أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} فدرالية الجنوب ابحار على زورق مثقوب














المزيد.....

{{ الراصد }} فدرالية الجنوب ابحار على زورق مثقوب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء الدستور العراقي على امل ان يكون مرجعا للعملية السياسة وحاميا لوحدة الوطن ، غير انه وضع تحت تصرف النخب السياسية الحاكمة ، فمنهم من اعتبره كاملا لكونه قد دون فيه ما يحقق مبتغاه ، واخر يراه مازال ناقصا ، الطرفان يستندان الى تفسيرات حسب ما يرغبان ، ولهذا ظل الدستور ومازال مجردا من ( المرافقين والحراسات ) التي تحميه من التفسيرات بل الاتهامات الظالمة من مختلف الاطراف ، كل حسب ما يريد وما يعزز نفوذه او يوسعها على حساب المصالح الوطنية العامة ، والخطورة في الامر تكمن ليس في المطالبة او السعي للحصول على الحقوق المشروعة كما جاء بها الدستور وانما للاستحواذ حتى على الدستور نفسه وتطويعه للسيطرة وبسط النفوذ بسبل مختلفة ما انزل الله بها من سلطان ، منها الادعاء باسترداد مظالم، خلف دعاوى دينية لااصل لها ، ومنها ايضا للحصول على اكثرمن حقوق قومية كانت مغتصبة
ومن جملة ما جاء به الدستور هو قانون الفدرالية الذي لم يعترض عليه اي عراقي منصف ، لاسيما اذا ما طبق كقانون لتوحيد الاجزاء الى دولة واحدة تلك التي تسمى( دولة الاتحاد الفدرالي ) ، اي على شاكلة ما جرى تطبيقه على اثر رجوع اقليم كردستان بعد ان قطع النظام الدكتاتوري روابط صلته بالوطن الام العراق ، بيد ان الذي لم يستوعب من عموم ابناء شعبنا العراقي هو( قانون الاقاليم ) الذي السق قسرا مع ( قانون الفدرالية ) فهو قانون ممزق ومفرق للعراق الى اجزاء بعد ما تم توحيده فدراليا وذلك بعودة اقليم كردستان اليه كما ذكرنا آنفا، ما يعني انه يعاكس الفدرالية بالاتجاه ويختلف معها بالمضمون ، وعندما يسمع بذكر لهذا القانون تتبادر للذهن على الفور الاسئلة التالية ، لماذا يقسم البلد الى اقاليم تشبه الى حد جدا قريب من الدويلات المستقلة لاسلطان موحد لدولة العراق عليها ، وتكون حتما ضعيفة معرضة للابتلاع من الدول المجاورة الطامعة ، ويمكن ان تقع تحت سيطرة قوى سياسية ذات نزعات انفصالية منساقة وراء احابيل ومطامع الاجنبية ؟ ، فاذا كان الخوف من نمط حكم الدولة المركزية السابقة والتي يتحكم بها دكتاتور غاشم يأتي عادة على دبابة وتحت جنح الظلام ، فقد ولى ذلك الزمان ولم يعد قطعا في ظل العراق الدمقراطي الجديد ، واذا كان الخوف من ان يأتي الدكتاتور كما جاء هتلر على سبيل الذكر وذلك بواسطة الديمقراطية والانتخابات ؟ فان ذلك لارصيد له حيث الاكثرية المحررة بخاصة من الوصايات والفتوى والتي تذوقت طعم الحرية وكسرت قيود الاستبداد ، هي الى جانب اختيار الحاكم العادل وفق آليات ديمقراطية يضمنها الدستور وتتمسك بها غالبية القوى الوطنية العراقية .
ان هذه الحقائق تدعو الى طرح ذات الاسئلة حول الدعوة الى تشكيل ( فدرالية الجنوب ) واغرب ما في هذه الدعوة هي انها تأتي من قوى الاكثرية على نطاق العراق ، وهي ضامنة اذا ما آمنت بألآلية الديمقراطية لاستلام ( صولجان ) الحكم بكل بساطة ، و سيكتب لها دوام البقاء على رأس الدولة المركزية خصوصا عندما تتعامل مع كافة مكونات شعبها بعدالة اجتماعية انسانية بعيدة عن الاقصاء والتكفير والطائفية ، والفساد المالي والاداري الذي يقوم على غمط حقوق الاخرين دون اي واعز من ضمير، هنالك من يقول اذاما اقيمت فدرالية كردية فلماذا لم تقم فدرالية عربية لتتوازن معها ؟! والغرابة في هذا القول كونه يطلق من قبل العرب العراقيين الذين يشكلون الاكثرية الساحقة في البلد ، وبايديهم السلطة المركزية ومع هذا يلجأون الى التقوقع باقليم مجزأ من البلد الكبير، اما الامر المريب والاكثر غرابة فيه هو حصره في ( الجنوب والوسط ) وهذا ما يلقي الشك عليه ، حيث ان عزل العرب السنة في المحافظات الغربية يجعله فاقدا لصفته الوطنية العراقي وكذلك لنسبه العربي ، ويمكن ان يطلق عليه بكل سهولة انه اقليم طائفي بأمتياز، ولايخفى عن معرفت احد بان سكان الوسط والجنوب هم من الطائفة الشيعية الا بعض الاستثناءات القليلة شاء اصحاب هذه الدعوة ام ابوا ، فهل يتمكن احد ان يقول بان هنالك نتفة امل لغير الشيعي ان يكون حتى مشاركا بموقع قرار في مثل هذه الفدرالية ؟ .
ان هذه الفدرالية المعهودة ليس لها اساسات تقتضي قيامها ، كما هو الحال بالنسبة للفدرالية مع اقليم كردستان ، التي تفرضها حقوق قومية معترف بها من قبل الشعب العراقي ، ولا مناص من تحقيقها لخلق توازن ضروري لاركان الدولة العراقية ، ولكن (فدرالية الجنوب ) سيخلق قيامها اغتصاب حقوق المواطنة العراقية من سكنة الاجزاء الاخرى من العراق، لانه ووفقا لقوانينها سوف يجرد المواطن العراقي من غير سكنة الجنوب والوسط من حقه كعراقي له الحق المطلق في الاقامة والعمل وشراء المسكن في اي مكان من وطنه وتحديدا داخل نطاق هذه الفدرالية ، وربما سيكون كأي اجنبي عليه ان يحصل على ( فيزا ) اولا ، والسماح له بالاقامة المحدد ثانيا ، ولايعلم احد بما هي الممنوعات والمحرمات الاخرى التي ستفرض على المواطن العراقي في حينها ، وخلاصة القول ان هذه الفدرالية اذاما تحققت ستقدم للعراقيين صورة مجسمة للمحاصصة المقيتة وهذه المرة ليست في مجال السلطة والنفوذ والاموال ، وانما في تراب الوطن وتقسيمه الى دويلات لاحول ولاقوة لها امام دناصورات شرسة دولية واقليمية طامعة ، وتكون حالها كحال ذلك الذي يبحر في عباب المحيطات على ظهر زورق مثقوب .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} تحالفات جديدة ام اعادة انتشار
- {{ الراصد }} انواء سياسية تنذر بفصل خريفي عاصف
- {{ الراصد }} مؤسسات القطاع العام في ذمة الخصخصة
- {{ الراصد }} صلت من اجل شعبها فقتلوها في محراب صلاتها
- {{ الراصد }} تحالفات سياسية محكومة بقوانين اقتصادية
- {{ الراصد }} المعلمون ... عالقون على رصيف المشقة !!
- {{ الراصد }} مرصد ديقراطي ... ولكن بعين واحدة
- {{ الراصد }} الرأي العام العراقي .. في حالة انعدام الوزن
- {{ الراصد }} الامر بقتل النساء والنهي عن الحرية
- {{ الراصد }} جدلية العلاقة بين الاجماع الوطني والسيادة الكام ...
- {{ الراصد }} للمصالحة قواعد فلا تقييد بالاستثناءات
- {{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل
- {{ الراصد }} قوانين على ناصية مجلس النواب
- {{ الراصد }} ارتفاع سعر النفط لايخفض شرعة الدستور
- {{ الراصد }} عملية جراحية عاجلة لعملية سياسية خاملة
- تحسن الامن ولكن على صفيح ساخن
- المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!
- تداول سلمي للسلطة ام بديل نظام جاهز ؟
- يحرقون العراق ويستجيرون برمضائه
- بلاغ هام حول هموم بليغة 3 - 3


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} فدرالية الجنوب ابحار على زورق مثقوب