أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سمرقند















المزيد.....

سمرقند


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



فصولها اثنان فقط
يبحث الانسان الشاعر عن ماهية الخلود بماذا يبقى؟ بماذا يتجلى ؟ عند ماذا يتوقف؟ يتأمل ، ثم يتخطى الطرق ، قد يبتعد ، قد يكون غريبا ، ثم يحاول البحث المعاكس عن التعريف ، فالحب بطاقة دنو وقرب واكتشاف ولحن ليال عصيات على النوم ، وقد تأتي الكلمات على حين غرة بعبير الدنو ، لتجلو الغافلات النائمات تحت بطانة الزمن الغابر ، تجلوها في عالم العتمة ، ليكون النور بطاقة الخلود في الاكتشاف ..
(وقنديلين في عيني
اغسل بضوئهما عتمة مساربك
فبشر اصابعك بأزاميلي
ساعلمك دروسا في النحت
لتنجز تمثالا من عبيري)
لايوجد لدى الشاعر مختبر للاكتشافات الحسية انما يحمل عالم ماورائي يخلق اشكاليات الفكر الانساني ..
(لتنجز تمثالا من عبيري)
اي تمثال واي عبير هناك احتياج ماس جدا تدنو منه اشكالية الشاعرة ، لكن ليس بالضرورة بما هو متعارف انما احتياج من الاسفل الى الاعلى ، هكذا سمرقند تنشد السمو
(فانا اريد ان اتوج انوثتي
بشمعدان رجولتك)
هنا نزلت الشاعرة اللى قعر النفس الانسانية ورغباتها ، لتكون سوية غير شاذة كي تكتمل الانثى بالرجل ثم تقول (علمني كيف اغدو الهة ارضية)، فبعد ماتخرج من العتمة وترضي قابليات فسلجية لابد منها ان تستقر ثم تسمو وتحلق عاليا تنشر التعاليم وتكون كائنا خالدا وبسلاح شفاف جميل ..
(مدجج بالدفء والندى والشعر)
و(قبل ان اطوي سجادتي
يتضرع قلبي :) وتكون فصولي اثنان فقط :
(عصفورك وعشي )
والشاعرة تهتز من الاعماق طربا للشعر ، لتطوي عالمها في عالم اخر مفترض بصياغة صور تخلب اللب ..
(فغدت اضلاعي افنانا
وقميصي اضحى بستانا
هلا اصخت لهديلي
امسدك بضفيرتي
بغبار جسدك اكتحل)
هذه الصور خلقت استدراج للمتلقي المتلهف عاطفيا ، لكنها في نهاية المطاف تخرجه من العاطفة العابرة الى اللذة الباقية لذة الوجود والخلود ..
(من قال لك مت)
الحقيقة التي لاتغفل ان الشاعرة استغلت دغدغة المشاعر باساليب استفزت بها ذائقة المتلقي واستغلت انوثتها استغلال جعل القاريء امام فاتنة رائعة جدا بالمشاعر الشفافة والمتعقلة يعني ان الشاعرة استخدمت الانوثة بعيدا عن المجون والغرائز ، لانها تنشد حالات اكثر اشراقا وخلودا كما اسلفنا واتساقا مع هذا يتأكد انها تنشد النقاء والخروج اكثر اشراقا تقول:
(يطالبني بالصبر !
انا ايضا متعبة من دور الانثى)
ف(البستان من البرتقال يتعب) وتستمر سمرقند باكتمال لوحة وجودها المفارق والمغاير والخروج تارة باحلى حلي الجمال والاختفاء من اجل البحث والتأمل .. وما اروع الشعر وهو يأخذ بيد سمرقند نحو الاكتمال بهدوء الانثى بهدو الانسان الباحث عن الخلود ، الخلود ان يكون شيئا مذكورا باندهاش جمالية الحياة ..
(كنت احملك فوق اغصاني
كورد القداح)
(باب غضبك هذه تتعبني فافتحها)
وهنا تكبر معاناة الشاعرة بقولها:
(سيقف محنيا امام احزان العراق)
همها الكبير وحبيبها الذي فتحت له كل نوافذ الانوثة ، قد يكون العراق الوطن المعادل الموضوعي للحبيب وهو افتراض
(يندس في خوابي السطور)
لان(فلامعنى اذاً لحبي بلا زلزال
يدغدغ البلدان)
(والدنيا- اواه قلبي –
لاتنتظر احدا
انها تكمل فنجانها بشكل سريع ..
وتحمل اعراسها .. لتتركه وحده)
وتقول الشاعرة انا وحدي
(احاول التسكع بعمق)
هكذا الانسان الشاعر يثبت انه انسان غير عادي ، لانه يرفض السكون او السبات ويحترم اوصال الحياة في البحث عن اسرار تقول سمرقند :
(ياهادي النجم ارجوك تعال
وارفض معنا سبات الكون
واعد شغب المواسم
فللحب لغة واحدة)
رغم اني (اغريتك ببحار السر لاكسر الاصنام)
و(اهديتك قصر النورس
كي لاترحل في موسم هجرة)
وتفخر بان جمالية الحياة هي ان تكون اي الشاعرة
(.. الف بستان قد اكون ربيعها
فان عشقت خلعت حزني)
هنا ان العشق هو فرح وعمق وتأمل انفتاح نحو افق الحياة التي تنشده سمرقند وهي تقول:
(لقد امطرت بغزارة )
لانها انسانة خصبة ، خصوبتها خلود الانثى التي تبحث عن وجودها ..
(ولست اخجل باني ساومت الحياة
لأكون امرأة واكتفيت)
(الست الضوء !)
(وللشيخ قصيدة)
(وهناك سر خلف الامتار)
امرأة بهذا الحجم غير انها تنزل الى قاع الحياة تتحسس اشيائها ..
(اركلني بالعوز .. لأروض بالجهاد النفس وانجو ..)
(لقد كنت اعمل كي اضل أنا ..)
فلا كآبات الكون ولا حزنه ولياليه الموحشة تسرق مني فرح الوجود ، لأني شاعرة (كما يغسل الحزن
قلوب الشعراء من الرذائل)
(فصار يلمسني الوجود الاخر)
الحقيقة التي اكتشفتها ولامناص منها ان ديوان (بصمات قلب) يؤسس لفلسفةخاصة جدا بالشاعرة سمر قند برغم من سيلان العاطفة وجلباب الحب وعالم الانوثة الخصب الذي طرزته على هوادة قلبها وعلى استحياء يداعب النفس بكل عفة وصدق تقول سمرقند :
(ايها الصديق مد لخطاك اوراقا بيضاء
واعبر الي من الالف الى الياء
باسم الله المكنون بين الكاف والنون)
تسليم بالوجود المنظم لان(لستُ اؤمن بالصدفة لان الكون منظم
وقد ظهر الان حسب جدوال الرحمة)
نرى الشاعرة تحاول الاثبات ، لتكون على قدر المسؤولية التي قررت الاقتران بها وهي الوجود المنظم ونشدان الخلود وتأسيس عفة الانثى على قدر كبير من الاكبار والاثراء ، لترسم خطوط الجسد الحسي المتماهية داخل الانسان صعودا نحو قمة الوجود الافتراضي في منطقة بعيدة عن مستنقعات الهبوط وهذا هو دأب الشاعرة من اول السطر في ديوانها الى اخر كلمة حملت هذا حتى بين طيات ملامح وجهها وفراغات الاوراق ..
( لقد حملت عمري على اصبع واحد)
لان (الاول لايريد تركي الا باحراقي
والثاني يراني جزيرة جميلة
لم يكتشفها احد قبله)
وفي ظني لم تكتمل صورة سمرقند الشعرية بعد الا بتعدد قراءات ديوانها (بصمات قلب) كي تكتمل الذائقة تجاه صور شعرية نهجت الطرح بجوار المعنى لتقول : ( اياك اعني واسمعي ياجاره)......


/بصمات قلب ديوان سمرقند
/شكر خاص للشاعر امير ناصر الذي وضع بصمات سمرقند بين يدي
شتاء 2007



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحاب ضاهر وتدريب الذائقة الجمعية
- فيء ناصر ومعادلة هو والوطن
- فاطمة بنيس بين العمق الشعري وتجزئة النص
- نجاة الزباير وحقائب الاهتمامات الشعرية
- فواغي بنت صقر القاسمي وتكوين الفلسفة الشعرية الخاصة
- احزان في زمن العولمة
- لهاث خلف الباب
- امجد نجم الزيدي يتخذ اسلوب القطع والالصاق للوصول ...
- خالد خشان شاعرا باهرا بهدو
- امام انظار السيد وزير المالية المحترم
- قبل البرد المبكر
- حوار لانظير له
- رغبات زئبقية
- همسات في الثقافة
- وبدى يزاحم اشيائ
- احمد الخاقاني بين الوجع والتألق الشعري
- فليحة حسن ولعبة الاختفاء والظهور
- آمنة عبدالعزيز تشهر السنة العطش
- على استار المدن
- كنت بلا أجنحة


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - سمرقند