أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصباح الغفري - - العــورة - الوثقــى














المزيد.....

- العــورة - الوثقــى


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 670 - 2003 / 12 / 2 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


                              ولا خير في رد الأذى بمذلة
  كما ردها يوما بسوأته عمرو

     يؤكد فضيلة الشيخ عبد القادر الجنابي الراوندي في مصنفه الذي طبقت شهرته الآفاق ولم يقرؤه أحد: 
    "  تنبيه الغافلين ، عن أخطار الشيخ جمال الدين على العرب والبــربر والمسلمين "
أن الجريدة التي أصدرها الإرهابي الدولي جمال الدين الأفغاني في باريس وأطلق عليها إسم " العروة الوثقى " إنما صدرت بتمويل من الحركات السرية المشبوهة التي كانت تهدف إلى النيل من الخلافة العثمانية ، وأن صاحبها ، لو كان صادقاً مع نفسه ، لأسماها " العورة الوثقى " !
     عاش الشيخ الجنابي في الهزيع الأخير من القرن العشرين ، وكان همه تتبع عورات الكتاب والمثقفين في كل ما ينال من صفاء العقيدة وتراث العورات ، ولم يستمع إلى ما قاله شاعر قديم :
       لسانك لا تذكر به عورة إمريء       فكلك عورات ، وللناس ألسن!
    ما يهمني في ما أكتبه الآن هو أهمية العورات والسوءات في التاريخ ، وفي تاريخ آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بشكل خاص ، فللعورة دور لايُنكره أي عاقل في الإبقاء على الحياة ، وفي البقاء على الكرسي ، وفي تجديد البيعة ، وفي السكوت عن تدمير المدن وعن الجرائم ضد الإنسانية  ،  هل بقي  عمرو بن العاص يوم صفين حياً لو أنه لم يكشف عن سوأته ؟،  لقد ترك عمرو بن العاص للأجيال عبرة في رد المنايا بالعورات لا بالسيوف . واستلهم الكتاب والشعراء والمثقفون هذا التراث فساروا على نهجه ، حتى ضرب المثل :
- ألف قولة جبان ولا قولة يرحمه اللــه !
     في الثلث الأخير من القرن العشرين ، إختار المناضلون في سبيل الحرية حرية واحدة يناضلون في سبيلها ، ألا وهي حرية السوق ، فلماذا الإكثار من الشعارات ؟ ألسنا في زمن الخصخصة والتخصص ؟ ثم إن حرية السوق عباءة فضفاضة تتسع لجميع الحريات الأخرى ،إنها تضمن لك الرزق من حيث تدري ومن حيث لا تدري ، عندما يصبح قانون منظمة التجارة العالمية " الغات " هو القانون المطبق في كل ركن وزاوية من الكوكب ، فماذا يفيدك الدفاع عن حرية فرد أو أفراد يقضون أجمل سنوات عمرهم في السجون خلف القضبان ؟ بل ما الذي تجنيه أيها القاريء الكريم إذا ناضلت في سبيل حريتك أو إستعادة أرضك المغتصبة ، ألست حرا وأنت تعيش في قلب العروبة النابض في انتقاد أنظمة الحكم في أنغولا وفي زيمبا بوي وحتى في نيكاراغوا ؟ ماذا تريد يا سيدي أكثر من ذلك ؟
     بعد أن توصل عباقرة الفكر" العوراتي " إلى هذه النتيجة الرائعة المريعة ، إفرنقعوا ست الجهات يبحثون عن صيد حلال ، فنحن أمة لا نأكل الحرام القليل ، إفتتحوا دور إفتاء للتنظير لقراءة المستجدات على الساحة الدولية والمستجدات في حقول المعلوماتية والعولمة ، ولضبط النفس وكظم الغيظ عند الغضب ،  تحول حلف شمالي الأطلسي وأمينه العام ســـولانا إلى حركة إنسانية للتحرر والحرية والعالم الحر ، أليس العالم كله ، ونحن جزء منه ، حراً في الموت قصفاً أو جوعاً أو كمداً أو حصاراً ؟
     هذا زمن التخلص من الردى بإظهار السوأة ، تستوي في ذلك سوأة أجمل عارضة أزياء مع سوأة أي رئيس تجدد له البيعة بنســـبة التسعة وتســـعين السيئة السمعة ، رحم الله الأستاذ محمد البزم عضو المجمع العلمي العربي ، دخل يوماً إلى قاعة الدروس في جامعة دمشق ليلقي درسه ، فرأى طالباً حلق شعر رأسه على الصفر ، وكان البزم يعشق الجمال ويكره القبح بل يتطير منه ، قال للطالب :
- أستر ســوأتك ياهذا !
أجاب الطالب وبراءة الأطفال في عينيه :
- لعن الله الناظر والمنظور !
لم يبق في الساحة اليوم إلا قلة من الأغبياء الذين يرفضون كشف سوءاتهم في سبيل البقاء على قيد الحياة ، القيادات التاريخية ، إلا من عصم ربك ، متلبسة في هذه الأيام وسراويلها تحت الركبة ، منهم من هو في حالة الركوع ومنهم من هو في حالة السجود ، وبالشكر تزيد النعم .
     في ماراتون السباق للتنزيلات وإنزال البنطلونات ، ليس لنا غير التمثل بالحديث الشريف :
     لعن الله الناظر والمنظور !



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!
- خصخصــة المفاوضات وخصخصة الكركونات!
- الصراعات العقائـــديـــة بين القبوقــــول والإنكشــــارية
- القطّـــة والطاسَـــة في العلاقة بين المقاولات والسياسة!
- الطَّشَــــرون
- الحصــن الحصــين في ذكر ما جرى في مؤتمر المقامرين!


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصباح الغفري - - العــورة - الوثقــى