتعس مصير لأمة من الأمم هو أن تكون ظالمة لأمة أخرى ) وكان يبدي الحنق الشديد على الاستغلال والظلم وعلى مايشاهده من تفاوت طبقي بين المحرومين والمرفهين.
كان لينين مرحا خفيف الحركة بشوشا حلو المعشر وغير متصنع ويتحلى بطبائع إنسانية رقيقة وسجايا حميدة محببة وكان ودودا وأليفا ومثيرا للتفاؤل وقد شبهت أحدى رفيقاته القدامى وجوده بينهم بزخة من المطر المانح للحياة كما وصفه أحد رفاقه القدامى ( لم التق قط يأنسان قادر على أن يضحك بشكل مغرِ بالضحك كما كان يضحك لينين من أعماق قلبه وكان غريبا أن يستطيع مثل هذا الإنسان الواقعي والحازم والصارم ورجل أعمال ومسؤولية تاريخية عظيمة أن يضحك كما يضحك الأطفال حتى تدمع عيناه ) وتقول زوجته ( كروبسكايا ): ( كان يضحك ذلك الضحك ألمفري ويمزح ذلك المزاح المرح ويحب سدرة الحياة الخضراء بقدر ما أعطته الحياة الفرحة ) ويذكر مكسيم غوركي صديقه الحميم في ذكرياته عن لينين ( أن دهشتي كيف أن هذا الرجل الذي شاهد وعاش الكثير من المصائب والإحداث كان قادرا على الضحك بذلك القدر من السذاجة ) ثم يضيف ( كيف أن لينين بعد أن استغرق بالضحك مسح عينيه وقال: أن هذا الإنسان النقي والشريف ذو القلب البريء والطاهر وحده يستطيع أن يضحك بهذه الصورة ) وكان لينين دائما يردد ويقول ( أنه لشيء حسن أن يرى المرء الجانب المسلي من إخفاقاته وأن خفة الروح هي صفة صحية رائعة وأنا حساس لهذه الصفة رغم أني غير موهوب بها ولأريب أن في الحياة منها بقدر مافي هذه الحياة من أحزان ) وقال لفوركي ( أن مزاج المرء هو شيء هام ) كما كان لينين بارعا في الإصغاء والتعليق بالنكتة المرحة ويذكر المقربون منه والذين عايشوه والتقوا به على أنه لم يكن له مثيل في الإصغاء إلى من يتحدث معه وفي الحديث المباشر ( من القلب إلى القلب ) وقد أعتاد حتى وهو رئيس دولة أن ينتقل للجلوس بملاصقة زائريه للتحدث معهم باهتمام وود، ولم يكن يدخن أو يشرب الخمر وكانت أكبر هواياته زيارة المكتبات والمطالعة والعمل، وكان منظما في عمله مثابرا دؤوبآ شديد التركيز والالتزام دقيقا لا يعتمد على ذاكرته رغم أنها جيدة وحية ومتوقدة وكان لا يكل أو يعجز من مراجعة أكداس من الإحصائيات والكتب أو على تقارير أو أوراق منفصلة وكان يراجع مقالاته مرات عديدة.
كان لينين يمثل الجهد الخارق للإنسان وقدرته مما أدى إلى إرهاق صحته، لقد أحترق مبكرا كما تقول زوجته ورفيقته ( كروبسكايا) وكيف لايحترق وقد كان فكره يعمل طوال الوقت عملا مجهدا. تلك هي صفات وشمائل لينين النموذج الرائع للإنسان لقد عاش في قلوب الملايين من أبناء الإنسانية وسيظل هكذا إلى الأبد لأنه كان قبل كل شيء أنسانا عبقريا.
تقول الأخبار عندما توفي لينين قدمت لجنة من العلماء إلى الاتحاد السوفيتي وكان غرضها ومهمتها فتح رأس لينين ودراسة وفحص مخه الذي أستطاع أن يقود ويفجر تلك الثورة العظيمة ( ثورة أكتوبر العظمى ) التي وصفها الكاتب والمؤلف لكتاب ( عشرة أيام هزت العالم ) وغيرت مسيرة التاريخ وانحيازه إلى جانب الكادحين والمضطهدين والمحرومين ولم تستطع أربعة عشر جيشا من أعتي وأقوى جيوش الإمبريالية العالمية مع جنرالات القيصر والحرس الأبيض والكولاك والرجعية الروسية من الوقوف ضدها واستطاعت أن تسحقهم وتشيد ذلك التراث الإنساني العظيم نصير الفقراء والشعوب المستضعفة والإنسانية المعذبة وذلك القلب الكبير المحمل بالحب والإنسانية. كان لينين المطبق المبدع والمطور البارع على الواقع الموضوعي لنظرية ماركس وانجلز من خلال تصديه للمحرفين والانتهازيين من الشعبين والاقتصاديين وأثبت بعمق الدور التاريخي للطبقة العاملة في روسيا كقوة ثورية قيادية طليعية للمجتمع وكان أول من صاغ ووضع الفكرة العظيمة فكرة ( تحالف العمال والفلاحين ) كما تصدى لينين إلى أولئك الذين كانوا يسعون إلى تكييف النظرية الماركسية مع مصالح البورجوازية وينبذون طابعها الثوري الخلاق وكانت مساهماته في تطور النظرية الماركسية حيث قدم في هذا المضمار ليس الدفاع النصي والدوغماتيكي عن الماركسية وإنما مساهمة أصيلة تخطت الجبرية والميكانيكية في مفهوم العلاقة بين التطور الاجتماعي والعمل السياسي وقدم النظرة الديالكتيكية حول العلاقة بين الوضع الموضوعي والمبادرة الثورية وبهذا تخطى كليا النظرية العفوية وبدأ في بناء الحزب البروليتاري الثوري من الطراز الجديد كطليعة للطبقة العاملة على أن يسترشد بنظرية ثورية برنامج سياسي ويخضع لضبط واع كأساس لمجابهة المرحلة التاريخية للتغيرات الثورية ودخول الجماهير الواسعة إلى ميدان الصراع وطور الدور القيادي في الثورة البورجوازية الديمقراطية وضرورة السير بها دون توقف نحو الثورة الاشتراكية وقد أكد لينين على ضرورة أن يتقدم الشيوعيون الصفوف وتقود الجماهير الواسعة إذا كنا نريد أن تكون الطليعة في قيادة الجماهير

المساهمة والنشيطة والفعالة في النضال الديمقراطي مستثيرين النضال في جميع أبناء الشعب مستيقظين النيام ومستحثين المتأخرين مقدمين مواد عمل تتناول جميع الميادين بغية تنمية وعي الجماهير ونشاطها السياسي. أما عن دكتاتورية البروليتاريا فقد قال لينين: ليس في مثلنا العليا مكان لتطبيق العنف على الناس فليس العنف وحده ولا العنف بالدرجة الأولى هو الذي يشكل دكتاتورية البروليتاريا وان جوهرها الرئيسي يكمن في روح التنظيم والنظام والطاعة والوعي الذي تتحلى به فصيلة الشغيلة وطليعتها وقائدها ( الحزب الشيوعي ) وهدفها أنشاء وبناء الاشتراكية ومحو انقسام المجتمع إلى طبقات متناحرة ومتصارعة وإنما تحويل جميع أعضاء المجتمع إلى طبقة واحدة متساوية في الحقوق والواجبات وليس فيها اضطهاد أو حرمان أو استثمار الإنسان لأخيه الإنسان وقد أوضح ماركس بأن الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية يتطلب إقامة دكتاتورية البروليتاريا لان هذه المرحلة يجب أن تكون ديمقراطية من نوع جديد لأجل الكادحين والمستغلين بوجه عام ودكتاتورية من نوع جديد أيضا لقمع وكبح جماح أعداء الشعب.
أن الظروف القاسية التي مرت بها الثورة البلشفية الروسية ( ثورة أكتوبر العظمى) سنة 1917م هي التي فرضت مرحلة دكتاتورية البروليتاريا حيث تدخل أربعة عشر دولة بجيوشها الجرارة وحصار على الثورة وتمرد قيادة الجيش الروسي والحرس الأبيض وأعمال التخريب وقيام طبقة الكولاك الزراعيين بحرق أنتاجهم الزراعي من الحنطة والشعير والذرة والرز وغيرها من المنتجات الزراعية وعدم بيعها أو تقديمها للشعب مما أدى إلى المجاعة والحرمان وغيرها من الأساليب التخريبية والتدميرية لغرض القضاء على تلك الثورة الفتية ولتغيير الظروف من حيث ألزمان والمكان فقد طلب لينين وبإلحاح من الشيوعيين في هنغاريا أثر استلامهم السلطة عام 1919م أن لايطبقوا كل ما طبقه الروس في هذا المجال ويقصد( دكتاتورية البروليتاريا ) والدليل على ذلك ما سارت عليه بلدان الديمقراطيات الشعبية ( دول المعسكر الاشتراكي ) بعد انتصار الثورة الاشتراكية في بلدانهم حيث أقيمت سلطة ديمقراطية جديدة حيث لم يجر آي تقييد للانتخابات ولم يحرم البورجوازيين من الحقوق الانتخابية كالترشيح والتصويت وجرى الاستفادة من البرلمانات ( باعتبارها مؤسسات تمثيلية) بعد أن أبدل طابعها من مؤسسات بورجوازية إلى مؤسسات شعبية تمثل بحق جماهير الشعب من الشغيلة والمضطهدين والمحرومين وتعكس طموحهم في بناء مستقبل زاهر وسعيد لأبناء الشعب بجميع أطيافه المختلفة كما تم في دول الديمقراطيات الشعبية الإبقاء على الأحزاب التقدمية والديمقراطية وتم تشكيل وتأسيس الجبهات الوطنية الديمقراطية من تلك الأحزاب وأطلقت لهذه الأحزاب حرية النشاط السياسي وحرية الصحافة واشتركت في السلطة السياسية لإدارة الدولة. أن الديمقراطية الصحيحة التي تحافظ على حقوق الشعب هي التي تنطلق من فكر ثوري من أجل الشعب ولمصلحته وان أي حرمان لجماهير الشعب من حقوقها الديمقراطية والتي تحرمها من أن تعبر وتضمن مصالحها وتبعدها عن المساهمة في أدارة شؤون الدولة هي محاولة محكوم عليها بالفشل وتعكس رأيا وفكرا لا يؤمن بالديمقراطية وبحقوق الجماهير الواسعة.
أن العوامل الحضارية والتغيرات التي تحدث في المجتمع سوف تقسم المجتمع إلى جبهتين جبهة تقدمية تريد التقدم إلى أمام والى التغير السياسي والاجتماعي والاقتصادي والجبهة الثانية هي الجبهة القديمة التي تريد وتسعى للبقاء والمحافظة على سلطتها ومكاسبها وهيبتها ومصالحها القديمة ولذلك تسعى وتستميت وتقف بكل قوتها ضد التقدم والانطلاق نحو الإمام والتغيير والمستقبل ومن اجل ذلك تقوم القوى التقدمية التي انتصرت وقادت حركة التقدم والتغيير ولكي تحافظ على الحركة ومسيرتها تستعمل جميع الوسائل والأساليب لكبح جماح القوى القديمة الرجعية وردعها لكي لا تقف حجر عثرة في طريق تقدم وتطور الحركة وتعرقل مسرتها إلى أمام.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة لينين
- مفهوم الليبرالية
- هل انتهى الصراع والنزاع في المجتمع حتى ينتهي التاريخ ؟
- المصالح البورجوازية وأساليبها في الاستغلال والتجديد والتغير
- هل ينتهي التاريخ بصدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ؟
- الصعود والتطور السلمي في الوصول للسلطة للسلطة(2)
- لمحات مضيئة في رحاب الاشتراكية الخلاّقة
- الديالكتيك منطق الحركة
- لمحات مضيئة من كتاب ( رأس المال )
- دور الحزب الشيوعي في أنجاز المرحلة الوطنية الديمقراطية والوص ...
- الصعود والتطور السلمي في الوصول للسلطة(1)
- وحدة القوى الوطنية ضمانة أكيدة لمستقبل سعيد
- النظرية الماركسية والعصر الراهن
- الديمقراطية والتقدم الاجتماعي
- دور الوعي الفكري والثقافة الهادفة في تطور المجتمع
- لينين في رحاب التاريخ
- رؤيا في رحاب الفكر الماركسي الخلاق
- العولمة المرحلة العليا للرأسمالية العالمية
- جدل الداخل والخارج
- دور الأنسان في مسيرة التاريخ


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فلاح أمين الرهيمي - الماركسية اللينينية