أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما مرير !















المزيد.....

قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما مرير !


ثامر قلو

الحوار المتمدن-العدد: 2153 - 2008 / 1 / 7 - 11:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يمثل الاكراد أحد المكونات الاساسية في الفسيفساء العراقي ، فهم يستقطنون في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من العراق ، وهي المنطقة التي يطلق عليها كردستان العراق في الادبيات السياسية ، والشعب الكردي ، شعب كبير وأصيل عانى من الاضطهاد القومي العروبي كثيرا على امتداد القرن العشرين بسبب المطالبة بحقوقه القومية المشروعة ، وهي الحقوق التي يستحق الاكراد نيلها ، كما نالها اغلبية الشعوب الكبيرة في العالم ، لكنهم تعرضوا لاجحاف كبير حسب الاتفاقيات الاستعمارية التي قسمت شعوب الشرق ، وقد يعود التهاون الكردي بالقبول بهذه الاتفاقيات في جانب كبير منه ، لضعف الشعور القومي الكردي ، وتفوق الايمان بالشعور الديني وتفضيله على الشعور القومي حينها ، الامر الذي يسر وسهل اندماجهم في المجتمعات الاسلامية المحيطة بهم ، وهي الدولة الايرانية ، تركيا والعراق .
في النصف الاول من القرن العشرين ، بدأ الشعور القومي للاكراد بالتبلور ، وبدأ سخطهم على الاوضاع القائمة يتفاقم ، فكانت النتيجة اشعال ثورات القائد الكردي محمود الحفيد مرورا بحركات وثورات القائد التأريخي الملا مصطفى البرزاني حتى انهيار الحركة الكردية في العام 1975 ، بسبب تخلي الولايات الامريكية والدولة الايرانية عن دعمهم مقابل تنازل بطل العروبة صدام عن المياه الاقليمية العراقية للدولة الفارسية التي اصبحت الجمهورية الاسلامية الايرانية حاليا . وهي الاتفاقية الذليلة التي طالب مؤخرا السيد جلال الطالباني بالغائها لغرض في نفس يعقوب ليس الا .

في اعقاب انتفاضة الشعب العراقي على النظام الدكتاتوري في العام 1991 ، نال الاكراد بعض حقوقهم المشروعة نتيجة ضغط الرأي العام العالمي على الدول الكبرى ، فقد تم لهم ادارة مناطقهم من قبلهم للمرة الاولى في تأريخهم الحديث ، وقد تم لهم أيضا اجراء انتخابات برلمانية محلية ، أفرزت نتائجها عن استقطاب مناطقي بين حزبين كبيرين هما الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة رئيس الجمهورية حاليا جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة السيد مسعود البرزاني رئيس الاقليم الكردستاني، فكانت النتيجة تشكيل ادارتين حكوميتين منفصلتين من قبل الحزبين في مناطقهما ، وقد يسر سقوط النظام الصدامي في العام 2003 الكثير من مسببات الاختلاف بين الحزبين، وهي الاختلافات التي تقوم في أغلبها على المصالح الحزبية والنفعية .

بعد السقوط في العام 2003 ، دخل الاكراد بقوة في المعترك السياسي العراقي ، وأسهموا بشكل كبير في احداث الاستقرار في المناطق المحيطة بكردستان العراق ، ودخلوا طرفا قويا في الحكومات العراقية المتعاقبة وشكلوا الضلع القوي في المثلث العراقي الكبير بجدارة ، غير أن اسهامهم في الشأن العراقي ، رافقه الضغط بقوة للحصول على مطاليبهم القصوى ، ومن بينها المحاولة لالحاق المدينة النفطية كركوك بالاقليم الكردستاني ، مما يعني وضعهم اليد على مكامن تأسيس الدولة الكردية المنشودة حين يتم الالحاق ، الامر الذي يعني وضع الحكومة العراقية والشعب العراقي أمام خيارات معقدة ، وقد يكفي للدلالة ، تلكأ الحكومات العراقية المتعاقبة عن تنفيذ بنود الدستور وخصوصا المادة 140 المتعلقة حصرا بأوضاع مدينة كركوك ، وكان ابراهيم الجعفري اول الضحايا في هذا الخصوص بعد شم الاكراد ما يفيد بممانعته عن تنفيذ هذه الفقرة فتم اسقاط حكومته ، فهل يكون السيد نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي الضحية الثانية في هذا الطريق الشائك ؟
الايام المقبلة ستشهد المزيد من التوتر بين الحكومة المركزية ، وحكومة الاقليم الكردي ، وحسب كثير من المراقبين ، لم تكن زلة لسان ، حين صرح الطلباني بالغاء اتفاقية الجزائر ، وانما كانت اشارة صريحة وواضحة للاشمئزاز من مواقف المالكي والتنويه بامكانية اسقاط حكومته مثلما حدث لحكومة سلفه ابراهيم الجعفري في جانب ، وحث الحكومة الايرانية للضغط على الحكومة الدينية الحليفة لهم لتنفيذ مطاليبهم في الجانب الآخر ، فقد كان وقع الالغاء كبيرا على الجانب الايراني الذين تحركوا على اكثر من صعيد لاحتواء مواقف الطالباني الجديدة .
لكن الملفت في الامر أن الحليف الجديد للحزبين الكرديين ، هو طارق الهاشمي وامتداته الطائفية والدينية الاخرى ، الباحث بتلهف عن أي وسيلة يمكن أن تبرز وترفع من شأنه ، فما فعلوه بالسيد أياد علاوي شاهد دامغ على نرجسية هذه القوى الطائفية، والحق ان القوى الدينية العراقية لم يكونوا يوما يؤمنون بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، لايمانهم، بان الاسلام يوفر للمكونات العراقية حقوقهم في كل المجالات ، وتبقى المزايدات من هذا الطرف أو هذاك لا تعدوا كونها مراوغات آنية ووقتية .
السؤال الكبير ، هو هل ينال الشعب الكردي حقوقه المشروعة في ظل الفوضى وانهيار الوضع الامني ، أم حين يتم استتباب الامن واستقرار اوضاع البلاد ؟ ولا يقل عن هذا التساءل القول مرة اخرى ، هل ينال الشعب الكردي حقوقه المشروعة في ظل حكومة دينية أم في ظل حكومة علمانية ليبرالية ؟
حلم الطفل الكردي ، هو الاستقلال وتشكيل الدولة الكردية ، كما هو حلم وطموح الشيخ والمرأة عندهم ، ولهم الحق بحلمهم الجميل ، فكيف يستكين شعب يملك كل مقومات الحياة للبقاء في كنف شعوب اخرى ؟ غير أن الحلم الجميل محاط بالاشواك ، فهناك يحيط بهم دول عدوة لهم ، دول لاتتوانى أبدا عن تحطيم كل طموحاتهم ، ثم أن الدولة الكردية المنشودة تثير الشجون العراقية ، فانها، لن تقام الا على انقاض دولة يحبها العراقيون ويعشقونها ، فلو سألت أي من العراقيين، أطفالهم ، وشيوخهم ، يقرون للشعب الكردي حقوقه ، لكن بعيدا عن كركوك ، لعلمهم ان بقاء كركوك ضمن الدولة المركزية يعني بقاء الفسيفساء العراقي مكونا للعراق الكبير .
حقا لا قيمة لدولة كردية ، دون أن تكون كركوك قلبها ، وهو ما يعلمه الاكراد جيدا ، لكن تحقيق هذا الحلم ، وفي هذه الآوان عسير المنال ، وخيار مفتوح على كل الاتجاهات ، ولا يقل خيارهم الاخر مرارة ، عند البقاء مكونا يكمل بقية المكونات للشعب العراقي ، فكيف يلغي شعب يمتلك كل هذه المقومات افقه المنشود بالاستقلال ؟
لتكن مرارة البقاء مكونا أصيلا من مكونات الشعب العراقي ، أقل وطأة على أبناء الشعب الكردي من الخيارات الاخرى ، وحسب ظني أن بناء دولة المواطنة بعيدا عن الطائفية وبعيدا عن تغلغل الدين والدينيين في الدولة المنشودة يخفف من حنكهم ويزيل عنهم غبار عشرات السنين من القهر والاضطهاد ، لذلك ، يقتضي من أبناء الشعب الكردي وأحزابهم تعزيز القوى العلمانية والديمقراطية في العراق ، لان العلمانيين والديمقراطيين هم القوى الحقيقية المؤمنة بحقوق الشعب الكردي المشروعة .
أيها العلمانيون أبحثوا عن وسيلة تلبون بها طموحات الشعب الكردي المشروعة ، مع شدهم للعراق الكبير !



#ثامر_قلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المشهد العراقي ....2 ..ثورة العشيرة على المليشيات ا ...
- قراءة في المشهد العراقي ....1 ..تطورات الموقف الامريكي !؟
- نحو بلورة التيار المعارض في الحزب الشيوعي العراقي ؟
- انهيار الائتلافات الطائفية ، يشرع الانطلاقة لاقامة المشروع ا ...
- لماذا يؤرق قانون النفط حكومتنا الموقرة ؟
- يوما .... كانت مواقف الحزب الشيوعي بوصلة للوطنيين العراقيين ...
- هل يشهد الائتلاف الشيعي أيامه الاخيرة ؟
- أميركا أربع سنوات من الاحتلال يكفي !
- نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في ...
- ويل للمالكي، اخفاق خطة أمن بغداد !
- هل استفاق التيار الليبرالي العراقي من صحوة الحلم الامريكي ؟
- نثرية الطلباني والمالكي تفوق نثرية صدام!
- هل يكفل الدستور العراقي حكما ذاتيا لمسيحيي العراق ؟ !
- علاوي ، لاينفع التحرك بعد خراب البصرة !
- تعقيب حول مقالات بعض الكتاب حول قانون الاقاليم
- وقفة مع قيادة حزبنا الشيوعي العراقي حول قانون تقسيم الاقاليم ...
- يتكلمون عن فيدراليات الكبار ، فماذا عن فيدراليات الصغار ؟
- من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !
- لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!
- جلباب العراق أكبر من أن يلبسه المالكي !


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ثامر قلو - قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما مرير !