أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - أنا والوزير وسائق السيرفيس - 2 -















المزيد.....

أنا والوزير وسائق السيرفيس - 2 -


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2161 - 2008 / 1 / 15 - 11:12
المحور: كتابات ساخرة
    


ولك آه يا بلد (3)

التفت إليّ الرجل الوقور وقال لي:
- لكنّ وزير الباصات طيب وأمين وصادق و...
- قاطعته قائلة:
- لا تقل ذلك ثانية، لا تصفه بالطيب أو السيء كي لا تحسب عليه أو ضده!!!
ثمّ التفتُ ثانية إلى الرجل المسؤول وقلتُ له:
- هاه؟؟!! هل ستدعو وزير الباصات ليستقل السيرفيس على حسابي؟
لكنّ المسؤول بدل أن يجيبني سألني:
- لماذا توقف السيرفيس؟
وقبل أن أجيبه، صعد رجل يلبس معطفاً أسوداً دون أن يجد له مكاناً، فيطلب السائق من المسؤول أن يفسح مجالاً للرجل ذو المعطف الأسود كي يصعد جانبه، ليصرخ مستنكراً:
- لكنّ اقترب موعد وصولي!!!
- إذاً، انزل من السيرفيس ودع الرجل يجلس مكانك ثمّ اصعد ثانية...
- ماااااااااااذااااااااااااااا؟؟!!!
صوتٌ جانبي:
- إذا مو عاجبك، اركب باص نقل داخلي، أوسع وأشرح...
- باص شووووووووووووووو؟؟!!

يصرخ السائق:
- بسرعة يا أخي بسرعة، ألا ترى الشرطي قريباً من هنا؟
- لا حول ولا قوة إلا بالله على هذا اليوم!!!
ينفذ المسؤول كلام السائق، ليصعد الرجل ذو المعطف الأسود ثمّ يتابع السيرفيس مساره، ناسياً المسؤول الذي تعلّق بقبضة الباب صارخاً:
- ولك انتظر لحظة، دعني أصعد، لك يا ربي ماذا فعلتُ حتى يلحقني ما لحقني اليوم؟؟ ولك انتبه لبنطالي، ولك انتبه سيتمزق، ولك لاء، أوف، يا ربي، عجبك؟؟؟ تمزق البنطال!!!
نفض الغبار العالق على بنطاله، قبل أن يمسك العصا التي امتدت إليه من صاحبتها التي عاجلته بقولها:
- هي هيء، هي هيء، تستاهل تستاهل...
لكنه هذه المرة، جلس مكانه صامتاً دون أن يجيب العجوز بحرف...
بعد ثوانٍ معدودة، شاهد من النافذة رجلاً يلبس قبعة بنية اللون ماداً إبهام يده اليمنى لفوق، وخنصرها لتحت، وبقية أصابعه الثلاثة ممدودة للأمام، ليتوقف له السيرفيس، ويصعد هذا الرجل ليجلس على يمين المسؤول...
- مين ما دفع ورا؟
مدّ الرجل ذو المعطف الأسود يده لجيبه، وأخرج عملة من فئة العشر ليرات، ليعطها للمسؤول الذي صرخ في وجهه قائلاً:
- هل تعتقدني شحاذاً؟ ولا أملك المال الكافي كي أدفع الأجرة؟ هل تريد أن تدفع عني أنا الذي أغرقك وأغرق عائلتك كلها بمالي الخاص لو أردتُ؟؟!!
لك آاااااااااااااخ يا إيدي أخ...
- اخرس، ولا تتكلم بحرف، لأنك لا تفهم حرفاً مما تقوله !!!
قهقه الرجل ذو المعطف الأسود قبل أن يجيب المسؤول:
- هههههههههه، لو كان معك كل هذا المال، لم نكن لنتشرف بك في هذا السيرفيس، هههههههههه!!!
خذ خذ، خذ هذه العشر ليرات وأعطها للسائق...
اقترب الرجل الوقور هامساً للمسؤول:
- لا تهتم سيدي، لأنه... لك آااااااااااااااااخ يا راسي!!!
- اخرس، ولا تتكلم بحرف، لأنك لا تفهم حرفاً مما تقوله ...
تابع بهمس متوعداً العجوز ببضع كلماتٍ:
- لا تهتم، فهذا هو المعتاد، كل منا يقدّم الأجرة لمن قبله والذي بدوره يوصلها للسائق.
أخذ المسؤول العشر ليرات بغضب من الرجل ذو المعطف الأسود دون أن يلتفت له، ومررها لمن قبله، قبل أن يصرخ متألماً من جنبه الأيمن، ليكتشف أنّ سلسلة المفاتيح المتدلية من بنطال الرجل ذو القبعة الجالس على يمينه قد جرحت فخذه الذي ظهر من المكان الممزق لبنطاله، قبل أن يتلقى ضربة على الرأس من العجوز قائلة له كالعادة:
- هي هيء، هي هيء، تستاهل تستاهل...
لكزه الرجل ذو المعطف الأسود قائلاً:
- أعطيتك عشر ليراتٍ، ولم ترجع لي الباقي...
- اسأل سائق السيرفيس عنها، هففففففففففففف!!!
تدخل السائق مكشراً:
- أعدتُ الباقي من البداية...
الرجل ذو المعطف الأسود للمسؤول:
- أعد الباقي لي...
- لم أستلمها بعد..
- اخرس، ولا تتكلم بحرف، لأنك لا تفهم حرفاً مما تقوله!!
صوتٌ آخر من أحد الركاب:
- أعد الباقي له...
- قلتُ لكم إنني مرّرتُ العشر ليرات للسائق!!!
صرخ الرجل ذو المعطف الأسود في وجهه:
- أعد الباقي أيها السارق، أيها الحرامي، هل تعبتَ في هذه الخمس ليرات كي تسرقها؟ آخ يا راسي آاااااااااااااخ، ولك مجنونة، والله لـــ...
- اخرس، ولا تتكلم بحرف، لأنك لا تفهم حرفاً مما تقوله...
- ولك مين ما دفع ورا؟؟
- آهاااااااااااااااااااااااااا، الآن فهمتُ لماذا لم ترجع لي الباقي، سرقتَ مالي أيها الحرامي كي تدفع للسائق ما يتوجب عليك... ولك آاااااااااااخ يا إيدي، ولك مجنونة ولك...
- هي هيء، هي هيء، تستاهل تستاهل...
التفتَ إليه المسؤول غاضباً، وسأله:
- كم الباقي؟
- مئة دولار...
- إليك هي، خذها وريحنا منك!!!
صوتٌ هامس ضاحك:
- لك سرقه للمسؤول، سرقه يا شباب، ههههههههه!!!
صوتٌ آخر:
- لك حلال عليه...
صوتٌ ثالث:
- ليعطه أحدكم عشر ليرات ثمّ يطلب منه الباقي ولنوزعها على بعض، كي نستطيع شراء البيض ونخزنه في الثلاجة، قبل أن يرتفع سعره...
- والله جبتها!!!
فجأة، ودون سابق إنذار، توقف السائق صارخاً بألم، واتجه للركاب سائلاً:
- شباب، قدمي تؤلمني جداً، من منكم يعرف قيادة السيرفيس؟
أشار كل من في السيرفيس بما فيهم المجنونة إلى المسؤول قائلين:
- هذا هذا، عليكَ بهذا، وحده يعرف قيادة السيارات بكافة ماركاتها وأنواعها، ولك آي، ولك آاااااخ، أوووووووووووووو، وليييييييييييييي، ولك آخ، يا مجنونة:
- اخرسوا اخرسوا، ولا تتكلموا بحرف، لأنكم لا تفهمون حرفاً مما تقولون!!
المسؤول بأسى:
- لا حول ولا قوة إلا بالله على هذا اليوم!!!
صوتٌ جانبي:
- ههههههههههه، أنتم لا تذكرون الله إلا وقت المصائب!!!
اقترب الرجل الوقور من المسؤول هامساً:
- يعينك الله، خذ مكان السائق أفضل من هذه الجلسة التي تجلسها محشوراً وبالقرب من المجنونة، خاصة أنّ الراكبين الأماميين نزلا من السيرفيس، تستطيع أن تقفل الباب الأمامي دون أن تجلس أحد أمامك...
- معك حق، أمري لله...
وما إن يأخذ المسؤول مكان السائق، بعد أن يعطه السائق رقم جواله كي يعيد له السيرفيس، وما إن يقود السيرفيس أمتاراً معدودة، حتى يوقفه شرطي طالباً منه أوراق السيرفيس!!!
- لكنني لستُ السائق!!!
- أعطني الأوراق!!!
- لا أعرف مكانها؟؟!!!
- قلتُ لك اعطني الأوراق...
- قلتُ لك إنني لا أعرف مكانها...
- إذاً كيف تقود السيارة من دون أوراق، مفكر حالك شي مسؤول؟؟؟!!!
- لا حول ولا قوة إلا بالله على هذا اليوم!!!

صوتٌ جانبي:
- ههههههههههه، أنتم لا تذكرون الله إلا وقت المصائب!!!
الشرطي:
- الأوراق!!!
- لا أعرف أين وضعها السائق؟
- ومن السائق؟
- لستُ أنا!!!
- وكيف تقود إذاً؟؟؟
- هذه مسألة يطول شرحها...
- يطول شرحها؟؟؟ إذاً، خذ هذه المخالفة، وادفعها غداً في مقر وزارة الباصات...
أصواتٌ من السيرفيس:
- احجزه مع السيرفيس...
- بل اسجنه لعدم حوزته إجازة سوق عمومية...
- بل احجز على أمواله...
- لالا، بل...
- ههههههههههههه، سيقف في الطابور...
- سينال مئة ضربة وضربة...

أهمّ أنا لأسكت الركاب بلطف، لكن ضربة على يدي موجعة و:
- اخرسي، اخرسي، ولا تتكلمي بحرف، لأنك لا تفهمي حرفاً مما تقولي!!
لأبحلق مدهوشة مشدوهة بأختي التي ما تزال تردد:
- اخرسي، اخرسي، ولا تتكلمي بحرف، لأنك لا تفهمي حرفاً مما تقولي!!
لأصرخ في وجهها حانقة، غاضبة، محبطة، بائسة، يائسة:
- لماذا أيقظتني؟؟؟ قبل أن أرى وزير الباصات يجلس محشوراً مكاننا، لماذا لماذا لماذا؟؟؟!!!



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والوزير وسائق السيرفيس!!!
- أغصان من الدفلى
- -أحلى طريق في دنيتي-
- تعال لأعطرك بالعنبر
- علمني كيف أرقص لك
- هاتِ كأسكَ لأحترق فيه!
- شوق البنفسج
- اليوم يوم ميلادي.. والبقية في حياتك
- شكراً لرسالة التهديد
- انتخبوا مرشحتكم أماني محمد ناصر لعضوية مجلس الإدارة المحلية ...
- قصاصاتُ عمرٍ
- ولك آه يا بلد (1)
- سحقاً لامرأة تجعلني أتقيأ رجولتي وحدي
- بيتي صغير يا بابا وما بيسع كتير
- !!! آهٍ لو نعود أصدقاء
- أفدي وعيدك بقطراتٍ من دمي
- استعبدني غيابك
- الثانية عشقَ ونصف
- تعال نتأرجح على ذراع الحب
- تعال واسترح على وسادتي


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - أنا والوزير وسائق السيرفيس - 2 -