أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - هل نتمكن؟














المزيد.....

هل نتمكن؟


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنّا، ولا نزال، نطمع بحراك سياسي لا يستند إلى ـ أو ينطلق عن ـ الطائفية، خاصَّة مع فشل مراكبنا الطائفية في الوصول لأي مرفأ. فهذه المراكب لا تصلح للإبحار إلا زمن الحروب. أي عندما تُهدَّد هوية ما بالتصفية، عندها تضطر جميع فئاتها لضرب خلافاتها عرض الحائط والاتفاق على تشكيل جبهة دفاع. لكن ما أن ينتهي التهديد حتى تبدأ الخلافات بوجهات النظر بالبروز شيئاً فشيئاً. وهذا ما نتمنى أن بشائره لاحت في الأفق العراقي. ذلك أن ظهور الخلافات بين المكونات المصطفة طائفياً يوفر فرصة لبحث هذه المكونات عن أرضية وطنية للاتفاق مع كيانات الطوائف الأخرى.
لن تتمكن الطائفية من التغطية على الخلاف المتأصل بين البعثيين والشيوعيين، أو بين الليبراليين والإسلاميين إلى نهاية المطاف، لا تستطيع، وحدها، أن تجمع كيانات تعمل بأجندة متناقضة على صيغة عمل مشتركة. هذا ما بدأ يتجلى في التفاهمات وربما التحالفات التي أخذت تضهر تباعاً على ساحة الفعل السياسي. فانفراد الحزب الإسلامي بالتفاهم مع الأكراد يعني بأن العنوان الطائفي الذي يجمع جبهة التوافق السنية أخذ ينهار. كما أن تحرك التيار الصدري وحزب الفضيلة اتجاه التفاهم مع القائمة العراقية وجبهة الحوار يعني أيضاً بأن الإئتلاف العراقي الشيعي الموحد في سبيله هو الآخر للتفكك. يتأكد هذا التفاؤل مع التصريحات التي أدلى بها سياسيون عدَّيدون من المعنيين بهذا التفاهم والتي أجمعت كلها على أنه يأتي في سياق مقاطعة أي خطر يمكن أن يشكله تفاهم دوكان الثلاثي على موقف حكومة المالكي من مطالب أقليم كردستان. والتي يحاول الأكراد فرضها بقوة.
يخطئ من يعتقد بأن وجود الحزب الإسلامي بتفاهم دوكان الثلاثي دليل مرض فيه، على العكس فالصحة كل الصحة تأتي من تمكن كياناتنا السياسية من القفز على عنوانها الطائفي أو العنصري خلال عملها. التحالف الستراتيجي المبرم بين الائتلاف الشيعي العربي والتحالف الكردي السني خير دليل على أن المصالح المشتركة مثمرة أكثر من الهويات المشتركة. فبين التحالف والإئتلاف تمايز عنصري وتمايز طائفي، لكن مصالح الطرفين المشتركة، مكنتهما من تشكيل جبهة إنقذت العراق من أخطر المآزق التي واجهته خلال سنواته الأربع والأخطر في تأريخه الحديث. الآن بدا واضحاً بأن مصالح الطرفين أخذت تتقاطع، ما مكن من إيجاد مساحة للاتفاق بين الحزب الإسلامي والأكراد، الذين اقتربت مصالحهم أكثر نتيجة لبعض التطورات السياسية، فالأول بحاجة ماسَّة لكتلة قوية ككتلة التحالف، تدعم مطالبته بحصَّة أكبر بالقرار السياسي، والأكراد بحاجة أيضاً لكيان بقوة الحزب الإسلامي يستطيع أن يفتت التحالف العربي السني الواقف ضد الكثير من مصالحهم. هكذا يجب أن تعمل البيئة السياسية الصحية. فمن حق الأكراد أن يدافعوا عن مصالحهم لآخر نفس. ما دام هذا الدفاع معقولاً وشرعياً. من جهة أخرى على المكونات التي تعتقد بعدم شرعية بعض هذه المصالح أن تجد أرضية تتجاوز من خلالها تقاطعاتها الطائفية لتتمكن من أن تفرض ما تعتقد بأنه شرعي.
لكن ثمة سؤال جوهري يطرح نفسه إزاء هذه التحالفات الجديدة هو: هل أن المصالح الآنية التي أخذت تجمع المختلفين تستطيع وحدها أن تواجه التحالفات الطائفية المبنية على غريزة الصراع من أجل البقاء؟ أعتقد بأن الجواب رهن باستقرار الوضع الأمني أكثر والقادر وحده على إقناع الجميع بأن الخوف من الإبادة لم يعد مبرراً. من جهة، ومن جهة أخرى رهن بوعينا السياسي الذي سيمكن الأطراف المتحركة للتفاهم على تقديم تنازلات أكثر لبعضها البعض.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمر الشفاه
- التعاكس بين منطق العلم و منطق الخرافة
- أنياب العصافير
- الجينوم العربي
- ال(دي أن أي)
- كريم منصور
- الأنف (المغرور)
- لمثقف الجلاد
- عشائر السادة (الرؤوساء)
- عشائر السادة الرؤساء
- أوهام (الكائن البشري)
- الروزخون
- الكتابة عن الموت.. بكاء المقبرة الموحش
- وطن بلا اسيجة.. تفكيك مفهوم الوطن وتشريح عمقه الدلالي
- الثقافة العار
- حاجات الجسد أطهر من حاجات الروح
- قلق الأديان... العودة بالدين لمربع الحاجات البشرية
- الكتابة عن الموت... الموت يركب خيوله
- الكتابة عن الموت.. الحنين إلى الرحم الأول والملاذ الأخير
- الكتابة عن الموت... تداعيات ما قبل الشروع بالنهاية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - هل نتمكن؟