أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلاّم - لير قبل العرض .. لير بعد العرض















المزيد.....

لير قبل العرض .. لير بعد العرض


أبو الحسن سلاّم

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 09:33
المحور: الادب والفن
    



لير قبل العرض :
الآن .. بعد توقف عرض (مأساة الملك لير) أتوقف عند التجربة محللاً أثرها الدرامي والجمالي ارتكازاً على جانب معياري وآخر بنائي . فالجانب المعياري متصل بالمشاعر والوجدان بين الممثل والشخصية والرؤية الإخراجية. أما الجانب البنائي فمتصل بالفكر والإدراك بين النص والمخرج من ناحية ، وبين العرض وجمهوره المتغير من ليلة عرض إلى ليلة عرض تالية لها.
وفي المسرح يتجانس المعياري مع البنائي ، حيث تكون مسيرة الفكر من خلف قناع ، وحيث يمتطي الفكر براق الامتاع في غبشة فجر الإبداع. وبتلك الطريقة يمتعنا ، لأنه يجسد حضورين متفاعلين في حضور واحد (زماناً ومكاناً ، شعوراً ووعياً ، تأثراً وتأثيراً).
الآن بعد توقف عرض (الملك لير) وعرض (رجل القلعة) يمكننا القول إنه لاشك في أن فلسفة إنتاج العرضين قد قامت على فهم صحيح من البيت الفني للمسرح بدءاً من رئيس البيت إلى مدير عام المسرح القومي لدور المسرح في تنقية الحس والمشاعر ، وفي إدراك أهمية عرض مثل الملك لير ، وعرض مثل (رجل القلعة) في الكشف عن النوازع البشرية ، وتفعيل الأنماط الثقافية ، وتجديد الصور المتعددة لتعديل السلوك الإنساني وابتكار طرق التواصل الاجتماعي والتاريخي ، إحساناً للحياة المشتركة وحضاًَ على تحقيق التوازن بين واقع الناس وأحلامهم.
ولأن الفنون بشكل عام والمسرح بصفة خاصة يكشف لنا عن القيم الضرورية لإنقاذ الأرواح وتحضنا على أن نعي هذا الواجب ، لذا نسترجع هنا أثر القيم التي ألقي علينا عرض (الملك لير) واجب الوعي بها ودورها في إنقاذ أرواحنا من عبث السلطة الحمقاء التي اجتاحت عصرنا وسعت في تفكيك العالم ، كما لو كان العالم إقطاعية كبيرة آلت إلى تلك السلطة الغاشمة تحت شعار (الكون في واحد) .
ولاشك أن عرض الملك لير يتماس مع الواقع العالمي من حيث الإطار الخارجي لفكرة التسلط الفردي الأحمق الذي يدعي النبل وينتهي بالدمار والخراب والموت .
تبدأ مأساة (الملك لير) بالحماقة وتنتهي بضياع الملك بعد تفكيك المملكة ، وموت الجميع بأسلحة التآمر. فالأخ يقتل أخاه ، والأخت تقتل أختها ، بعد أن شردتا أباهما الذي فكك مملكته وقسمها عليهما في خطوة حمقاء رفض بريخت بسببها اعتبار المسرحية نفسها (مأساة) ، واعتبرها المخرج السينمائي السوفيتي (كوزنتسيف) مأساة شعب سمح لمليكه بتوزيعهم على بناته ، كما لو كانوا متاعاً ملحقاً بالأرض التي قسمها عليهن.

لير بعد العرض (مساءلة المخرج):
لنا أن نتساءل بعد أن توقف العرض . هل قام على رؤية إخراجية ما تفسر مضامين النص أو تأولها أو تطمح إلى تفكيك مقولتها على نحو اجتهاد كل من بريخت - مسرحياً- أو كوزنتسيف -سينمائياً- أم أنه اكتفى بترجمة الحدث من النص إلى المنصة دون أن يخطر على باله ، أن التفكير في إخراج نص مسرحي كلاسيكي في عصر التفكيك الذي نعيشه يلزم المخرج بأن يبدأ (مما قبل النص إلى ما بعد المنصة) . ولو كان قد فعل لكان عرضه قد تأسس على عدد من التساؤلات الاستفسارية والاستنكارية ، على النحو الذي فعله مخرج عرض (رجل القلعة) لم نلحظ أن قراءة الفنان أحمد عبد الحليم لنص (لير) قد وقفت عند مكمن مأساة لير هل هي ماثلة في تضحيته بحالة التوازن الاجتماعي والسياسي العامة في سبيل توازنه الذاتي ؟! لو كان المخرج قد فعل لجاء عرضه رؤية تفسيرية . ولو كان قد تساءل عما إذا كان قد دار بخلد الملك لير وهو يشرع في تنفيذ ما عنّ له الإقدام عليه من تفكيك منظومة حكمه وهو رأس النظام الإقطاعي ، أنه بتقسيم المملكة هلى بناته يهدم نظاماً كان من واجبه حمايته والحفاظ على وحدته وتماسكه ؛ لجاء عرضه رؤية تأويلية أو تفكيكية. لم يكشف لنا العرض عن موقفه من لير . هل كان مدفوعاً بحمقه ورعونته ، ساذجاً كان أم مختلاً أم هو شخص نبيل ؛ على نحو ما كشف لنا عرض (رجل القلعة) عن نبل السيد عمر مكرم ومثاليته المفرطة ؛ فقد تشابه فعله مع فعل لير من حيث الإطار الخارجي ، إذ تنازل كلاهما عن الحكم والسلطة التنفيذية .. هذا لبناته ، وذاك لأجنبي هو محمد علي باشا ، ونصب نفسه في الوقت ذاته رأساً لسلطة رقابية على الحاكم الذي فرضه على شعبه.
وماذا رأى مخرج (الملك لير) في موقف كل من (جونوريل وريجان) من والدهما هل هو موقف نابع من فهم لشؤون الحكم أو هو إدراك لطبيعة والدهما المتقلبة ؟ وهل موقف كل من (كنت وبهلول وجلوستر) من لير نابع من عطف أم من صداقة حقيقية .
لاشك في أن وجود رؤية ما واضحة للمخرج من شأنها أن ترسم خطوط الأداء التمثيلي ، بما يتناسب مع طبيعة كل شخصية في علاقة تفاعلها مع غيرها في الحدث الدرامي وفي تدرج تعبير كل ممثل عن حالات التحول في أفعال الشخصية التي يلعبها وفي ردود أفعالها. فتدرج ردود أفعال لير على ما تواجهه به بنتاه (جونوريل وريجان) في إطار اعتراضهما الحاد على احتفاظه بمائة فارس يعيثون فساداً في القصر الملكي – خاصة وأن مائة فارس في العصور القديمة هي جيش كامل - .

جمالية التجسيد :
إن فناناً بحجم يحيى الفخراني لاشك قد توقف تلقائياً في قراءاته المتعددة للدور الذي أحبه عند محطات شعورية متباينة في مسيرة تدرج فعل لير بعد حماقة تقسيم مملكته ، من حالة الغضب إلى حالة شك في ابنتيه سرعان ما تصبح يقيناً ومن حالة تهيج وهيام على وجهه دون تبصر إلى استنزال لعنات السماء على بنتيه ومن ندم على ما كان منه مع كورديليا ابنته الصغرى إلى مراجعة للنفس مجردة من كل حماية وهي ملقاة في خلاء الطبيعة التي خرق قوانينها في حالة اللاوعي فأصابته بجنون الإدراك الذي أدى إلى محطة الموت كمداً على مقتل ابنته الصغرى الوفية المخلصة ، ولذلك جاء أداؤه للدور انطلاقاً من رغبة قوية في أداء ذلك الدور ، ولم يأت إجابة عن أي تساؤل يمكن أن يكون قد طرح في جلسات تحليل الأدوار (تدريبات المنضدة) التي لم تعتمد بالضرورة على أسلوب التلقين الأدائي وفق طريقة الإخراج التقليدي فالممثل الكبير – وفق ديدرو- : " لأنه لا شيء ، ولا أحد فإنه يستطيع أن يكون كل شيء ، ومختلف الشخوص" ذلك " أن الممثل يكون ممثلاً كبيراً أحياناً حينما يستطيع أن يحتفظ بشخصيته ويتشكل مع الشخوص المختلفة . وفي اللحظة التي يكون فيها على وشك أن يذوب في الإيهام المسرحي ، فإن صوته وجسده يتوليان تذكيرنا بأنه يستعصي على المسخ أو التحول الكامل" – حسبما يرى برناردو – وقد استعصى الفنان أشرف عبد الغفور عن المسخ في دور جلوستر.
ولأن الفنان يحيى الفخراني ممثل كبير ولأنه لم يتقولب في قالب فني محدد ، لذلك يمكنه أن يكون كل شيء ، وأن يؤدي مختلف الشخوص فإذا اكتفى بأداء دور (الملك لير) باقتناع ذاتي بأنه عاشق لذلك الدور ، بعيداً عن أية محددات أخرى خاصة بطبيعة رسم النص للدور نفسه جاء أداؤه ممتعاً . فعظمة الفنان يحيى الفخراني هنا نابعة من قدرته على أن يحتفظ بشخصيته ويتشكل مع الشخوص المختلفة ؛ فصوته وجسده في لحظات تتطلب ذوبانهما في حالات الإيهام المسرحي يستعصيان على المسخ أو التحول . هذا بالإضافة إلى ما له من رصيد الحضور أو القبول والمحبة في نفوس الجمهور. لذلك فهو محبوب في كل دور هو يحبه ويؤديه بحب ، سواء سكن الدور فيه أم سكن هو في الدور أم كان الدور مجرد سكن مؤقت . خاصة وأن علاقة جديدة قامت في عصرنا بين الممثل والمعرفة ، فلم يعد الممثل يكتفي بتقديم دوره وعينيه مغمضتين وفكره معطل. على الصورة التي قدم بها الدور نفسه بممثلين سابقين. لم يكن الفخراني إذن الملك لير في أدائه للملك لير على النحو الذي كان عليه أداء من سبقوه في محاولة أداء كل منهم لدور الملك لير ، لم يكن مجرد ناقل أو مقدم للملك لير بل كان (الملك لير / الفخراني) إذ لم يكن أداؤه للدور مجرد قضية إحساس بالدور وإنما هو طريقة للمعرفة ؛ طريقة لعرض المحصلة المعرفية لخبرته الأدائية ، وطور من أطوار تجديده لتلك المعرفة الانتقائية الشاملة مع غربلتها وإتقان عرضها على جمهوره ، بما يمتعهم ويتفاعل مع معارفهم ويضيف إليها بقدر ما يكتسب منها ، فالفخراني في كل الحالات هو سيد أدواره .
لقد جسد الفخراني حالة تعلم لير من النكبات التي مر بها ومرت بها المملكة نتيجة فعله غير الواعي ، الذي أيقظ وعيه ؛ ولكن بعد فوات الأوان ؛ لذلك انطبق عليه قول سوفوكليس (تألم .. تعلم) . ولقد عبر الفخراني (بتلقائية) عن رحلة معاناته مع لير انطلاقاً من محطة ألم مشترك وصولاً إلى محطة الكمال المشترك ، إذ جسد لنا كمال لير في تعبيره عن لحظة موته ، فرد إلينا كمالنا : عبر وعينا بنتائج لا وعي لير. لقد كان الفخراني سيد دوره إذ دان له الدور بالطاعة ، بينما كان دور إدموند هو الذي يدين له الفنان أحمد سلامة بالطاعة ، في الوقت الذي أسلمت فيه الفنانة سلوى محد علي مقود مشاعرها لريجان . فمع أن أداء كل من الفخراني وسلوى محمد علي وأحمد سلامة قد اتسم بالطبيعية ؛ إلاّ أن هذه الأدوار الثلاثة (لير – إدموند – ريجان) يحتاج إلى ما هو أكثر من الأداء الطبيعي ، يحتاج إلى ما أقرّه جورج برنارد شو ، حيث يقول : " أقر بأن الممثل ينبغي قبل كل شيء آخر أن ينقل للجمهور إحساساً بالإنسانية ، وأن يعي أن مهمته هي أن يزود الفكرة بكائن بشري ذي مصداقية ، بسيط ، طبيعي وقادر على أن يتفوه بتلك الفكرة ".

جمالية التشخيص :
يلعب التشخيص (التمثيل داخل التمثيل) دوراً مهماً في مسرح شكسبير ، وفي عرض (الملك لير) يشخص (كنت) دور صعلوك يدبر لقاء مفتعلاً مع (لير) في طور صعلكته مع بهلوانه المفكر بعد أن لفظتهما ابنتاه الكبرى والوسطى خارج قلعة (جولستر) كما يشخص (إدجار) الابن الشرعي لجولستر دور صعلوك مسلوب العقل في حالة تيه مصطنع في الصحراء. وبذلك تسري روح الصعلكة فيما بين (لير) و(إدجار) و(كنت) وكل منهم مرغم على حالة التصعلك تلك وكل منهم مطرود من رحمة الطبيعة نتيجة فعل طائش وغير محسوب من (لير) نفسه - وإن بدا في مظهره فعلاً رومنسياً نبيلاً- وفعل مدبر خبيث من (إدموند) الشقيق غير الشرعي لإدجار مع رعونة الأب جولستر نفسه . ولأن التشخيص " ينحو دائماً نحو التلخيص ، لأنه نوع من محاولة تقليد بعض فعل للغير أو تقليد بعض صوته خلال صوت المقلد وحركته" لذلك يمكن النظر إلى مدى نجاح الفنان محمد ناجي ممثل دور (دوق كنت) أو إخفاقه في حالة تخلصه الدرامي من إهاب شخصية (كنت) التي يجسدها دوره الرئيسي ، لدخوله في إهاب شخصيته المصطنعة وكيف تخلص ممثل دور إدجار تخلصاً درامياً من حالة تجسيده لدور (إدجار) ودخوله في إهاب (توما المسكين) حيث أكد بأدائه أن التظاهر بالجنون هو منتهى العقل . فمن حيث المظهر الخارجي (الزي والتنكر) لم يكن محمد ناجي مقنعاً ، وليس هذا مأخذاً عليه هو نفسه ولكنه مأخذ على الإخراج ، فالأزياء والمكياج الخارجي جزء من رؤية سينوغرافية من صميم عمل المخرج ومن حيث المظهر الخارجي في مستواه التشخيصي بالصوت والحركة الجسمية ، لم يكن مقنعاً أيضاً ، إذ لم أشعر بأنه انتقل من دور (كنت) الفارس القوي النبيل ، إلى دور الفارس الصعلوك النبيل ربما لأن الشخصيتين ترتبطان بصفة القوة أو الفتوة والنبل. وقد لا يفرق (لير) في حالته المتدهورة وذهوله خارج نطاق قوانين الطبيعة بين كنت في صورته الحقيقية وكنت في تنكره ، لكن الجمهور يجب أن يرى ذلك الفرق في الدور الآخر من باطن دوره الأساسي.
أما في حالة ممثل دور إدجار فقد تناسبت هيئته الخارجية مع حالة تشخيصه للدور المصطنع (توما المسكين) في (الزي والمكياج الخارجي) وفي أدائه الصوتي والحركي.


العلاقة الجدلية بين المخرج والممثل :
إن الفنان الحقيقي إما أن يكون قادراً على أن ينقل نفسه لآخرين وإما أن يكون قادراً على أن ينقل لنفسه معنى أو شعوراً ناشئاً عن المعنى عن طريق بيئة ما ، فكما يتفاوت الأداء التمثيلي ما بين ممثل يعتمد على التقدير المحسوب الذي يطبع أداءه بالبرودة ؛ وممثل يعتمد على الإثارة والانفعالية التي تطبع أداءه بالسخف ، وممثل يوازن أداءه موازنة تجمع بين التفكير المتروي والتحمس الزائد ؛ يتفاوت عمل المخرج المسرحي . وعلى الرغم من أن الفكر يكون أسبق من الفعل في مهنة الإخراج ، شأنه شأن مهنة التأليف ومهنة النقد إلاّ أنني أرى الفعل كان أسبق من الفكر في إخراج رائعة شكسبير – خاصة في إعادة عرضها – حيث استبدلت (سوسن بدر) ممثلة دور (جونوريل) في عرضها الأول (بمنال سلامة) في عرضها الأخير واستبدلت (ريهام عبد الغفور) ممثلة دور (كورديليا) بمروة عبد المنعم . وعلى الرغم من أن منال سلامة فنانة حقيقية إلاّ أن وجودها شأن وجود مروة بديلة لريهام كان مجرد (سد للذرائع) فلم تكن منال مقنعة في دور جونوريل القاسية الشرسة ، ولم تكن مروة مقنعة في دور كورديليا البريئة في تلقائيتها وصفاء روحها. فمن دلائل قوة الممثل أن يكون قادراً على تظليل صورة الشخصية التي يلعبها ، قادراً على حفر ملامحها على مسار أدائه وتخليق مصداقية تثبت دعائم اقتناعنا بمضمون ما تقول وما تفعل عبر حالات التلوين الأدائي لإشاعة جو من البهجة أو الألم والاحتفاء الجمالي بصورة متناسقة للشخصية التي يقوم بتجسيدها في حالة تساوق مع غيرها في الصورة المسرحية المعروضة. وهنا أقرر بأن الخيال لم يلعب دوراً ذا قيمة تذكر في سبيل إبداع الصورة المسرحية للعرض عبر مستويات الحدث . لم يحمل العرض صدى يردد اسم المخرج ، ولم يحمل رؤية ما تفصح عن هوية إبداعية ولم يطبع ببصمته.

الزائدة الدرامية في الصورة المسرحية :
لا حياة للمسرح أو للشعر بدون بلاغة التكثيف ، ولقد غابت بلاغة التكثيف عن عرض (الملك لير) ويكفي للدلالة على ذلك أن نشير إلى اللوحة الراقصة التي صدر بها المخرج عرضه وحشا بها فراغات ما بين المشاهد ، فكانت أشبه بزائدة تزيينية من باب سد الفُرج ، التي عالجها المخرج برقصات لا تعني شيئاً بالنسبة للنص – من قريب أو من بعيد – ومنها أيضاً بعض الأشعار ذات الطابع المحلي المصري – التي وضعت على لسان ممثل بهلول . فبدلاً من الاهتمام بثراء المناظر بما يتناسب مع صورة قصر ملكي أو يوحي بشموخ قلعة أو يوحي بثورة الطبيعة في محاربتها لشيخ عجوز جنباً إلى جنب مع فلذات كبده ، عقاباً له على خرقه لقوانينها ، اهتم الإخراج بتلك الزوائد واكتفى بإسقاط صورة لسحابة تتحرك عبر جهاز (فيديو بروجكتور) على ستارة رخيصة تتغير أسفلها بعض (التابوريهات ) مما بدت معه الصورة مفتقرة إلى الجمالية ، عارية عن الخيال الذي كان يجب أن يشكل إلى جانب العاطفة التي جسدها كبار الممثلين في هذا العرض أهم عوامل صنع الصورة الفنية . ولأن ذلك التفاعل بين خيال الصورة وعاطفة الأداء لم يتحقق ، لهذا لم يتحقق تأثيره الدرامي والجمالي . ولنا أن نستعير قول رودان : " إن العاطفة التي تؤثر على وجهة نظري هي التي تغير الطبيعة " .



#أبو_الحسن_سلاّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلاّم - لير قبل العرض .. لير بعد العرض