أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!














المزيد.....

بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 670 - 2003 / 12 / 2 - 02:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


زعموا أن أعرابياً شــوهد يكلم نفسه في الطريق ويقول :
- لقد ذهبت الأمانات من هؤلاء الناس ، أودعني صديقي جارية على أنها بكر ، جربتها فإذا هي ثيب !
     ولا غرابة في أن يتكلم العربي مع نفسه ، الغريب أن لا يتكلم العربي مع نفسه ، فالديموقراطية " النابعة " من آبار أرضنا المعطاء هي ديموقراطية بكر لم يطمثها من قبل إنس ولا جان ، ديموقراطية عربية خالصة ليس فيها أي شيء مستورد ، فاستيراد الفيديو والمرسيدس مفهوم ، أما استيراد وثيقة حقوق الإنسان مثلاً فهو من كبريات الكبائر الثلاث ، وعلام نستورد مباديء الحرية ولدينا حريات لم تعرفها شعوب الأرض وقبائلها منذ آلاف السنين ؟
     وعلى سبيل المثال لا الحصر ، هل سمعتم بأنظمة حكم في العالم غير العربي تستضيف مواطنيها في منتجعاتها لمدة تزيد عن ربع قرن  بحيث توفر على المواطن مؤونة العمل لتحصيل الرزق وتقدم له  السكن والطعام مجاناً لوجه الله لا تبتغي جزاء ولا شكوراً ؟ أليست هذه الحكومات أكثر كرماً وعطاء من حاتم الطائي شخصياً ؟
     هل يتمتع المواطن الفرنسي بحق الرقص وهز البطن في الشوارع والساحات العامة ابتهاجاً بتجديد البيعة لجاك شيراك مثلاً ؟
     هل هناك بين شعوب الأرض غير العربية شعب واحد تفكر عنه قياداته وتسهر آناء الليل و أطراف النهار في قراءة المستجدات وفهمها وتحليلها ، ثم تعمد إلى القفز من الصمود والتصدي إلى طاولة المفاوضات ببساطة ودون إجراءات روتينية أكل الزمن عليها وشرب ، وبطرق ثورية لاتنكر تغير الأحكام بتغير الزمان ؟
الديموقراطية عندنا  كالسكر الذي يضعونه في أدوية الأطفال لتقبل مرارة الدواء أو التخفيف منها ، مثلها مثل الإشتراكية السمحاء والإشتراكية العربية  في الخمسينيات ، ليست ديموقراطية مستوردة كما قد يخيل إليكم أيها القراء ، ولماذا نستورد ديموقراطية الغرب الإستعماري ولدينا تراث ديموقراطي لا يختلف فيه رجل مخابرات مع رجل مقاولات  ؟
     نحن بحاجــة إلى الديموقراطية بشرط أن تكون " نابعة " من أرضنا ومن تراثنا ومن عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا التي أقسمنا أن لا نتزحزح عنها قيد أنملة ،يريدون منا أن نستورد ديموقراطية الدول الغربية وأن نترك ما خلفه لنا أجدادنا العظام من مثل أعلى ، فلماذا نذهب بعيدا إلى مونتسكيو ولدينا أبو العباس السـفاح ؟  لماذا نترجم أعمال فلاسفة عصر التنوير ولدينا الفكر النقي للحجاج بن يوسف الثقفي ؟
     يؤكد " خبراء " الحريات العامة في أجهزة الأمن العربية والشرق أوسطية أن الديموقراطية عندنا كالمرأة ، ديموقراطية بكر تحافظ على غشاء عذريتها كما تحافظ على بؤبؤ عينها ، أما الديموقراطية المستوردة من الفكر الغربي فهي ديموقراطية " ثيّب " فقدت عذريتها  ، والدليل الذي يفقأ الحصرم في عيون المعاندين والمكابرين هو أن الرئيس الفرنسي لا يحصل في الإنتخابات على أكثر من واحد وخمسين بالمئة من أصوات الناخبين ، بينما يحصل أكثر رؤسائنا العرب تواضعاً على تسعة وتسعين بالمئة من أصوات الناخبين الأحياء منهم والأموات ، الأحرار والسجناء ، المقيمين والمهاجرين ، المؤيدين والمعارضين ، فهل هناك حكم في الأرض يتمتع بهذه الثقة المطلقة ؟
     زعموا أن رئيساً أمريكياً بات لا يعرف النوم إلى جفنيه سبيلاً وهو يرى بأم عينيه ، كيف يفوز رؤساء الشرق الأوسط بهذه النسب العالية ، فكّر ودبّر ، ثم مالبث أن اتخذ قراره بالإستعانة بخبراء سوريين  لإدارة حملته الإنتخابية ، جاء الخبراء المشهود لهم بالكفاءة إلى واشنطن وقاموا بالمهمة على أكمل وجه ، وكانت النتائج هي فوز سيادة الرئيس المناضل حافظ أسد بتسعة وتسعين بالمئة من أصوات الناخبين في خمسين ولاية أمريكية ! حتى أن الجماهير في لاس فيغاس وفي تكساس وميامي خرجت وهي تهتف : بالروح .. بالدم .. نفديك يا عظيم الأمة ! وخصصت كبريات الصحف في واشنطن إفتتاحياتها لهذه النتائج ، وكان عنوان المقال الإفتتاحي في النيو يورك تايمز :
    الأبناء والأصهار ، ضمانة الإستمرار !
     تتمة القصة معروفة ، عند عودة هؤلاء الخبراء إلى الوطن ، اعتقلوا لأن النسبة كانت أقل من الحقيقة ، كانت تنقص تسعة أخرى بعد الفاصلة ! وكان آخر العهــد بهم ! وهذا دليل لا يقبل النقض على أن ديموقراطيتنا العربية النابعة من أرضنا هي ديموقراطية بكر ، لايجود الزمان بمثلها إلا حين يعلن إفلاســـه إفلاســاً إحتيالياً ، والله أعلم .   



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!
- خصخصــة المفاوضات وخصخصة الكركونات!
- الصراعات العقائـــديـــة بين القبوقــــول والإنكشــــارية
- القطّـــة والطاسَـــة في العلاقة بين المقاولات والسياسة!
- الطَّشَــــرون
- الحصــن الحصــين في ذكر ما جرى في مؤتمر المقامرين!
- مــورِدُ الظـمـــآن في أسباب صَمْــتِ الأورانغوتان!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!