أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - سليم البصري لم يمت مسموما














المزيد.....

سليم البصري لم يمت مسموما


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل البدء بالكتابة عن حقيقة وفاة الفنان سليم البصري الذي عرف بشخصية ( حجي راضي ) من خلال المسلسل المعروف ( تحت موس الحلاق ) لابد لي من القول أنني كتبت مئات المقالات ضد الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصدامي في صحف المعارضة العراقية قبل سقوط النظام الصدامي وواصلت موقفي المعارض للنظام الصدامي والفاضح لجرائمه الدموية وحينما أكتب عن حقيقة وفاة الفنان سليم البصري لا يعني أنني أدافع عن ذاك النظام ، لكنني أعتقد أن حقيقة وفاة فنان كبير مثل سليم البصري لابد لها من أن تروى كما حصلت حماية للتاريخ الفني .
قرأت لقاء أجراه السيد باسل الجبوري من لندن لموقع " ايلاف " الألكتروني مع الفنان حمودي الحارثي ( عبوسي ) وفيه فقرة تخص وفاة الفنان سليم البصري وقد وجدت أن ماذكره الحارثي في هذه الفقرة لا يمت الى الحقيقة بصلة مطلقا فقد مات الرجل بين يدي أثناء نقله من بيته في حي البنوك الى مستشفى النعمان في الأعظمية نتيجة جلطة قلبية ( عمره كان على ما أذكر 73 أو 74 ) وقد حاول أطباء المستشفى انقاذ حياته بجهد كبير ، لكن أجله كان أسرع وقد كانت وفاة طبيعية .
حصلت وفاة الفنان البصري ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلا ، إذ اتصل البصري بهاتف مكتب صديقي وصديقه السيد محسن كعيد ( أبو محمد ) من سكنة حي البنوك حيث كنت جالسا هناك وقمت بالرد على الهاتف وما زلت أتذكر صوت البصري حينما قال لي بلهجته البغدادية الأصيلة : " أبو سنان ألحكني دا أموت " وقد سارعت وصديقي أبو محمد لنقله الى المستشفى .
وأذكر جيدا أن البصري كان قد زارنا في مكتب ( أبو محمد ) في عصر يوم وفاته مع صديقه الأقرب ( أبو رعد ) وهذه الزيارة حصلت بعد انقطاعه عن زيارتنا لمدة ثلاثة أيام نتيجة تعرضه لوعكة صحية وأذكر أنه طلب من ( أبو رعد ) أن يأخذه في جولة بسيارته الى شارع الرشيد ومناطق أخرى في بغداد .
وللحقيقة فان المرحوم سليم البصري لم يلتق بالفنان حمودي الحارثي قبل وفاته لمدة طويلة وأنا على يقين من ذلك لأنني كنت ألتقيه كل يوم مع مجموعة من أصدقائه في حي البنوك وكنت أوصله الى بيته بسيارتي في نهاية الجلسة ، لكنني أذكر أن الحارثي حضر الى بيته بعد الوفاة ، فضلا عن الفنان صادق علي شاهين وآخرين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة .
وقد حاول الفنان داود القيسي نقيب الفنانين في ذلك الوقت ( قتل بعد سقوط النظام ) تشييع الفنان سليم البصري تشييعا رسميا بعد استحصال موافقة وزير الثقافة والاعلام ، لكن زوجة البصري وابن شقيقه ( على ما أذكر ) رفضا العرض لأن القيسي طلب منهما ارجاع جثمانه الى ثلاجة المستشفى على أن يتم التشييع في اليوم الثاني ، وأصرا على دفنه في نفس اليوم .
أما عن موقفه من النظام الصدامي فقد كان حقا يلعن صدام كل يوم وأذكر أنه اتفق في جلسة كنت حاضرا فيها جمعته بالفنان الكبير رضا الشاطىء الذي كان في زيارة قصيرة الى بغداد بعد أن هاجر الى السويد ، والأستاذ فخري الزبيدي على عمل فني يكتبه البصري ويشارك في تمثيله مع رضا الشاطىء وأن فكرة العمل تتجسد حول شخصية دكتاتور ضيع ثروات بلده بحروب خاسرة وشرد وجوع أبناء شعبه .
وجدت من المهم أن أكتب القصة الحقيقية لوفاة فنان الشعب سليم البصري لاستغرابي أولا من الهدف الذي يريد الحارثي الوصول اليه ، لاسيما أنه يذكر هذه القصة بعد سقوط النظام ، إذ كان الأجدر به أن يذكرها قبل سقوط النظام لو كان هدفه فضح النظام السابق ، أما ثانيا فأنني أجد أن حقيقة وفاة فنان كبير مثل سليم البصري يجب أن تروى كما حصلت حماية للتاريخ الفني .
أخيرا .. أضع بين يدي القراء ما ذكره الفنان حمودي الحارثي حول وفاة الفنان سليم البصري في اللقاء المذكور .
سليم البصري مات مسموماً
"زميلي المرحوم سليم البصري كان من الاكراد الفيلية واوشك ان يتم تهجيره الى خارج العراق باعتباره "تبعية". في احيان كثيرة كان لايستطيع الامساك بلسانه في شتم النظام سراً. وذات يوم دعينا الى وليمة. بعد ربع ساعة من تناوله شراباً، اشتكى سليم البصري من ألم شديد في معدته. لم تمض ساعات الا وفارق الحياة". وعندما سألته ان هذا ليس دليلاً على وجود عمل جرمي، اجاب ان المرحوم سليم كان قد ترك حزب البعث الحاكم لتوه، بعد سبع سنوات من العضوية الشكلية فيه، ثم انه كان يكيل الشتائم للنظام ولصدام شخصياً في مجالسه الخاصة. بالتأكيد ان احدهم نقل الكلام، وما اكثر الجواسيس الذين زرعهم النظام في كل مكان. جثة الفقيد لم تشرح وبالتالي،ان كان هذا صحيحاً، فإن الوحيد الذي يستطيع حل اللغز هو الشخص الذي دس السم له في تلك الجلسة.
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالوثائق .. نشأت الأفضل في آسيا
- فرصة أخرى لاجتثاث العلم الصدامي
- أعضاء البرلمان : حجكم باطل
- أربيل أم منتخب العراق الرديف
- هل نحن مع الحكومة ؟!
- جوائز الاتحاد الآسيوي
- التخطيط المسبق مفتاح المجموعة الحديدية
- سنة العراق يركلون الضاري وتنظيم القاعدة
- واقعة كوسفورد التي حرمتنا من بكين
- المصالحة لانقاذ العراق دون شروط
- هنيئا للعراق بمثل هذا الدكتاتور
- العراق ليس بحاجة الى جيوشكم
- عجز أولسن
- آمال المنتخب الأولمبي
- وهل صدام دافع عن الوطن أيضا !
- عناوين أخرى للأزمة التركية
- الاعتذار من المدى اعتذار للديمقراطية
- حلم التأهل الى كأس العالم يبدأ من باكستان
- كسب الخبرة على حساب سمعة الكرة العراقية !
- مَن يريد تقسيم العراق : المتباكون عليه أم جوزيف بايدن


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - سليم البصري لم يمت مسموما