أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - استعادة ماركس















المزيد.....

استعادة ماركس


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الهدف من وراء كتابة هذا المبحث تقريظ ماركس، بل محاولة في الإجابة على السؤال؛ هل يمكن تصور مستقبل لهذا العالم خارج الأفق الذي كشف عنه كارل ماركس؟ هل أن الرأسمالية واثقة من أن بوسعها تجنب المصير الذي رسمه لها ماركس عبر قراءته العلمية الجدلية لنظامها الاقتصادي/ الاجتماعي؟ وإذا كان هناك من ينكر مثل هذا السؤال ويعدّه تحيزاً مسبقاً لماركس وفكره، بمستطاعنا أن نجد لسؤالنا صيغة أخرى: هل يمكن التفكير، اليوم، بوضع عالمنا الراهن، في تناقضاته واختلالاته وقتامته من غير معونة ماركس؟ من غير استحضار منهجه واستلهام فكره النقدي؟. ربما يواجه هذان السؤالان الاعتراض عينه.. لنبحث الآن عن صيغة مخففة لتلك الأسئلة كلها؛ هل من حاجة، في هذا العقد الأول من القرن الواحد والعشرين لماركس ومنهجه وفكره، أو لمجمل تراثه؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب نسأل؛ إلى أي مدى وكيف؟ وفي صيغة أخيرة معدِّلة؛ هل بالإمكان حقاً إقصاء ماركس ونسيانه؟ هل بالمقدور أن نشرع خطاً إنسانياً جديداً من غير ماركس؟ هل يمكن المضي قدماً من غير ماركس؟.
عانى ماركس أكثر من أي مفكر آخر في العصر الحديث من سوء الفهم.. من الفهم القاصر والمختزل والتبسيطي. وفي معظم الأحيان جرى التمسك بمقولات له منزوعة من سياقها في النص ومناسبة قولها، أو بإلباسها دلالات لم يقصدها. وقوِّل أحياناً بما لم يقل وعند ذاك حورب ورُفض.. رفضه الليبراليون أو جلّهم نتيجة دعوته لديكتاتورية البروليتاريا، وقيام أنظمة استبدادية باسمه. ورفضه القوميون والشوفينيون في كل مكان لأنه قال "إن العمال لا وطن لهم.. يا عمال العالم اتحدوا". ورفضه المتدينون في المشرق والمغرب لأنه قال "الدين أفيون الشعوب". وبطبيعة الحال رفضه الرأسماليون لأنه عمل على تحطيم نظامهم الاقتصادي الاجتماعي. أما أشد المتزمتين في رفضه فهم أولئك الذين لم يفهموه، ناهيك إن كانوا قرؤوه في الأصل.
بالمقابل أعطى الدوغمائيون من الماركسيين الذين حولوا الماركسية إلى دين وعقيدة مغلقة الحجة لأعداء ماركس للتنكيل به، للنيل منه، لرجمه وإقصائه.. لم يخلق ماركس ديناً ولم يدعِّ إنه فعل، وأولئك الذين أحالوا الماركسية إلى دين خانوا ماركس حتى وإن لم يفطنوا، لذا فمن يضيق ذرعاً بالعالم المحكوم بالوحش الرأسمالي لن يجد ملاذاً في كاتدرائية ماركس التي لا وجود لها، فماركس لا يمنح طمأنينة روحية كاذبة، ولا يواسي.. إنه أقسى من هذا، لأنه يفتح عينيك على الهول، ويجعلك ترى، ويطالبك لا أن تصرخ احتجاجاً فقط وإنما أن تفعل شيئاً قبل فوات الأوان.. والأوان لن يفوت في عُرف ماركس، فثمة فرصة دوماً لصيرورة مختلفة وعالم أفضل. والعودة إلى ماركس لابد أن تبدأ بتحطيم الأوثان الزائفة والجامدة التي عملوها له أولاً، والبحث عن فكره الحي الجدلي الذي ينفي وينفي النفي ويرمي إلى تركيب جديد قابل للنفي مرة أخرى. فإن كانت الماركسية إمكانية حياة جديدة ووعد تاريخي من جهة، فهي من جهة أخرى جرثومة رابضة في قلب الرأسمالية، أي إمكانية موتها.
ثمة من يموضع ماركس في سياق فكر التنوير الأوربي بنزعته الإنسانية ( الهيومانيزم ) حتى وإن كان يختلف مع أساطينها.. لكنه، وكما سيحاول لوي ألتوسير إثباته أن ماركس يعد حلقة مختلفة في تلك السلسلة التي تبدأ مع كانط وروسو ومونتسكيو وديدرو وديكارت، وقد تنتهي، بالنسبة إليه، عند هيجل. ولذا كان عليه لا أن يُنزل الفلسفة من عليائها إلى الأرض فقط فهيجل قبله رأى أن على الفكر أن يتحقق واقعاً فصارت فلسفته فلسفة الثورة وخاتمة الفلسفات، من منظور هابرماس وإنما سعى وأفلح في أن يوقف فلسفة هيجل على رجليها بعد أن كانت متشقلبة على رأسها، فرأى أن الفلاسفة اكتفوا بتفسير العالم فيما المطلوب تغييره.
بحسب هابرماس، كما قلنا، كانت فلسفة هيجل فلسفة الثورة وخاتمة الفلسفات حيث يقدم هيجل فكره "بوصفه فكراً لا يمكنه البقاء على حال فكر إذ عليه أن يتحقق واقعاً" ولم تكن فلسفة هيجل فكر عصره فحسب "بل أيضاً تعرفت على نفسها بوصفها فكر العصر. إن الأفكار السابقة لم تكن كذلك إلا بشكل لا واعي ومجرد". كان هذا ديدن فكر ماركس.. ماركس الذي أبصر وشخّص بؤس الفلسفة. والفلسفة يومها كانت ألمانية بحق ( مثالية، أو مادية ميكانيكية )، وهو تلميذها الذي نهل منها، تمثلها وتجاوزها، منكراً وضع هيجل وهو يبجل الدولة البروسية عاداً إياها تحققاً للفكر المطلق في التاريخ. وإذا كان هيجل مثلما يلاحظ هابرماس قد أفتتح قول الحداثة بموضوعة أن "على الحداثة أن تجد في ذاتها عبر النقد الذاتي ضماناتها الخاصة" فقد أطاح هيجل عبر موقف نقدي صارم بفلسفات القرن الثامن عشر بإدراكه لصراع المتناقضات في البرج العاجي للفكر، أي عبر منهج جدلي سيعجب به ماركس وسيطبقه في تحليله لحركة المجتمع والتاريخ، وبالتحديد في حقل الاقتصاد السياسي من منظور مادي، هذه المرة.
بقي هيجل في فضاء الفلسفة المثالية وتقاليدها، وكما يشير هابرماس أيضاً فهيجل "لم يكن يرمي إلى القطيعة مع التقاليد الفلسفية، هذه القطيعة حدثت، قطيعة لم يعها إلاّ الجيل اللاحق".. جيل كارل ماركس.
* * *
المفارقة الأولى في حياة ماركس الذي يعد من أكثر الثوريين الذين دعوا إلى تغيير العالم في التاريخ أنه ولد في مدينة محافظة هي تريير البروسية في الخامس من آيار 1818، وهو من أسرة يهودية ميسورة ومثقفة، غير ثورية، كما ينعتها لينين، اعتنقت البروتستانتية تحت وطأة الاضطهاد الديني في العام 1824. وقد عاش ماركس حياة تنقل ومطاردة، ووضع دائماَ، في سجلات السلطات في خانة الأعداء والخطرين. أنهى الدراسة الثانوية وهو في السابعة عشرة بدرجة امتياز. شغف بالفلسفة بعد دخوله إلى كلية الحقوق في العام 1837، ربما متأثراً بأبيه المحامي، غير أنه إلى جانب الحقوق والفلسفة درس التاريخ أيضاً. أما أطروحته للدكتوراه في العام 1841 فكانت دراسة مقارنة في فلسفة الطبيعة بين أبيقور وديمقريط . احتك بحلقات الهيغليين اليساريين المنتشرة في حينها، وهؤلاء كانوا يحاولون استنباط مفاهيم إلحادية وثورية من فلسفة هيجل المثالية. ولم يكن ماركس في هذه الآونة شيوعياً بأي شكل. وحصل التحول الآخر في ثقافة ماركس مع إطلاعه على كتاب ( جوهر المسيحية ) للودفيغ فيورباخ، وفي هذا الكتاب يصدر فيورباخ عن نظرية مادية ناقداً الفكر اللاهوتي، وقد أتمَّ أطروحته بكتاب ( أسس فلسفة المستقبل )، وعلى حد تعبير أنجلس؛ "كان يجب أن يكون الإنسان قد تحسس بنفسه الأثر التحرري لهذين الكتابين...فلقد أصبحنا نحن جميعا (أي الهيغليين اليساريين بمن فيهم ماركس) دفعة واحدة من أتباع فيورباخ". وسنعرف كيف انتقد ماركس مع رفيق دربه أنجلس الفلسفة الهيجلية واتباعها كما جسدوها في تنظيراتهم. وحتى أولئك الذين اتخذوا النزعة اليسارية من مريدي هيجل، وفي كتابين لهما هما؛ ( العائلة لمقدسة ) و ( الإيديولوجية الألمانية ) قبل أن يتصدى ماركس لمادية فيورباخ في كتابه ( دراسات عن فيورباخ ).
تأثر ماركس ، مثلما قلنا، بفيورباخ، ولاسيما بكتابه ( جوهر المسيحية/ 1841 ) وكان فيورباخ قد انتقد هيجل من منطلق فلسفي مادي حيث رأى على عكس الفلاسفة المثاليين أن الفكر يصدر عن الكائن ( المادة ) وليس العكس. غير أن ماركس لمس في مادية فيورباخ أكثر من موطن قصور، أهمها، ربما، أن تلك المادية ميكانيكية لا ترى أن التطور هو حصيلة للفعل الإنساني، وإن العالم موضوع ذلك الفعل وليس محض موضوع للإدراك الحدسي الحسي مثلما هو عند فيورباخ، ناهيك عن تناول فيورباخ الإنسان منعزلاً عن محيطه الاجتماعي فيما كان ماركس يراه نتاجاً لعلاقاته الاجتماعية.. يقول ماركس؛ "إن النقيصة الرئيسية في المادية السابقة بأسرها - بما فيها مادية فيورباخ - هي أن الشيء (Gegenstand), الواقع, الحساسية, لم تُعرض فيها إلا بشكل موضوع (Objekt) أو بشكل تأمل (Anschauung), لا بشكل نشاط إنساني حسيّ, لا بشكل تجربة, لا من وجهة النظر الذاتية. و نجم عن ذلك أن الجانب العملي, بخلاف المادية, إنما طورته المثالية, ولكن فقط بشكل تجريدي, لأن المثالية لا تعرف, بطبيعة الحال, النشاط الواقعي الحسي كما هو في الأصل. وفيورباخ يريد الموضوعات الحسية التي تتميز في الحقيقة عن الموضوعات الفكرية, ولكنه لا ينظر إلى النشاط الإنساني نفسه بوصفه نشاطا واقعيا (gegenständliche), ولهذا لم يعتبر في كتابه ( جوهر المسيحية ) شيئا إنسانيا حقا إلا النشاط النظري, في حين أنه لم ينظر إلى النشاط العملي ولم يحدده إلا من حيث شكله التجاري الوسخ. ولهذا, لا يدرك أهمية النشاط ( الثوري ) , ( النقدي-العملي )".
تزوج ماركس من جين فون ويتسفالن، في العام 1843، بعد قصة حب. وبحسب توصيف لينين مرة أخرى، فإن جين كانت تنحدر من عائلة بروسية نبيلة رجعية. وفي خريف العام ذاته غادر ماركس إلى باريس وأصدر مع أحد الهيغليين اليساريين هو ( أرنولد روغه ) مجلة ( الحولية الألمانية الفرنسية ) والتي توقفت، بعد مدة قصيرة، نتيجة الخلافات بين الشريكين. وفي هذه المجلة نشر ماركس مقالات ذات طابع ثوري داعياً إلى تغيير كل شيء، بالوسائل كافة بما فيها العنف. بيد أن المنعطف الحاسم في حياة ماركس تمثل بتعرّفه على رفيق عمره فردريك أنجلس (1820 ــ 1895 ) الذي وصل باريس في أيلول 1844 لقضاء بضعة أيام فيها. وأنجلس من عائلة ثرية ألمانية، ولد في مدينة بريمن بسويسرا، أرسله أبوه ليدير مصنعاً كبيراً للنسيج في مانشستر بلندن، اعتنق الشيوعية بعد أن خبر الوضع البائس للعمال في مصنع أبيه وفي غيره من المصانع. واستناداً إلى سيرة ماركس القصيرة التي كتبها لينين فقد "أسهم كلاهما بأشد الحماسة في الحياة المحمومة للجماعات الثورية التي كانت آنذاك في باريس. (وكانت تولي هناك أهمية خاصة لمذهب برودون ) وقد صفى ماركس حساب هذا المذهب تصفية قاطعة في كتابه ( بؤس الفلسفة ) الذي صدر عام 1847. وخاضا نضالا حادا ضد مختلف نظريات الاشتراكية البرجوازية الصغيرة وصاغا نظرية وتاكتيك الاشتراكية البروليتارية الثورية أو الشيوعية (الماركسية)". وأسسا في العام 1864 ما يُعرف بالأممية الأولى.
انكب الشابان على تأليف كتاب أسمياه ( نقد النقد النقدي ) وسمّاه ناشرهما ( العائلة المقدسة/ 1844 ) ناقدين فيه مثالية برونو باور التأملية ومن ثم فلسفة هيجل برمتها، أي حتى ذلك الجزء المتعلق بالمنهج الجدلي الذي سيكون أحد أهم أركان الفلسفة الماركسية فيما بعد. فهما في هذا الكتاب كما يشير فرانز ميهرنغ في كتابه ( كارل ماركس ) لم يتغلبا تماماً على ماضيهما الفلسفي. وفي العام 1846 نشرا كتابهما ( الإيديولوجية الألمانية ) حيث حاولا المزج فيه بين مادية القرن التاسع عشر ( الألمانية ) والاشتراكية ( الفرنسية ) وكان ذلك قبل وقوعهما على المنهج الجدلي وتمثله وتوظيفه في دراساتهما اللاحقة، وبعد أن يعكف ماركس على إعطائه البعد المادي. وفي هذه الآونة تملّك ماركس نوع من الهوس وهو يدرس الاقتصاد السياسي ( الإنكليزي ). ويوم حاول برودون صاحب المقولة الشهيرة "الملكية سرقة" في تطبيق الجدل الهيجلي على الظواهر الاقتصادية والاجتماعية في كتابه ( فلسفة البؤس ) أنكر عليه ماركس هذا الأمر، عاداً الجدل حركة العقل المجرد في الذهن في كتابه ( بؤس الفلسفة ). وقبل أن يعود إلى المنهج الجدلي ويدرسه بعمق في النصف الثاني من خمسينيات القرن التاسع عشر، ويعممه في تحليله لحركة الواقع الحي المشخص. فكانت المادية الجدلية والمادية التاريخية أخيراً، أحد أسس الفلسفة الماركسية التي صاغ مبادئها وأنضجها أنجلس ولينين وستالين ومفكرون ماركسيون آخرون برؤى متقاربة حيناً ومتباينة حيناً.
وكانت اللحظة المفصلية الحاسمة، ليس في حياة الشابين ( ماركس وأنجلس ) فقط، وإنما في تاريخ الحركات الثورية الحديثة منذ ظهور المرحلة الرأسمالية هي إصدار ( البيان الشيوعي/ 1848 ) الذي نجد فيه مقدمات النظرية الماركسية، على الرغم من أن ماركس، وكذلك أنجلس، قد تجاوزا، في كتاباتهما اللاحقة كثراً من تخريجاتها ومقولاتها ذات الطابع الحاد، أو تلك التي خطّأتها الوقائع والممارسات. ففي ذلك البيان أنذرا الرأسمالية بقرب انهيارها:
"ويأنف الشيوعيون من إخفاء آرائهم ومقاصدهم، ويُنادون علانية بأن لا سبيل لبلوغ أهدافهم إلاّ بإسقاط النظام المجتمعي القائم، بالعُنف. فلترتعد الطبقات السائدة خوفا من ثورة شيوعية. فليس للبروليتاريين ما يفقدونه فيها سوى أغلالهم، وأمامهم عالما يكسبونه.
يا عمّال العالم، اتحدوا!".
يقول لينين عن هذا الكتاب: "إن هذا الكتاب يعرض بوضوح ودقة عبقريين المفهوم الجديد للعالم, يعرض المادية المتماسكة التي تشمل أيضاً ميدان الحياة الاجتماعية والديالكتيك بوصفه العلم الأوسع والأعمق للتطور ونظرية النضال الطبقي و الدور الثوري الذي تضطلع به البروليتاريا, خالقة المجتمع الجديد, المجتمع الشيوعي, في التاريخ العالمي.
ماركس، إذن، هو وريث الفلسفة الألمانية، والاشتراكية الفرنسية، والاقتصاد السياسي الأنكليزي.. خرج من تحت عباءة اليسار الهيجلي، وكان معجباً بفيورباخ، لكنه تجاوز مثالية هيجل ومادية فيورباخ الميكانيكية، مستعيراً من الأول، إلى جانب أشياء عديدة أخرى، منهجه الجدلي، ومن الثاني أطروحته المادية التي فحواها أن الفكر يصدر عن الكائن وليس العكس.
عاش ماركس حياة فقر مريع، وكان صديقه أنجلس ( الثري نسبياً ) يقدم له المساعدات المادية التي أعانته هو وعائلته على مواجهة الظروف الصعبة. والأدهى فإنه عاش أيضاً حياة تنقل وهجرة ومطاردة، بين بروكسل وباريس وبرلين، وفي كل مرة كانت السلطات تلاحقه وتطارده كونه داعية خطراً للثورة، ولاسيما تلك التي أحاطت بثورات 1848. وقد كتب مقالات وكتباً عديدة حول قضايا الثورة والاشتراكية، قبل أن يكرس جل وقته للدراسات الاقتصادية. فكتب ونشر "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي/ 1859 ) و ( رأس المال/ المجلد الاول 1867). أما المجلدين الثاني والثالث فقد جمعهما ونشرهما أنجلس بعد وفاة ماركس. وكما نعلم فإن ( رأس المال ) هو سفر ماركس الخالد، الذي جعله العمل عليه يعاني الإرهاق والمرض والإفلاس في لندن الذي كان منفياً فيها هو وعائلته.. يقول أنجلس في رسالة لماركس في 27 نيسان 1867: "لقد شعرت دائماً أن الكتاب الملعون ( يقصد رأس المال ) الذي عملت عليه مدة طويلة هو سبب كل مصائبك. وإنك لن تستطيع أبداً التغلب عليها ما لم تلقه عن كاهلك. لقد جرك عدم إتمامه إلى الحضيض جسدياً ونفسياً ومالياً. وأنني أستطيع القول أن لابد أنك تشعر الآن بأنك شخص آخر تماماً بعد أن تخلصت منه، خاصة وأنك ستكتشف بعد أن تعود إلى العالم أنه ليس بالسوء الذي كان به".
توفي ماركس في 14 مارس 1883 وعلى ضريحه ألقى أنجلس كلمة قال فيها: "إنها خسارة لا تقاس ضربت كلا من الطبقة العاملة المناضلة في أوروبا وأمريكا وعلم التاريخ بوفاة هذا الرجل. إن الثغرة التي نجمت عن رحيل هذه الروح العظيمة ستبرز بجلاء قريبا. فمثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري".
المصادر:
1ـ ( القول الفلسفي للحداثة ) هابرماس.
2ـ ( ماركس.. سيرة مختصرة ) لينين.
3ـ ( دراسات حول فيورباخ ) ماركس.
4ـ (البيان الشيوعي ) ماركس وانجلس.
5ـ مراسلات ماركس وأنجلس. وقد استفدنا بخصوص المراجع الماركسية من النصوص المدونة في موقع ( الحوار المتمدن ) أيضاً.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة عام جديد
- كاواباتا في ( العاصمة القديمة )
- أحلامنا المؤجلة
- قيم السرد بين كالفينو وإيكو
- حروب المياه
- ( العمى ) لساراماغو
- حفلة التيس؛ فضح البلاغة الرثة للديكتاتورية
- على قلق..
- تباشير فكر النهضة في العراق: 8 نحو الراديكالية
- تباشير فكر النهضة في العراق: 7 بطاطو، والطبقة الوسطى العراقي ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 6 فكر النهضة؛ السرد والصحافة وع ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 5 الشعراء والنهضة ( الرصاقي وال ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 4 الشعراء والنهضة ( الزهاوي مثا ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 3 السياق المصري (من محمد عبده إ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق 2 السياق المصري: الطهطاوي والأفغ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 1 السياق التركي
- دلال الوردة: كسر المألوف وصناعة الصور
- فقراء الأرض
- أخلاقية الاعتراض
- شيطنات الطفلة الخبيثة: رواية الحب والخيانة والغفران


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - استعادة ماركس