أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - نوادر بوكاسا - الحلقة الثانية -















المزيد.....


نوادر بوكاسا - الحلقة الثانية -


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


تنويه هام : نظرا لمرور قرابة 27 عاما علي تاريخ طباعة المسرحية للمرة الأولي . .. لذا
لزم التنويه الي أن المؤلف انما قصد بشخصية بوكاسا ، وما يجري من أحداث بالمسرحية فيما يخص السياسة ، هو عمل اسقاطات سياسية علي عصر الرئيس السادات . وحال مصر وقتها والظروف التي أحاطت بالحكم وادارة البلاد في ذلك الوقت .
***********************************************

الفصل الأول
&&&&&

( المنظر ) : غرفة مكتب فسيحة بها مكتب صغير بالجانب الأيمن
علي بعد خطوات من المكنب توجد منضدة صغيرة عليها آلة كاتبة .وبجانبها رزمة من الورق الأبيض، وبالجانب الآخر علبة كربون ، في مؤخرة الغرفة تحفتان . التحفة الأولي عبارة عن نموذج صغير لأبي الهول ، بينما التحفة الثانية عبارة عن نموذج صغير أيضا لهرم صقارة المدرج طول قاعدته حوالي المتر. مدرجاته مصنوعة من الكرتون ومرصوصة فوق بعضها البعض . بالغرفة ’ أريكة و3 مقاعد . وخلف المكتب يجلس طارق . أمامه بعض الأوراق عبارة عن مسودة لبحث يجري اعداده حول شخصية بوكاسا . وعلي الأريكة يجلس أصدقاؤه لثلاثة : نظمي ، محمود ، ياسر .
( تدخل سوزان . زوجةته . حاملة صينية من الشاي )
سوزان : طاب مساؤكم يا سادة .
الجميع طاب مساؤك يا أم شريف .
سوزان ( تضع صينبية الشاي . وتدعوهم لتناوله - باشارة من يدها فقط بلطف وابتسام -. وقبل أن تنصرف تخاطب زوجها طارق )
سوزان هل أتممت بضع صفحات أخري من البحث . كي أطبعها لك علي الآلة الكاتبة ؟
طارق جزاك الله خيرا يا سوزان . لكم تتعبين معي . أوشكت علي اتمام العشر صفحات الأخريات
وسأعطيك اياها لكتابتها .
سوزان حسنا .. حسنا ( تخرج )
ياسر بحث ؟ عن ماذا يا تري ؟ عن ماذا يا طارق ؟
طارق انه عن " جان بيدل بوكاسا " امبراطور افريقيا الوسطي السابق .
نظمي يا له من موضوع شيق أتوقع أن يكون ها البحث عملا كبيرا .وقيما . فموضوع البحث – بوكاسا - . هو ظاهرة مدهشة في تاريخ الحكم والحكام . جديرة بالبحث والدرسة والوقوف أمامها بتمعن .
محمود تري . هل نتجاوز يا طارق لو طلبنا اعطاءنا نبذة مختصرة عن البحث ؟ فقد تشوقت لمعرفة
بعض الشيء عن بوكاسا . فمعلوماتي عن تلك الشخصية .أعتقد بأنها قليلة .
ياسر وأنا أريد معرفة المزيد ان أمكن من طارق بالذات .
طارق لا بأس . ( بجدية ووقار المحاضر الأكاديمي ) في الحقيقة . لقد كان بوكاسا انسانا لطيفا ظريفا .
يأتي من الأفعال و التصرفات ما يدعو الي السرور ويبعث علي الضحك الشديد حتي الاستلقاء
ظهرا
ياسر ( يضحك ) حلوة : حتي الاستلقاء ظهرا .!
الجميع ( يضحكون .. ) .
طارق ( بنفس الجدية والوقار ) فطرائفه اللطيفة كثيرة جدا . ونوادره تفوق نوادر جحا .. ( باستدراك )
ولكنها . ولكنها تختلف عنها طبعا في كونها : نوادر امبراطورية عظيمة القدر، رفيعة الشأن .
منهاعلي سبيل المثال .. حيث يصعب الحصر. أنه أصدر أمرا امبراطوريا رفيعا .بالا يعتمد أي
شيك باي مكان بالامبراطورية.. الا اذا كان موقعا عليه منه شخصيا ..!
( الجميع يضحكون بصوت عال )
ياسر ( وهو يضحك ) لطيف .. ظريف .. خفيف الظل ..) .
طارق ( مستعيدا جديته ) وكان بوكاسا يحب محاسبة المخالفين والمذنبين بنفسه . وعلي طريقته
الخاصة..
رجاله قبضوا ذات مرة علي صحفي أوربي وهو يصور احدي المناطق بالبلاد . فامسكوا به
وحبسوه عدة أيام .. ثم أخذوه بعد ذلك وأفهموه بأنه في طريقه لمقابلة الامبراطور العظيم بوكاسا .. فاستبشر الصحفي خيرا .. اذ سيتمكن من مقابلة الامبراطور ، ويشرح له موقفه . اذ
كان يلتقط بعض الصور التي تعزز مقالا عن جمال الطبيعة بالامبراطورية .. وعندما دخل
القصر في حراسة الجنود وجد الامبراطور في انتظاره .. وبعد أن أصبح علي بعد خطوات قليلة
منه انحني الرجل أمام بوكاسا قائلا :سيدي الامبراطور . وقبل أن يكمل نطق الكلمة . أجابه
بوكاسا بقضيب من الحديد كان يخبئه وراء ظهه .. وبضربة واحدة علي أم رأسه أفاق بعدها
بأسبوع ليجد نفسه علي سرير هاديء ومريح باحدي المستشفيات الجميلة . !
طارق ( مستطردا ) ولكن الامبراطور بوكاسا كان رؤوفا ورحيما رغم ذلك ..اذ أفرج عنه بعد
شهور قليلة عقب تبادل عدة رسائل وبرقيات مع زوجة هذا الصحفي التي أرسلت تتوسل
للافراج عن زوجها . فاستجاب الامبراطور تقديرا منه للعلاقات الأسرية وتقديسا لها ..!
ياسر - ( برنة سخرية واندهاش مكتومين ) ظريف ..
نظمي ( بنفس لهجة ياسر ) لطيف ..
محمود ( بنفس اللهجة ) خفيف . امبراطور رحيم ..وماذا بعد ؟!
نظمي ( يضحك بمرارة ) أعتقد الي هنا يكفي ..
الجميع ( تتداخل أصواتهم ) لا .. أكمل ..بعد .. نريد المزيد
طارق وعندما قام بوكاسا بالانقلاب الذي استولي به علي الحكم.. كان علي درجة كبيرة من حسن
بعض الناس( يضع كفه حول فمه ويهمس : هبل ) ..لدرجة أنه اندفع في باديء الأمر ناحية
. مكتب رئيس الجمهورية السابق الذي خلعه . وانقض علي أدراج المكتب ويفتش فيها عن
( ينظر للجمهور مبتسما ) فقد كان بوكاسا بحسن نيته يعتقد في أن رؤساء الجمهوريات
يحتفظون بماليات الدول في مكاتبهم الخاصة .!
الجميع ( يقهقهون ويدقون الأرض بأياديهم وأرجلهم )
نظمي ( يضحك ) ظريف جدا .. ( يكح ) وماذا بعد ؟!!
طارق كفي . كفي الآن ..لأن له نوادر كثيرة . لا يتسع الوقت لذكرها كلها مرة واحدة ..
ياسر ( يضحك ) .

نريد سماع المزيد . فيا له من رجل ظريف حقا ..!
محمود اسمع .. اسمع ..لقد حدثتنا عن بعض مزاياه ومناقبه الطبيعية . من حسن نية وظرف
ولطف .. أوليس له من عيوب ؟ أيضا تحدثنا عن بعضها . حتي نتعرف علي ما للرجل
وما عليه كواحد من ثلاثة أباطرة عرفتهم أيامنا ؟
طارق لا بأس.. في الحقيقة . الرجل كان منزها من كافة العيوب . اذ كان يتصف بأنبل الصفات
باستثناء بعض التقاليد التي لا تروق لبعض الناس ويعدونها مأخذا عليه في حين أنها عرف
اجتماعي لاغبار عليه .
ياسر لنعرف اذن . شيئا عن ذلك .
طارق حسنا .. لنعطيكم مثالا ..: ( ببساطة شديدة ) مثل أكل لحوم البشر .
الجميع ( الجميع . يهبون من أماكنهم فزعين . محدقين فيه .) ماذا تقول ؟! أكل لحوم البشر ..!
عرف اجتماعي لا غبار عليه ؟!
طارق الهدؤ .. الهدؤ .. أرجوكم الهدؤ .. لماذا انزعجتم.. الموضوع ليس بهذه الخطورة حتي
تنزعجون.. الهدؤ من فضلكم .. سأشرح لكم الموقف

الجميع ( يجلسون فاغرين أفواههم من الدهشة ) .
طارق انني أقصد ..
نظمي ( مقاطع) آااه .. فهمت . لعلك لا تقصد أكل لحوم البشر بمعناه الحرفي .. أي ليس أكلها
بأسنانه . ولكن عن طريق نهب ثروات البلاد تجويع الشعب . مثلا .. أو ترك أقربائه و
أحسابه وأنسابه يتاجرون ويزدادون ثراء علي حساب قوت الناس وأرزاقهم .. أو
اغماض عينيه عن التجار الجشعين الذين يسلخون الناس بالأسعار التي لا يقدر هليها
سوي رب القدرة ..لعلك تقصد هذا . لأنه يعد أكلا حقيقيا للحوم البشر ولكن بطريق غير
مباشرة .. أليس كذلك ؟
طارق كلا .. كلا .. لا أقصد ذاك النوع من أكل البشر ..
ياسر ( باستغراب ) اذن ماذا تقصد ؟!!
طارق أقصد أكل لحوم البشر أكلا . بكل ما في الكلمة من معني حرفي ..
الجميع ( بحالة هي مزيج من الذعر والدهشة ) يأكلهم أكلا ؟!! ياكلهم أكلا ؟؟!! كيف ؟!!
( يضربون كفا بكف . تعجبا )
طارق ألا تدرون كيف؟! هكذا ( يزحف علي يديه ورجليه ويزوم زوم توحش . ويتوجه
نحوهم كما ذئب يشرع في نهش لحمهم ) هم هم .. هم هم
الجميع ( يجرون بفزع . وهو يطاردهم . ينزوون في جانب من المسرح . يجلس هو في
الجانب الآخر ) .
( لحظات صمت والجميع يحدقون في طارق بخوف واندهاش )
نظمي ( يسخرية ) ؟! أكل لحوم البشر عرف اجتماعي لا غبار عليه ؟!
طارق عجبا .. وماذا في ذلك ؟! ( يتربع في جلسته ) أولسنا نأكل لحوم الحيوانات التي
تحس وتشعر وتتألم مثلنا ولها عيون تنظر الينا بها . وتري الحياة
التي نراها بل ونحن لا ناكل من هذه الحيوانات والطيور الا الاليف ؟!
منها ( يضحك عاليا باستنكار ، ثم يواصل ) ونترك المفترسة والجارحة .. اذن ما الفرق
الفرق بين هذه الحالة وتلك ؟! لا أري فرقا .. – يستطرد - ثم هب أنه لم يأكل البشر
الذين أكلهم .. هل كانوا سيخلدون علي الأرض دائما وأبدا ..؟!
سوزان ( تدخل وتجلس علي أحد المقاعد ) .
نظمي بصراحة .. لا طبعا.. سيموتون مهما طال بهم العمر .. الموت علينا حق .. ( بلهجة فيها تهكم مخخف )
طارق ( يهب واقفا ) حسن جدا .. اذن سوف يموتون في حادث تصادم. مثلا أي تأكلهم سيارة .. أو بفعل زلزال يأتي بعاليها الي سافلها .. أي تأكلهم الأرض ..أو بسيل جارف .. أي تاكلهم المياه .. أو يموتون بفعل احتضان عنيف من أحد القطارات.. أي تأكلهم عجلات القطار.. أو بأحسن الأحوال وأفضلها سيموتون علي فراشهم بأمان وهدؤ ثم ينقلون الي القبر .. أي يأكلهم الدود .. ( يعلو صوته ) فهل كل هؤلاء : الدود والقطارات والسيارات والسيول وغيرها .. أحق من الانسان بأخيه الانسان.. يا للغرابة ؟! انني لا أدري أية جريمة ارتكبها الرجل !! ( يتلفت حوله . ثم يستطرد ) ثم .. ثم انه ليس وحشا ولا مجرما كما يتصور البعض وانما المسألة لا تعدو عن كونها تقليد اجتماعي وحسب .. مجرد تقليد من التقاليد التي نشأ عليها وتوارثها هو وقبيلته أبا عن جد .. كما توارثنا نحن وكما يتوارث أي شعب من الشعوب الكثيرة جدا من العادات والتقاليد السخيفة أو حتي البشعة النكراء التي نقدسها ولا نملك القدرة علي نبذها أو الخلاص منها .. والعالم مليء بشتيالمذاهب المتنافرة .. اناس نباتيون يحرمون اللحوم .. واناس يأكلون لحوم الحيوان والطير.. واناس ياكلون لحوم البشر( ينظر الي زوجته سوزان موجها الحديث اليها) : وأصارحك يا زوجتي الغزيزة بأنني لا أري الفارق كبيرا بين أن تأكليني أنا زوجك الذي عاشرك وأسعدك وأسعدتيه . وبين أن تأكلي خروفا – مثلا .. طالت عشرتحت يديك وربيتيه بنفسك . وكان يسعدك باستقباله لك عندما تعودين للبيت بالاقبال نحوك ركضا ويتظر اليك بسرور بالغ ويداعبك بالرقص حولك أو بمناطحتك برفق وحنان مازح .. ثم تذبحيه بعد ذلك وتأكليه !! لا فرقا بين الحالتين .. وان كان العض يري فارقا . فلا أظنه يصل الي حد التحريم والاباحة .. ألا شعرتي بالأسف الشديد أبدا يا سوزان بعد ذبح ديك أو دجاجة . وكان الديك قد كبر تحت عنايتك وارتبط بك لدرجة تقترب من الصداقة ..؟!
سوزان : ( تصمت قليلا كمن يتذكر ثم ترد بصوت خفيض ) حقيقة .. حدث كثيرا .
طارق : انني لا زلت أتذكر مثل ذلك .. فقد كنت طفلا . وعندما أبديت أسفي أمام أمي لذبح أوزة وديعة كنت
قد تعودت علي اطعامها ورؤيتها كل يوم ومداعبتها .. نهرتني أمي وامرتني بألا آسف مرة
أخري علي مثل تلك الحالة لأن العناية الالهية قد أحلت هذا العمل المؤسف. فيجب ألا آسف عليه
ما دامت العناية قد أحلته .
المعلم بطيخ ( صاحب الفرقة . يدخل غاضبا صائحا في وجوههم ) ما هذا العبث ؟! ما هذه الهلوسة والهذيان
الذي تهذون به ؟! دود .. ! قطارات .. ! سد نفس ..!!
طارق أي عبث يا سيدي .. وأية هلوسة ؟! ما في عبث ولا هلوسة ..
بطيخة هذا النكد والغم الذي تطرحونه علي السادة المشاهدين الأفاضال ! ما ذنبهم ؟!
طارق يا سيدي اننا هكذا نكرم حضرات المشاهدين ونحترمهم أشد الاحترام .. لأننا نتحاور مع
عقولهم التي هي أقيم ما في بني الانسان ..
بطيخة عقولهم ؟! عقولهم ؟! أتريدونهم يخرجوا ليلعنوا المسرحية والمسئول عنها . فلا يقبل عليها
المشاهدون بعد ؟! وحينئذ من أين أدفع لكم مرتباتكم يا عزيزي ؟!

طارق هكذا لقننا المخرج . نقلا عن المؤلف .
بطيخة لا .. لا لا شأن لي بكل هؤلاء .. فأنا الذي يدفع أجور الجميع . انا صاحب الفرقة وليست
محاورة العقول متكفلة بدفع أجور العاملين .. المتفرج يريد شيئا يسعده .. ينشيه .. ينسيه ..
( يشيح له بيده ) تنحي جانبا .. ( يشير للباقين ) تنحوا أنتم أيضا جانبا ( ينادي بصوت
عال منغم فيه خلاعة ) هيا يا نوسة يا ننوسة تعالي يا ونوسة ...
صوت ( صوت يأتي من خلف الستارة بغنج مغني ) ايوه آه .. ايوه آه ..
موسيقي ( موسيقي راقصة ، وتدخل الراقصة نوسة من الناحية اليمني للمسرح . رقصا وهزا لردافها
التي توجهها للمتفرجين وتمضي في هز أردافها بطريقة هزلية تثير ضحكات المشاهدين.
حتي تصل للناحية اليسري من المسرح لتختفي خلف الستار وسط ضحكات الجمهور من
هزل رقصها الساخر العابث .)
( ستار )
---
المنظر الثاني
***

( نفس غرفة المكتب سابقة الوصف الخاصة بطارق .. مع وجود راديو مسجل علي المكتب ..يجلس طارق علي أريكة بجانبه بعض الأوراق التي يحاول ترتيبها ..)
طارق ( ينادي زوجته ) سوزان .. سوزان ..
سوزان ( من الخارج ) دقيقة يا طارق ..
" ( تدخل ) ماذا يا طارق ؟ أتريد شيئا ..؟
طارق تري . ماذا تفعلين ؟
سوزان أرتب بعض الأدوات في المطبخ ( تنشف يديها بوطة معها )
طارق دعيها الآن .. هلا تساعدينني في كتابة ما أتممته من البحث ؟ بكتابته علي الآلة الكاتبة لاتمكن من
تقديمه في الأسبوع المقبل .
سوزان لا مانع يا أبا شريف ولكن عليك أن تقرأ لي ما كتبته طلمة كلمك فأنت تعرف بأنني لا أستطيع
قراءة خطك .
طارق هذه مسألة بسيطة . هيا اجلسي بجانبي .
سوزان ( تجلس بجواره ليقرأ أمامها ..)
طارق ( يقرأ بصوت عال ) وبعد خلع بوكاسا من الحكم . تمت محاكمته غيابيا .. وصدر ضده حكم ..
وكذلك الأمر بالنسبة لشقيقته " كاترين جياحالاما " . التي أصدرت محكمة الاستئناف في افريقيا
الوسطي حكما بسجنها 3 ومنعها من الاقامة بقرية لبيساعدة لمدة 5 أعوام وذلك لكونها قامت
بتعذيب المواطنين خلال حكم شقيقها .. كما قامت باعتقال الأشخاص بصورة تعسفية ومصادرة
الأملاك واستغلال وارتكاب أعمال العنف العديدة ضد سكان القرية .. وجدير بالذكر أن " كاترين " شقيقة بوكاسا لم تكن تتولي أي منصب قبل تولي شقيقها الحكم في افريقيا الوسطي ولم يكن لها أي دور أو نشاط اجتماعيأو خيري وذلك بحكم مستواها التعليمي البسيط والثقافي الضحل وقدراتها المتدنية . ولكن مواهبها تفتقت فجأة بعد تولي شقيقها للحكم.. حسبما قالت وسائل الاعلام وقتها !- عن قدرات ونشاط خلاق وعمل دائب لاجل خير البلاد وخدمة العباد !.. حسبما كانت تقول عنها الصحافة أثناء حكم شقيقها .. وتظهرها علي صفحاتها وهي تتقدم كبار رجال العلم والراي بالقرية .. وهم يسيرون حولها وخلفها كالنجوم الباهتة حول القمر. مما كان يثير امتعاض وسخط أهل القرية وشبابها بوجه خاص وأسفهم لحال رجال قريتهم العلماء منهم والأجلاء .. وهي المرأة الجاهلة .. وقد ينتظرون قدومها للقاء لها مع المفكرين والأدباء والصحفيين الكبار . ويطول بهم الانتظار بقاعة
المؤتمر . و قد يصل لساعات ..!
سوزان ( باستنكار ) يا لها من سافلة ..! كيف تهين رجال العلم والفكر هكذا ؟!
طارق ( بحدة ) لا .. ليست هي السافلة من فضلك . ولكنهم هم ليسوا برجال علم أو فكر وثقافة .. . ولو
كانوا لأبوا أن تتقدمهم امرأة ليست ربع عالمة . ولمجرد أنها شقيقة الحاكم . الأجهل منها !
( جرس الباب يدق .. يتوقفان .. الجرس يدق ثانية . تتأهب سوزان للقيام لاستقبال القادم .. يشير لها طارق للجلوس وينهض هو .. يفتح الباب . ثم يصيح : مرحبا مرحبا تفضلا . يدخل صديقاه نظمي و ياسر ) .
*********
وموعدنا مع الحلقة الثالثة ...



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوادر بوكاسا
- حق الرد 1
- وداعا المناضل المصري - محمد يوسف الجندي-
- ارهابي يكتب بجريدة ليبرالية
- القصص القرآني 2
- بانوراما - 2
- بانوراما 1 - من التواصل مع القراء -
- بمن سيضحي النظام المصري؟؟ بإبراهيم نافع أم بمصطفى بكري؟
- السياحة المصرية وعقارب الحجاب والنقاب
- ردود علي مقال - العمال المصريون في اسرائيل -
- القصص القرآني
- العمال المصريون في اسرائيل
- ردود علي مقال - القذافي يعود للارهاب عبر بوابة اللغة العربية ...
- القذافي يعود للارهاب عبر بوابة اللغة العربية
- توابع مقال - الدولة اليهودية والدولة الاسلامية - / أيهما اكث ...
- الأديان لشقاء الانسان !؟
- اليسار المصري بين ابو حصيرة وساويرس
- تعليقات علي مقال - فريال رئيسة لمصر -
- الدولة اليهودية والدولة الاسلامية/ أيهما أكثر عدوانية؟!
- الطب الديني للفقراء وليس لرجال الدين


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - نوادر بوكاسا - الحلقة الثانية -