أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - قوات الصحوة؟














المزيد.....

قوات الصحوة؟


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 2162 - 2008 / 1 / 16 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    


(على ضوء النهوض المفاجئ لتنظيمات ما يسمى بالصحوة)

ليس لدي شك في أن الحالة العراقية قد أصبحت أكثر تعقيداً هذه الأيام من سابقاتها. أقول ذلك وكلي ثقة أن مجريات الأمور تكاد أن تكون متجهة نحو هدف لن تصله حتى وإن كان كما يعتقد البعض في متناول اليد.

أقول ذلك وأنا استعرض خزين ذاكرتي ، فالبعث العفلقي جاء العراق بقطار أمريكي حسب تصريح علي صالح السعدي وبـ " ثورة سلمية " قتلوا فيها خيرة رجالات العراق بعيداً عن العدالة. ثم نشروا غلمانهم في شوارع العراق يعيثون فساداً ويستمتعون بصيد الكلاب السائبة في شوارع بغداد بقصد أرهاب العراقيين وإشاعة الرعب في قلوبهم بعد أن أستمتع العراقيون بحرية لم تدم لأكثر من أربع سنوات لم يعهدوها منذ أستقلال العراق في بداية القرن الماضي.

كانوا يسمون غلمانهم بـ " الحرس القومي " وهؤلاء لم يكونوا سوى رعاع ، واصحاب سوابق ، وشقاوات تم تدريبهم في أزقة موبئة على كل أعمال الرذيلة والخساسة. حتى أن ربيبهم " العارف الأول " قد فضح أعمالهم بكتاب نشرته وزارة ثقافته سموه " بالكتاب الأسود " مقارنة بأعمالهم السوداء. ( هذا الكتاب غير متوفر حالياً في المكتبات العامة أو الشخصية ويبدو أنه قد تم سحبه بقرار حزبي بعثي). تصوروا أن صديق الأمس الذي وضع يده بيدهم من أجل أغتيال ثورة الفقراء والمهمشين ، يستجمع أعمال حرسهم اللاقومي – كما كان يحلو له تسميتهم في " كتاب أسود " فبماذا سيصف المواطن العادي تلك الأعمال؟

يعود البعث ثانية بعد إجازة قصيرة تمتع فيها الأخوان عارف بفترة نقاهة ، ليغيروا وجه " الحرس القومي " القبيح بتنظيم آخر اسموه " الجيش الشعبي " ، رغم أنف الشعب العراقي الذي كان مازال يعاني من تبعات الحرس القومي وأعماله القبيحة. لم يختلف جيشهم الشعبي عن حرسهم القومي بشئ عدا أن الأخير قد تمت العناية به ليكون جيشاً ثانياً وربما مفضلاً على الجيش العراقي النظامي. لكن الحرس القومي والجيش الشعبي كانا قد مارسا نفس الأعمال الإجرامية والقمعية ضد الشعب العراقي. ولا أدري لماذا لم تصدر وزارة الثقافة أو الإعلام الحالية كتاباً أسود عن ممارسات الجيش الشعبي أو ربما على الأقل إعادة طباعة الكتاب الأسود المتضمن " أنجازات الحرس اللاقومي؟"
بتطور ملحوظ ، طفت على مسرح الأحداث تنظيمات جديدة وبمسميات جديدة تتناسب مع الوضع الجديد بعد الإحتلال ، وأقسم أنني لم أعد قادراً على حفظ الأسماء الجديدة لتعقيداتها وكثرتها. هذه التنظيمات لم تختلف في ممارساتها عن تلك التي مارسها الحرس القومي أو الجيش الشعبي وربما بأسلوب أكثر بذاءة وهمجية وبصورة تتناسب أو تفوق ممارسات أجهزة المقبور صدام ضد الأبرياء والوطنيين والمخلصين من العراقيين.

كل هذا ولا يزال في العراق شعبا يتحمل المآسي وينظر لمستقبل مجهول لا أمد له. فأي ظلم هذا الذي يعيشه العراقيون وهم لا يعلمون ما الذي سيحدث في اليوم التالي أو الساعة القادمة؟

تنظيمات دينية وعقائدية وحزبية وإسلامية وجهادية ونضالية وتحررية وقومية وطائفية وعشائرية وقبائلية وسياسية وإجرامية وحكومية وعربية وأجنبية . . كلها تدعي الوطنية وتنادي بالتحرر والإستقلال والثأر من المحتل . . . وكلها تنهش بالجسد العراقي المنهك أصلاً . . .

وآخر الصرعات " تنظيمات الصحوة " التي ثبت لنا من خلال الأسم أنها فئة كانت في سبات طوال العهود السابقة ثم " صحت " بقدرة قادر لتحارب أرهابيي القاعدة والمجرمين وشذاذ الآفاق ممن يستهدفون أمن وأمان العراق والعراقيين. هذه الفئة المخلصة لم – تصحُ – على أنين العراقيين المعذبين في دهاليز البعث ولم تصحُ يوم كان الأبرياء يدفنون في مقابر جماعية ، ولم تصحُ على أصوات المتفجرات التي كانت تدس في جيوب المهمشين الأبرياء بغية تفجيرهم وهم أحياء.

أتمنى أن تكون صحوة حقيقية ولو أنني أعتقد أن في التسمية إهانة للشعب العراقي.



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنعترف؟(مداخلة هادئة وعادلة مع الحملة العالمية لإيقاف العنف ...
- هداكم الله!
- الثغر الباسم
- أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم
- الحوار المتمدن : واحة أمان بدون حدود
- مقترح قانون تقاعد السياسيين العراقيين
- وداعاً جوني ، أهلاً كيفن
- تشرينيات
- تركة ثقيلة
- حذار من العراقيين
- لقاء ودموع في حفلة زواج
- خيبة أمل
- لماذا يراد للمدى أن تفقد مداها؟
- نَحْنُ وَهُمْ
- جثث مجهولة الهوية
- الى الوراء در
- ميثاق البطاط !
- مَنْ يجتَثُ مَنْ
- مهزلة بإمتياز
- شذى حسون - سفيرة للنوايا الحسنة


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء مهدي - قوات الصحوة؟