أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد ياسين - الباحثة العراقية د. سعاد العزاوي: الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية في العراق ازدادت ثلاثة أضعاف بسبب القذائف الاشعاعية الاميركية















المزيد.....

الباحثة العراقية د. سعاد العزاوي: الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية في العراق ازدادت ثلاثة أضعاف بسبب القذائف الاشعاعية الاميركية


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 08:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


*بغداد سقطت اعلاميا قبل سقوطها عسكريا*الكثير من قوات المقاومة كانت منظمة في الجيش وقامت بحل نفسها كي لا تتعرض للابادة مثلما حدث في موقعة المطار*وفرق الموت التي تقتل المدنيين تتبع لميليشيات تنفذ خطة لتمزيق الشعب العراقي وترسيخ الطائفية* كل الذين قادوا عمليات النهب كانوا من خارج العراق، عصابات ورؤساء عصابات احضرهم الاحتلال معه* 70% من النساء الأرامل هن من حملة شهادات الثانوية والاكاديمية* الجهات التي تتعرض للفلسطينيين هي جهات شعوبية ناقمة على كل ما له علاقة بالعروبة*

كان سقوط العاصمة العراقية بغداد، في التاسع من نيسان 2003، مفاجئا للعالم كله، وزعم بعض المتابعين لتفاصيل الحرب، عربا ومستعربين، ان بغداد سقطت بدون مقاومة تذكر، وفي لحظة غامضة تلاشى خلالها الجيش العراقي وفدائيو صدام وجيش القدس وغيرها من التنظيمات المسلحة. وتسابقت وسائل الإعلام في البحث عن شهود عيان يحاولون تفسير لغز السقوط المفاجئ ، الذي حاولت الإدارة الأميركية الاستفادة منه في ترويج ما تسميه "الحرب على الإرهاب".
حين كان الطيران الحربي الاميركي يقصف بغداد، كانت الحرب تدور على أشدها بين الاعلام الغربي ومن تبعه، من جهة، وبين الاعلام العراقي الذي قاده الوزير محمد سعيد الصحاف الذي ادى مهمته بصورة جذبت الملايين رغم الاختلاف على صحة المعلومات التي ادلى بها. وسواء كان الصحاف صادقا في المعلومات التي ادلى بها ام لا، الا ان وسائل الاعلام الغربية تابعت تصريحاته واقرت بحضوره الاعلامي البارز. وقد اشتدت الحرب الاعلامية عشية سقوط بغداد، حين بدأ الجيش الاميركي يتحدث عن سقوط العاصمة العراقية في وقت كان الصحاف يعلن فيه ان المقاومة العراقية ما زالت تتصدى لجيش الاحتلال وتدحر قواته وتكبده الخسائر.
الدكتورة سعاد ناجي العزاوي، الاستاذ المساعد في الهندسة البيئية، كانت محاضرة في جامعة بغداد انذاك، وشاهدا حيا على الحدث. وهي تنفي بشدة مقولة "سقوط بغداد بدون مقاومة". وتؤكد ان محيط المطار شهد واحدة من اقسى المعارك بين الحامية العراقية وقوات الاحتلال الاميركية، وان احتلال المطار لم يتم الا بعد استخدام الطيران الاميركي لاسلحة محرمة دوليا، كالقنابل العنقودية والاشعاعية والنابالم. "لقد صدت المقاومة العراقية قوات الاحتلال الأميركي، لكننا سرعان ما بدأنا نسمع دوي الانفجار الهائل الذي أحدثته القنابل الضخمة التي ألقاها الطيران الأميركي على منشآت المطار وقوات المقاومة. رأينا جنودنا وهم يخرجون من الدبابات والمصفحات والنيران تشتعل بأجسادهم نتيجة قصفهم بالقنابل المحرمة دوليا، عندها فقط تمكن الغزاة من احتلال المطار، لكن المقاومة لم تتوقف".
وكيف تفسرين المشاهد التي تناقلتها وسائل الاعلام حول سقوط العاصمة بدون مقاومة؟
"لقد شاهدت بأم عيني كيف دخل عدد هائل من الدبابات الاميركية إلى وسط بغداد، ولكن في الوقت نفسه شاهدت المقاومة التي جوبهت بها. كان الشبان يجلسون في الشوارع ويقذفون الدبابات باسلحتهم، بل شاهدت شبانا يحاربون الدبابات باجسادهم، هؤلاء هم الفدائيون الذين اعدهم العراق للمقاومة، وليس صحيحا ابدا ان المقاومة فرت او اختفت وان بغداد سقطت بدون مقاومة.
"العراقيون يعرفون ان الكثير من قوات المقاومة هي قوات كانت منظمة في الجيش وقامت بحل نفسها كي لا تتعرض للابادة مثلما حدث في موقعة المطار. بعد احتلال العاصمة بدأنا نشاهد يوميا قطاعات المقاومة التي قاتلت بشكل منظم كما في الجيش، وبرأي الكثيرين فان القيادة العسكرية وضعت مخططات مدروسة لحرب الشوارع ومقاومة الاحتلال وان قطاعات الجيش هي التي قادت اعمال المقاومة.
لكن هناك قطاعات تدعي انها من المقاومة وتنفذ عمليات تستهدف المدنيين العراقيين، كطوابير العمال، والمستشفيات..
"كل القطاعات التي تركز على محاربة الاحتلال يعتبرها العراقيون شكلا من اشكال المقاومة، لكن ما يحدث هو ان الاحتلال يتعمد وضع دباباته وتشكيلاته العسكرية امام المستشفيات والمدارس في محاولة لاظهار المقاومة كقوة لا يحميها الشعب. انهم يحاولون فصل المقاومة عن اصولها الشعبية، الاحتلال لا يستطيع مواجهة المقاومة لذلك يضع القوات العراقية في مقدمة حملاته كي لا يتعرض جيشه لخسائر بشرية.
"نحن لا نعتقد بان الجهات التي تستهدف طوابير العمال هي من قوات المقاومة، وانما هي ميليشيات تتبع لجهات تنتمي إلى اعضاء في حكومة الاحتلال. عندما كتب الدستور العراقي في اميركا، قبل الاحتلال، كان اساسه طائفيا، وفرق الموت التي تقتل المدنيين السنة والشيعة على حد سواء هي من تلك الميليشيات التي تنفذ خطة لتمزيق الشعب العراقي وترسيخ الطائفية.

* من رحبوا بالاحتلال ونهبوا المؤسسات ليسوا عراقيين

كيف كانت مشاعر العراقيين يوم سقوط بغداد؟
"كان يوما اسود، أسوأ يوم في حياتنا، شيء لا يصدق، حتى الجو كان غاضبا، فقد هبت عواصف ترابية وبدت الأجواء وكأنها تبكي على العراق. لقد سقطت بغداد اعلاميا قبل ان تسقط عسكريا".
جرت محاولة لاستبدال العلم العراقي، كيف رد العراقيون؟
كان الهدف من تلك المحاولة هو إلغاء عروبة العراق، وجاء الرد الشعبي العراقي عارما، حيث رفع العراقيون علمهم الوطني في كل مكان، على شرفات البيوت والسيارات، بل أصبح الناس يكفنون موتاهم بالعلم العراقي احتجاجا على تلك الخطوة، ما جعل الاحتلال يتراجع عن قراره بعد يومين.
إذا كيف تفسرين المشاهد التي أظهرت العراقيين وهم يستقبلون دبابات الاحتلال بالترحاب ويرشون جنوده بالورد؟
"الترحيب بالاحتلال كان في مناطق الشمال، من قبل الأكراد وجهات مدفوعة وفق سيناريو اعلامي اميركي منظم، اما الشعب العراقي فكان يبكي دما، حين اجتاحت القوات الاميركية بغداد كان العراقيون يلطمون وجوههم، ينوحون، يعفرون وجوههم بالرمل، هناك اناس اصيبوا بجلطة من شدة الصدمة.. لم يكن احتلال الوطن امرا نحتفي به، وما شاهدتموه عبر وسائل الاعلام كانت مشاهد خطط لها واتفق عليها بين قوات الاحتلال ومن جاء معهم من خارج العراق".
بعد تلك المشاهد جاءت مشاهد اخرى اظهرت العراقيين يقومون باعمال نهب وسلب للمؤسسات الحكومية والمستودعات والمحال التجارية..
"كل الذين قادوا عمليات النهب كانوا من خارج العراق، عصابات ورؤساء عصابات احضرهم الاحتلال معه، بعض هذه الجهات كان لها جذورا في العراق بين الذين اتفق معهم ودفع لهم من اجل القيام باعمال النهب والسلب. لقد تم التركيز اعلاميا على هذه المشاهد لكنه كانت هناك الكثير من المناطق التي تمت حماية المؤسسات فيها من قبل العراقيين وبالتالي تم افشال مخططات لاقتحامها.
لقد شاهدت بام عيني اعمال السلب والنهب واحراق مباني الوزارات ونهب المتاحف والبيوت.. هذا كله كان مخططا، وليس عملا عفويا، وأنا اعرف أنهم لم يكونوا من العراقيين، سمحات وجوههم ولون بشرتهم يؤكد أنهم ليسوا عراقيين، كان بينهم كويتيون وايرانيون جاءوا مع الاحتلال، أناس يدفعهم الحقد، كانوا يريدون إنهاء 40 سنة من التقدم وإعادة العراق إلى حالة تساعدهم في السيطرة عليه، هذا هو الهدف الأساسي للاحتلال، محو كل علامات التقدم التكنولوجي وترسيخ حالة من الجهل تساعد جهات معينة على قيادة جهلة، وفي هذا الإطار جاءت لاحقا، مطاردة المثقفين والعلماء العراقيين، فحين تخلو الدولة من المثقفين الذين يرفضون الاحتلال يصبح من السهل فرض سيطرة الجهات غير الوطنية، الجهات التي صنعها الاحتلال ممن تعاونوا معه في الخارج والداخل. لقد قتل الاحتلال ما لا يقل عن 600 باحث عراقي".


* اوضاع المرأة العراقية في زمن الاحتلال

الدكتورة سعاد العزاوي من مواليد بغداد، لكنها اضطرت بعد احتلال العاصمة إلى الهرب بعائلتها إلى مكان آخر في العراق، بسبب ما تعرضت له اسرتها من قبل تلك الجهات التي تقول انها جاءت مع الاحتلال ولخدمته.
قبل الاحتلال كانت تعمل محاضرة في كلية الهندسة بجامعة بغداد، وهي تحمل شهادتي الماجستير والدكتوراه في مجال نمذجة التلوث في مواقع النفايات الصناعية الخطيرة وتلوث المياه. تخصصت في مجال التأثيرات البيئية والصحية لأسلحة اليورانيوم المنضب الذي استخدمته أميركا ضد المدنيين والبيئة في العراق منذ حرب 1991، وتقول ان الجيش الأميركي ألقى على العراق مليون قذيفة وقنبلة تحمل مواد إشعاعية ملوثة للبيئة، خاصة في مناطق البصرة والزبير وصفوان، مما أدى إلى ازدياد الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية. وقد أجرت (50)بحثا منذ العام 1991 نشرت في مؤتمرات علمية دولية.
خلال عملها في جامعة بغداد أشرفت على تخريج 7 من حملة الدكتوراه، و18 من حملة الماجستير. حصلت على خمس جوائز علمية، كان آخرها في العام 2003 من جامعة ميونخ الألمانية لقاء تميزها في انجاز بحوث حول الأسلحة الإشعاعية وتأثيرها على السكان والبيئة في العراق. أما الجوائز الأخرى فكانت: جائزة رئاسة الجمهورية العراقية للباحثين المتميزين، والتي تسلمتها من الرئيس السابق صدام حسين، وجائزة مجلس الوزراء العراقي، وقبلها حصلت على جائزتين أميركيتين أثناء دراستها في جامعة كولورادو. سجلت ثلاث براءات اختراع في مجال تطوير تقنيات لمعالجة المياه الصناعية، وتشغل حاليا منصب نائب رئيس جامعة خاصة للعلوم والتكنولوجيا.
وضعها كمثقفة وعالمة في ايام النظام العراقي السابق يختلف كليا عن وضعها الحالي، والتجربة المريرة التي مرت بها بعد الاحتلال تعتبرها جزء من المعاناة الشاملة التي تمر بها المرأة العراقية، وشكلا من اشكال البؤس الذي يعانيه الاكاديميون ورجال العلم في العراق.
حسب شهادتها، ابدى نظام صدام حسين اهتماما كبيرا بالعلم والجامعات، وخلال الـ30 سنة الاخيرة ارتفع عدد الجامعات من اربع جامعات إلى 18 جامعة حكومية، عدا الجامعات الخاصة. وتضيف ان المعطيات الدولية تشير إلى ان العراق اعتبر ثاني اكبر بلد من حيث عدد حملة شهادات الدكتوراة وان معطيات اليونسكو تؤكد ان العراق تمكن خلال 20 سنة من محو الأمية، وان نسبة محو الامية بين النساء العراقيات وصلت إلى 90%.
المثقفون العراقيون، حسب قولها، "كانوا يتمتعون بحقوق خاصة، لقد استقطبهم النظام العراقي من كل أنحاء العالم، كان يمنحهم رواتب عالية تفوق كافة القطاعات الأخرى، يسمح لهم باستيراد الأثاث بدون ضرائب، يمنحهم نسبة من الأرباح عن أبحاثهم العلمية، وحتى في أيام الحصار لم يسمح العراق بتجويع علمائه. وخلافا لما يحدث في بلدان أخرى، حيث تبقى غالبية الأبحاث نظرية، كان العراق يمنح العلماء إمكانية تطبيق أبحاثهم، لقد حقق العراق قفزة نوعية خلال فترة زمنية قصيرة وهو ما استاءت منه أميركا".
هذا اللقاء مع الدكتورة سعاد العزاوي تم تسجيله في مدينة اسبانية، قبل نحو اسبوعين، حيث جاءت للمشاركة في منتدى اسباني – شرق اوسطي كان مقررا انعقاده تحت عنوان "من اجل سلام عادل في الشرق الاوسط"، وهو المنتدى الذي تم افشاله بفعل تنسيق بين الحكومتين الاسبانية والاسرائيلية. خلال هذا المنتدى كان من المقرر ان تقدم الدكتورة سعاد محاضرة حول تأثيرات الحرب على المرأة العراقية في اطار ندوة حول مستقبل العراق، لكنها لم تفعل بسبب الغاء المنتدى.
الدكتورة العزاوي كانت شاهدا على الحرب، وعلى ما آلت اليه اوضاع المرأة العراقية بعد احتلال بلدها. وتقول: "بعد قيام الاحتلال بحل الاجهزة الامنية والجيش والشرطة، تعرض العراق إلى حالة من الانهيار شمل الانظمة الحياتية والخدمات الصحية ومختلف البنى التحتية. وساهم فقدان الأمن بتعرض المرأة إلى حالات اعتداء متواصلة قادتها جماعات متعصبة دينيا وطائفيا، وشملت هذه الاعتداءات الحقوق المدنية والعلمية، كاخراج المرأة من الوظيفة ومنعها من ارتداء ملابس اعتبرتها الجهات المتعصبة ملابس غير اسلامية، ومنعها من قيادة السيارة، وصولا إلى الاعتداءات الجسدية.
"فقدان المرأة لحصانتها وفرص عملها حول حياتها إلى جحيم. لقد اضطرت الكثير من الصبايا والنساء إلى التوقف عن الدراسة بسبب الخوف عليهن من الاختطاف والاعتداء والقتل، ناهيك عما تعانيه المرأة العراقية من عذاب اسري نتيجة اعتقال الزوج وترك الاسرة بدون معيل، او اعتقالها هي بدل زوجها او شقيقها او والدها واهانتها في السجن، هذه الاوضاع ساهمت في ازدياد الامراض النفسية بين النساء العراقيات".
* 70% من النساء الأرامل هن من حملة شهادات الثانوية والاكاديمية
اسرة الدكتورة العزاوي كانت من بين الاسر العراقية التي تعرضت للاعتداء، وهو ما اضطرها إلى مغادرة بغداد. حول ما حدث في ذلك اليوم تستصعب الدكتورة العزاوي الحديث وتكاد تغرورق عيناها بالدموع حين تتحدث عن اختطاف ابنها والقاء متفجرات على منزلها وتهديدها من قبل 20 مسلحا اقتحموا منزلها. "لقد كان استهداف الباحثين والعلماء مخططا، وقد بدأوا بقتل رئيس جامعة بغداد د. محمد الراوي، فخفت على اسرتي واضطررت إلى الرحيل بها من بغداد".
في حديثها تستند د. العزاوي إلى معطيات توصلت اليها في دراسة اعدتها قبل نصف سنة حول نسبة الأرامل في العراق. وتقول انها اجرت مسحا لـ150 اسرة عراقية بعضها لجأ إلى سوريا، والاخر يعيش في الكرادة وبغداد. وحسب معطياتها يتبين ان نسبة 70% من النساء الأرامل هن من حملة شهادات الثانوية والاكاديمية، و85% منهن اصبحن بلا وظيفة او مصدر معيشة بعد الاحتلال.
ومن معطيات البحث يتبين، أيضا، ان عدد القتلى العراقيين في العائلات المهجرة يصل إلى 193 قتيلا بين كل 1000 أسرة، ما يعني ان المهجرين العراقيين الذين يبلغ تعدادهم خمسة ملايين، لديهم 853 ألف قتيل. بالإضافة، تقول د. العزاوي، انه اتضح من البحث ان 66 أسرة من بين الـ150 أسرة التي شملها البحث، لا تعرف مصير أفرادها المفقودين، وان 36% من هذه الأسر فقدت مصدر معيشتها أو يصل دخلها إلى 100 دولار شهريا، ولذلك اضطرت هذه العائلات إلى إخراج أولادها من المدارس وإرسالهم للعمل، وهو ما أدى، أيضا، إلى اضطرار المرأة العراقية إلى العمل كخادمة أو في أماكن عمل لا تليق بها.
وتوجه الدكتورة العزاوي انتقادا للمنظمات النسائية العراقية التي نشأت غالبيتها بعد الاحتلال او احضرها الاحتلال معه. "هناك منظمات نسائية مناهضة للاحتلال وتتعرض للمطاردة من قبل سلطات الاحتلال ومن يخدمها، لكن المأساة تكمن في منظمات نسائية جاءت مع الاحتلال، فهذه تضع على جدول اعمالها فقط القضايا العامة كالعنف الاسري و"القتل على خلفية الشرف" و"غسل العار"، والافكار الاخرى التي تبنتها من الغرب، فيما تغض الانظار عن الاحتلال وكونه السبب الرئيسي في اضطهاد المرأة العراقية".
*الحملة على الفلسطينيين ومستقبل العراق
بعد احتلال العراق تعرض الفلسطينيون إلى حملات مداهمة وقمع وقتل وطرد واسعة النطاق، من هي الجهات التي وقفت وراء هذه الحملة؟
"الفلسطينيون وطنيون ويشكلون جزءاً من الشعب العراقي، هم إخوان لنا في المدارس والوظائف، وهذا لم يعجب السفلة الذين خططوا للاحتلال، ويد الصهيونية واضحة جدا في التخطيط للاحتلال. ان الجهات التي تتعرض للفلسطينيين هي ميليشيات الأحزاب التي جاءت مع الاحتلال، لأنها جهات شعوبية وجذورها ليست عراقية، وهي معروفة بأنها ناقمة على كل ما له علاقة بالعروبة. والحملة ضد الفلسطينيين جاءت في إطار الحملة الشاملة ضد كل الجهات الوطنية، ومن يقود هذه الحملات لا علاقة له بعروبة العراق ولا بالقضايا المصيرية للأمة، هؤلاء أناس ليس لديهم أي شعور قومي مشترك".
في ضوء ذلك، كيف ترين مستقبل العراق؟
ارى مستقبل العراق محررا، فالخسائر التي تتكبدها قوات الاحتلال والتحالفات التي احضرتها معها، واستمرار المقاومة في العراق يؤكد ان الاحتلال لن يدوم. تجربة الفيتنام تتكرر في العراق، الاسس ذاتها متشابهة: اناس يدافعون عن بلدهم ومواردهم وعقيدتهم في مواجهة اناس جاؤوا للاحتلال وبدون مبادئ. لقد سقطت كل ذرائع احتلال العراق، واصبح الجندي الاميركي يعرف بانه جاء إلى العراق كي يضحي بحياته من اجل تحقيق ارباح نفطية لبوش وكارتيل النفط الغربي.
" المشكلة لا تكمن في اميركا وحدها بل، ايضا، في بعض الانظمة المجاورة التي تآمرت علينا، لكننا امة عريقة، عندنا اخلاق ومبادئ ولن نقبل باستمرار الاحتلال".



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك هناك في بيروت
- بدأت بأغاني فيروز وجالت في أراضي 1948 ... أمل مرقس تحتضن عطر ...
- مونودراما تروي قصة والده يجسّدها أياد شيتي ... ناظم الشريدي ...
- قصص سلام الراسي على مسرح الميدان في حيفا ... «حكي قرايا وحكي ...
- «فتوش» لقاء ثقافات بنكهة المحمّر والقهوة الحيفاوية
- بيرزيت أو «هارفارد فلسطين» تواجه خطر الإغلاق وتعليق مصير 7 ا ...
- فرق تكسر الصورة النمطية عن أطفال الحجارة ... الراب الفلسطيني ...
- عزوف الفلسطينيين عن الزواج اقتصادي
- شبان 48 يرفضون الاسرلة
- ذاكرة طفلة فلسطينية
- صافرة انذار
- بطاقات غاضبة: شافيز وتيجان الملوك
- الإعلام الإسرائيلي مجند حتى النخاع لتبرير العدوان ويهاجم الإ ...
- تلاعب إسرائيل بالالفاظ لن يقلل من فظاعة الجرائم الحربية في ل ...
- فلسطين منكم براء!
- دير ياسين.. 58 عاما وذاكرة تأبى النسيان
- أنطوان شلحت وواحة الشاباك
- الشرطة الاسرائيلية تبرئ افرادها القتلة من دماء شهداء اكتوبر ...
- الفخ الاسرائيلي في قطاع غزة
- سياسة التثقيف العسكري وتسليح المجتمع الاسرائيلي هي القضية ال ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وليد ياسين - الباحثة العراقية د. سعاد العزاوي: الأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية في العراق ازدادت ثلاثة أضعاف بسبب القذائف الاشعاعية الاميركية