أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - من خواطر زوجة سجين سياسي - إلى أمنا الصابرة دمشق - 10














المزيد.....

من خواطر زوجة سجين سياسي - إلى أمنا الصابرة دمشق - 10


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:51
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يارفاق الدرب .. هل يهدأ النزيف , لنخرج الشظية
من جسمنا..!؟
ما زلنا نعض على الجرح ,
الأوجاع مريرة
الأقدام تجرَحت , الأكباد تشمَعت
الطريق وعر .. متعب
طويلة هي مسيرتنا
عملاً فكراً جهداً تضحية وممارسة يومية .

ألا يا صغاري .. يا حبيبي .. يارفاقي
لنحمل أوجاعنا , إضطهادنا , ديوننا
ونشيد فيهم ناراً ثورية
مع ألف بندقية
تحملها الأيادي الصغيرة .. الندية

أنا في أ حضانك يا دمشق
أشاهد العملية الجراحية
لشعبك الوطني , الثائر في وجه الظلم والعبودية .
شاهدت بصمت جنائزي , وبدم ناري
كيف تستأصل العناصر الشريفة , الوطنية
من جناحيك العسكري , والمدني , والأهلي
كيف استأصلت , ولماذا ؟ ولأجل من قالوا: ( ندبة معدية ) !!؟؟
ولا بدَ من عملية .. وعملية .. وعمليَة
تنظير وعملية قيصرية
في كل مرة أستئصال عضو مؤثر وأساس له مبررات قوية !!؟؟

بالمبضع و ( الجزَارين ) سفكوا دماء كثيرة , لتبقى شعاراتهم ( الضرورية ) !؟
شاهدت يا بلادي مشاهد غريبة , أجنبية ( بعيدة عن الوطنية ) !؟
كيف هشَموا الجسم , صبغوه بألوان ورسوم وقالوا :
هذي لوحة فلسطينية عربية إشتراكية وحدوية بعثية , فردية طائفية وعسكرية!!؟؟

فقأوا العيون , يا بلادي !
وما زالت زجاجية
واّذان خشبية .. أو طينية
وما زالت صابرة حتى النهاية
حتى اّخر المسرحية ..
ماذا تركوا لك يا بلادي , سوى هياكل بشرية !؟
سوى كلاب الصيد في دروبك تنهش القيم الإنسانية , والإجتماعية
ماذا تركوا سوى تضخَم في رئتيك , وقصور في كليتيك
مذَ إنتهازي , وأمواج برجوازية
وكتبة ومفسدين ومافيات عائلية تحلم في الجنس
والدولار .. والمأكولات الشهية
تحلم بالريش , بالحرير بالقصور " بالثكنات " .. " بالقوَات الخاصة " بالحسناوات الفتية ..!؟

وأنا صابرة , وشاهدة كل مايجري في جسمك يا بلادي .. يا أرض الأبطال والوطنية ..
تركوا الحشرات البشرية تقضم الأخضر واليابس , اليافع والبراعم الجنينية
وتعبث في زهور الخرَاط .. وميسلون .. وساحة المرجة .. ووو.... وكل نبض وطني وديمقراطية ..!!؟؟

وقالوا عنك : لست ككل المدن لست ككل البشر ليس لك عيون وقلب واّذان ولها أطراف إصطناعية ,
إنها غجرية ... صورة فلكلورية !؟
- لم تعد تنفع للقادمات , للمخططات , لتصفية القضية -
عفوك أيتها الغجرية !
الغجرية الصارخة الثورية الملتهبة العبقرية , الفطرية
عاشقة الوردة ... والحرية... وسمرة القمح والحقول الندية .
هذه الغجرية .. قالوا " هم " قالوا : علينا تحطيمها بقوتنا العسكرية والأمنية !؟
بحيواناتنا الهمجية , أسوداً , نموراً , وضباعاً , وأفاع سامة , وثعابين , وذئلب نمرودية !؟؟
فأكلوا وشربوا وسكروا من خمرها , ولحمها , أياماً وسنيناً سمانية !؟

والقلب ..؟ لم تسألني يا رفيقي أين القلب ؟
أين الرأس , والفكر , والأيادي , والأضلاع ؟
فيتدحرج الجواب ملء عيوني دمعاً ودماً سوياً
أنحن ساكنون القلب ؟
نعم .. اّلاف المضطهدين والمسجونين والمنفيين المسحوقين والمظلومين والجياع
حشرتهم في قلبها , كي تحميهم من كل طعن وخنجر مسموم
لأن بلادي كالعصافير ..كقلب الأمهات .. كقلب النسور
تحميهم بجدار قلبها , بريش صدرها , تطعمهم وترويهم من دم قلبها من بردى وعاصي جسدها ..


وأنا لا زلت صابرة ساهرة .. أشاهد قمة التضحية .. وذروة الأمومة
وإخلاص القلوب المحبَة
ما زلت أبكي دمعاً ودماً , على ما أشاهد من تفاعلات
من روائع الفن والعطاء.. والإبداع
أشاهد التكيَف وسط البيئة , القانون الطبيعي للحياة , واستمرارها
وهي تؤشر لي بنهاية التعب والشلل , الظلم والشر, والعبودية
تؤشر بنهاية التشويه بجسد الوطن , بجسدها , ليتركوها على قارعة الطريق
مشلولة مهشَمة , تبفي عليها وحوش غابة أمازونية .

إنني أرى الصمت يتحفز
الإستعداد العصبي الفيزيائي لهذا القلب الدمشقي العربي ..
رغم اللوحة القاتمة الموجعة -
يتهيأ ليحطم جدران الصمت وينقذ القلب من ا لأيام العجاف , من بطء الحركة
ينبض أقوى وأقوى , يضخ أبناؤه خارج الدائرة القلبية
خارج القضبان , والإحتقان , والنسيان
مئات .. اّلاف
يقذفهم المد القادم حتماً أمواجاً أمواجاً بشرية
إلى ساحة الحرية
حرية لا ترتوي ولا تعيش إلا بدم القلب وإلى القلب ..

هكذا .. شاهدتها قصة شعبي , ووطني , وأطروحتي لفن الثورة , لنيل دكتوراه
في خضم الساحة الثورية النضالية ........ 24 / 6 / 1976 دمشق



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحَة - جمال - 15
- من الرائدات : سنديانة الشعر .. الأديبة والصحافية ماري عجمي - ...
- من الرائدات : الأديبة الشاعرة الصحافية الدمشقية .. ماري عجمي ...
- لنزرع وردة حمراء , على مشارف الفجر .. من وحي ثورة أكتوبر الم ...
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال - 14
- تحية .. وعيدية ..
- الحوار المتمدَن .. منتدى أممي يساري ديمقراطي , وهرم إعلامي ل ...
- نساء في سطور ..؟ - 2
- شموع وتهنئة .. للحوار المتمدن - 1
- أنابَولس ..أنا بوليس العالم !؟
- من كل حديقة زهرة : زراعة - صحة - جمال - 13
- إصدارات حديثة : كتابان جديدان في معركة الحرية والكلمة
- أرقام لها تاريخ ..!؟ 2
- خواطر زوجة سجين سياسي - 9
- رحلة حرَة ..؟ الشهداء .. مرسومون وشماً على الأرض
- حول الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
- جانب من واقع المرأة السودانية .. ماضياً وحاضراً ؟ - 2
- ماذا تعرف عن - الهضبة المباعة - .. الهضبة المسروقة ؟ - 2
- خواطر , على سواحل البلطيق
- الوضع خطير خطير .. لا يسمح بالغييَر ..!؟؟


المزيد.....




- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...
- مفوض عام الأونروا: -المجاعة تحكم قبضتها- على غزة
- موعد غير محسوم لجلسة التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتح ...
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - من خواطر زوجة سجين سياسي - إلى أمنا الصابرة دمشق - 10