أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في الحديث عن الديمقراطية














المزيد.....

الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في الحديث عن الديمقراطية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان إعلان دمشق خطوة هائلة إلى الأمام , لقد جرى كسر التفرد المطلق للنظام , و قواه الأساسية الأمنية و القوى الملحقة به , على الحياة عموما و السياسية خصوصا في سوريا..إن مجرد كسر حصار النظام على أية ممارسة سياسية جدية هو في حد ذاته تغيير هائل و لو أنه لا يعني لا من قريب و لا من بعيد أننا أصبحنا قريبين من تحقيق دمقرطة حقيقية في السياسة العمومية في سوريا..لا يمكن في الحقيقة إنكار أن قيام جزء من النخبة باقتحام عالم التفكير و الفعل السياسي الجدي هو قفزة كبيرة بالمقارنة مع تغييب النظام لأي طرف آخر عن ساحة التفكير و الفعل السياسي و أنه يستحق الترحيب الحار , لكن هذا يبقى بعيد تماما عن الهدف الفعلي للسياسة بالمفهوم الذي يصر على أن يؤسسها على قاعدة واحدة فقط الحرية إذا لم تتوصل هذه العملية إلى انخراط أوسع و أعرض الجماهير في هذه العملية مباشرة , بل إن مقياس الحديث عن مدى حرية هذا المجتمع أو ذاك يتوقف على مدى اتساع المشاركة الجماهيرية في حراك سياسي كهذا و ليس بمدى تقدم هذه الوثيقة السياسية أو تلك , أو اتساع أو محدودية مشاركة النخبة في هذا الحراك..نعم هناك موقف ضمني يرى أن السياسة هي وظيفة خاصة "ببعض السياسيين" المتمرسين و أن معنى الديمقراطية هو أن يترك هامش ما لهذه الجماهير لتمارس "فعلا دوريا تصحيحيا" لمسار هؤلاء السياسيين عبر انتخابات دورية مثلا تعيد التوازن إلى أداء هذه النخبة أو توصل آراء أو مشاعر هذه الجماهير للنخبة الحاكمة لتقوم بتعديل ضروري في سياساتها , هذا المفهوم النخبوي يفترض أن الجماهير مصابة بمرض أزلي لا شفاء له من التخلف السياسي و يقر أبدية ثقافة القطيع – ثقافة السمع و الطاعة و يعتبر الديمقراطية التمثيلية التي تقوم على سيطرة النخب المالية و الدينية و الاجتماعية و استخدام هذه النخب للنخبة المثقفة في تبرير و إثبات مشروعية سلطتها و "قيادة" الرأي العام و توجيهه الشكل الوحيد الممكن للحرية – راجع بيان المجلس الوطني لإعلان دمشق..و لهذا مثلا نرى النخبة اليوم في سوريا بفئاتها الاجتماعية و المثقفة ( التي تزداد أهميتها في مراحل الانعطاف أو البحث عن التغيير قبل أن تعود لممارسة دورها الأزلي كتابع للسلطة في أغلب الأحيان و كجزء أساسي في بيروقراطيتها مع دور هامشي في معارضة السلطة سواء باسم فئات النخبة المهمشة أو ربما حتى باسم الجماهير ) تدافع عن مثل هذا "الانعطاف" باتجاه تكريس وجودها , سواء إلى جانب النظام أو ما يجري التعبير عنه بفكرة التغيير الديمقراطي السلمي التدريجي , أو كبديل عنه كما في اعتقاد فئات منها تعتبر أن القضية اليوم هي في بناء هذا البديل مع ارتفاع التوقعات بسقوط النظام..هذا بكل بساطة يجري في إطار كامل من تغييب الناس , الذين ينحصر موقفهم , كما يقر بذلك الجميع من الاستبداد الحاكم إلى دعاة التغيير الديمقراطي السلمي و التدريجي , في التأييد الصامت أو الاعتراض الصامت..محدودة جدا هي القوى التي تعتبر أن القضية الأساسية في التغيير الديمقراطي تتمثل في انخراط الجماهير في العمل السياسي , رغم أن كثير من أقسام النخب ترحب بمشاركة جماهيرية تقتصر على الاختيار بين فئات هذه النخب و دعم بعضها ضد الأخرى في إطار من الالتزام الكامل بأولوية دور النخبة و ثانوية دور الجماهير الذي عليه أن يقتصر على السير في ظل النخبة..لا شك أن المفهوم النخبوي للسياسة يقوم أساسا على تهميش الشارع فيما يتعلق بشؤونه تحديدا..و لذلك فإن هناك إصرار اليوم على أولوية بناء مؤسسات نخبوية خارج النظام لتنافسه على التمثيل السياسي..لكن على الجانب الآخر فإننا نعتقد أن القضية الأساسية اليوم هي في تنظيم الجماهير في إطار مؤسسي ديمقراطي خارج إطار المؤسسات الأمنية البيروقراطية الجماهيرية التابعة للنظام يهدف أولا لحماية وجود و مصالح هذه الجماهير في مواجهة تغول السلطة و من ثم أن تصبح أساسا لقوتها السياسية في عملية دمقرطة واسعة و حقيقية للواقع السياسي باتجاه حل الأزمات الاجتماعية و الاقتصادية نحو المزيد من الحرية و العدالة لصالح هذه الجماهير في مقابل سيادة النظام أولا و نخب مختلفة على مجمل الحياة الفعلية في الواقع السياسي و الاجتماعي و الثقافي..إن الدمقرطة الفعلية لا تعني فقط صعود النخبة أو حتى أكثر فئاتها تهميشا , بل في صعود قوة الجماهير نفسها..هذه القضية لا تصلح للحوار مع النظام و لا مع النخب الطامحة , رغم أن صعود الأخيرة هو حالة تقدمية بما لا توصف مقارنة بوضع النظام و ممارساته , إن هذه القضية كانت و لا تزال تحتاج أساسا لتجاوز آثار تلك القرون الطويلة من تقسيم العمل بين فكري و يدوي الذي ترك للجماهير مهمة إنتاج الثروة لصالح نخب حاكمة أو متحكمة و في نفس الوقت تشكيل الأغلبية المحكومة الصامتة المغيبة القانعة بواقعها , من وعي الناس بحقوقهم , و توقهم إلى الحرية و العدالة كأساس وحيد لعالم أفضل , عالم جدير بالبشر....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية و الاشتراكية
- نقد رفاقي ضروري..نقد لأطروحات تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- مشروع لحل الأزمة اللبنانية و السورية و ماشئت من أزمات
- خصائص الشيوعية التحررية
- ما هو موقفنا...
- خارج الأحاديات التي لا تحتمل النقد أو النقاش!!....
- على المعارضة أن تنظر إلى الوراء قليلا , الشعب السوري قادر عل ...
- ثرثرة عن القوة و البشر
- لحظة ظهور الإسلام
- بيان للتضامن مع الأناركيين و الحركات الاجتماعية الفنزويلية.. ...
- نحترم تضحياتكم..أنتم أعزاء علينا لكن الحق أعز..ليس باسمنا
- أطلقوا سراح الطلاب الإيرانيين
- اقتصاديات المشاركة : الحياة بعد الرأسمالية
- من أجل شرق أوسط جديد....
- بين الحرية التي يتحدث عنها بوش و وطنية النظام السوري...
- حاول تفهم !....
- خيار الانتفاضة الشعبية
- في مواجهة قمع النظام
- القذافي بعد نجاد
- البحث عن -سادة ديمقراطيين-...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الحاجة إلى منظمات جماهيرية إلى جانب منظمات النخبة للبدء في الحديث عن الديمقراطية