أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد العبيدي - فتيات جوخة مامي ...... سر الأنوثة الدائم














المزيد.....

فتيات جوخة مامي ...... سر الأنوثة الدائم


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



مستوطن جوخة مامي ، بالقرب من مدينة مندلي التابعة إلى محافظة ديالى في بلاد الرافدين ، برجع عمرها إلى 5300 قبل الميلاد . كانت مجموعة من تماثيل الفتيات بنات النهرين ، وأهميتها تكمن في دراسات اجتماعية مهمة يعطي بها .تاريخ الفن الضوء الأخضر بعد أن يفتح الباب على مصراعيه ، للنقاش حول الدراسات الاجتماعية ذات المستوى المتقدم من فترة تكوينها ونشؤها.
المدن الرافدينية تقوم على أسس من الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي لازلنا متمسكين بها إلى الآن ، ونرى أن فتيات جوخة مامي بنات عراقيات كثرن تماثيلهن في تلك المنطقة من ارض النهرين ، وهذا الانتشار يعزيه الأستاذ الدكتور زهير صاحب في كتابه (الفنون التشكيلية العراقية عصر ماقبل الكتابة) ( ص 81) هو وجود روح جماعية ، وعادات سائدة واتجاهات أكثر وضوحا في الشعائر والممارسات الطقوسية والاجتماعية .
ويرى كاتب المقال أن الفاعلية المؤداة من هذه التماثيل هو ليس تجمع الفتيات لأداء ، اجتماع أو أداء حاجة تبتعد عن معالم الاحترام في الأداء وإنما هي صور شخصية ، مثلما نتخذها المرأة في أستوديو التصوير ، لتقف أمام المرآة لتتجمل وتضع الألوان الزاهية وتصفف الشعر مثلما نراها الآن ، نساء وفتيات جوخة مامي حالها حال نساء وفتيات الرافدين المفعمات بالحرية المكتسبة ، والاحترام الأدائي الذي يبدو غني في المعنى المؤدى للتكوين ، والوصف التعبيري الذي يعبر عن نجاح وجود النساء في محافل العلاقات الاجتماعية ذات المستوى الأدائي والطقوسي الذي اثبت وجودها في مثل هكذا تجمعات .
كل التماثيل الأنثوية في بلاد النهرين الفخارية منها ، لها سمه وخصوصية وأسلوب غير نمطي وإنما متجدد بالروح والعاطفة والفكر ، والدلالات الاجتماعية اليوم نراها وكأنها لم تتغير في معناها أبدا ، تجمع النساء في أداء شعيرة ما أو لوحة طقسية تؤكد انتمائها ، إلى العالم المشترك عالم الروحي ذات التوجه الديني بالدرجة الأساس قبل كل شيء، وعوامل التبرك والأمان والاطمئنان ماهي إلا مفردات تكون مشجعة إلى كثرة الإنجاب والتناسل ، وعوامل الخصب التي تميل لها فتاة الرافدين بصورتها العامة ، وفتيات جوخة مامي بصورتها الخاصة ، ولنرى كل التمثلات الشخصية للنسوة محتفظ بها إلى الآن ، حتى وان كانت أشكال مثلت مفردات البيئة الطبيعية أو البيئية وإنما تعبر إلى أفكار ، مثلت الروح المفعمة بالعاطفة اتجاه إنسانية المجتمع الذي تنتمي إليه .
فتيات الرافدين بمن فيهم جوخة مامي ، يقمن طقوس الخصب والتناسل البشري ومشابه البارحة باليوم وطقوس ( المولود الجديد ) الذي يجتمعن فيه الفتيات بأداء طقوسي جميل ينتمي إلى تلك الفترة المنصرمة. وأنت تستعرض كل تماثيل الفتيات تراها بمثابة شخوص مشحونة ، بطاقة هائلة وروحية حية ولكن تثبت فاعليتها بالإنجاب أمام زوجها ومجتمعها الذي تعيش فيه ، وتنال النساء الولادات احترام الجميع في أماكن تجمع النسوة ولذلك اثبت احترامها عندما دفنت إحداهما في أرضية مزار مقدس من ارض وتل معروف للجميع ، والمثير للاهتمام والذي يخوض الجدل معا ، كل فتيات جوخة مامي وحتى النساء الرافدينيات المتمثلة بتماثيلهم الفخارية لم يظهرها الفنان الفخار النحات في وضع إنجاب ، وكذلك ابتعد كل البعد عن أعضاء وجسد المرأة الفاضح والمرتبط أساسا بالإنجاب ، كون كانت القيمة التعبيرية هي الصورة الأمثل في التكوين الشكلي .
فتيات الرافدين وجوخة مامي هن في مقتبل العمر ، وكانت كل الوضعيات لهم وقوف وجلوس ووضع اليدين أسفل البطن ، ويعتقد أن وضع اليدين ربما يكون جزء من مشكلة نسائية ذات مغزى مرتبط باجتماعية الحدث ، وجود الفتيات في مثل هكذا تجمعات للوجود الشعائري والطقوسي ماهو إلا أفكار قد تبدو معلنة ، وهو رؤية لصيغة إنسانية تجسدت بها صلات فردية وهي خواص التمثيل الاجتماعي ، مع الرموز الاجتماعية التي تمارس كل سنة من سنوات العمر ، هذه التماثيل الشخصية تبرز بالدرجة الأساس في مواضيعها ، الأهمية الطقوسية لتكون قرينة مهمة في البيوت للاحتفاظ بها لتكون بديلا حيويا ومهما تحل محل الشخوص الذاتية ، العملية هنا إبراز العاطف الوجداني الذي يعني بمبدأ الاستعاضة في الفنون ، وخصوصا عندما تفعل قدرة التشكيل التي يكسبها الوجود التمثيلي لها .
هناك نوع من الصراع يستحق الذكر ، وهو إبراز الخصوصية الفاعلية المؤداة بين الظروف التي أنشئت بها لتحيط وفق حيز ، مثل إبداعات مهمة نذكرها ألقت بضلالها على الجوانب التقنية لها لتكون أحجامها من 5-7 سم ، هذا النوع الأدائي الحرفي هو الذي شجع الإنسان الفنا ن في بلاد الرافدين أن يشير إلى نوع من احتراف ممتاز بالأداء إضافة إلى نوع عال من وجود الحساسية الشاعرية المتكونة هي الأخرى في مبدأ التشكيل وانتظامها بقياسات محسوبة تبدأ من القاعدة ، وصولا إلى الرأس والأطراف والجذع إنها تماثيل لفتيات أبدع الفنان الرافد يني عندما توخى الدقة ليبرز الرقة والأناقة والجمال وإبراز ملامح أنثوية تمتاز بها فتيات الرافدين وهذا هو سر الحالة البشرية عندها.
محمد العبيدي



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبؤة الرافدين .... بالمزاد .
- خارطة العراق.... لوحة فنية
- لن أنساك........
- بوح الياسمين بوح الشعر ....
- حلم .... كلكامش .... في أكاديمية الفنون الجميلة
- رندا الحمامصي .... منابع الرؤية الجديدة
- موسيقى الزمن ...... عزف منفرد في الطبيعة
- رباعيات ..... قحطان المدفعي
- شفيق المهدي ... المتفرج الأول في الحارس
- فيء ناصر .....
- نشيد شيخ محمد بن راشد أل مكتوم ........
- دلمون ......
- إناء الوركاء ألنذري
- نحات في إيقاع مميز .....
- الثوابت الأساسية لإعداد الشكل في فخار بلاد الرافدين
- الأختام الاسطوانية ابتكار في تاريخ
- الفخاريات السومرية
- اللبؤة الجريحة ... مشهد صيد الأسود
- أشكال المثلث الهندسي العنصر البصري المهيمن في فنون بلاد الرا ...
- مفردات أور ..... قبل الميلاد


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد العبيدي - فتيات جوخة مامي ...... سر الأنوثة الدائم