أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غريب عسقلاني - أجندة غزة وشط الذاكرة - 8 -














المزيد.....

أجندة غزة وشط الذاكرة - 8 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحدث الآن في غزة – 2 -

1- من رسالة لصديقة تقيم في مكان ما

يا سيدتي:
لا ضوء في غزة, لا عود شمع.. ولا سراج.. ليل في النهار وليل في الليل.. العتمة شرشت في الزوايا..افترشت كل الطرقات.
تاهت المواعيد إلا من مواعيد الضوء, الذي إن أتى يأتي مع القادم جودو "الكهرباء"
هل سمعتِ آخر الأخبار في غزة؟
العصافير أخذت قراراً جماعياً بالانتحار, ربما يأخذك الهول.. ربما تسكنكِ الدهشة، تسألين عن مبررات القرار..
لا ضوء يطرق أبوابها..يرفع النعاس عن أجفانها, لا حَبَ في الطرقات، ولا سنابل ينضجها هجير الصيف, لا كسرة خبز, لا حليب, لا غناء, ولا شوق انتظار..
ربما يأخذك الحنق.. ربما تصرخين غضبى:
- ما الذي في غزة إذن؟
- لا شيء غير جنون الانتظار
والانتظار هنا موت, فهل في الموت انتصار؟
تخرج جموع الناس تطلب خبراً, تتجشأ البنادق حشواتها.. تتخلص من بعض نجمات..يسقط الناس بين قتيلِ وجريح, تصدح الإذاعات.. ترفع الرايات للقاتل والقتيل..
تهزج غزة بأهازيج الذهول.
كل من غاب شهيد.
كل من حضر شهيد.
كل من توارى عن المشهد, يشهد:
انه فعل الجنون..
هل أدركت الآن يا سيدتي سر العتمة في غزة.
لا ضوء في غزة.
لا أصبع شمع, ولا حتى سراج.
نَضب الزيت وجفت شرايين الفتيل.. وغاب الضوء عن جفن القتيل.
ليل في النهار وليل في الليل.. أسود صار دمي
***
2- نائب فاعل

في غزة يُخطف الكبير والصغير والأمير والحقير, والخاطف في وسائل الإعلام مجهول, والمخطوف معلوم, قد يعود, وقد يصبح مبنياً على المجهول. والناس في غزة تدلهم حواسهم أن الخاطف في جميع الحالات هو نائب فاعل.
وفي غزة يُداهم منزل عضو المكتب السياسي, , ويُؤخذ الوزير من بيته, وهو ليس من فتح, ولا من حماس, قبل أن يمسح عن وجهه غبار المعابر والبوابات.
الذي يفعلها دائما هو نائب فاعل, والتحقيق ما زال مستمرا, فلا قلق ولا, خوف ولا إجابات على أسئلة معلقة في غزة هاشم, حيث الأمن والأمان..
هل منا من ينكر ذلك!!
***
3- وردة العاشق

شاعر عاشق يعيش في غزة, تمنى لو يهدي خطيبته وردة بيضاء في يوم عيد ميلادها, فلم يعثر في جيبه على شيكل واحد لتحقيق الأمنية, فألف لها قصيدة زرع فيها باقات من الورود التي تحبها, لكنه لم يجد ورقة بيضاء يسطر عليها القصيدة, فكتبها على آخر ورقة كلنكس أخذها من بائع الفلافل..
وفي الطريق تذكر حماته التي لا تمل من تذكيره بميعاد الفرح, فضربته قشعريرة الجوع, فسعل وبصق في الورقة/القصيدة.. بكى ولكنه واصل الطريق وظل يبكي..
أخذته خطيبته إلى حضنها وربتت على ظهره, وهمست:
- هل ضربوكَ؟
- وكيف عرفت ِ
ووشوشها بقصيدة طازجة تبرعمت بينهما للتو اللحظة..
***
4- تناسل

في غزة تعلن الحقائق عن نفسها..
ففي غزة تتناسل الرايات الخضراء والصفراء والحمراء, أما الراية الأم فتنادي على من يرفعها..
واللافت في غزة, أن الريح عندما تصفع الرايات, تتحول الرايات إلى سواد بلون الليل..
ففي غزة مغلقة ورش العمل لغياب المواد الخام, والمصانع طال الصدأ مفاصلها وأصابها داء التكلس والموات.
وفي غزة موظفون مدنيون يقبضون من حكومة رام الله, ولا يعملون قسرا, وموظفون مدنيون يقبضون من حكومة غزة ويجهلون ما يعملون لحداثة العهد.
وفي غزة عسكر غادروا مواقعهم أو ابعدوا عنها, وعسكر جدد علقوا النياشين والرتب ووقعوا في بلبلة المسئولية.
وفي غزة الناس كل الناس في إجازة طارئة, يرهفون السمع لمنابر إعلامية تتنافس على المرتبة الأولى في الردح والقدح والذم ونشر الغسيل الوسخ.
هل أعلنت الحقائق عن نفسها في غزة..!؟
***
5- وطن القصيدة

غزة تحتفل بالوطن, فتكرم الشاعر الكبير احمد دحبور..
كلية الآداب في جامعة الأزهر بغزة تكرم الولد الفلسطيني, وتقدم له الوسام, والولد الفلسطيني أُبعد عن مسقط رأسه في وادي النسناس بحيفا وهو ابن عامين, وفُطم تحت ضغط الحاجة قسرا في الشتات, ولكن ما رضعه من حليب قليل في حيفا زوده بطاقة الصمود في المنافي, وجعله يذوق حلاوة التمرد, فانضم إلى الثورة, وظلت حكاية الأهل وشجرات الكينياء في البيت الأول ماثلة أمامه لم تفارقه, وعندما عاد إلى الوطن, رجع إلى غزة, ومنع من الصعود إلى الكرمل وارتسمت له الفجيعة من جديد.. فاختار غزة.. يرنو لبحرها الموصول ببحر حيفا, فالماء واحد, لكن ماء حيفا أول من عمده رضيعا..
ولأن غزة وفية, كبرت بالولد الفلسطيني, وصارت بمساحة الوطن, وأعادت المجد للأغاني والأهازيج والقصيدة, فكرمت أحمد/ القصيدة.. فغزة ترى كل الأشياء بهاجس الأم الوفية, وترى في القصيدة العناوين والأسئلة كأوضح ما يكون..
أغرب ما في الأمر, عجيب الوقت/ الحالة في غزة, فحراس بوابة الجامعة يحبون أحمد, ويحفظون أشعاره وأغانيه, وينظرون للوافدين للتكريم والقائمين على الاحتفالية شزرا, والمحتفون يحبون أحمد, ويحفظون أشعاره وأغانيه, ويعتبرون وجود الحراس نتاج وقت طارئ..
عجبي لكِِ ومنكِ يا غزة..
سيمضي الحراس والمحتفون والمحتفى به, وستبقى غزة تردد أشعار الولد الفلسطيني..
فهل من معترض!؟
المرتد عن الوطن من يعترض..





#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وشطب الذاكرة -7 -
- البلياردو
- غزة وشطب الذاكرة -6 -
- الطبيب والزائر الغريب
- غزة وشطب الذاكرة - 5 -
- أجندة غزة وشطب الذاكرة- 4-
- أجندة غزة وشطب الذاكرة-3 -
- أجندة غزة وشطب الذاكرة -2 -
- أجندو غزة وشطب الذاكرة
- اجندة غزة وشطب الذاكرة
- بطاقة تهنئة في عرس مصادر
- الضرب على قشرة الدماغ
- الخالة أم بشير - قصة قصيرة
- الهدهد والديك الديك الرومي - قصة قصيرة
- أطوار/ المرأة الوردة
- فلة وسكبن صغير - قصة قصيرة
- أول المرايا - فضاء سردي
- الهليون - قصة قصيرة
- ثلاث شجرات يثمرن برتقالا - قصة قصيرة
- قصص سوداء


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غريب عسقلاني - أجندة غزة وشط الذاكرة - 8 -