أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير مزيد - سيقان بنازير بوتو ونزار قباني















المزيد.....

سيقان بنازير بوتو ونزار قباني


منير مزيد

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 10:07
المحور: الادب والفن
    


قال الله تعالى " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
الأعراف (199)

أستوقفني مقال نشر في دنيا الوطن يتناول فيه السجال الدائر في الاوساط الإعلامية المصرية حول نشر صورة سيقان بنازير بوتو فقادني إلى طرح العديد من الاسئلة : ألهذه الدرجة من الإنحطاط وصل تفكير المؤسسات الإعلامية في مصر ؟ وهل هذه هي مصر التي انجبت العقاد وطه حسين وتوقيق الحكيم ونجيب محفوظ والمنفلوطي وبطرس غالي وطلعت حرب وبيرم التونسي واحمد شوقي وحافظ ابراهيم وابراهيم ناجي وامل دنقل ومحمد حسنين هيكل وغيرهم الكثير الكثير الذين تتلمذنا وتربينا على فكرهم الخلاق ليحل محلهم فكر الظلاميين والمتطرفين ؟ فهذا دليل واضح على مستوى الإنحطاط الفكري والثقافي الذي وصل إليه العالم العربي والاسلامي بحيث بدأنا نفتعل حروب جانبية، وتافهة ، مما يؤدي بنا إلى أن نوجه جل اهتماماتنا ونرسخ كل جهودنا على قشور القضايا . فهل يعقل ان تصبح صورة سيقان زعيمة حزب الشعب بنازير بوتو سجال بين أهم الصحف المصرية وهي صحيفة الأهرام وروز اليوسف و الفجر ؟ لو كان السجال على صفحات الصحف الصفراء أو صحف إحدى الدول العربية الرخيصة لكان الأمر طبيعيا وأما أن تتناوله صحف لها الإحترام و التقدير و تاريخ عريق فهو مؤشر خطير على إنحطاط المستوى الفكري والثقافي في تلك المؤسسات الإعلامية حيث باتت تعمل على تسطيح العقل العربي واصبحت تدار من قبل الظلاميين الجدد او فكر طالبان العقيم وكأن العالم العربي والإسلامي قد خلا من القضايا الجوهرية ولم يبق إلا البحث عن التفاهات للترفيه عن أنفسنا من باب " اذكروا محاسن مواتكم ". من يتابع تصريحات الإعلاميين المصريين بخصوص هذه القضية الجانبية لأدرك فظاعة أزمتنا الحقيقية وأننا أصبحنا محكومين بفكر ظلامي حقير يحكم ويتحكم في عالمنا العربي والإسلامي تبعا لاهواء حفنة دراويش اخترعوا دينا مغايرا تماما عن ديننا الإسلامي الحنيف وأعادونا الى زمن الجاهلية لزرع الفتن الطائفية و توزيع التهم والتخوين والتكفير واثارة الحقد والكراهية، وفوق كل ذلك تمجيد فكر الاقصاء والقتل والاغتيال حتى باتت هذه الجرائم قضايا ندافع عنها في عالمنا العربي والإسلامي ونجد لها المسوغات الدينية والقانونية لتبرير هذه الجرائم . كما جاء في القرآن الكريم حين خاطب أهل الكتاب :
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ " سورة المائدة 77. فهل أصبح حالنا الآن أسوء مما عليه أهل الكتاب في الغلو ؟
كلنا يتذكر حين وصلت حركة طالبان إلى السلطة، أول عمل بطولي قامت به، هو تدمير التماثيل الأثرية في باميان والموجودة اصلا قبل الإسلام ولم تهدم تلك التماثيل حين دخل الاسلام أفغانستان وانما قد دمرت في عهد طالبان وكأن المشكلة الأساسية التي تواجه أفغانستان والشعب الأفغاني بعد القضاء على الأمية والجهل و مواجهة مشكلة الفقر والحد منه بين افراد المجتمع الأفغاني وتوفير الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية وبناء فيلات فاخرة ومساكن لابناء الشعب الأفغاني تعويضا عن مساكنهم التي دمرت بسبب الحرب وتحسين سبل الاتصالات وبناء مرافق واسواق تضاهي اسواق نيويورك ولندن وباريس هي كيفية التخلص من تلك التماثيل أو الاصنام على حسب زعمهم.
السيدة بنازير بوتو التي تم اغتيالها هي زعيمة حزب الشعب الباكستاني وهذه حقيقة وحتى وأن نشر لها صورا شبه عارية على شط البحر أو سيقانها مكشوفة أو اي صور يخص تلك السيدة ، فهذا لا يحتاج إلى كل هذا السجال فالاجدر هو البحث عن من يقف وراء اغتيالها ، فالاغتيال جريمة إرهابية بحق زعيمة سياسية على الرغم من إختلافي الجذري مع طروحاتها ومشاريعها السياسية الا أن اغتيالها يمثل هجوما على الاستقرار والسلم في باكستان وعملياتها الديموقرطية ، فهناك قوى شريرة في عالمنا العربي والإسلامي تسعى إلى وأد مفاهيم الديموقرطية والتعددية ويخرج الينا رئيس عربي يتنكر لمفاهيم الديموقرطية وأنها لا تتناسب مع شعوبنا وكأن الله كتب علينا أن نكون عبيدا وقدر لنا أن نعيش تحت ظلال أنظمة ديكتاتورية وقمعية فاسدة تسببت في هزائمنا وتخلفنا وتشرذمنا وما علينا إلا ان نمجد هذه الأنظمة ونكرس فكرنا الثقافي والادبي في نشر فضائلهم ومآثرهم ونكتب فيهم المعلقات وندعوا لهم بطول العمر لتبقى سيوفهم مسلطة على رقابنا وكأننا قرابين .. رحم الله الفاروق حين قال : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" .. ولا يسعني الا أن اردد مقتطفات من قصيدة نزار قباني لفخامة الرئيس عدو الديموقرطية :
لقد خسرتَ الحرب مرتين
لأن نصف شعبنا
ليس له لسان
ما قيمة الشعب الذي
ليس له لسان؟
لأن نصف شعبنا
محاصَرٌ كالنمل والجرذانْ
في داخل الجدران
لو أحد يمنحني الأمانْ
من عسكر السلطان
قلتُ له :
لقد خسرتَ الحرب مرتين"
لأنك انفصلتَ عن قضية الإنسان "

اما المجرم الحقيقي وراء اغتيال زعيمة حزب الشعب الباكستاني هو هذا الفكر الظلامي الذي بات ينتشر في جسد الأمة مثل السرطان والذي يسعى إلى تكريس مفاهيم القمع ويلجأ إلى اسلوب التصفية والقتل للتخلص من معارضية كما حدث لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، والرئيس المصري انور السادات والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وغيرهم من رجال سياسة وشخصيات ثقافية وفكرية .
والسؤال الاهم الذي لم نجد له الاجابة ولا نكلف أنفسنا في البحث عن جواب له بدلا من حروب جانبية لا تفيد القضية الأساسية وهو :
من يقف وراء تلك الاغتيالات ولمصلحة من ؟ حين نجد الاجابة نكون فعليا قد عرفنا عدونا الحقيقي الذي يعيش معنا ويتغذى معنا ويضاجع كل نساءنا و هو ابو لهب كما أشار نزار قباني في قصيدته " بلقيس "
سأقول في التحقيق
كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
كل اللصوص من الخليج إلى المحيط
يدمرون .. ويحرقون
وينهبون .. ويرتشون
ويعتدون على النساء
كما يريد أبو لهب
كل الكلاب موظفون
ويأكلون
ويسكرون
على حساب أبي لهب
لا قمحة في الأرض
تنبت دون رأي أبي لهب
لا طفل يولد عندنا
إلا وزارت أمه يوماً
فراش أبي لهب
لا سجن يفتح
دون رأي أبي لهب
لا رأس يقطع
دون أمر أبي لهب
سأقول في التحقيق
كيف أميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا فيروز عينيها
وخاتم عرسها
وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي
يجري كأنهار الذهب


وسنجد المعنى والمغزى الحقيقي لقصيدة نزار قباني الرائعة "متى يعلنون وفاة العرب"

أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العرب
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل حفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ...
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء
وبين الرُطَبْ
فيا للعَجَبْ
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ
فيا للعَجَبْ
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ
وهم يرعدونَ ، ولا يمُطرونْ
وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ
وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ
وليس لديهم بَنونْ
وليس هنالك حُزْنٌ ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ
فقتلى على شاشة التلفزهْ
وجرحى على شاشة التلفزهْ
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ



#منير_مزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير مزيد - سيقان بنازير بوتو ونزار قباني