أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار السواد - الصحوة في العراق..نجاح وخطر















المزيد.....

الصحوة في العراق..نجاح وخطر


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:14
المحور: المجتمع المدني
    


لم يشهد العام 2007 تطورات لافتة في الخدمات او المعيشة او الصحة... على العكس كان اسوأ من الاعوام السابقة في هذه المجالات. التردي مستمر ونحو الاسوأ في قطاعات الكهرباء والماء ومكافحة الامراض، وبقي المواطن يرزح تحت طائلة التضخم وصعوبة العيش رغم كل ما يقال عن تباطؤ ارتفاع الاسعار بالقياس الى معدلاته في السنوات السابقة. وقد وعد رئيس الوزراء ان يكون العام 2008 عاما للخدمات، ولا يسعنا الا ان ننتظر الوفاء بالوعد.
ولكن ما تحقق خلال هذا العام وتحديدا في نصفه الثاني هو التراجع الملحوظ في العنف الناجم عن الارهاب او عن اهداف مطامع سياسية او حزبية او طائفية. وقد يكون هذا التراجع غير كاف مادام هناك ضحايا وقتلة. الا ان التراجع هو بداية خصوصا وان الامل عاد الى المواطنين بعد اليأس الذي سيطر على نفوس العراقيين بعد فترة شديدة السوء حطمت الكثير من الاشياء.
وتراجع مستويات العنف هذا تزامن مع مجموعة احداث ومواقف وقرارات متصلة بالامن بعض منها ساهم في تحققه والبعض الآخر قد يساعد على استمراره. فقد بدأت قوى الامن والقوات الامريكية منذ الربع الثاني لعام 2007 بتطبيق اوسع واقوى خطة امنية نفذت منذ التغيير. وكانت هذه الخطة بمثابة بداية للتحول خصوصا وانها اعطت انطباعا بان هناك جدية بمتابعة مثيري العنف، وان الملاحقة لا تميل ضد طائفة ضد طائفة اخرى.
وصدر في العام 2007 تقرير (كروكر-بترويس) الذي غيّر من طبيعة التعاطي الامريكي مع ضغوط المسلحين.. فالتقرير الذي تضمن تقييمات ايجابية للواقع، لم يعط فرصة كبيرة للمزايدات السياسية من جهة ومن جهة منع الجماعات المسلحة بنشوة النصر المزعوم كما كان في السابق.
وشهد العام العام 2007 ايضا واحدا من المواقف المهمة، وهو قرار تجميد جيش المهدي من قبل السيد مقتدى الصدر، وهو قرار يرفع الشرعية "الدينية" عن كل من يقوم بعمل مخالف للقانون باسم هذا الجيش. وصدور هذا القرار فتح المجال امام امكانية اعادة النظر اصلا بوجود هذا الجيش من قبل قيادته. ومن المؤكد ان هناك فرصة امام الحكومة والقوى السياسية الرئيسية لاستثمار هذا القرار بخطوات تساهم في اقناع التيار الصدري بعدم وجود حاجة الى اي عمل مسلح لا يندرج ضمن مهام الاجهزة الرسمية المعروفة في الدولة.
والتطور الاخر هو ان تفجيرات سامراء الثاني مر دونما ان تحدث ردود فعل من قبل اي طرف. فبعد التفجير الاول الذي انهى الصمت لم تتحقق اهداف التفجير الثاني. بل ان ما حصل اثبت بان الناس اصبحوا واعين الى ان المراد هو جرهم الى قتل بعضهم.
ولكن الاهم ان العام 2007 شهد تحولات جذرية في ميزان القوى في محافظة الانبار ما ادى الى الاسهام في التحسن الحاصل في بغداد. فمؤتمر صحوة الانبار الذي تأسس اواسط العام 2006 تمكن في غضون عام تقريبا من تحشيد قواه وانصاره وتوجيه ضربات قوية لتنظيم القاعدة والفصائل الاخرى المرتبطة به.. وارتقت الضربات القاسية الى انتفاضة شاملة شنتها القوى المرتبطة بالصحوة ضد تنظيم القاعدة الامر الذي ادى اخراج اغلب عناصرها من مدينة الرمادي وبعض المناطق المتصلة بها.
صحوة الانبار التي اختار زعماؤها، فيما بعد، ان تتسمى بصحوة العراق هي ظاهرة انتشرت في عموم المناطق التي خضعت سابقا لاملاءات تنظيم القاعدة وما سمي بالمجاهدين.
واضافة الى ما يقال من ان الصحوة قد تمكنت، في الانبار على وجه الخصوص، من تجفيف منابع القاعدة وحلفائها، وتحجيم دورهم ومحاصرتهم ومنعهم ايضا من اتخاذ مناطق كبيرة من محافظة الانبار قاعدة لهم ينطلقون منها باتجاه بغداد، فانها استطاعت ان تسجل تحولا جذريا في طبيعة تعاطي طائفة عراقية اساسية مع الواقع السياسي القائم بعد ان كانت متحفظة وقلقة ومترددة في السابق على المشاركة بفاعلية فيه.
فالمشكلة التي كان سنة العراق يعانون منها هي ان قواهم السياسية كانت تدفعهم احيانا للمشاركة في الحياة السياسية وتجذبهم بعيدا عنها احيانا اخرى، ما ادى الى حصول قلق شديد في مواقف هذه الطائفة، وانتج حالة من التعب والارهاق الناجم عن افتقار المواقف الى الوضوح. وباختصار المشهد هو ان القوى السياسية المؤثرة في العرب السنة كانت تتصرف وفق منطق "قدم في الداخل واخرى في الخارج" ما دفع قاعدتها الشعبية الى ان تكون كذلك. هذه المشكلة يبدو ان مكونات صحوة الانبار وحلفاءها قد تجاوزتها بمواقف صريحة هي انها تريد الاندماج بشكل كامل في الواقع الجديد، رافضة سياسة تهميش الذات. وبعض من تلك المواقف تمثل في ان الصحوة قد مدت خيوط التواصل مع كافة القوى السياسية الموجودة في الدولة، ودفعت ابناء الانبار الى الانخراط في قوى الامن... لذلك يبدو ان المرحلة المقبلة التي ستوسع فيها مكونات "صحوة العراق" في الانبار من دورها تتمثل في الدخول في السباق الانتخابي لمجالس المحافظات. وهذا بلا شك سيعزز من شعور السنة العرب بأنهم شريك في صناعة واقع ما بعد التغيير.
وعلى القوى السياسية الاسلامية الشيعية والعلمانية والكردية بان تستثمر بفسح المجال امام هذا الوجود الاجتماعي، واعطاءه دور سياسيا والتعامل معه كلاعب محوري في عملية بناء الدولة. بل ان من الممكن ان يساهم وجود هذا التكوين الاجتماعي السياسي، الذي حرص على عدم اصدار مؤشرات طائفية في مواقفه، في انهاء الحساسيات الطائفية السائدة. وهذا الامر خطوة مهمة باتجاه انهاء المحاصصة، باعتبار ان احد اهم اسباب المحاصصة هو الحساسيات الطائفية بين القوى السياسية النافذة، والاشارات الطائفية الصادرة والتي ساهمت بشعور كل من الطرفين بان الطرف الاخر يسعى لكف يده.
بغداد.. الصحوة المظهر
هذه الاهمية السياسية والاجتماعية سبقتها طبعا الاهمية الامنية.. ولكن رغم ان الصحوة ظاهرة لافتة عمت المناطق التي كان للقاعدة فيها نفوذ كبير، الا وضعها في الانبار مختلف عنه في بغداد. وليس من شك ان ما قامت به في العديد من مناطق غرب بغداد وبعض المناطق الشرقية فيها كان مهما ومؤثرا.. غير ان العديد من المؤشرات تدل على ان هناك فرقا بين الصحوتين. فصحوة الانبار جاءت والواقع الامني والاجتماعي في غرب العراق ميؤوس منه وفرص النجاح كانت محدودة، ما يترك لدينا انطباعا بان القائمين بها لم يكن همهم سوى القضاء على القاعدة وحلفائها، ولكن الوضع كان مختلفا في بغداد، فالخطة الامنية كانت قائمة وقرار القضاء على القاعدة وحلفائها كان قد اتخذ ولا رجعة فيه، ومنافذ دخول المسلحين الى بغداد بدأت تغلق بسبب ما حصل في الانبار، اضافة الى ان نجاح الصحوة غربي العراق اعطى انطباعا بان القاعدة ستهزم.
وايضا ان الصحوة في الانبار لم تكن مدفوعة باهداف سياسية، وان وجدت فهي ثانوية وحصلت فيما بعد.. في حين ان تأثير بعض القوى السياسية على الصحوة في بعض مناطق بغداد واضح، خصوصا وان النجاح الذي تحقق في الانبار نبه عددا من السياسيين لضرورة اخذ زمام المبادرة كي لا تفلت منهم خيوطها.
وصحوة الانبار لديها قيادة موحدة وزعامات قادرة على منع اي ممارسات مخطئة، في حين ان الصحوة في بغداد مشتتة. والتجربة اثبتت بأن اي مليشيا مسلحة، قيادتها غير قادرة على السيطرة عليها، قد ينفلت زمامها في أي لحظة، والنتيجة حصول خروقات بل كوارث. وايضا حصل وان استخدمت الصحوة في منطقة او منطقتين فخا للمواطنين، وتمكن من تخفى وراء غطائها من ممارسة القتل.. وهذه القضية لا يمكن ان تحصل في الانبار.
وهذا لا يعني ابدا ان الصحوة في بغداد لم تقدم دورا مهما على العكس هي قامت باشياء كبيرة.. وتمكنت من إضفاء طابع غير عشائري في بعض المناطق بخلاف صحوة الانبار ذات الوجود العشائري. لكن تبقى المخاوف المطروحة مشروعة، فالتجارب اثببت ان التحالفات المبنية على تكتيكات مؤقتة تزول بسرعة.. ولا نرغب بان يكون ثمن القضاء على القاعدة في العاصمة هو ابدالها بوضع مشابه.
وكي لا تحصل الانتكاسة، لابد من ادراك ان قضية الصحوة في بغداد، تحديدا، هي خيار مؤقت والعمل وفق كونه هكذا... لان حمل السلاح خارج اطار الاجهزة الامنية الرسمية المتعارف عالميا، مهما بررت له الظروف، هو وضع استثنائي جدا.. وهو حال كل الجماعات المسلحة وليس الصحوة فقط.

والخطر الاخر هو ان يحصل تحول من الدينية الى العشائرية اجتماعيا وسياسيا، في حين انا بانتظار تحول من الاسلام السياسي الى الدولة المدنية.. خصوصا في ظل صعود واضح للعشائرية سياسيا داخل دول لديها بعض المدنية كالاردن.
عمار السواد (الكعبي)



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1
- اخشى ان نكون متطرفين على كل حال
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!!
- -التمرغل بدم المجاتيل-
- اين ذهبت حكمة السعودية؟
- هو الهنا كما هو الهكم...
- قلبي معك يا مدينة الفقراء
- انه الشعر.. استبد بنا فجلعنا كلمات فاغرة!!
- الشهيد صدام حسين
- احمرار الصورة وانقطاع الصوت
- علاقات هامسة.. فوضى الجنس السري في مجتمع التحريم


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمار السواد - الصحوة في العراق..نجاح وخطر