أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عفراء الحريري - عفراء حريري في وداع رقية أنوري: عدن... نساء الزمن الجميل














المزيد.....

عفراء حريري في وداع رقية أنوري: عدن... نساء الزمن الجميل


عفراء الحريري
كاتبة

(Afraa. Al-hariri)


الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


- إلى ماما "رقية أنوري" وداعاً والى جنة الفردوس يا أمي العزيزة..
إليك خط قلمي قبل رحيلك ولكنها الأقدار والحمد لله شاءت أن ترحلي قبل أن ترى، هذه السطور النور لتحكي عن قيادية نقابية، بل ومن مؤسسات لاتحاد نساء اليمن 1968م، وقيادية لجان الدفاع الشعبي عام 1983م ومسؤولة العمل الاجتماعي حتى 2003م لروح امرأة كانت أم لنا جميعاً لواحدة لمعت حتى آخر لحظات الحياة لماما رقية السيد محمد، المعروفه بـ"رقية أنوري".
مدينتي ولاَّدة... عدن كما يملأها الفرح وملأها بالأمس عندما زف إلينا ترشيح أستاذتي الفاضلة راقية حميدان لجائزة نوبل للسلام وحملت صحيفة الأيام ألف مبروك " عدن " واستمرت تحتضن في صفحاتها الشريفة الكلمات و الرأي الحر- أي كان نوعه ومصدره - فلم تستطع اغتيالها الضغائن وتتقبل نزف أقلام وسير نساء ولدن، ورحلن، ومازلن على قيد الحياة - عذراً بوجوه عابسة، بائسة، حزينة، مهدرة الطموح، مفقودة الأمل إلا من رحمة ربي.
وحتى وهن في مستوى عال من العلم والثقافة ومنصب مرموق في العمل وحضورإجتماعي وموقع حزبي ومستوى معيشي تحت خط الفقر فوق خط الفقر أوممن سلبت حقوقهن وأهدرت كرامتهن وآدميتهن... وجوه تتأمل في أفق لاتراه حيث سدت منافذ البحر بعمارات تمدن أسمنتي زائف حجب البحر والحلم الجميل وطمس على عجل تاريخ المدينة فمحا ماتم الوصول إليه إثماً وسيمحو ما تبقى ولن يبقى سوى ذكريات الزمن الجميل للعمر المسروق منا على عجالة حتى في زمن الحقوق التي قدمت على طبق من ذهب، كما يحلو للبعض تسميتها ولم تناضل فيه النساء "زمن الشمولية".
فقد أتفق مع البعض وقد أختلف فكل كان له مصالحه " إلا أنا ومن معي " ولكن لا يعني ذاك بأنه لم يكن زمناً جميلاً أيضا على امتداده ومده وجزره وحرمانه وشحته تجاه البعض ونفي البعض وحرمان البعض ولكن ظلت فيها كرامتنا في المواطنة، مساواة وعدلاً، حيث ساد القانون. فلم ينتابني الخوف من أن أدفن وفق فتاوى يصدرها فيدا وعرف ويدعي علي الكفر ليستبيحني والمدينة تصبح حقاً مباحاً/ والمدينة بحر أراه أفرغ فيه بعض حزن كان ينتابني، وجبال كانت تقوم على الأرض تمدني بشموخ، وبسمة الأطفال تزرع أشجار كروم في نفسي، وأناشيد الانتماء للمدينة " بل الوطن " تاريخ وجغرافيا ترتسم بعد أبعاد الحدود فلست من السبايا.
تمنيت أن أكون من نساء الزمن الجميل.. كل شيء غائب عن عيني مثلما هدمت ملاعب الصغار المجانية، ولقاء الأهل والأحبة والأصحاب خالي من الفرح ولاحكايا غير الشكاوى وكثيرا من الدموع، وبراءة الأطفال مغتالة، ويتفاقم الجوع فيؤلم... وغيره الكثيرحتى الأخلاق أصبح لها سعر رخيص، واستبدلت المدينة فلم يعد سوى زمن قبيح بغوغائيته وعبثه وفساده، ولاقبول سوى لمن حالفهن الحظ بأن يبقين حريم سلطة أوحزب حاكم أوحزب ليس له حاجة بالنساء إلا في أزمة الانتخاب وكلهن في ذمته سبايا وحريم...
دعوني أهرب من زمن الحريم إلى نساء الزمن الجميل وأنا مفعمة بالحزن والحسرة والقهرفقد بدأن يتوارين نحو الغياب والأفول -ولاتأفل إلا النجوم- ولا أعني غياب المرض والموت وحدهما ولكن غياب الموقع والزمان والأفكار والعطاء بدون شروط وقيود وفروض فكل أعمالكن صارمخفيا غائبا.
أعرف حجم ضرائب الكلمات الصادقة والرأي الحر والاعتصام والتظاهر.. وغيرهـ - ولا أقل كن هكذا، فقط أريد أن تفهمنني. إن حجم ضرائب الصمت والخنوع والشكوى في لقاء بيت عرس أوبيت عزاء ضعف أضعاف غيرها. تنخر أفئدتنا ألماً فيقصرالعمرويتفاقم حجم المرض ونتذكر بعضنا بعضاً بأنه " لوكان هذا، لما كان هذا" وكلاهما سراب ومن بصيص الفرح والأمل/ رجعت للحزن الشديد ولم أستطع أن أخبئه في داخلي. وماما رقية، جميعنا ندعوها هكذا رجالاً ونساء الاكبرسناً والأصغرسناً، عرفتها هكذا بماما رقية.
فلم يساعدني الزمن وهو يهرول بأن أكون في إتحاد نساء اليمن فرع م/عدن حين كانت وعاشت وظلت منذ أن كان إتحاداً عاماً إلى أن أصبح فرعا ثم فرعا خاصا جدا، لم أعش زمن عطائها وصراعها وهي تعالج القضايا الاجتماعية هناك، ولم أستمع إليها كثيراً وهي تتحدث، كما عودتنا، في كل شيء وعن أي شيء خاصة عن عدن وأهلها، وهي تجعلنا دائما أقارب وأهلاً وأصهار وحموات.
فكل أهل المدينة أقارب لها، لا أعرف كيف كانت تجمع الأنساب والقرابة حتى وإن كنا من مناطق مختلفة أو نزح البعض منا إليها في الزمن الجميل؟ ولكن كنا أهل هذه المدينة وأقارب ماما رقية .. ولم تحظ وللأسف، بكلمة شكرمن كل مكان كانت لها فيه بصمة أوتقديرأوتكريم، وإن حدث فهو عابر حفاظا على ماء الوجه – ليس إلا- لكن لايليق بالتسمية " ماما للجميع ".
حاولت أن أسترجع العمر حتى وأنا لم أعش ذلك الزمن، حاولت بأن ألملم غضبي بألا أصرخ وأشتم وألعن، فإن النساء لم يعدن نساء الزمن الجميل كما حفظتهن الذاكرة، لا بل كما حملتهن الأحلام وبحث عنهم الأمل و الطموح، فكل الأزهارتولد من رحم الأرض، لاتموت إلا وهي تنبت وتلدغيرها ولا تنموإلاقرب بعضها بعضاً، ليس بعد الرحيل أوعلى فراش الموت نتذكر ونتباكى، كما حدث للمدينة/ عدن.
جميعنا سنرحل وجميعنا سنموت ولكن لماذا لانسبق الرحيل!؟ نحطم قصور السبايا بعيداً عن السياف والجلاد ومن يسترخص ثمن آدميتنا -نحن النساء- ويتذكرنا فقط وقت الصراع على الصناديق وحشد الأصوات، ويبتكر لنا مواقع هزيلة فلايسمع صوتنا وليس لنا فيها حق القرار، نهد مجالس الشكاوى ونقتل تاريخ يعرفنا بالعطر والبخورإبتدعوه لنا واتكئنا عليهم. آه بدأ يتوارى سريعا الزمن الجميل وتتضاءل مساحة الفرح!
ومع ذلك مازال عندي أمل بالاشجار الواقفة والنجوم التي لم تأفل بعد، أنها ستزرع من أفكارها وخبرتها وعطائها وتجاربها وشخصياتها وسيرها وتخطها بأيديها لعدن/ للوطن كل الوطن قبل الرحيل – يمنحكن الله طول العمر- لفتيات من الأجيال القادمة لديهن إرادة كـ"ماما رقية" وقدرة تحمل لاقتحام الحواجز والسدود كـ"ماما رقية" وصبر على الألم والأوجاع كـ "ماما رقية" إنه تاريخ لنساء الزمن الجميل... فلم تعقم المدينة/ عدن " ولاَّدة " ولها تاريخ جميل.





#عفراء_الحريري (هاشتاغ)       Afraa._Al-hariri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية وطن...
- لا.. لا نقبل الافتراء على منظمات المجتمع المدني
- حقوق الإنسان .. ومصلحة الوطن قضايا لا تعالج همساً أو سراً


المزيد.....




- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عفراء الحريري - عفراء حريري في وداع رقية أنوري: عدن... نساء الزمن الجميل