أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرحيم الوالي - جولة بوش في الشرق الأوسط و الخليج: مزيد من الأخطاء و الدماء















المزيد.....

جولة بوش في الشرق الأوسط و الخليج: مزيد من الأخطاء و الدماء


عبد الرحيم الوالي

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع انطلاق جولة الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط و الخليج أصبح في حكم المؤكد أن الرئيس الأميركي يحشد دعماً إقليمياً لضرب إيران. و ما يؤكد ذلك بالملموس هو أن جولة بوش في المنطقة جاءت في ظل ادعاء أميركي ب"استفزاز" عسكري إيراني في مضيق هرمز، و ادعاء آخر إسرائيلي بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل. و هو ما يعطي الانطباع بوجود اتفاق أميركي ـ إسرائيلي مسبق على السيناريوهات التقديمية لحرب الخليج الثالثة و التي لا تختلف كثيرا عن مقدمات حرب غزو العراق في عام 2003.
مرة أخرى ـ و رغم إقرار المخابرات المركزية الأميركية بعدم وجود أي برنامج عسكري نووي لدى إيران في الوقت الحالي ـ تختلق الإدارة الأميركية ذرائع لشن الحرب على إيران و تقدم أفلاماً و صُوَراً و تستمر في تهويل "الخطر الإيراني" كما فعلت من قبل مع الرئيس صدام حسين و نظامه.
طبعا، و من الناحية العسكرية الصرفة، فالولايات المتحدة الأميركية تتوفر على العدة و العدد اللازمين لخوض الحرب. و هي في الغالب لن تكون حرباً طويلة الأمد مثل حرب العراق لأن الأميركيين ليسوا أغبياء إلى الحد الذي لا يستفيدون معه من أخطائهم القاتلة في العراق. فليس من المنتظر خوض مغامرة قاتلة أخرى بغزو إيران على غرار ما حصل في العراق. و بالتالي فالأقرب إلى الواقع هو أن تكون الحرب عبارة عن ضربات جوية قوية و مدمرة ينتظر أن تشمل في المرحلة الأولى أزيد من 6000 هدف لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، أضف إلى ذلك الأهداف التي ستشكلها مواقع "الحرس الثوري الإيراني" الذي سبق أن أدرجه الأميركيون على قائمة المنظمات "الإرهابية"، و غيرها من الأهداف العسكرية الأخرى، دون أن ننسى المنشآت المدنية و البنيات التحتية و أماكن العبادة كما هي عادة الجيش الأميركي.
غير أن كل هذا لا يمنع من التفكير في طبيعة الرد الإيراني على الهجوم الأميركي. فمهما كانت الضربات الجوية الأميركية مركزة فهي لن تكون قادرة على القضاء على الترسانة الصاروخية الإيرانية بشكل نهائي و دفعة واحدة. و بالتالي فالرد الإيراني يحتمل أن يكون على شكل ضربات صاروخية للقواعد العسكرية الأميركية في العراق و أفغانستان المجاورتين، و القطع البحرية الأميركية في الخليج، ثم لاحقاً إسرائيل مع احتمال دخول حزب الله على خط المواجهة انطلاقا من جنوب لبنان، و تطوير أداء بعض الفصائل الفلسطينية انطلاقاً من قطاع غزة على وجه الخصوص. و بالنتيجة ستصبح رقعة القتال ممتدة من فلسطين إلى أفغانستان و باكستان مرورا بالعراق و إيران. و هي رقعة يصعب على أي جيش في العالم أن يتحكم بشكل كلي في كل المفاجآت التي ستنتجها. و هنا، بالضبط، ينبغي أن نعود إلى الأحداث السابقة في المنطقة لاستخراج الخلاصات اللازمة.
في عام 2003 أذكر أنني كنت أكتب مقالات عن حرب غزو العراق ركزت فيها بشكل أساسي على أن الحرب لن تنتهي بدخول بغداد و أن الأميركيين سيواجهون وضعا معاكساً تماماً لافتراضاتهم التي راهنت على أن العراقيين سيستقبلونهم بالزهور. و في ذلك الوقت لم تثر هذه المقالات غير السخرية من طرف بعض المتشدقين ب"المهنية" و جلبت علي متاعب مع الجريدة التي كنت أعمل بها آنذاك لأن الجميع كان منبهرا بآلة الحرب الأميركية و هي تقتلع تمثال صدام من ساحة الفردوس. و ما كادت شهور قليلة تمر على احتلال بغداد حتى توالت أنباء الخسائر الأميركية و أصبح الناس يتناقلون عبر "البلوتوث" صور الجنود الأميركيين في العراق قتلى و معطوبين و متباكين مثل الأطفال، و كان كل ما كان من انتكاسات أميركية في العراق حتى الآن.
و الآن، هناك جيش أميركي في العراق أنهكته خمس سنوات من حرب العصابات المنظمة. فهل يمكن أن يدخل هذا الجيش نفسُه ـ من موقعه داخل العراق ـ حرباً ضد إيران في ظل عدم الوصول إلى هدنة مع المقاومة العراقية؟
أبسط قواعد العقل تقضي بأن جيشا تتعرض قواعده في العراق لقصف شبه يومي، و يموت أفراده هناك بشكل شبه يومي أيضا، لن يكون قادرا على استعمال الأراضي العراقية منطلقا آمناً لعمليات عسكرية فعالة ضد إيران.
ففي العراق ظل نظام الرئيس صدام حسين يستعد للحرب طيلة مدة الحصار و وضع لها عدتها و عددها قبل غزو العراق عام 2003، و ظل الجميع يردد وراء بوش أن القاعدة هي المسؤول عن الهجمات ضد الأميركيين في العراق إلى أن أعلن الجنرال جون أبي زيد أن "القاعدة ليست هي العدو الرئيسي في العراق"، ثم بلغ الأمر أخيرا أن 23 فصيلاً مسلحا في العراق أعلنت وحدتها تحت قيادة نائب صدام، عزت إبراهيم الدوري، و ظهر جلياً أن شبكات النظام السابق تتولى إدارة الجزء الأكبر من المقاومة.
نفس الشيء مع إيران التي تعرف منذ عقود العداء الأميركي لها. و من المؤكد أن شبكات إيرانية قد تغلغلت منذ خمس سنوات داخل العراق و كونت خلايا تابعة لها و زودتها بالأسلحة و المعدات اللازمة لمهاجمة الأهداف الأميركية في العراق. كما أن إيران تحظى بدعم فصائل مهمة من الشيعة في العراق. و في ظل الانسحاب البريطاني من الجنوب و تعاطف الشيعة في هذه المنطقة مع إيران فالشبكات الإيرانية ستجد الطريق ممهدا أمامها لاستهداف خطوط الإمداد للجيش الأميركي و سائر القوات متعددة الجنسيات (أو ما تبقى منها بالأحرى!) داخل العراق.
أما في لبنان، حيث حزب الله الموالي لإيران، فالأحداث القريبة تذكر الجميع بمعارك مارون الراس و بنت جبيل، و ضرب القطع البحرية الإسرائيلية، و أمطار الصواريخ التي سقطت على إسرائيل، و مجازر الميركافا و غيرها. و إذا اعتبرنا الرواية الإسرائيلية القائلة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل مقدمة لإعلان مواجهة جديدة مع حزب الله، فعلى الجميع أن ينتظر أفدح مما حصل في صيف 2006 سواء داخل لبنان أو داخل إسرائيل. و من الراجح أن أسلحة أكثر تطورا سيتم تسريبها إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس و ستصبح إسرائيل أمام جبهتين، ناهيك عن احتمال دخول سوريا إلى الحرب بحكم تحالفها مع إيران و حزب الله، و عن احتمال استفادة القاعدة أيضا من هذا الانفلات للقيام بعمليات على امتداد هذه المنطقة من فلسطين إلى أفغانستان و باكستان.
كل هذا سيخلق وضعا من المستحيل التحكم مسبقاً في نتائجه بالنظر إلى كل السوابق التي راكمتها إدارة الرئيس بوش في مجال سوء التقدير. فحرب كهذه لن تزيد إلا من رقعة الحرب و لن تؤدي سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار و انتشار التطرف و الإرهاب و الفوضى و موجات اللاجئين. و سيترك بوش لخلفه و للأميركيين إرثاً أسود من الضحايا و الدماء بما فيها دماء الأميركيين و حلفائهم التي تسفك يوميا في العراق و أفغانستان، و قد تنضاف إليها دماء الإسرائيليين أيضا.





#عبد_الرحيم_الوالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة ما بعد 7 شتنبر بالمغرب: بؤس السياسة و سياسة البؤس
- نضال نعيسة: مشروعية السؤال و سؤال المشروعية
- هَل تُصلِحُ الأمم المتحدة ما أفسده جورج بوش؟
- تموز العراقي أمريكياً: قتلى أقل، نيرانٌ معاديةٌ أكثر!
- ما قبل جورج بوش و ما بعده: عالمٌ يوشك أن ينهار
- من الحزام الكبير إلى الأحزمة الناسفة
- انخراط شعبي تلقائي يفشل المخطط الإرهابي بالمغرب
- انتخابات 2007 أو معركة الأسلحة الصدئة: المغرب بين المراهنة ع ...
- أميركا والإسلام والعرب: من أجل العودة إلى الأصول
- تحسين صورة أميركا في العالم العربي: أسباب الفشل وفرص النجاح
- الحركة الأمازيغية بالمغرب: وليدة الديموقراطية أم بذرة الطائف ...
- التجربة -الليبرالية- بالمغرب: نحو مقاربة نقدية
- الإرهاب و الدواب
- تفجير الدار البيضاء الأخير: هل كان عملية عَرَضِيةً بالفعل؟
- شهادة من قلب الحدث: هذه بعض أسباب الإرهاب بالدار البيضاء


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الرحيم الوالي - جولة بوش في الشرق الأوسط و الخليج: مزيد من الأخطاء و الدماء